لم تبهت ألوان لوحات الفنانة التشكيلية السودانية نجاة عثمان يوماً ولم يغب صوتها الشعري عن مناهضة الديكتاتوريات وبذر نواة الحرية والعدالة والإنسانية.

التغيير: عبد الله برير

نجاة عثمان محمد سعيد، المولودة بمدينة ود مدني وسط السودان بحي دردق العريق سليلة أسرة مبدعة تتنفس الشعر والرسم والغناء.

ومع نبوغها في الشعر اختارت دراسة الفن التشكيلي لتقرن الريشة بالقافية في رحلة الإبداع.

تعرضت الفنانة التشكيلية لحدث محزن تمثل في إحراق لوحاتها بواسطة أحد المهووسين الذي حرق أعمال شقيقتها أيضاً.

الشاعرة والرسامة السودانية عضو فعال في النشاطات النسوية ومناضلة في حقوق المرأة وعنصر مؤثر في الاتحاد النسائي السوداني.

 وجه مشرق

أظهرت عثمان الوجه المشرق للسودانيات وعُرفت إبان دراستها الجامعية بالانضمام للجبهة الديمقراطية وهي الذراع الطلابي للحزب الشيوعي السوداني.

واتسمت خلال نشاطها السياسي بالقوة والصرامة، ووصفت بأنها مصادمة في مبادئها التي لا تقبل المساومة فيها. اشتهرت عثمان بالعديد من القصائد منها ما كتبته عن مسقط رأسها بمنطقة  مساوي شمال السودان.

وأضافت إليها أغنية (الزمن الفلاني) التي لحنها الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد كثيرا من الشهرة والتقدير بسبب تميز المفردة وحداثة الطرح.

تأثرها بالفن التشكيلي

ظهر جليا تأثرها بالفن التشكيلي في الأغنية التي مثلت لوحة ومهرجانا من الألوان والمشاعر.

في الزمن الفلاني جعلت الشاعرة باب الأمل مشرعا نحو الحرية والجمال مما يحرض السماء على ان تفيض دررا في تمازج برتقالي.

وقتها يسطر اسم المحبوب الوطن على رموش “غيم أرجواني وندمن الضحك المعافى نحيا في الفرح المورد ياسميني وأقحواني”.

لوحة ناصعة التفاؤل ومترعة بألوان الحب والأمل يستشف منها عبق الجمال الآسر، وتسترسل نجاة في مخاطبة محبوبها الرمزي:

 يا حبيبنا  جوة عينيك عايشه ناس بتسجل الايام اغاني

 ذلك الوطن الذي أسكَن بعينيه أبناءه وأمكنته ليعبّد طريق الحرية والنور:

 والطريق ما بيبقى ساهل

ليك بالمعنى المكاني

هي رهينة الوعد مرهونة بتحقق الزمان وفق حيثيات معينة ويومها سوف (نمسح الحزن المعشعش في عيونك اسمراني).

ولم تنسى أن تدس أحلام المزارعين والفلاحين المسحوقين (الترابلة) في العلاقات المعاني من اكتوى بنيران المسافة والشقاء والمعاناة:

 يا حبيبنا تحيا في حلم الترابلة

والعلاقات المعاني

وتختتتم اللوحة ببث أصداء التفاؤل حين يشرق الفجر الحقيقةوالصباح الأبيضاني.

الوسومالثقافة السودانية مصطفى سيد أحمد نجاة عثمان ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الثقافة السودانية مصطفى سيد أحمد ولاية الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إيما لازاروس الشاعرة الأمريكية.. خلدت كلماتها على تمثال الحرية |ما قصتها؟

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، واحدة من أبرز وجوه الحركة الأدبية في القرن التاسع عشر. عُرفت لازاروس بأعمالها الأدبية والشعرية التي جمعت بين الرومانسية والدعوة للعدالة الاجتماعية، لكن قصيدتها الشهيرة “التمثال الجديد” هي التي خلدت اسمها وربطته بأحد أعظم رموز الحرية في العالم: تمثال الحرية.
كتبت إيما لازاروس قصيدة “التمثال الجديد” عام 1883 في إطار جهود جمع التبرعات لبناء قاعدة تمثال الحرية، الذي يرمز إلى امرأة متحررة من قيود الاستبداد، تحمل في يدها اليمنى مشعلًا يرمز للحرية، وفي يدها اليسرى كتابًا نقش عليه تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي “4 يوليو 1776”.

تُجسد كلمات القصيدة رؤية إيما لازاروس للولايات المتحدة كأرض جديدة ترحب بالمهاجرين الذين تركوا خلفهم الظلم والاضطهاد في أوطانهم، لتمنحهم فرصة لبدء حياة جديدة. وفي عام 1903، أي بعد 20 عامًا من كتابة القصيدة و16 عامًا من وفاتها، تم حفر كلماتها على لوحة برونزية ووضعت عند مدخل قاعدة التمثال، لتظل رسالة ترحيب للأجيال الجديدة من المهاجرين.

لماذا فشل ديليسبس بتكرار نجاح قناة السويس في بنما؟ قصور الثقافة تطلق دورة جديدة في فنون السينما ديسمبر المقبل مسيرة أدبية مميزة

تميزت أعمال إيما لازاروس بطابعها الرومانسي، حيث آمنت بمبدأ “الفن من أجل الفن”، لكنها لم تتجاهل القضايا الاجتماعية. كانت كتاباتها تعكس إيمانها بالعدالة الاجتماعية، وقد سعت من خلال أشعارها ومقالاتها إلى تسليط الضوء على معاناة المهمشين.

إلى جانب إبداعها الأدبي الخاص، عملت لازاروس على تبسيط وترجمة العديد من الأعمال الشعرية الألمانية والإيطالية، وخاصة أشعار الشاعرين يوهان غوته وهاينرش هاينه، مما أظهر شغفها بالثقافات العالمية.

رغم إسهاماتها الأدبية العظيمة، فقد انتهت حياة إيما لازاروس بشكل مأساوي في عمر 38 عامًا فقط، ويرجح أن وفاتها كانت بسبب إصابتها بالسرطان. لكن أعمالها، وخاصة قصيدتها المرتبطة بتمثال الحرية، جعلتها رمزًا للأمل والمثابرة.

تظل كلماتها محفورة في مدخل التمثال، شاهدة على رؤيتها الإنسانية، حيث تمثل دعوة مفتوحة لكل من يسعى إلى الحرية والحياة الكريمة.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
  • في ذكرى وفاتها.. سهير البابلي نجمة الفن التي أضاءت المسرح والشاشة
  • توم بيرييلو: تأهل المنتخب السوداني لأمم إفريقيا مثال آخر على الروح السودانية التي لا تقهر في مواجهة الشدائد
  • شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الفنانة ندى القلعة: (أمسكي تور مجوكك عليك ونحنا بنمسك الشكري علينا)
  • نشرة الفن.. نجاة نهال عنبر من حريق منزلها وسر وجود أشرف داري والشيبي على ريد كاربت مهرجان القاهرة
  • إيما لازاروس الشاعرة الأمريكية.. خلدت كلماتها على تمثال الحرية |ما قصتها؟
  • فلسطين ضيف شرف مهرجان الفن التشكيلي المعاصر بالجزائر.. ينطلق 26 نوفمبر
  • 1000 يوم من الحرب بأوكرانيا|المواطنون يتحدون الواقع بالفن والرياضة.. والقادة يتعهدون بعدم الاستسلام
  • الحرية أن تعرف حدودك
  • اثنتان وعشرون لوحة للفنان التشكيلي محمد الحسن داغستاني في معرضه الفردي الخامس والعشرين بحمص