أخبارنا:
2024-09-20@01:40:53 GMT

كيف نستعد لرمضان؟

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

كيف نستعد لرمضان؟

"لقد أظلكم شهر رمضان".. هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فرمضان فرصة الزمان.. لما جعل الله فيه من الخيرات والبركات، وفتح فيه من أبواب الطاعات وأسباب الحسنات ورفعة الدرجات، وبما يسر فيه من السعي للعبادة والطاعة.. وسلسل فيه الشياطين ومردة الجان، وفتح أبواب الجنان وأغلق أبواب النيران.

إن رمضان هو أعظم نفحات الله لعباده، وأعظم أيام الخير، وأعظم مواسم الطاعة.. ولكثرة خيره وبره وفضله ونفعه كان الصحابة "يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم" كما قال معلى بن الفضل رحمه الله. فلا ينبغي للمسلم ـ مهما حل به ـ أن يغفل عنه أو أن يفرط في الإعداد والاستعداد له، والأخذ بأكبر أسباب الانتفاع فيه.

وصايا مهمة

وهذه وصايا أسوقها لمن أراد أن ينتفع برمضان، اخترت أهمها لا كلها، لعل الله أن يجعلها من أسباب الفوز في هذا الشهر الفضيل:

- من أراد أن ينتفع برمضان كله، وينال أجره كله فليعقد العزم من الآن على أن يعمره كله بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات، وأن يصدق في نيته وعزمه على بذل المجهود واستفراغ كل الوسع في استغلال كل لحظة فيه في رضا رب الأرض والسموات.

وهذا العزم ضروري؛ فإن العبد لا يدري متى توافيه منيته ولا متى يأتيه أجله؟ فإذا انقضى عمره وسبق إليه من الله أمره، وعادت الروح إلى باريها، قامت نيته مقام عمله، فيجازيه الله على حسن نيته وعلى هذا العزم فينال الأجر، وإن لم يعمل.. فعن ابن عباس رضي الله عنهما: [إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعلمها كتبها الله له عنده حسنة كاملة](متفق عليه)، وقال صلى الله عليه وسلم: [إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى](متفق عليه).

- الذنوب سجن يسجن فيه القلب فيقعد معه البدن، ويصعب على الجوارح العمل.. فخفف حملك بتوبة صادقة..

قال ناس للحسن: "لا نستطيع قيام الليل؟ قال قيدتكم خطاياكم".

وقال الفضيل بن عياض: "إذا كنت لا تستطيع قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محبوس قد قيدتك ذنوبك".

وقال بعض السلف: "حرمت قيام الليل سنة بذنبٍ عملته".. فشؤم الذنوب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وقيد الذنوب يمنع المشي إلى طاعة الرحمن، وثقل الذنوب يمنع الخفة للخيرات والمسارعة في الطاعات قال تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.

فمن أراد الهمة في الطاعة والمسارعة إليها، والخفة في أدائها، وإقبال القلب عليها في سعادة فلابد له من التوبة النصوح المستلزمة لشروطها، المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، والمصاحبة للافتقار وإظهار الفاقة والحاجة إلى العزيز الغفار، ولابد من إظهار الرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله بالقبول، وأن يجعلك ممن تقبل توبتهم قبل رمضان، وأن يكتبك في آخره في ديوان العتقاء من النار.

- الوقت هو رأس مالك الذي تتاجر فيه مع الله، وتطلب به سعادة الدنيا والآخرة، وكل جزء يفوت من هذا الوقت خاليًا من العمل الصالح يفوت عليك من السعادة بقدره؛ فينبغي أن تعرف شرف زمانك وقيمة وقتك، فلا تضيع منه لحظة في غير قربة.

ورمضان من أنفس لحظات العمر، وقد وصفه الله بأنه {أيامًا معدودات} وهي إشارة إلى أنها قليلة، وأنها سرعان ما تنتهي، بطاعاتها ومعاصيها.. فعندئذ كم من طاعة ذهبت مشقتها وبقي الأجر، وكم من معصية ذهبت لذتها وبقي الوزر.

وساعة الذكر فاعلم ثروة وغنى .. ... .. وساعة اللهو إفلاس وفاقات

- إياك والعادات السيئة التي تقسي القلب، وتثقل البدن، وتضيع الأوقات: ككثرة المنام، وكثرة الطعام، وكثرة الكلام، وكثرة الاختلاط بالأنام في غير ما ينفع، وإنما كل ذلك ينبغي أن يكون محسوبا محسوما لخدمة خطتك الكبرى في رمضان. (فهل لك من خطة؟).

