صدى البلد:
2024-12-28@21:39:29 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: ولاعزاء للفلسطينيات

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

كيف أصدق هذا العالم بصوت المطرب الرائع أمير عيد فى الاحتفال العالمى بيوم المرأة هل يصدق أحد هذا العالم الغربى الذى حدثنا كثيرا عن الديمقراطية والحرية، والايمان المطلق بحرية الشعوب فى تقرير مصيرها ؛ وغيرها من المفاهيم والمصطلحات التى يصدح بها الغرب المزيف؟. 

هل تصدقونه عندما تحدث عن المرأة بصفة عامة ونعتها بأجمل الصفات والمعانى الفخيمة !! تراه كان يمدد كلامه واحتفاله ليصل الى المرأة العربية ويشملها بالمرأة الفلسطينية ؟ هل يحتفل العالم العربى بالمرأة وهو يشهد بأم رأسه ماتعانيه المرأة الغزاوية من قهر قديم بلغ ذروته منذ احداث طوفان الاقصى وماتلاه من حرب اسرائيلية ضروس تواصل شهرها السادس ؛ حصدت فيه ارواح اكثر من٣٠ الف غزاويا منهم اكثر من تسعة آلاف إمرأة فلسطينية فى قطاع غزة المكلوم .

احتفال العالم باليوم الدولي للمرأة، جاء في الوقت الذي تفاقمت فيه معاناة النساء في غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع،وماتعيشه المرأة من  واقع مأساوي هناك، حيث يتعرضن للقتل الممنهج والتهجير القسري والجوع وانقطاع المواد الصحية والغذائية وحرمانهن من حقوقهنّ وأُنتهاك  خصوصيتهنّ تحت ظلم الاحتلال الذى يتجاهل التحذيرات التي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة من مغبة الحرب على النساء اللواتي ما زلن يعانين من آثارها المدمرة، مع وصول عدد الضحايا النساء في غزّة لأكثر من 9000 امرأة. انه لعار  إحياء العالم لليوم الدولي للمرأة، من دون تسليط الضوء على معاناة 87% من النساء في غزّة اللواتي يجدن صعوبة في الحصول على الغذاء، ويبحثن عن الطعام إما تحت ركام المنازل أو في القمامة، ومن دون التحرك لإلزام إسرائيل بوقف جرائم التجويع والقتل بحقّ النساء خصوصاً الحوامل والمرضى منهنّ.

يوم المرأة العالمى حل هذا العام  ليحصد تضحيات الصحفيات اللواتي استشهدن أثناء تأدية مهامهنّ في غزّة وجنوب لبنان، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدفهنّ بشكل مباشر في محاولة بائسة لإسكات أصواتهنّ وترويع زملائهنّ ومنعهنّ من نقل الحقيقة ونقل صورة حقيقية للأوضاع الإنسانية والأمنية الصعبة، والأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها المجتمعات.

كيف تصدق هذا العالم الذى ارتعد للحرب الروسيةعلى أوكرانيا ولم يحرك ساكنا لمعاناة غزة ومن يعيشون فيها ، كيف تصدق هذا المجتمع الدولى الغاشم الذى يبكى دما على ضحايا الحرب الروسية ويشاهد بأعصاب فاترة جثث النساء والاطفال والمسنين فى قطاع غزة . كيف تصدق هذا العالم وهو يصم أذنه عن صراخ اليتامى والثكالى والجوعى فى غزة وهو فى نفس الوقت يسارع لمساندة المحتل الصهيونى بكافة انواع الدعم بل ويبرر مافعله ويفعله بأنه دفاعا عن النفس !!

