عرضت جريدة “التلغراف” البريطانية، مساء اليوم الجمعة، مقطع فيدو عنونته “طرود المساعدات الأمريكية التي أسقطتها الطائرات الأمريكية تقتل خمسة أشخاص في غزة” في إشارة صريحة للجاني ورد قوي على بعض مروجي الشائعات في مواقع التواصل بأن الطائرة تابعة لمصر.

وأفادت التقارير أن طرود المساعدات الأمريكية التي أسقطتها الطائرات الأمريكية أصابت خمسة فلسطينيين في غزة وقتلتهم بعد أن فشلت مظلاتهم في الفتح بشكل صحيح وتحولت إلى قنابل، ونزلت بشكل مباشر على منتظري المساعدات شمال حي الشاطيء وحي الشيخ رضوان.

وقال خضر الزعنون لشبكة CNN إنه شهد سقوط طرود المساعدات من الطائرات فوق مخيم الشاطئ يوم الجمعة، لكنه لا يستطيع تأكيد الدولة التي كانت وراء الإسقاط الجوي.

فشل مظلات المساعدات يقتل غزيين شمال حي الشاطئ والشيخ رضوان.. فيديو استشهاد شخصين سقطت عليهما مظلات مساعدات في غزة

وأكد محمد الشيخ، رئيس قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، مقتل خمسة أشخاص في الحادث.

وأشار آل الشيخ إلى أن بعض المصابين في الحادث، الذين تم نقلهم إلى الشفاء، في حالة خطيرة.

في مقطع فيديو حصلت عليه شبكة CNN يوم الجمعة، حدث خطأ في عملية الإنزال الجوي عندما تعطلت المظلة الموجودة على منصة نقالة، وشوهد البليت ومحتوياته وهو يسقط بسرعة عالية باتجاه مبنى سكني بالقرب من أبراج فيروز غرب غزة.

وبينما تتسارع المساعدات نحو الأرض، شوهدت أيضًا أكياس تسقط سقوطًا حرًا وهي تتفكك وسط وابل من الحطام، ثم شوهدت وسمعت لاحقًا وهي ترتطم بالأرض مع ارتطامها بصوت عالٍ مسموع.

في حين يبدو أن معظم المظلات الأخرى قد تم نشرها بشكل صحيح، إلا أن المنصات لا تزال تتساقط بسرعة خطيرة محتملة، مما قد يجعل من الصعب على أي شخص الخروج من طريقها عند هبوطها على الأرض.

وفي حادثة منفصلة وقعت يوم الخميس، أظهرت لقطات حصلت عليها شبكة CNN عشرات المظلات التي تحمل طرودًا تنزل من طائرة تقوم بعملية إسقاط جوي.

وتم تصوير الفيديو في منطقة السودانية القريبة من مدينة بيت لاهيا شمالي البلاد. ويمكن سماع صراخ الناس مع اقتراب المظلات من الأرض.

وقد أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى تعريض المدنيين للمجاعة القاتلة.
وتقوم الولايات المتحدة ودول أخرى بإسقاط المساعدات الإنسانية جواً على غزة وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من أن مئات الآلاف في القطاع المحاصر على حافة المجاعة.

وجرت أول عملية إسقاط أمريكية يوم السبت، حيث تم تسليم 38,000 وجبة على طول ساحل غزة في عملية مشتركة مع الأردن.

وبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الخطط يوم الجمعة الماضي، انتقدتها وكالات الإغاثة ووصفتها بأنها غير فعالة نظرا لحجم الاحتياجات في غزة.

وقال ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة لمجموعة الأزمات الدولية: "يشكو العاملون في المجال الإنساني دائمًا من أن عمليات الإنزال الجوي تمثل فرصًا جيدة لالتقاط الصور، ولكنها طريقة رديئة لإيصال المساعدات".

وقال صحفي مقيم في شمال غزة لشبكة CNN إن الفلسطينيين في شمال غزة يكافحون من أجل الاستفادة من المساعدات التي أسقطتها الولايات المتحدة والأردن مؤخراً، لأنها لا تشمل الإمدادات الغذائية الأساسية.

وقال عبد القادر الصباح لشبكة CNN إن قطرات المساعدات الجوية "عديمة الفائدة"، داعياً إلى تناول العناصر التي يمكن تخزينها واستخدامها على مدى عدة أيام بدلاً من تناول أجزاء واحدة في اليوم.

