الدعاية الأمريكية تغرق في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
عند توقيف صنعاء السفينة الإسرائيلية وجرّها إلى الشواطئ اليمنية، حرّكت الآلة الدعائية الأميركية عجلاتها، وصوّبت نحو خطورة تتعرض لها الملاحة الدولية متجاهلة السبب الرئيس لعمليات القوات البحرية اليمنية وهو العدوان الإسرائيلي الموجه أميركيًا ضدّ قطاع غزّة.
منذ اللحظات الأولى، وصفت واشنطن بدء المرحلة الثانية من عمليات صنعاء، والتي تمثلت بمنع السفن الإسرائيلية من عبور باب المندب، بالعمل «المتهور» و»العبثي» ووضعته في خانة الحرب على الملاحة الدولية، مع أنه محصور جدًا وهدفه واضح.
لاحقًا، صعّدت صنعاء من عملياتها، وذهبت إلى خطوة ثالثة تمثلت بمنع السفن غير الإسرائيلية والمتجهة نحو موانئ فلسطين المحتلة من العبور. وفي هذه المرحلة، واصلت واشنطن الدعاية ذاتها، وعملت بموازاتها على بدء إعداد تشكيل عسكري بحري يشمل أوسع مروحة من دول المنطقة والغرب، وهدفه التدخل عسكريًا. فشلت في إغواء دول المنطقة التي كانت تعير حسابًا لرد الفعل اليمني، ولمعايير تتعلق بأصل الأحداث وارتباطها بما يجري في فلسطين من عدوان، لكنّها نجحت في بدء عمل عسكري – غير محسوب – عبر مرافقة السفن أولًا ثمّ العدوان المباشر.
مع بدء العدوان المباشر، أميركيًا وبريطانيًا، ذهبت صنعاء نحو خطوة رابعة، هي من جهة تشكّل إسنادًا لغزّة، ومن جهة أخرى ترد على العدوان، وكان لاستهداف بحارتها العشرة واستشهادهم الطلقة التي دفعت نحو تسريع الخطوة. وسّعت صنعاء مروحة الاستهداف ضمن الخطوة الرابعة، لتشمل السفن الأميركية والبريطانية وبوارجهما، ونتيحة ذلك ارتفع منسوب النار في البحر، فأُصيبت سفن وبوارج حربية، لكن الحدث الأبرز يكمن في إغراق سفينة بريطانية كانت تحمل أسمدة وتعبر مضيق باب المندب، حيث أصيبت بصاروخ بحري مناسب، وعلى مدى أسبوعين رست تحت مياه البحر.
هذه العملية، سرعان ما استندت إليها واشنطن لإطلاق حملة دعائية جديدة لتحريض دول العالم ودول المنطقة على صنعاء، تحت عنوان تهديد الحياة البحرية، وهو ما لم يفلح حتّى الساعة في تغيير أي من المواقف، ويمكن تأكيد ذلك من خلال هبوط مستوى الدعاية، ، إلى حد دفع السفارة الأميركية في اليمن إلى بث منشور عبر صفحتها على منصة «اكس» يربط بين غزّة والبحر الأحمر، لكن بشكل مختلف عن الواقع، عبر تصوير صنعاء قوةً متوحشةً تهدّد الحياة البحرية، فيما واشنطن هي الحمل الوديع وداعية السلام الذي يلقي المساعدات جوًّا للشعب الفلسطيني في غزّة. هذا المستوى من الدعاية الهزيلة، يعلق عليه مراقبون بالقول: «حتّى من كتبها كان يستهزئ بنفسه».
في المحصلة، إن الدعاية الأميركية قابلتها صنعاء بالتأكيد على مواصلة عملياتها، بل وتصعيدها، كما عبّر أكثر من مسؤول يمني، في تأكيد على استهزاء صنعاء بتلك الدعاية التي فشلت سابقًا، فكيف في هذه المرحلة؟ خصوصًا أن العمليات مرتبطة بأكثر قضايا المنطقة حساسية عند شعوبها، وهي القضية الفلسطينية.