كيف تصدق هذا العالم وهو يرى ان المحتل صاحب حق وله كل الحرية فى الدفاع عنه بينما صاحب الحق والارض ارهابى يجب القضاء عليه او استسلامه ونزع سلاحه وترحيله من وطنه !! كيف تصدق هذا العالم الملوث والذى يتزعمه القطب الأوحد وهو يقدم السلاح والاموال للصهاينة ويسقط بالطائرات الأطعمة على اهل غزة من قبيل " عشان متموتوش وانتم على لحم بطنكم "!!! كيف تصدق هذا العالم الذى يغض بصره عن وحشية الصهاينة فى التعامل مع اهل غزة بصفة خاصة والفلسطينيين بصفة عامة وهو نفس العالم الذى يذرف دموعه أبحرا على الاسرائيليين الرهائن لدى حماس صاحبة الارض والتاريخ والمكان والزمان .

كيف تصدق هذا العالم الذى يحاصر شعبا فى رقعة ضيقة من الارض ويمنعهم عنهم الهواء والماء والحياة كلها فى حين يضخ برا وبحرا شرايين الطعام والمياه والملذات كلها لبنى صهيون !!

لاتحدثنى عن هذا العالم فقد اختبرته وعلم زيفه ، فهو نفس العالم الذى أوهم الواهمين بالحرية وبينابيع الخير والمفاهيم الديمقراطية وأقنعهم باغتيال قادتهم وعندما سألوا عن الغد المزدهر واجهتهم الديمقراطية الانجلو امريكية بالدبابات ومزقت أوصالهم ونهبت خيراتهم وأعادتهم الى عصور ماقبل الثورة الصناعية . لاتحدثنى عن هذا العالم الذى لايعنيه التحضر الشرقى ولا رفعة منطقتنا بقدر حرصه على نهب ثرواتنا وترويعنا بمغبة عدم اتباع تعاليمه وارشاداته الديمقراطية الحضارية . لاتحدثنى عن عالم يفكر ويخطط ليل نهار عن المزيد من طريق تفكيك المجتمعات الشرقية وسلبها أصالتها وحضارتها وجعلها تابع لاطعم له و لون لبقايا العرب الفاسدة وليست الصالحة الناجحة .

لاتحدثنى عن عالم يعد العدة ليجثم فوق انفاسنا ويزهق ارواحنا من أجل الاستيلاء على خيرات أوطاننا ..

إن شئت أن تحدثنى فليكن حديثك عن مأساة واقعنا وماوصل اليه حالنا ، وإن صدق حديثك فليكن عن  طريقة النهوض بمجتمعاتنا ، وإن كنت أكثر صدقا وايمانا فلابد ان ترفع القبعة للمرأة الفلسطينية التى تقول للعالم كله بأنها عن جدارة تستحق لقب المرأة الحديدية. 

تحية لها فى عيدها العالمى الذى لم يدرجها ضمن النساء الاخريات البيضاوات اصحاب العيون الزرقاوات واللغات غير العربية !!!

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هذا العالم الذى

إقرأ أيضاً:

مونيكا وليم تكتب: نظرية الردع المعدل.. مصر نموذجا

استحضر لي كتابة هذا المقال بعد هجوم إسرائيل على اليمن في خطوة عسكرية تحمل كثيرا من الرسائل السياسية، فقد تجاوز الحدود اليمنية عدد من الغارات على مواقع وتحصينات الحوثيين. حيث إنه قد تنامي إلى الذهن تساؤل هام ومحوري يتعلق بأسباب تصاعد مساعي الجانب الإسرائيلي في الآونة الأخيرة وبمدى أهمية بناء قدرات كامنة تسهم في تعزيز مفهوم الردع لتحقيق التوازن وحماية المصالح الوطنية في ظل هذه التحركات المتسارعة.

وكانت الإجابة أن غياب الردع المعدل هو السبب الذي يكمن وراءه تنامي وتصاعد إسرائيل وإضعاف بعض الأهداف العربية. وهو ما يتوافق مع مقولة ثيودور روزفلت التي تنص على " تحدث بهدوء واحمل عصا غليظة، وستذهب بعيدًا". 
وعليه، كان من الضروري استقراء مقدرات مصر الكامنة، والقدرات العسكرية والتي تعكس دلالات سياسية واستراتيجية عدة، خاصة في ظل تغييرات جيوسياسية ولا تعرف سوى رؤية القوة والرجوع الحرب التقليدية بالصراعات لحروب حرب الجيل الأول: هي الجيل الأول التي يسيطر عليها الحروب العسكرية.

