«خزانة الكتب» في كافة أرجاء الدولة خلال «شهر القراءة»
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة محمد الشرقي: دعم قطاع المسرح وترسيخ قيم الهوية الوطنية «التسامح» تنظم ملتقى لقاءات وقراءاتأعلن مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عن أجندة فعّاليات مبادرة «خزانة الكتب» في شهر القراءة الوطني. وتتيح المبادرة لزوّار مراكز التسوّق في عدد من إمارات ومدن الدولة الفرصة لاقتناء مجموعة كبيرة من الكتب بعناوين متميّزة وحصرية.
وتوفر أكثر من 350 عنواناً تتناول شتى المجالات، وتتضمن: كتباً للأطفال والناشئة، وأدب الرحلات والتراث والتاريخ والجغرافيا، وكتب السيرة والأدب والفنون، والألعاب الرياضية، والعلوم الطبيعية، إلى جانب كتب العلوم الاجتماعية والفلسفة وعلم النفس والمعارف العامة.
وانطلقت فعّاليات خزانة الكتب من مدينة العين، وتحديداً في «هيلي مول» للمرة الأولى هذا العام ولمدة أسبوعين، ووفّرت أكثر من 225 عنواناً من مشروعي «كلمة» و«إصدارات». وانتقلت بعد ذلك للمرة الأولى أيضاً إلى «معرض جامعة العين للكتاب» للترويج لإصدارات المركز، حيث قدّمت ما يزيد على 150 عنواناً.
وتتواجد خزانة الكتب في الوقت الحالي في «سيتي لايف مول» بإمارة عجمان حتى 10 مارس المقبل، وتوفر 250 عنواناً من كتب وإصدارات المركز أمام الزوار، إلى جانب تواجدها في «مكاني مول» بإمارة أبوظبي حتى 9 مارس المقبل عارضة أكثر من 175 عنواناً من جميع المجالات. وكذلك تتواجد لأول مرة في «مركز النقل المتكامل» في أبوظبي عارضة أكثر من 200 عنوان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شهر القراءة الإمارات شهر القراءة الوطني القراءة الشهر الوطني للقراءة مركز أبوظبي للغة العربية أکثر من
إقرأ أيضاً:
حتماً ستعود القطط !!
بقلم : حسين الذكر ..
قبل موت والدتي بآلاف السنين ماءت في باحة بيتنا قطة لم تكن سوداء حيث نعتوها بالشؤم ، فيما اتخذها بعضهم ستراً لدرء الأخطار وإبعاد الأشرار .. ظلت تدور مع حاجيات الأسرة وشخوصها تبحث في المستقبل، تستشرق نوع القوة بعيداً عن فلسفة الانقياد .
مع أنها قريبة منا جميعاً إلا أن أحداً لم يفهمها .. تبدو منفعلة ببعض تفاصيلها، وحنونة بنوبات أخرى .. لم يحزن الجميع لغيابها ، إلا أن أمي كانت تتحسس وقع أقدامها ودفء موائها كلما يثقب الأفق بوخز شعاع مصفر ، أو يولي الأدبار على تلال بعيدة ، يغط مختبئاً في دهاليز بحر عميق ..
كانت تشكل مع نباح كلاب الشوارع ليلاً ، حرساً ذاتياً يمدنا بجمالية وتر موسيقي لم يقف عند حدود الطرب ، بل يتغلغل بأحيان كثيرة في أعماقنا، يربت منه شعاع على مواجعنا الخفية والظاهرة ، يسكن ويعزي في دواخلنا السحيقة، وربما ينتقد أسئلتنا السخيفة منها.
لم يعلن بيان رسمي بفقد القطة : كما أن فرق الإنقاذ لم تبحث عنها في الحانات والمشافي ودور الرقاق والنفاق .. ابي اكتفى بصلاته : ( أن يمنحنا الله الطمأنينة، ويوقف تداعيات نفسية اكثر منها مادية ).
مع أني كنت صغيراً و يصموني بالصبا .. إلا أن ثمة حزن باطني اعتراني منذ بواكير الوعي .. عن تلك الرقيطة المفقودة .. لم تكن أجواء، ولا أرجاء الخواء محددة من تسكعات طفل واهم .. يكاد يبحث عن نفسه ولعبته أكثر مما تعنيه مواءات تلك القطة التي لطالما خلقت لنا حياة ومنحتنا فكرة جديدة .. وهي تحمل وتربي وتلاعب وتكبر أجيالاً من القطط الصغار المنتشرة في جميع أرجاء المدينة والممتدة في تشعبات المدنية كلها .
تساءلت مرة : ( لا يمكن لملاصقتنا للقطة وبقية الحيوانات الأخرى .. أن تكون مجرد عبث سماوي أو رغبة أرضية .. ثمة حكمة في الخلق والاختلاق والاتحاد البيئي والنفسي ) .
مع أن مطر الحوادث أغرق البيئات، كما أن حادلة الزمن ظلت تكتسح الاجيال .. حتى إن دموعي على رحيل أحبائي أخذت الكثير من فحوى التفكير .. إلا أن ذلك المواء الخارق للعادة ظل يشكل هاجساً في سلسلة أفكار دفنت مع حنان أمي .. لم أنس تلك القطة .. وقد تذكرتها مرة أخرى . حينما شاهدتها في صباح باكر تموء قرب بيتنا .. وهي تحك ظهرها بالحائط كأنها تطرق الأبواب باحثة عن شيء ما لم تنسه رغم كل تلك العصور والقرون .. حككت راسي، وفركت عيني، وانتفض فكري لعلي في حلم أو تيه لحظي ، او شبه نائم .. أحقاً هذه قطتنا بذات المواء الازلي والألوان نفسها.. إنها هي ذاتها التي كنا نلعب بها أو تلعب بنا قبل الميلاد .. وها نحن معاً نستغرب توالدها من جديد !!