رام الله- شكل هذا العام الأكثر دموية بحق الفلسطينيات على مدار تاريخ سنوات الاحتلال، وذلك في ضوء العدوان الشامل والإبادة الجماعية المستمرة بحق سكان قطاع غزة، هذا إلى جانب جرائم الحرب، والانتهاكات الجسيمة التي تعرضن لها، وأبرزها عمليات الإعدام الميداني، والاعتقالات الممنهجة، وما رافقها كذلك من انتهاكات مروعة، منها اعتداءات جنسية.

وبمناسبة يوم المرأة الذي يوافق الثامن من مارس/آذار من كل عام، قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) -في تقرير لها- إن تاريخ استهداف الفلسطينيات شكل إحدى أبرز السياسات الثابتة والممنهجة منذ سنوات الاحتلال الأولى، لا سيما مع التصاعد غير المسبوق في مستوى وكثافة الجرائم التي تشهدها الفلسطينيات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4غير متوفرة إطلاقا.. أزمة "فوط صحية" نسائية تضرب غزة وسط تحذيرات من مخاطرهاlist 2 of 4انتماء سلامة.. طبيبة فلسطينية مدعوة لحضور خطاب بايدن بالكونغرسlist 3 of 4صحة غزة: 60 ألف فلسطينية حامل بالقطاع يعانين من سوء التغذيةlist 4 of 4غيبتهم الأنقاض منذ 4 أشهر.. فلسطينية تبحث عن قبر لأبنائها الأربعةend of list اعتقالات واختفاء قسري

وشكلت عمليات الاعتقال للنساء ومنهن القاصرات، أبرز السياسات التي انتهجها الاحتلال وبشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، حيث بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف النساء نحو 240، ويتضمن هذا المعطى اللواتي تعرضن للاعتقال في الضفة بما فيها القدس، وكذلك النساء من الأراضي المحتلة عام 1948، بينما لا يوجد تقدير واضح لأعداد اللواتي اعتقلن من غزة، حيث أفرج عن عدد منهن لاحقا، إلا أنه من المؤكد أن هناك نساء ما زلن معتقلات في معسكرات الاحتلال، وهن رهن الإخفاء القسري.

وبينت هذه المؤسسات أنه وحتى إصدار هذا التقرير، فإن عدد الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال، وغالبيتهن محتجزات في سجن الدامون بلغ 60 أسيرة، بينهن اثنتان من غزة. ومن بين الأسيرات قاصرتان، و24 أما، و12 معتقلة إداريا، ومن بين الأسيرات محامية وصحفية، و12 من الطالبات، و11 يواجهن أمراضا ومشاكل صحية من بينهن جريحتان، إضافة إلى من هن زوجات أسرى، وأمهات لأسرى، وشقيقات لشهداء، عدا وجود أم شهيد بين الأسيرات.

 يُذكر أنه تبقى 3 أسيرات معتقلات منذ ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول يرفض الاحتلال أن تشملهن ضمن صفقات التبادل التي أبرمت مع المقاومة الفلسطينية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقد رافق عمليات احتجاز الأسيرات رهائن عمليات تنكيل وتهديدات وصلت إلى حد التهديد بقتل النجل المستهدف أو الزوج، هذا عدا الاعتداءات التي تعرضن لها خلال عملية الاعتقال، إضافة إلى عمليات التخريب التي طالت منازلهن، وترويع أطفالهن، وأبنائهن، ومصادرة أموالهن والمصاغ الذهبي.

احتجاز الأسيرات رهائن رافقه تنكيل وتهديدات وصلت حد التهديد بقتل أحد أفراد عائلاتهن (غيتي إيميجز) الاعتداءات الجنسية بحق الفلسطينيات

ووفق التقارير، فإن إحدى أبرز الجرائم التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيات، الاعتداءات الجنسية، والتي تضمنت التحرش، والتفتيش العاري، إضافة إلى التهديد بالاغتصاب، وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في بيان رسمي لها عن وجود تقارير موثوقة بتعرض معتقلات من غزة للاغتصاب.

وقد تمكنت المؤسسات المذكورة من جمع شهادات لأسيرات أفرج عنهن تحديدا خلال دفعات الإفراج التي تمت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وشهادات أسيرات داخل السجون، ونساء واجه أقارب لهن عمليات اعتقال وملاحقة، وأكدن فيها تعرضهن لجملة من الاعتداءات الجنسية.

وشكل سجن هشارون محطة مؤقتة لاحتجاز الأسيرات، قبل نقلهن إلى سجن الدامون، شاهدا على عمليات التفتيش العاري التي تعرضن لها غالبية الأسيرات، بحسب عشرات الشهادات التي وثقتها المؤسسات، عدا ظروف الاحتجاز المذلة والمهينة التي تعرضن لها، والاعتداءات، ومنها اعتداءات بالضرب المبرح.

