الوطن:
2024-12-26@21:49:44 GMT

سعيد حجازي يكتب: وائل محمد.. رحيلك أوجع قلوبنا  

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

سعيد حجازي يكتب: وائل محمد.. رحيلك أوجع قلوبنا  

«اللهم إنى لا أسالك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه»، دعاء تعلمته من شيخى فى الصغر، وطالبنى بترديده فى وردى اليومى، لم أكن أعلم فحوى الدعاء وأهميته إلا بعد وفاة الصديق العزيز والأخ الغالى وائل محمد، الكاتب الصحفى بجريدة الفجر ومدير تحرير برنامج «على مسئوليتى» بقناة صدى البلد، رحيله كان فاجعة طالت قلوبنا، موته حقاً قضاء الله، لكن بشريتنا ترفض التسليم، أوجعنا الرحيل المفاجئ، اشتقتنا إليه بحجم استحالة عودته إلى هذه الحياة، سلاماً لروحه الطاهرة، عزاؤنا محبة الجميع له وسيرته الطيبة العطرة التى نشهد عليها، دعاؤنا بأن يلطف الله بنا ويلهمنا الصبر على فراقه.

منذ أن عرفته فى 2013، بقناة التحرير، فى إعداد برنامج «الشعب يريد»، ثم الرحيل معاً لقناة صدى البلد، وعلى مدار 11 عاماً، كان «أبوياسين» جندياً مجهولاً فى عمله، مبادراً بالخير، محباً للجميع، منكراً للذات، مخلصاً وصادق الوعد، ابتسامته الموزعة للجميع لا تفارق وجهه، مقبلاً على الحياة، لم يمنعه عن استكمال مسيرته إلا فاجعته فى وفاة والدته 3 نوفمبر الماضى، كانت القشة التى قصمت ظهره، 3 أشهر على رحيلها زهد الحياة ومن فيها، كانت جلساته لا تشمل إلا حديثه عن والدته وعلاقته بها، يقول «يا صاحبى أنا مش مكمل معاكم فى الحياة أنا عاوز أمشى كفاية أوى اللى عشته»، رحل العزيز الغالى، وترك وراءه سلمى «10 سنوات»، وياسين «5 سنوات» تركهما لرب اسمه الكريم.

ليس هناك أشد إيلاماً على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز عليك، تلقيت نبأك الحزين السبت الماضى، على مكتبى، لحظات لم أصدق رسالة الصديق أحمد عبداللاه «وائل توفاه الله»، دقائق لإدراك المعنى، عدم استيعاب للرحيل، الحزن والصمت يخيمان، سارعت إلى المشفى حيث يرقد، دخلت لألقى عليه نظرة الوداع، كانت الابتسامة تملأ وجهه، حتى فى وفاتك كنت راضياً مرضياً، هنيئاً لك يا صديقى بكل تلك المحبة، هنيئاً لك يا عزيزى بكل تلك الدعوات الطيبة، أودعناك إلى مرقد فى الدنيا، بجانب من أحببت، العزيزة والدتك، جمعكما الله فى جنته.

عايشت مع «أبوياسين» مراحل التعب الأخيرة، كان صابراً وراضياً عن قضاء الله، خلال الأسابيع الأخيرة قبل وفاته، كان هناك تدهور حاد فى حالته الصحية، استدعى دخوله المستشفى لإجراء غسيل كلوى، أكثر من 10 جلسات، استعاد فيها جزءاً من حيوته، وعاد إلينا بروح صافية نقية، كنا نظنها عودة لكنها كانت الوداع.

عودة لأيام قليلة ودعنا فيها العزيز الغالى، فاجأنا برحيله، واسترد الله وديعته الطيبة، مر أسبوع على رحيلك، وما زلت أتخيل أن وفاتك مجرد حلم، وأنك على قيد الحياة، أتذكرك فأبكى ألف مرة، لم أعلم أن لك كل هذا الحب فى قلبى، لك ذكرى فى كل مكان، ستظل حاضراً فى قلوبنا حتى يسترد الله وديعته ونلتقى على الحوض.

