نشر موقع "المجلس الروسي للشؤون الدولية" تقريرا، تحدّث فيه عن عملية انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها دولة لامركزية، تحترم تقاليدها في أن يتم انتخاب الرئيس وفقًا لشرائع الديمقراطية الكلاسيكية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع إدخال تعديلات على الدستور بشأن الاقتراع العام سُمح في القرن التاسع عشر، للناس العاديين، وهم الرجال البيض، بالمشاركة في هذه العملية.

ومع ذلك، ظلت الانتخابات حكراً على النخب. وابتداءً من عام 1968، بدأ جميع المواطنين التصويت لمرشحي الرئاسة، ولكن حتى اليوم، لا يصوت الأمريكيون على المستوى الوطني، بل حسب الولاية، وليس لمرشح ما، بل لممثلين في المؤتمر الوطني. ولا يتم تحديد إجراءات التصويت بموجب القانون الفيدرالي، بل بواسطة لجان الحزب في الولاية. 

وذكر الموقع أن المؤتمرات الحزبية هي اجتماعات في المناطق التي توحد المواطنين يعبرون خلالها عن موقفهم تجاه المرشحين من خلال المشاركة في المناقشات والتصويت الشخصي المباشر. تُنظَّم المؤتمرات الحزبية وتُموَّل وتتولى إدارتها الأحزاب وتستغرق وقتًا طويلاً للغاية. وفي ولاية واحدة، يمكن تنظيم عدة آلاف من نقاط التصويت في نفس اليوم والساعة، حيث ترسل الأحزاب ممثلين إلى كل منها لإقناع الناس بالتصويت لمرشحهم المنشود من خلال الاتصال المباشر.

بعد ذلك، يُعقد مؤتمر الدولة ويحصل كل مرشح للرئاسة خلاله على عدد معين من الأصوات. وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات قديمة، إلا أن المؤتمرات الحزبية لا تزال هي الطريقة الرئيسية لانتخاب المندوبين في 16 ولاية، حيث يتم تحديد إجراءات التصويت والفرز من قبل كل ولاية بشكل مستقل. وفي أوائل 1970 بدأ الحزب الديمقراطي، في محاولة لجعل العملية الانتخابية أكثر شمولاً وجذب المزيد من المؤيدين، في الانتقال من المؤتمرات الحزبية إلى الانتخابات التمهيدية، وبالتالي تقليل درجة سيطرة نخبة الحزب على عملية انتخاب الرؤساء.

على عكس المؤتمرات الحزبية، يتم إجراء الانتخابات التمهيدية من قبل حكومات الولايات وليس من قبل الأحزاب، على الرغم من تحديد قواعد انتخاب المندوبين من قبل الأحزاب. وفي سنة 2024 تجاوزت نسبة المشاركة في الولايات التي تجري الانتخابات التمهيدية نسبة المشاركة في المؤتمرات الحزبية بثلاث أو أربع مرات، مما يؤثر بشكل كبير على نتيجة التصويت.

وعلى الرغم من أن المواطنين يدلون بأصواتهم للمرشح الرئاسي خلال الانتخابات التمهيدية، إلا أن المندوبين في مؤتمرات الحزب الوطني هم الذين يختارون المرشحين للتنافس على الرئاسة في الانتخابات العامة. ويحتاج المرشّحون إلى أغلبية أصوات المندوبين في المؤتمر للفوز بترشيح الحزب.

وذكر الموقع أن المؤتمر الوطني الديمقراطي والمؤتمر الوطني الجمهوري لسنة 2024 سيجمع آلاف المندوبين الذين يمثلون جميع الولايات الخمسين ومقاطعة كولومبيا والعديد من المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة. ويمتلك الديمقراطيون نوعا إضافيا من المندوبين المتعهدين وهو ما لا يمتلكه الجمهوريون على غرار قادة الحزب والمسؤولون المنتخبون، وعادةً ما يكون هؤلاء المسؤولين المحليين المنتخبين والحزبيين البارزين، ولكن ليس حكام الولايات أو أعضاء مجلس الشيوخ أو مجلس النواب الأمريكي.

يجوز للمندوبين الجمهوريين غير المنتسبين دعم أي مرشح رئاسي بغض النظر عن نتيجة الانتخابات التمهيدية. هذه السنة، سوف يصوت مندوبو غوام ومونتانا ونيو مكسيكو وداكوتا الجنوبية بهذه الطريقة. بالنسبة للحزب الديمقراطي، يمكن للمندوبين غير المتعهدين اختيار عدم التصويت على الإطلاق في الجولة الأولى ثم اختيار أي مرشح في جولات التصويت اللاحقة.