وفي شهادة وثقتها هذه المؤسسات لإحدى الأسيرات اللواتي اعتقلن بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أكدت أنها تعرضت أثناء عملية الاعتقال والتحقيق لاعتداءات وتحرش جنسي ولفظي، وشتمها بمصطلحات بذيئة وتهديدها أكثر من مرة، وكان الجنود يرمون عليها أعقاب السجائر، وبواقي الطعام لإهانتها، كما تعرضت الأسيرة للضرب أكثر من مرة من قبل جنود الاحتلال مما سبب لها أوجاعًا في أنحاء جسدها، ولم يقدم لها أي علاج.

ومن ضمن جملة الشهادات التي وثقت شهادة لإحدى الأسيرات قالت فيها "وصلنا أنا وأسيرات إلى سجن هشارون، أدخلونا إلى زنزانة أرضيتها مليئة بالماء، ويوجد فيها دورة مياه غير صالحة للاستخدام، ثم تم نقلنا إلى زنزانة أخرى فيها تعرضنا للتفتيش العاري على يد سجانات، وقامت إحدى السجانات بضربي على وجهي، بعد أن تعرضت للضرب المبرح خلال عملية اعتقالي".

وفي شهادة أخرى "حضرت 3 سجانات تعاملن معي بوحشية وبشكل مهين جدا، وشتموني بأسوأ الألفاظ طوال الوقت دون توقف، وأجبروني على المشي وأنا مقيدة الأطراف، والعصبة على عيني، وطوال الوقت خلال نقلي كانت السجانة تقول: هذه ليست بلادكم ارحلوا منها".

بعد الإفراج عن أسيرات من غزة نقلنّ شهادات قاسية عن عمليات اعتقالهنّ (رويترز) شهادات قاسية لتفاصيل اعتقالهن

ومع الإفراجات التي تمت للعشرات من أسيرات غزة، فقد نقلن شهادات قاسية عن عمليات اعتقالهن، ونقلهن إلى المعسكرات، وما تعرضنّ له من عمليات إذلال وتنكيل وحرمان من كافة حقوقهن، وتهديدهن بالاغتصاب، وإجبارهن على خلع الحجاب طول فترة الاحتجاز، بالإضافة لتعريتهن.

وتعاني الأسيرات اليوم سياسة التجويع التي مارستها إدارة السجون بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بحرمان الأسرى من الحصول على مواد غذائية إضافية من (الكانتين) إضافة إلى الحرمان من العلاج، والذي يندرج في إطار الجرائم الطبية، كما ألقت حالة الاكتظاظ التي فرضتها إدارة السجون بثقلها على الأسيرات، الأمر الذي أدى إلى إفراز العديد من ظروف الاعتقال المأساوية داخل سجن الدامون، مما اضطرت العديد من الأسيرات النوم على الأرض، علاوة على النقص الحاد في الملابس، والأغطية والتي تعاظمت حدتها في ظل موجة البرد القاسية، فبعض الأسيرات بقيت في ملابسها التي اعتقلت فيها، ولم تتمكن من استبدالها.

كما عانت الأسيرات من تعمد إدارة السجون تزويدهن بمياه غير صالحة للشرب ومتسخة.

مواجهة تهم التحريض

استهدفت الفلسطينيات، كجميع فئات المجتمع الفلسطيني، بعمليات الاعتقال الإداري التي تصاعدت بشكل غير مسبوق تاريخيا، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين حتى نهاية فبراير/شباط 3558، من بينهن 12 أسيرة معتقلة إداريا، منهن صحفية ومحامية، وطالبات جامعيات.

وإضافة إلى أن بقية الأسيرات والغالبية منهن وجهت لهن تهم تتعلق بالتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي شكلت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول أبرز الذرائع التي استخدمها الاحتلال لاعتقال الفلسطينيين في الضفة بما فيها القدس، وكذلك من الأراضي المحتلة عام 1948.

يُذكر أن من أبرز المحطات التي شكلت فارقا في تاريخ قضية الأسيرات صفقة التبادل التي تمت في نوفمبر/تشرين الثاني حيث تم الإفراج في حينه عن 71 أسيرة، عدد منهن يقضين أحكاما لسنوات وصلت 16 عاما، وهن من بين 240 جرى تحريرهن خلال 7 مراحل تضمنتها صفقة التبادل التي تمت في حينه.

