«محمد جمال».. جندي استشهد قبل انتهاء خدمته بيومين
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
الشهيد جندى مجند محمد جمال كامل، أحد أبطال القوات المسلحة، الذين استشهدوا خلال مهمتها المقدسة فى القضاء على الإرهاب فى شمال سيناء، والذى استشهد على يد العناصر الإرهابية الخربة فى يوم 7 مايو 2022، فبعد النجاحات الكبيرة التى حققتها قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية فى القضاء على الإرهاب، وعدم قدرتهم على المساس بالارتكازات الأمنية، والوحدات العسكرية، وبعد الضربات الكبيرة التى وجهتها القوات المسلحة لهم، لتقضى على قياداتهم وأغلب عناصرها، توجه بقايا الإرهاب حينها لاستهداف المنشآت المدنية والأعمال التنموية فى شمال سيناء، لتكثف القوات المسلحة تأمينها، رغم كونها مواقع غير قتالية.
إحدى تلك المنشآت كانت محطة رفع مياه منطقة «بئر عرام»، الواقعة فى وسط سيناء، التى هاجمتها العناصر الإرهابية، ليدافع عنها أبطال القوات المسلحة ببسالة، إلا أن الشهيد جندى مجند محمد جمال كامل سقط شهيداً فى تلك المواجهات.
الشهيد محمد جمال كامل، من مواليد 12 فبراير عام 2000، من سكان مدينة السادس من أكتوبر، والذى التحق بالقوات المسلحة بعد حصوله على دبلوم السياحة والفنادق من مدرسة الشيخ زايد الثانوية الفندقية.
الشهيد أخفى عن أسرته خدمته في سيناءويقول الحاج جمال كامل أحمد، والد الشهيد، إن نجله أخفى عنهم أى معلومات عن أماكن خدمته فى سيناء، فى ضوء السرية الكاملة التى يعمل بها رجال القوات المسلحة من أكبر قائد حتى أصغر جندى، كما أنه لم يرد أن يقلقه هو وأمه عليه، ليقول لهما إنه يخدم فى الإسماعيلية. ويضيف والد الشهيد، فى تصريح لـ«الوطن»، أن نجله كان يخدم فى أواخر خدمته فى تأمين محطة مياه، عبر قوة خُصصت لحراسة محطة المياه لعدم تخريب العناصر الإرهابية لها، ورغم أنها موقع «غير قتالى»، فإن الإرهابيين كانوا يستهدفونها، فى ضوء تخريبهم لكل ما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، ما داموا لم ينجحوا فى الاستيلاء عليها. ويوضح الحاج جمال كامل أحمد أن نجله قبل استشهاده حصل على إجازة ليزور أسرته وأصدقاءه، لكنه فجأة قطع الإجازة وسافر مرة أخرى، بعد استدعائه فى ضوء تكثيف التأمين على المنشآت الحيوية والمهمة فى سيناء، واستشهد قبل يومين فقط من ميعاد خروجه من الخدمة.
وقال الحاج جمال إن الشهيد اتصل به قبل استشهاده ليلاً، وقال له: «ادعيلى يا بابا»، ليدعو له، وفى اليوم التالى فوجئ باتصال من قيادة الجيش الثانى الميدانى تخبره بنبأ استشهاد نجله.
ويقول والد الشهيد إن نجله كان «مرح وصاحب صاحبه»، وأنه كان خدوماً للجميع، ويسهل أى أمور على أسرته، وأصدقائه.
والده: قال لأمه «انتي تطولي أنا أكون شهيد.. أنا نفسي أستشهد يا ما»وروى موقفاً جمع الشهيد بوالدته قبيل استشهاده بأسبوع، وقتما كان فى الإجازة قبل حادث الاستشهاد، ليقول لها: «أنا هطلعك الحج يا ما»، لترد والدته: «هتتكلف كتير»، ليعقب: «مالكيش دعوة.. والله هحججك». ويضيف: «قال لها أنا إن شاء الله هاستشهد. . لتقول له إنك هتخرج من الخدمة قريب على خير»، ليرد: «انتى تطولى أنا أكون شهيد.. أنا نفسى أستشهد يا ما»، ليستشهد بعدها، وكأنما قلبه كان يشعر بما سيحدث.