لا أعرف يا صديقى ماذا حدث لى بعد وفاتك؟ زهدت فى تلك الدنيا الفانية، تراب فى تراب، علمت اليوم أن السلامة فيها ترك ما فيها، منذ رحيلك وأنا أبكيك، أتذكر وقوفك فى المونتاج، جلساتك فى غرفة الإعداد، متابعة مباريات الأهلى، فرحتك بفوز المارد الأحمر، اتصال الجمعة لإعداد التقارير، قعدة القهوة يوم الخميس، حديثك عن «سلمى» و«ياسين»، كنت حليماً فى غضبك، ودوداً فى خلافك، أبكيك وأنا أكتب تلك الكلمات، لم أتخيل يوماً أن أكتب عن رحيلك، سبحان من تفرد بالدوام والبقاء، سأظل أتذكرك ما حييت، حاضراً فى قلوبنا، السلام والتحية عليك وإلى لقاء قريب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدعاء للميت

إقرأ أيضاً:

في الذكرى العاشرة ” جواد الكساسبة” يكتب .. معاذ يا بطلاً أردنياً بنكهة الألم

#سواليف

معاذ يا بطلاً أردنياً بنكهة الألم

كتب .. #جواد_الكساسبة

عشرة أعوام مرت على حادثة الإسقاط الغادر لطائرتك الإف ستة عشرة مرت علينا نذكرها كل عام بذكرى مؤلمة و هي لا تذكرنا الا بالمرور عاماً بعد عام و مع كل عام يتجدد الوقع الأليم لمشهد الاعتقال ثم الصور ثم يأتي علينا المقطع الاسوأ منذ تاريخه.

مقالات ذات صلة حرمان غير مشروع من الحقوق المالية في نظام الموارد.! 2024/12/24

ذكراك لن تنقطع بل تتجدد و الان مع الاحداث الجديدة في #سوريا لا زلنا ننتظر و نأمل أن نحصل على معلومة تدلنا على مكانك أو حقيقة ما جرى معك

ايها #البطل_الشهيد كنا و كان الاردن ينظر اليك نظرة الابن و البطل على حد سواء و لا زالت النظرة نفسها تتجدد كلما التقينا بأحد لم نلتقيه من قبل فيعود بالذاكرة ليوم الحادثة ثم ما بعدها و ما كان شعوره و كيف بكت أمه يومها و كيف أنه و عشيرته أمّوا بيت العزاء في عي و هكذا دواليك

الكلام كثير و القلم لم و لن يجف عطاؤه ما دمت في الذاكرة و ما دام في العمر بقية

رحمك الله يا حبيبنا و بطلنا و رحم #شهداء_الاردن و شهداء غزة و فلسطين و شهداء الأمة العربية من قضوا في سبيل قضاياهم و حمى الله بلدنا من كل سوء و حفظها آمنة وادعة بحفظ الله ورعايته

مقالات مشابهة

  • الفنان محمد عزمي ضيف برنامج «يوم سعيد» على قناة المحور
  • ياسين: سنة 2024 كانت قاسية على العاملين في الدفاع المدني والإسعاف والإطفاء
  • المحامي محمد احمد المجالي يكتب .. ارْجِـعْ إليْنـا سالِمــاً يا أَحمَــدُ
  • «الإفتاء» توضح 3 حالات يجوز فيها الكذب.. تعرف عليها
  • البُوصلة الإيمانية فيها طريقان لا ثالث لهما
  • الحياة لمن عاشها بعقل.. خمسٌ تؤدي إلى خمسٍ
  • ناقد رياضي لـ محمد الشناوي: أنت قدوة وكل جماهير مصر بتحبك.. فيديو
  • قرار جريء يكتب الحياة لـ3 توائم متطابقين.. معجزة تحدث كل 200 مليون ولادة
  • في الذكرى العاشرة ” جواد الكساسبة” يكتب .. معاذ يا بطلاً أردنياً بنكهة الألم
  • كاسبر هيولماند: سعيد بمسيرتي مع الدنمارك وصلاح أيقونة كروية لن تتكرر