ومن الجدير ذكره أن الاحتلال أعاد اعتقال أسيرتين أفرج عنهما ضمن الصفقة، بينما استدعى أسيرتين مقدسيتين لمحاكم مدنية بادعاء وجود ملفات ضدهما وهما داخل الأسر.

ووفق تقارير حقوقية، فإن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات في مراكز التوقيف والتّحقيق والسجون، وفي المستشفيات والعيادات الطبية والحواجز ونقاط التفتيش، وتطال تلك الانتهاكات كافة فئات الفلسطينيات من معلمات وطالبات وأمهات وأطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السابع من أکتوبر تشرین الأول بعد السابع من أکتوبر بحق الفلسطینیات إضافة إلى التی تمت من بین من غزة

إقرأ أيضاً:

تكثيف عمليات نسف المنازل في قطاع غزة.. وارتفاع حصيلة الشهداء

كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الساعات الأولى لفجر اليوم الجمعة، من عمليات نسف المنازل والمربعات السكنية في مناطق مختلفة بقطاع غزة، تزامنا مع تواصل القصف الجوي والمدفعي، ضمن حرب الإبادة المستمرة لليوم الـ441 على التوالي.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و206 قتلى فلسطينيين و107 آلاف و512 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45,206 شهداء، و107,512 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي ارتكب "3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 77 شهيدا و174 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية".

وأشارت الوزارة إلى وجود "عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات"، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.

ولأكثر من مرة، قالت طواقم الدفاع المدني والإسعاف بغزة إنها تعجز عن الوصول إلى مناطق يتوغل فيها الجيش الإسرائيلي لانتشال قتلى أو إنقاذ جرحى بسبب خطورة الأوضاع الأمنية والاستهداف المتعمد لها.

قصف مدفعي مكثف
وقصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف بلدة بيت لاهيا ومشروعها، ومخيم جباليا وبلدة جباليا النزلة شمال قطاع غزة.

وأكد شهود عيان، أن جيش الاحتلال كثّف أيضا عمليات نسف المنازل والمربعات السكنية في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومشروعها، وذلك في إطار التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.

وتسببت عمليات النسف بأصوات انفجارات ضخمة، سمعت في أنحاء مختلفة من شمال قطاع غزة، واتسعت هذه العمليات على مدار الأيام الماضية، وبات جيش الاحتلال يقوم بتفخيخ المنازل الفلسطينية ونسفها، ما غيّر من معالم المدن الفلسطينية.

وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

إظهار أخبار متعلقة



وفي مدينة غزة، قال شهود عيان؛ إن آليات إسرائيلية أطلقت نيرانها صوب حي الصفطاوي في المنطقة الشمالية الغربية.

كما استهدفت المقاتلات الإسرائيلية منزلا يعود لعائلة الغندور قرب مسجد "النور المحمدي"، في محيط منطقة "أبو اسكندر" بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وفق الشهود.

عمليات نسف في رفح
أما وسط القطاع وجنوبه، فقصفت المدفعية الإسرائيلية شمال غرب وشرق مخيم النصيرات (وسط)، وشمال مخيم البريج (وسط)، وبلدة عبسان شرق مدينة خان يونس (جنوب).

وقال شهود عيان؛ إن غارات إسرائيلية استهدفت مدينة رفح (جنوب)، بالتزامن مع عمليات نسف لمبان في المدينة.

والثلاثاء، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان؛ إن إسرائيل تتوسع في "إبادة المدن"؛ كأداة لتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تحقق من صحة مقاطع فيديو وصور، أظهرت مسح وتدمير مناطق واسعة في الشمال ومدينة رفح.

وبدعم أمريكي، يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • هيئة شؤون الأسرى ترصد معانا الأسيرات الفلسطينيات في سجن «الدامون» الإسرائيلي
  • الإعلام حربٌ بدون دماء.. أو الأكثر دموية
  • أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العام 2024 (إنفوغراف)
  • الأرصاد: شتاء 2025 ليس الأكثر برودة.. وموجات الصقيع طبيعية «فيديو»
  • "الأرصاد الجوية": شتاء 2025 ليس الأكثر برودة.. سنشهد موجات صقيع
  • حشود نسائية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة المسلمة في أمانة العاصمة
  • الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عمليات تجريف جديدة في "الناقورة" جنوب لبنان
  • الأكثر بحثا في ٢٠٢٤ .. حكاية 3 فنانين تصدروا التريند
  • الأمين العام للأمم المتحدة يبدي الغضب لمقتل 3 من موظفي برنامج الأغذية العالمي في السودان ويقول: عام 2024 هو العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لعمال الإغاثة في السودان
  • تكثيف عمليات نسف المنازل في قطاع غزة.. وارتفاع حصيلة الشهداء