العام الستين للانتخابات
أورد الموقع أن 15 كانون الثاني/ يناير تزامن مع الذكرى السنوية الستين للانتخابات في الولايات المتحدة، التي ستنتهي بالانتخابات الرئاسية في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر. وقد أعرب بالفعل أكثر من ثلث الولايات عن تفضيلاتهم للمرشحين. ومن السمات المميزة للانتخابات التمهيدية الحالية هو تغيير مواعيد التصويت، التي تعتمد غالبًا على التقاليد لتناسب احتياجات الحزب. 

عند سيطرة الديمقراطيين على المجلس التشريعي، يتم إلغاء المؤتمرات الحزبية وإجراء الانتخابات التمهيدية. وعند فشل حكومات الولايات في التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب، لا يتم احتساب المندوبين أو يرفض المرشحون وضع أسمائهم على بطاقة الاقتراع على غرار ما حدث في نيو هامبشاير وجزر فيرجن. 
وفي انتخابات أيداهو الأخيرة، قام المسؤولون المحليون باستبدال الانتخابات التمهيدية بالمؤتمرات الحزبية لكلا الحزبين. نتيجة لذلك، انخفض الإقبال على التصويت 4 مرات تقريبًا، مما أثّر على نتيجة التصويت، وقد صوت 85 بالمئة من السكان لصالح ترامب، حيث لم يأت سوى المواطنين الأكثر انخراطًا في السياسة.


وفي كثير من الأحيان، تتم مراجعة التقويم لأسباب تتعلق بالمدخرات المالية. ففي حين تُمول الانتخابات التمهيدية من ميزانية الدولة، تُعقد المؤتمرات الحزبية بأموال الحزب مثلما ما حدث في ولاية ميسوري. لكن في أيداهو، أرادوا إجراء الانتخابات التمهيدية بالتزامن مع الانتخابات الحزبية لمناصب أخرى لكن المجلس التشريعي للولاية لم يكن لديه الوقت للاتفاق على جلسة خاصة للتصويت على مشروع قانون جديد. ونتيجة لذلك، ألغت سلطات الولاية الانتخابات التمهيدية الخاصة بها.

نتائج الثلاثاء الكبير 2024: لن يكون هناك المزيد من المؤامرات
أورد الموقع أن الجزء الأول من سباق الانتخابات الرئاسية وصل إلى ذروته في الولايات المتحدة، بعد تصويت 15 ولاية في الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية، الثلاثاء الخامس من آذار/ مارس. صوتت كل من ألاباما وألاسكا وأركنساس وكاليفورنيا وكولورادو ومين وماساتشوستس ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس ويوتا وفرجينيا لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب. من جانب الحزب الديمقراطي، فاز بايدن في جميع الولايات باستثناء إقليم ساموا الأمريكية حيث صوت 51 شخصًا في التجمع الانتخابي لرجل الأعمال جيسون بالمر. 

الثلاثاء الكبير هو أول يوم تصويت عام في الولايات الأكثر اكتظاظا بالسكان، مما أدى إلى توزيع ثلث المندوبين بين المرشحين وأصبح من السهل التنبؤ بترشيحات الأحزاب. وبناء على نتائج فرز أصوات الثلاثاء الكبير، أعلنت نيكي هيلي انسحابها من السباق الرئاسي المقبل. مع ذلك، يستطيع الحاكم السابق لولاية كارولينا الجنوبية تغيير المعادلة بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية في فيرمونت بنسبة 50 بالمئة من الأصوات وفي مقاطعة كولومبيا.

في الثلاثاء المقبل، الذي سوف تعرب فيه 6 ولايات عن تفضيلاتها، من الممكن أن يتعزز موقف دونالد ترامب باعتباره المرشح المفضل للحزب الجمهوري، ولن يكون أمامه سوى انتظار الترشيح الرسمي، الذي سيعلن عنه بين 15 و18 تموز/ يوليو في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأمريكي.