وقال: "أنت محظوظ إذا حصلت على هذه الوجبات... ولا أكلف نفسي حتى عناء البحث عن طرود المساعدات هذه لأن الناس يتشاجرون عليها دائماً".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة المقاومة في غزة غزة الان غزة مباشر اسقاط مساعدات في غزة غلاف غزة اخبار غزة صواريخ غزة المساعدات اسقاط مساعدات حرب غزة اسقاط مساعدات الاردن مساعدات جوية مستشفيات غزة غزة تحت القصف توقف المساعدات المساعدات الاردنية لغزة مساعدات الاردن لغزة المساعدات الإنسانية یوم الجمعة طرود ا فی غزة

إقرأ أيضاً:

الثورة التكنولوجية: حتى لا تتحول مجتمعاتنا إلى متاحف تراثية منغلقة وجامدة

 

 

مرتضى بن حسن بن علي

 

الثورة التكنولوجية التي تكتسح العالم، هي بداية حقبة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ البشرية وسوف تؤدي إلى إحداث تغييرات واسعة في أنماط الحياة والعادات والتقاليد وفرص العمل والإنتاج. وفي مجال فرص العمل فإنَّ عشرات الألوف من الوظائف الحالية سوف تختفي ووظائف كثيرة سوف تظهر.

وعلى الصعيد الزراعي- مثلًا- فإنه نتيجة للتقدم الكبير في مجال التكنولوجيا الحيوية، تم إنتاج سلالات جديدة أكثر تطورًا، وإنتاج أنواع جديدة من الأرز المُهجَّن، الذي يتمتع بقدرة أعلى على مقاومة الأمراض والحشرات وزرعه في المياه المالحة أو الأراضي غير الصالحة للزراعة. ولم يرتق المحصول من حيث النوع فحسب؛ بل إنه زاد من حيث الكم أيضا بين ضعفين إلى أربعة أضعاف من مستوى الإنتاج السابق.

وتُشكِّل البحوث العلمية في مجال السلالات الجديدة التي هيأتها مراكز البحوث الزراعية الدولية المتقدمة، مجالا راقيا في مجال البحوث والعلوم الزراعية التطبيقية. وتستطيع الإنجازات الحيوية العلمية الكبرى أن تقدم المساعدة لحل المشاكل المرتبطة بالجفاف وقلة المياه وتدني جودة التربة، إضافة إلى عدم كفاية الأراضي الصالحة للزراعة.

من الصعب معالجة الفقر الزراعي أو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء، عن طريق الإصلاحات الفنية أو بالقرارات الإدارية فقط، ما لم يتم معالجة الجوانب الهيكلية والثقافية والعلمية من المشكلة الزراعية. وبينما أخفقت الحلول الأكثر تقليدية في حل المُعضلة، تَركَّزَ الاهتمام في السنوات الأخيرة على التكنولوجيا الحيوية، إحدى ثمار الثورة التكنولوجية. ويُقصد بالتكنولوجيا الحيوية أية طريقة تستخدم أعضاء حيَّة وتعمل معالجات معينة لإيجاد أو تعديل المنتجات أو تحسين سلالات من الحيوانات والنباتات أو لتطوير أعضاء حيَّة دقيقة بغية استخدامها في أغراض محددة، وغدا بإمكان مهندس الوراثة حقن جين جديد داخل الحمض النووي المعروف باسم "دي. إن. إيه DNA" الموجود في كل خلية، بهدف تحسين قوة العضو الحي أو زيادة حجمه أو تعزيز مقاومته للأمراض وتحسين الإنتاج من ناحيتي الكم والنوع أو إيجاد نباتات مهجنة جديدة تتمتع بصفات أحسن.

الثورة التكنولوجية تعتمد على الإلكترونيات الدقيقة والهندسة الحيوية، والذكاء الصناعي، وتوليد المعلومات حول كل شؤون الأفراد والمجتمعات والطبيعة، واختزانها واستردادها وتوصيلها بسرعة مُتناهية؛ بل آنية، وعلى الاستخدام الأمثل للمعلومات المتدفقة بوتيرة سريعة. وهي تعتمد أساساً على العقل البشري.

ولأنَّ العقل البشري يُمثل طاقة متجددة لا تُنضب، فإنَّ هذه الثورة سوف لن تكون حكرا على المجتمعات الكبيرة المساحة والضخمة السكان أو الغنية بمواردها الأولية أو القوية بجيوشها التقليدية؛ بل إنِّها ثورة يُمكن لجميع شعوب العالم -بما في ذلك عُمان-أن تخوض غمارها -سواء أكانت كبيرة أم صغيرة- إذا ما أحسنت إعداد أبنائها تربويا وعلميا وتدريبيا واجتماعيا وفكريا لذلك. والدليل على ذلك ما حققته سنغافورة- مثلًا- وهي دولة صغيرة جدًا في المساحة وعديمة الموارد الطبيعية، لكنها استطاعت استثمار وتطويع مواردها البشرية المتاحة بشكل علمي صحيح، مما مكَّنها من أن تكون على قائمة الدول المتقدمة في العالم في ثورة المعلوماتية التكنولوجية مثلا.

