الرصاصة كانت في جيب مثقوب
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ليس كل ما تنشره الأفلام يمثل الواقع، وليس كل ما تقدمه لنا المسلاسلات يمثل الحقيقة. ومع ذلك كانت مدينة الانتاج المصرية تنقلنا إلى الفضاءات القومية، وتثير في نفوسنا مشاعر الوطنية والبسالة والمقاومة والتحدي والتحرر. .
نذكر منها الفيلم المصري (الرصاصة لا تزال في جيبي) الذي اُنتج وعُرض في البلدان العربية كلها عام 1975 عن قصة للروائي إحسان عبدالقدوس، وكان من اخراج حسام الدين مصطفى.
ثم جاء مسلسل: (رأفت الهجان) عام 1987، من تأليف (صالح مرسي) وأخراج (يحيى العلمي). كانت احداثه تدور حول ملحمة وطنية مقتبسة من ملفات المخابرات المصرية. اذكر ان الموسيقار الراحل عمار الشريعي هو الذي قام بتأليف الموسيقى التصويرية، وكانت سمفونية حماسية قادرة على تحريك جيوش بأكملها. .
جاء بعده مسلسل: (دموع في عيون وقحة) عام 1889 وكانت احداثه مبنية على رواية لصالح مرسي، سلط فيها الأضواء على أنشطة المخابرات العامة ودورها البطولي في حرب أكتوبر. .
ثم أتحفتنا السينما المصرية عام 1993 بفيلم: (الطريق إلى إيلات). من اخراج: إنعام محمد علي، وكتب السيناريو فايز غالي. وهو فيلم حربي، تدور أحداثه إبان حرب الاستنزاف عام 1969 التي سبقت حرب أكتوبر، وبالتحديد في شهر يوليو، وكان يتناول الغارات المصرية على ميناء إيلات (أم الرشراش). .
لكننا عندما وصلنا إلى اليوم الموعود، وشهدنا انتفاضة المقاومة في غزة، والتحق الفلسطينيون بساحة المعركة في مواجهة العدو الذي صورته لنا الأفلام والمسلسلات المصرية، فوجئنا بأفلام واقعية مختلفة تماماً ولا تخطر على البال، فقد كانت الفضائيات الاسرائيلية تصف السيسي بأنه نعمة من الرب، وفوجئنا بالإجراءات التعسفية ضد الفلسطينيين في معبر رفح، والدور الذي لعبته السفن المصرية في تأمين الإمدادات اللوجستية بين ميناء بورسعيد وميناء اشدود في الارض المحتلة. واكتشفنا ان احسان عبد القدوس وضع الرصاصة في جيبه المثقوب، وان الصواريخ المصرية هي التي تكفلت باسقاط الطائرات الحوثية المتوجهة لضرب ميناء إيلات. وان مصر بجيشها ومخابراتها صارت من القوى الإقليمية الداعمة لجيش الاحتلال. وسبحان مغيّر الأحوال من حال إلى حال. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كانت لافكاره مواقف ثورية .. كيف رأى لابلاس الكون بلا تدخل إلهي؟
في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، كانت أوروبا تعيش عصر التنوير، حيث بدأ العلم يأخذ مكانة أكبر في تفسير الظواهر الطبيعية بعيدًا عن المعتقدات الدينية التقليدية. أحد أبرز رواد هذا التحول كان عالم الرياضيات والفلك الفرنسي بيير سيمون لابلاس، الذي قدّم رؤية علمية صارمة للكون، قائمة على الحتمية والقوانين الطبيعية فقط. ولكن كيف أثرت أفكاره على الفلسفة والعلم؟
شيطان لابلاس: الحتمية في أوجهاأحد أشهر الأفكار المرتبطة بلابلاس هو مفهوم “شيطان لابلاس”، وهو كائن افتراضي يستطيع، إذا عرف الحالة الحالية لكل الجسيمات في الكون، أن يتنبأ بالمستقبل بدقة مطلقة. هذه الفكرة تعكس اعتقاد لابلاس بأن الكون يعمل وفق قوانين رياضية صارمة، دون تدخل أي قوة غيبية.
في كتابه “النظرية التحليلية للاحتمالات” (1812)، أكّد لابلاس أن العشوائية مجرد وهم ناتج عن جهلنا بالمعلومات الكاملة، وليس لأنها موجودة بالفعل. بكلماته:
“يجب أن ننظر إلى الحالة الحالية للكون كنتيجة لماضيه وسبب لمستقبله.”
لابلاس ونابليون: أين الله في معادلاتك؟من أشهر الروايات التي تُنقل عن لابلاس، أنه عندما قدم كتابه “تفسير نظام العالم” لنابليون بونابرت، سأله الأخير: “أين اللهفي كل هذا؟” فأجابه لابلاس بثقة:
“يا سيدي، لم أكن بحاجة إلى هذه الفرضية.”
هذه الجملة لخصت فكر لابلاس بالكامل، حيث رأى أن القوانين العلمية تفسر الكون بشكل كامل دون الحاجة إلى تدخل خارجي. هذا الموقف كان ثوريًا في زمنه، حيث كانت فكرة “الإله الذي يوجّه الكون” لا تزال شائعة حتى بين العلماء.
تأثير أفكاره على العلم والفلسفةرغم أن فيزياء القرن العشرين، خاصة مع ميكانيكا الكم، أظهرت أن الكون ليس حتميًا بالكامل كما تصور لابلاس، فإن أفكاره ظلت أساسية في تطور العلم والفلسفة، فقد:
• مهدت لفكرة الكون كآلة تعمل وفق قوانين رياضية، وهي رؤية أثرت في ظهور علوم الحوسبة والذكاء الاصطناعي.
• ألهمت الفلاسفة مثل أوغست كونت في تأسيس الوضعية المنطقية، التي ترى أن المعرفة يجب أن تستند فقط إلى الملاحظة والتجربة.
• أثرت على العلماء مثل داروين، حيث عززت فكرة أن الطبيعة تعمل بدون تدخل إلهي مباشر، وهو ما انسجم مع نظرية التطور لاحقًا