فقد تميز التسليح في الجيش المصري في السنوات الأخيرة، على الاعتماد على أسلحة تتماشى مع التحديات التي فرضتها الظروف في ظل التطورات الإقليمية، وكذلك تطلعاتها في تنمية وحماية مواردها، حيث كانت خطة التسليح تتوافق مع رؤية الدولة الشاملة في تأمين وحماية المصالح الاستراتيجية، ويكفل الردع، بما يمكنها من التعامل مع المستجدات فيما يخص العمليات الارهابية، وغيره لمواجهة كافة العدائيات المحتملة. وذلك من خلال تطوير واستخدام جميع القدرات والإمكانات المتيسرة للدولة، فى جميع جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والبشرية.

وفي هذا الصدد، يمكن القول إن الجيش المصري شهد تطورا نوعيا على كافة المستويات، حيث تنوعت مصادر التسليح الجديدة، فلم يتوقف عن تعزيز قوته بمئات الآلاف من الجنود ورفع الكفاءة القتالية لهم، إلي جانب  تدعيم الأسلحة الثقيلة والخفيفة من مختلف الدول حول العالم على رأسها روسيا، فقد بني منظومة تسليح متنوعة ومتطورة فقد جمع بين طائرة F16 الامريكية والطائرة الروسية الصنع Mi-26ومعها مقاتلة رافال الفرنسية، إلى جانب صواريخ دفاعية وهجومية مطورة محلياً او مستوردة، ووفقا لغلوبار فاير باور تمتلك مصر أكثر من 1130 طائرة حربية، 83 من المطارات العسكرية في الخدمة. 

إلي جانب ذلك شهدت السنوات الأخيرة، تطوير القدرات العسكرية المصرية خاصة فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية للقوات المسلحة، فقد تم إبرامة عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح، تدشين 3 قواعد عسكرية. 

والأبرز في نظري في هذا الشأن هو توطين الصناعات العسكرية بحيث تم تصنيع كافة الدبابات المدرعة وتصنيع الصواريخ المضادة للدبابات وبناء السفن الحربية، هذا فضلا عن  الإعلان عن مسيرات مصرية الصنع خلال معرض "إيديكس" 2023 إلي جانب افتتاح مصنع 300 الحربي في فبراير 2020 لتلبية احتياجات القوات المسلحة. 

على صعيد البحر، فقد كشفت مناورات حسم 2024 والتي نفذت بعمليات الذخيرة الحية في منطقة البحر المتوسط عن القوة البحرية المتمثلة في مروحيات عملاقة وغواصة استراتيجية، كما تمتلك مصر 245 وحدة بحرية تجعل أسطولها الحربي في المرتبة الـ 12 عالميا ويشمل حاملتي مروحيات و13 فرقاطة و7 كورفيتات و8 غواصات، إضافة إلى 48 سفينة دورية و23 كاسحة ألغام بحرية.

وتأسيسا على ذلك، فقد تبنت مصر نظرية "الردع المعدل" والتي تعد من أحدث النظريات الردعية التي فرضت نفسها في ظل تغيير طبيعة التهديدات ونطاقها وحدودها، إذ سعى رواد هذه النظرية إلى التركيز على إثبات فلسفة ردعية، مفادها أن التزود بأدوات ومنظومات ُردعية متنوعة للدولة هو ما يمكنها من تحقيق أهدافها دون الحاجة إلي اشتباك عسكري مباشر، وهو ما أحدث تغييرا جذريا في استراتيجية الردع المنتهجة الآن.
وتـجـــدر الإشارة إلــى أن مـضـمـون نـظـريـة "الـــردع الـمـعـدل" يكمن فـي الــقــدرة على حسن توظيف الإمكانات، والـقـدرات المتاحة لـدى الــدول لتحقيق استراتيجية "الـردع المعدل" دون مخالفة الأعراف، والقواعد الدولية لحفظ السلم والأمن الدوليين.