وعكس ذلك، فإنَّ هذه الثورة سوف تنطوي على أذى كبير للدول النامية بما في ذلك عُمان، لأنها سوف تُحِيل مُعظم الأنشطة الاقتصادية والوظائف الحالية إلى مشروعات لا جدوى منها. وستكون التكنولوجيا الحديثة عِبئًا ثقيلًا على كواهلنا في حالة إخفاقنا باستيعابها، بينما في حالة استيعابها وتوطينها وتوظيفها، فإنَّها ستنطوي على منفعة كبيرة لنا. وكيفية إدارتنا لمواردنا البشرية والتكنولوجية سوف تلعب دورا كبيرا في تحديد قدراتنا على مواجهة التحولات العالمية الضخمة الحاصلة. والحكومة وأدواتها المختلفة يُمكن أن تؤدي دورًا محوريًا لإنجاحها، وعلى الجهات المسؤولة ضمان توفر مهارات التعلم والتدريب على الوظائف الجديدة، والانطلاق المعرفي المستمر، وضرورة قبول الأخطاء والاعتراف بها؛ وذلك لأنَّ المنهج التجريبي يقتضي الخطأ، والولوج من خلاله إلى النجاح بدلاً من حشو عقل الإنسان الصغير بمعلومات تجاوزها العلم والزمن.

وعلى المجتمع والأسرة أيضًا زرع قيم العمل والإنتاجية والصبر والمثابرة والأنَّاة في أبنائها؛ فالمستقبل لأولئك الذين عملوا ومنحوا لأنفسهم ولأبنائهم فرص الإبداع والابتكار والتجربة والصواب والخطأ.

لكن من جهة أخرى، يترتب على هذه الثورة التكنولوجية الكاسحة أو يصاحبها تداعيات كثيرة يكفي أن نذكر منها:

1- التغير الاجتماعي المُتسارع؛ إذ إنَّ القيم والمعايير والعادات والتقاليد والمؤسسات والعلاقات الاجتماعية ستكون عرضة للتغير والتحول والتبدل عدة مرات في حياة الفرد، لا بين جيل وجيل كما كان عهدنا في الماضي، ولكن في حياة نفس الجيل وبطريقة مستمرة. ولن يقتصر هذا التغير الاجتماعي المتسارع على من يشاركون أو يصنعون هذه الثورة، ولكنه سيشمل كل شعوب الأرض.

2- الانفتاح الإعلامي الثقافي الحضاري العالمي المتسارع؛ فوسائل الاتصال السريعة، بل والآنيّة تعبُر الحدود بلا حدود ولا شروط ولا قيود برسائلها ومضامينها وأفكارها من أي مجتمع لأي مجتمع آخر، وسوف تصبح وسائل الإعلام والرقابة التقليدية أدوات بدائية عديمة الكفاءة وقليلة الفاعلية في منع أو تحصين الفرد والمجتمع ضد استقبال محتويات الرسائل الإعلامية والثقافية والعادات الوافدة من مجتمعات وثقافات أخرى.

إنَّ التحصين الحقيقي في مواجهة هذا التدفق الإعلامي الثقافي الوافد، هو وعي الفرد والمجتمع وقدرتهما على الفرز النقدي، وفي قدرة وسائل الإعلام والتعليم والثقافة الوطنية والأنظمة الاجتماعية، على تقديم بدائل أكثر جدية ومصداقية وجاذبية. وهذه مهام تتجاوز قدرات أنظمة التعليم والإعلام والثقافة والاجتماع كما عرفناها في الماضي، أو كما نعرفها الآن في مجتمعاتنا، فهذه المهام تتطلب أجهزة خلَّاقة ومقتدرة إذا كان لها أن تحافظ على هويات مجتمعاتها الحضارية القومية الثقافية وتحفظها من المسخ والذوبان، وفي نفس الوقت الذي لا يتحول فيه المجتمع إلى متحف تاريخي تراثي منغلق وجامد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عادل البطي: الهلال يعاني أزمة ثقة وليست مشكلة أجانب.. فيديو
  • حماس: تصريحات كاتس وبن غفير اعتراف صريح بجريمة تجويع سكان غزة
  • أسوشيتد برس: سكان الجنوب ينتظرون تعويضات حزب الله التي لا تأتي
  • إسرائيل تعلن إجلاء مئات الآلاف من سكان غزة ومنع المساعدات تماما.. فيديو
  • الجيش الإسرائيلي يتحدث بشأن عملياته الحالية والمجاعة في قطاع غزة
  • رئيس برلمان أمريكا الوسطى يشيد بالتنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في لقاء مع الطالبي العلمي
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنتوسع في غزة ونمنع دخول المساعدات
  • اسرائيل تواصل جرائم قصف مستشفيات غزة ومنع المساعدات الغذائية والطبية
  • الرئيس الفرنسي يطالب بضمان وصول فوري المساعدات إلى غزة ووقف إطلاق النار
  • الثورة التكنولوجية: حتى لا تتحول مجتمعاتنا إلى متاحف تراثية منغلقة وجامدة