ويشدد والد الشهيد محمد جمال كامل على الرعاية الكاملة التى توليها القيادة العامة للقوات المسلحة بأسر الشهداء والمصابين على جميع الأصعدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشهادة التضحية الفداء منسى القوات المسلحة محمد جمال کامل والد الشهید
إقرأ أيضاً:
الشهداء فى الذاكرة.. أصر على النزول للدفاع عن زملائه والدة الشهيد محمد وهدان تروى التفاصيل
في قلب كل شهيد، قصة بطولة لا تموت وتضحية نقشها التاريخ بحروف من نور، في هذه السلسلة نقترب أكثر من أسر شهداء الشرطة والجيش، نستمع إلى حكاياتهم ونستكشف تفاصيل حياتهم، ونرصد لحظات الفخر والألم التي عاشوها بعد فراق أحبائهم.
هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن، لم يرحلوا عن ذاكرة الوطن ولا عن قلوب ذويهم من خلال لقاءات مؤثرة، نروي كيف صمدت عائلاتهم، وكيف تحولت دموع الفقد إلى وسام شرف يحملونه بكل اعتزاز.
هذه ليست مجرد حكايات، بل رسائل وفاء وتقدير لمن بذلوا أرواحهم ليحيا الوطن.
" كل مره وهو رايح على شغله كان بيقولى أنا نازل يا ماما المره الأخيرة قالى أنا ماشى يا ماما، كل لما اروح ازوره وانادى عليه مش بيرد عليا "، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد النقيب محمد وهدان معاون مباحث قسم شرطة كرداسة الذى استشهد خلال أحداث محاصرة قسم كرداسة من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية ابان فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.
وأضافت والدة الشهيد، أن نجلها الشهيد كانت في المنزل يوم أحداث قسم كرداسة، موضحة أن زميله "هشام شتا" الذى أستشهد أيضا في نفس الاحداث أتصل عليه هاتفيا اخبره بأن القسم محاصر من قبل ناصر جماعة الإخوان الإرهابية، لافتة إلى أن الشهيد أصر على النزول والذهاب إلى القسم والالتحاق مع باقى زملائه من العساكر والضباط لحماية القسم والحفاظ على الأمن في تلك الظروف العصيبة التي مرت بها مصر، مشيرة إلى أنها ظلت تطلب منه وتتوسل إليه الا يذهب إلى القسم في ذلك اليوم، إلا أنه أصر على الذهاب بعد أن أكد لها أن الأمر طبيعى ولا يوجد شيء يستدعى كل هذا القلق الذى ينتابها.
وتستكمل والدة الشهيد وهدان، أنها في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، شعرت بحالة انقباض في قلبها ينتابه شعور بالخوف الشديد، موضحة أنها أدركت بعد ذلك أن الوقت الذى شهرت فيه بهذه الأشياء هو نفس الوقت الذى أستشهد فيه نجلها أثناء دفاعه عن مكانه في قسم شرطة كرداسة، مضيفة أن شقيقه أتصل عليه قبل استشهاده بساعة على الأقل، وسأله عن الوضع عنده فأخبره أن كل شيء على ما يرام، لكنه طلب منه خلال المكالمة أن ينتبه لنفسه ولأمه ولباقى عائلته ثم انتهت المكالمة بينهما، لافتة إلى أنههم لم يتمكنوا من الاتصال به بعدها حيث أن هاتفه تم اغلاقه، مشيرة إلى أنها ووالد الشهيد وباقى الأسرة انتابهم حالة من الخوف، فذهب والده وشقيقه وزوج شقيقته إلى كرداسة إلا أن العناصر الإرهابية كانت قطعت الطريق ومنعت الدخول أو الخروج من كرداسة، حتى تمكنوا من الدخول إلى محيط القسم ليجدوا الشهيد ملقى على الأرض غارقا في دمائه أمام القسم بعد دفاعه عنه باستماته وشرف.
وأوضحت والدة الشهيد، أن نجلها كان دائما في رمضان ما يكون هو سر البهجة والسرور وسبب دخول السعادة إلى قلوب أسرته كلها دون استثناء، موضحة أنه كان دائم البهجة والفرح وأنه كان محب للمة العائلة دائما على المائدة في رمضان، موضحة أن الأن الفرحة انتهت ولم تعد موجودة بعد رحيل الشهيد، لافتة إلى أن المنزل أصبح مظلم وأن كل الأيام أصبحت بعضها.
كما وجهت والدة الشهيد، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي تمنت فيها أن يوفقه المولى عز وجل فيما فيه صلاح مصر وتقدمها.
مشاركة