النزاع بين آبل وإبيك.. أول اختبار للقواعد الأوروبية بشأن المنصات العملاقة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
أكدت المفوضية الأوروبية أمس الخميس أنها طلبت توضيحات من شركة آبل التي اتهمتها شركة "إبيك غيمز" الأميركية الناشرة لألعاب الفيديو بإعاقة المنافسة عبر منعها من تطوير عرض تطبيقات بديلة على هواتف "آيفون"، بحسب وكالة فرانس برس.
وقالت ناطقة باسم المفوضية "لقد طلبنا من شركة آبل توضيحات إضافية عن هذا الموضوع في إطار "قانون الأسواق الرقمية"، في إشارة إلى القواعد الجديدة بشأن المنصات الرقمية التي دخلت حيز التنفيذ الخميس في الاتحاد الأوروبي.
وكجزء من هذه القواعد المتعلقة بالأسواق الرقمية -المعروفة اختصارا بـ"دي إم إيه"- فإن ست شركات من عمالقة قطاع التكنولوجيا في العالم بينها "آبل"، ملزمة بفتح منصاتها للمنافسة. ويرمي القانون إلى حماية ظهور الشركات الناشئة ونموها وتحسين الاختيارات المتاحة للمستخدمين.
ومع ذلك أعلنت شركة "إبيك غيمز" -الناشر الرسمي للعبة "فورتنايت"- الأربعاء أن "آبل" منعتها من تقديم متجر تطبيقات بديل لمتجر الشركة المصنعة لهواتف "آيفون". وقالت "إبيك" إن محاولتها الأولى لعرض متاجرها الخاصة عبر هواتف "آيفون" قوبلت بالرفض، ووصفت "إبيك" ذلك بأنه إجراء انتقامي بسبب انتقاداتها العامة الكثيرة لـ"آبل".
واتهم الرئيس التنفيذي لشركة "إبيك غيمز" تيم سويني المديرين التنفيذيين لـ"آبل" بالقيام بـ"محاولة صارخة لإجبار منافسهم الرئيسي على الخضوع".
وفي معركته الطويلة الأمد ضد "آبل"، بات سويني يعتمد على قانون الأسواق الرقمية.
وقالت مديرة تنفيذية أخرى في "إبيك" إنها "مقتنعة بأن هذا هو بالضبط نوع الإجراءات الذي يجب على قانون الأسواق الرقمية محاولة منعه".
وشددت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية الخميس على أن بروكسل تقيّم أيضا ما إذا كان موقف شركة آبل "لا يثير الشكوك حول امتثالها" لقانونين آخرَين للاتحاد الأوروبي ينطبقان على الشركات العاملة في القطاع الرقمي.
وتكثف "إبيك" في السنوات الأخيرة إجراءاتها القضائية وتتواصل مع السلطات لإجبار "آبل" و"غوغل" على فتح أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة الخاصة بهما "آي أو إس" و"أندرويد" (المثبتة على الغالبية العظمى من الهواتف الذكية) لتنزيل المتاجر للتطبيقات البديلة لتطبيقاتها.
وتسعى الشركة المطورة لألعاب الفيديو أيضا إلى حمل عمالقة التكنولوجيا على وقف فرض عمولة كبيرة على المشتريات التي يجريها المستخدمون (المكافآت، خيارات الألعاب).
وفي الثاني من مارس/آذار الجاري أغلقت آبل حساب مطور "إبيك"، وهو حساب ضروري لإطلاق متجر على أجهزتها.
وقال ناطق باسم آبل في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالة فرانس برس: إن "انتهاك إبيك الصارخ لالتزاماتها التعاقدية تجاه آبل دفع الهيئات القضائية إلى القول إن آبل لها الحق في إنهاء أعمال إبيك في أي وقت ووفقا لتقدير آبل وحدها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مراهقون يضربون وجوههم بالمطارق.. صيحة لوكس ماكسينغ الجمالية تغزو المنصات
في مشهد صادم، يظهر شاب يضرب عظم وجنتيه بمطرقة في محاولة لتغيير ملامح وجهه، ضمن ممارسة تُعرف باسم "لوكس ماكسينغ" (looks maxxing) -أو "تحسين المظهر لأقصى حد"-، وهي ظاهرة تنتشر بين مؤثري "تيك توك"، وتروّج لأساليب غير مثبتة علميا قد تلحق أذى خطيرا بمستخدميها.