وفي الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، سوف يصوّت الأمريكيون لانتخاب الرئيس. وفي الوقت الراهن، سوف يتعين عليهم الاختيار بين جو بايدن وترامب كما هو الحال سنة 2020. وعليه سيحدد الوقت ما إذا كان المتنافسون القدامى والجدد لمنصب البيت الأبيض قادرين على تلبية المطالب الجديدة للمواطنين الأمريكيين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية انتخاب الرئيس الولايات المتحدة الأمريكية الديمقراطية الديمقراطية الولايات المتحدة الأمريكية انتخاب الرئيس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات التمهیدیة المؤتمرات الحزبیة الولایات المتحدة المؤتمر الوطنی انتخاب الرئیس فی الولایات فی المؤتمر الموقع أن من قبل

إقرأ أيضاً:

حلفاء واشنطن خائفون من خطوة روسية صينية تمس الولايات المتحدة

30 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: ذكرت شبكة سي إن إن، أن حلفاء الولايات المتحدة في الناتو وأوروبا يخشون من أن يتمكن خصوم واشنطن ولا سيما روسيا والصين من زرع الفتنة في أمريكا إذا انسحب جو بايدن من السباق الرئاسي.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن المخاوف بين حلفاء الولايات المتحدة بعد خطاب بايدن في المناظرة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا تتعلق بما إذا كان بايدن قادرا على اتخاذ القرارات – فهو محاط بأشخاص عقلاءـ وفي حالة إعادة انتخاب السياسي سوف تستمر في اتخاذ قرارات عقلانية.

وأضافت أن حلفاء الولايات المتحدة، على الرغم من قلقهم بشأن احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يعترفون بهذا الاحتمال، والقلق الرئيسي هنا هو أن الولايات المتحدة غير قادرة على توفير الاستقرار في أوقات عدم اليقين.

وبحسب سي إن إن، يخشى الدبلوماسيون من أن يؤدي استبعاد مرشح في وقت متأخر جدا من الدورة الانتخابية إلى تقويض العملية برمتها، وقد يسمح ذلك لخصوم مثل الصين وروسيا بانتقاد النظام الديمقراطي الأمريكي، مما يجعله يبدو ضعيفا مقارنة بالأنظمة الاستبدادية، حيث يتمتع الحكام المستبدون بقبضة قوية على السلطة.

وتتفق وسائل الإعلام الأمريكية على أن أداء بايدن كان ضعيفا في المناظرة الأولى مع سلفه دونالد ترامب، التي جرت مساء الجمعة في أتلانتا، حيث تلعثم الرئيس الأمريكي الحالي وتوقف بكثرة، ولم يكن دائما يصوغ أفكاره بوضوح، وفي نهاية الحدث التقطت كاميرا التلفزيون اللحظة التي ساعدته فيها زوجته جيل بايدن في نزول الدرج.

وبعد هذه المناظرة تعالت الأحاديث بين السياسيين والصحفيين عن احتمال أن يتخلى الديمقراطيون عن بايدن كمنافس على المنصب ويستبدلوه بمرشح آخر.

ومن الناحية النظرية، ستتاح للحزب مثل هذه الفرصة في مؤتمره المقبل في أغسطس، لكن عمليا سيكون من الصعب إخراج بايدن، الذي فاز في الانتخابات التمهيدية، من السباق الرئاسي ما لم يرفض هو نفسه المشاركة.

وفي الوقت نفسه تقول الحملة الرئاسية لجو بايدن إن الرئيس الحالي للبلاد لن يستسلم ولن يترك سباق الرئاسة.

ومن المقرر إجراء مناظرة ثانية بين بايدن وترامب في 10 سبتمبر المقبل، قبل أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المحددة في الخامس من نوفمبر 2024.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • الديمقراطيون يستعدون لمعركة “نهاية العالم” بعد “كارثة” بايدن
  • لوبان: عملية توجيه الناخبين فى الانتخابات إزدراء لهم
  • أحلاها مر.. 3 سيناريوهات أمام الديمقراطيين لاستبدال بايدن
  • الانتخابات الفرنسية: نظرة على السيناريوهات المحتملة في الجولة الثانية من التصويت
  • موريتانيا.. إعادة انتخاب محمد ولد الغزواني رئيسا للبلاد
  • موريتانيا.. انتخاب غزواني رئيسا للبلاد لولاية ثانية
  • "الجارديان" تحذر الحزب الديمقراطي من عواقب مناظرة بايدن الكارثية مع ترامب
  • بيلوسي تحذر من دعوات استبدال بايدن بمرشح ديمقراطي آخر
  • حلفاء واشنطن خائفون من خطوة روسية صينية تمس الولايات المتحدة
  • تقرير امريكي يكشف رخاوة الضربات الأمريكية ضد المليشيات الحوثية في اليمن وكيف فشلت عملية ردعهم