يسجّل لصنعاء وحلفائها القدرة على ضرب الدعاية الأميركية في هذه المرحلة، خصوصًا أن صداها حُصر بما قاله الأميركيون، وفي وسائل إعلام لم يعهد منها سابقًا إلا الترويج للدعايتين الغربية والإسرائيلية، مع فشل متراكم في إقناع الشعوب بعكس الوقائع.
وعليه، يمكن القول: إن الدعاية الأميركية رافقت السفينة البريطانية وغرقت معها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“ناشيونال” تؤكد نجاح صنعاء و”التلغراف” تسخر من الأطلسي
يمانيون – متابعات
أكدت مجلة “ناشيونال إنترست” نجاح قوات صنعاء في تعطيل قدرة البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، فيما أكدت صحيفة “التلغراف” أن حكومة صنعاء أحرجت قوات حلف “شمال الأطلسي” بمنع سفنه من عبور البحر الأحمر؛ خوفاً من استهدافها.
وقال محلل الأمن القومي في المجلة، براندون جيه ويتشرت: “يؤسفني نجاح اليمنيين بقدراتهم العسكرية التي شكلت تهديداً خطيراً ومتنامياً على البحرية الأمريكية”.
وأضاف: “تطوير اليمنيين ونشرهم صواريخ باليستية مضادة للسفن عقُد قدرات البحرية الأمريكية على فرض قوتها على الممرات المائية الحيوية في مضيق المندب بالبحر الأحمر”.
وتساءل بالقول: “إذا كان اليمنيون تمكنوا من كبح قدرات البحرية الأمريكية على فرض قوتها في البحر الأحمر، فإن الصين لن تواجه مشكلة كبيرة في إبقاء أسطول البحرية الأمريكية السطحي فوق الأفق، بينما يسيطر الجيش الصيني على منطقته”.
“ناشيونال إنترست”، وهي مجلة أمريكية مشهورة، أشارت إلى أنه سبق إقرار الأوساط الأمريكية والغربية بفشل قواتها في وقف هجمات قوات صنعاء المساندة لغزة رغم القصف والهجمات العدوانية على اليمن.
“التلغراف” تسخر
بدورها، قالت التلغراف: “نحن أمام حقيقة لا مفر منها صورة مروعة، عندما نشاهد البحرية الألمانية – مجموعة المهام البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي- خائفة من المرور عبر البحر الأحمر”.
وأضافت: “الألمان الذين هم جزء من مجموعة المهام البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي لمواجهة الهجمات اليمنية، يرسلون سفنهم الحربية للعبور حول أفريقيا بعيداً عن البحر الأحمر”.
“التلغراف”، الصحيفة الأكثر شهرة في بريطانيا وأوروبا، أشارت إلى منع حكومتها -في وقت سابق من هذا العام الجاري 2024- حاملة طائراتها “إتش إم إس كوين إليزابيث” من الانتشار في البحر الأحمر.
وأكدت عودة انتشار سفينة الإنزال “لايم باي”، المساندة للأسطول الملكي البريطاني في المحيطين الهندي والهادئ عبر جنوب وغرب إفريقيا؛ تجنباً من المرور عبر البحر الأحمر.
الأمر المحسوم بنظر “التلغراف” أن “البحر الأحمر أصبح يشكل إحراجاً لقوات حلف شمال الأطلسي؛ بسبب هجمات القوات اليمنية”.
202 قطعة بحرية
وأعلنت اليمن، في 4 يناير 2024، منع عبور واستهداف السفن “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية والأوروبية، وأي سفن مشاركة ضمن عمليات حلف “حارس الازدهار”، أو “إسبيدس” في بحار الأحمر والعربي والمحيط الهندي؛ مساندة للكيان الصهيوني.
ومُنذ 10 يناير 2023، استهدفت قوات صنعاء 202 قطعة بحرية تجارية وحربية وزوارق وبارجات ومدمرات وحاملات طائرات “إسرائيلية” وأمريكية وبريطانية في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي.
كما أسقطت 11 طائرة أمريكية بدون طيار من نوع “أم كيو 9″، فوق أجواء المحافظات المحررة التابعة لحكومة صنعاء؛ إسناداً للمقاومة ونصرة لغزة، ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، المساندة لعملية “طوفان الأقصى”.
————————————-
– السياسية – صادق سريع