وهو ما يدفعنا للتساؤل عن كيف وظفت مصر كل القدرات المشار إليها عاليه، لتنفيذ نظرية الردع المعدل والذي اتضح في عدة مواقف سياسية أبرزها استعراض قوة مصر والتي تناولتها صحيفة يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على سبيل المثال فى يوليو الماضي تحت عنوان "اتفاقية السلام" من خلال تناول مقدرات الجيش المصري وتصنيفه كتهديد لبعض المساعي الإسرائيلية. 
وحاليا تنامت الأصوات في الصحف الاسرائيلية التي تركز علي مقدرات الجيش المصري وهو ما يعكس شواغل القيادة الاسرائيلية، وقد برز ذلك في تقرير تم بثه علي القناة ١٤ الاسرائلية وايضا لقاء السفير الاسرائيلي السابق في مصر في صحفية يديعوت أحرونوت الأسبوع الماضي . 

وفي الوقت نفسه، بدت ملامح التفعيل الفعلي بوضوح لنظرية الردع المعدل وتأويلاتها، حينما قامت مصر بتوقيع معاهدة الدفاع المشترك واتفاقيات ومذكرة تفاهم أمنية وتفعيل التعاون العسكري في افريقيا وفي منطقة القرن الافريقي على وجه الخصوص لرفع كفاءة الهياكل الأمنية بها. 

إلي جانب ذلك مسألة قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال التي تتولى مصر نشرها بداية من شهر يناير القادم وتأتي المشاركة المصرية في تلك القوات علي خلفية سلسلة من الأحداث، على رأسها التوترات بين الصومال وأثيوبيا، وبالتالي ارتأت مصر أنها فرصة لإثبات دورها الإقليمي في القرن الأفريقي خاصة في ضوء ثقل قدراتها العسكرية. 

ختاما، يمكن القول إن استراتيجية الردع المعدّل التي انتهجتها مصر تعكس رؤية متوازنة وعميقة لمواجهة التحديات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، ففي ظل التغيرات الإقليمية والدولية، وتفاقم التحركات الإسرائيلية في الإقليم، أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها في حماية المصالح الوطنية المصرية وضمان أمنها القومي. ومع استمرار مصر في تطوير أدواتها الدبلوماسية والعسكرية، يظهر نجاح هذه المقاربة كدليل على قدرتها على التكيف مع تعقيدات المشهد الإقليمي، ما يعزز من مكانتها كقوة إقليمية محورية قادرة على تحقيق توازن مستدام في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • الإعلان عن النساء ذوات أجمل الوجوه في العالم.. 5 تركيات في القائمة (صور)
  • المرأة اليمنية.. كيف توفق بين الأدوار الأسرية والمهنية؟
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة للجدل وخلال احتفالها بعيد ميلادها.. فتاة سودانية تؤكد أن دور المرأة في المجتمع أهم من الرجل وتقود مبادرة لتثقيف وتوعية النساء لمعرفة حقوقهن
  • نسرين حجاج تكتب: المواطنة والوعي: درع مصر
  • كريمة أبو العينين تكتب: 365 فرصة جديدة
  • ‎ريهام العادلي تكتب: إنجازات المرأة المصرية عام 2024.. شهادة نجاح جديدة
  • مونيكا وليم تكتب: نظرية الردع المعدل.. مصر نموذجا
  • حكم أذان المرأة لنفسها في بيتها أو لجماعة النساء
  • كريمة أحداد: الرواية فنّ إعادة ترتيب الواقع
  • روان أبو العينين تكشف تفاصيل معاناة المدنيين في مناطق النزاع