ينتمي هذا الاتجاه إلى ما يُعرف بـ"العالم الذكوري" على الإنترنت، وهو خطاب يروّج لصور نمطية للرجولة، يتسم غالبا بالعدائية تجاه النساء، ويتطور منذ سنوات عبر منصات التواصل، مستهدفا شبابا يسعون لمحاكاة نماذج رجولية مثالية.
من "تيك توك" إلى "إنستغرام" و"يوتيوب"، يقدم المؤثرون نصائح لتكبير الشفاه، أو إبراز الفك، أو حتى تطويل الأرجل، ويستغلون هذه الوصفات لتحقيق أرباح من الإعلانات، وأحيانا يشجعون على استخدام الستيرويدات أو اللجوء للجراحة التجميلية.
في أحد المقاطع، يشرح رجل أن ضرب وجهه بالمطرقة جزء من "روتين العناية بالبشرة"، وهو مصطلح رائج بين النساء على المنصات الرقمية. وتظهر في قسم التعليقات تحذيرات من مخاطر هذه الممارسة، في مقابل إشادات بقدرتها المزعومة على إبراز فك مربع الشكل.
ويُعد المؤثر الأميركي ديلون لاثام، الذي يتابعه 1.7 مليون شخص، أحد الوجوه البارزة لهذا التوجه، إذ يدعو إلى استخدام بيروكسيد الهيدروجين لتبييض الأسنان باستخدام عود قطن، في حين يحذر أطباء أسنان من أن هذه المادة قد تُتلف مينا الأسنان واللثة عند استخدامها المتكرر.
إعلان مزيج من الكراهية ومعايير الجماليشير سيدهارث فينكاتاراماكريشنان، من معهد الحوار الإستراتيجي في بريطانيا، إلى أن المؤثرين الذين يروّجون لأجسام ووجوه "مثالية"، يفعلون ذلك غالبا بدافع الربح، معتبرا أن الظاهرة "تمتزج بكراهية النساء لتخلق مزيجا ساما".
ويتابع الخبير، "هذه المعايير غير الصحية تؤثر أيضا على الرجال".
وترتبط هذه الظاهرة بجذور فكر "العزوبية اللاإرادية" (incel)، الذي يتبناه رجال يعانون من علاقات فاشلة مع النساء، ويحمّلون الحركات النسوية مسؤولية إخفاقاتهم.
وتصف أندا سوليا، من كلية علم الإجرام في جامعة بورتسماوث البريطانية، "لوكس ماكسينغ" بأنه "النسخة الجديدة من خطاب العزوبية اللاإرادية على تيك توك"، وتوضح أن الحسابات المؤيدة لهذا الاتجاه تستخدم مصطلحات أكثر قبولا اجتماعيا للتحايل على سياسات حظر الكراهية في المنصات.
وتقول، "في الوقت الذي نحاول فيه حماية النساء من العنف القائم على النوع الاجتماعي، علينا الانتباه إلى المخاطر المحدقة بالشباب الذكور أيضا".
تحويرات جديدة لنمط حياة مثاليويتفرع من "لوكس ماكسينغ" مصطلحات مثل "جيم ماكسينغ" (gym maxxing)، التي تحث على بناء العضلات، و"ماني ماكسينغ" (money maxxing)، التي تروج لتحسين الوضع المالي بهدف رفع الجاذبية الجنسية.
ويحذر الخبراء من أن خوارزميات المنصات الرقمية، التي تضمن لهؤلاء المؤثرين الوصول إلى ملايين المتابعين، قد تُفضي إلى نتائج خطيرة على أرض الواقع.
وفي هذا السياق، يتناول مسلسل بريطاني قصير بعنوان "مراهق العائلة" (Adolescence)، عُرض على "نتفليكس"، قصة فتى متهم بطعن زميلته حتى الموت، بعد تأثره بمحتوى معادٍ للنساء شاهده عبر الإنترنت.
وأظهرت دراسة لجامعة دبلن سيتي أن حسابات مراهقين وهميين أُنشئت العام الماضي على منصات التواصل تعرضت بشكل منهجي لمحتوى ذكوري متطرف، خصوصا على "تيك توك" و"يوتيوب".
إعلان