- التخطيط سر النجاح، وكل أمر بلا تخطيط فهو تخبيط وتخليط، ورمضان أعظم من أن نتركه بلا أهداف وبلا خطة لتحقيق هذه الأهداف، أو نتركه للظروف تمشي بالعبد كيفما اتفق.

فمن أراد الانتفاع برمضان: فيلزم أن يكون لديه خطة واضحة الأهداف ظاهرة المعالم لما يريد أن يحققه في رمضان.. فلا يكفي أبدا أن تنوي أن تصلي كثيرا، أو أن تتصدق، أو أن تفعل الخير. وإنما لابد أن يكون لديك خطة بعدد الختمات، وكم ستقرأ في كل يوم وليلة وفي أي الأوقات.. كذلك عدد الركعات التي ستصليها ومتى.. وما هو مقدار الصدقات، ولمن ستكون مصارف الزكوات، وما هي الخبيئات التي بينك وبين الله.. وينبغي أن يكون لديك تصور لأنواع القربات وأوقاتها، كصلة الأرحام وترتيبها، وكم ستقضي من الوقت فيها، ولا تترك شيئا للظروف تتحكم فيه إلا مالا يملك الإنسان من ظروف خارجة عن إرادته ثم يطوع الأمور لتسير مع خطته.

إن العامل في رمضان بلا إعداد كالعابث بين المجدين، وكالهازل بين الجادين، والمرتبكون في الغالب لا يسبقون، وإن وصلوا وصلوا متأخرين.. فكيف إذا كان ميدان السباق رمضان؟!

- من أراد أن ينتفع برمضان فعليه الاهتمام بمراتب الأعمال، فإن بعض الأعمال قليل يسير ولكنه في فضله عظيم فضيل يفضل غيره مما هو أكثر نصبا وتعبا.. فعلى العبد أن يكون فطنا بهذا الباب؛ فإنه تقطع به مفاوز، ويسبق بسببه أقوام ويتخلف آخرون.

- رمضان شهر جد وعمل لا شهر نوم وكسل، رمضان سوق تجارة ومضمار سباق، يتسابق المؤمنون فيه للوصول إلى الله، فكن أسرع المتسابقين، وأول الواصلين؛ فقد أمرك الله بالمسارعة والمسابقة فقال: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}(آل عمران:133) وقال جل في علاه: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}(الحديد:21) وفي الحديث: [سبق المفردون.. سبق المفردون.. قالوا: وما المفردون يا رسول الله! قال: الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات].

فاجهد أيها الحبيب أن تكون من أهل الصيام الحق والقيام الصدق؛ لتنال الجائزة وهي أن يغفر لك ما تقدم من ذنبك ..

أسأل الله الكريم أن يبلغنا بمنه رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وأن يجعلنا في رمضان هذا من عتقائه من النار .. آمين.

عن اسلام.ويب

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: فی رمضان من أراد أن یکون فیه من

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: تفجير أجهزة "البيجر" لحزب الله لن يكون المشهد الأخير

 قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما حدث في لبنان من تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر" لحزب الله لن يكون المشهد الأخير، والفترة المقبلة ستشهد الكثير من العمليات الإسرائيلية بهدف التصعيد.

هل تتأثر المواجهة بين حزب الله والاحتلال بعد التفجيرات الأخيرة؟.. دبلوماسي سابق يُجيب تامر أمين بعد تفجيرات أجهزة حزب الله: كل المدنيبن في لبنان بخطر الحرب على غزة فقدت الزخم

وأضاف "كمال"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على فضائية "تن" مساء اليوم الأربعاء، أن ما يحدث في جنوب لبنان هدفه في المقام الأول التصعيد، مشيرًا إلى أن التصرفات الاستفزازية الإسرائيلي تزداد، وهذا قد يؤدي إلى لحظة معينة إلى تفجر الأوضاع في المنطقة.

وأشار إلى أن الحرب على قطاع غزة فقدت الزخم، وأصبحت هناك انشقاقات داخل القيادة الإسرائيلية التي تريد وقف الحرب نتيجة القضاء على قيادات حماس، وهناك ضغوط  من قبل أهالي الرهائن، والأهالي الذي غادروا شمال دولة الاحتلال بسبب هجمات حزب الله. 

الأسابيع الست المقبلة في أمريكا

ومن ناحية أخرى أوضح أن الأسابيع الست المقبلة ستكون من أصعب المراحل على المنطقة، مشيرًا إلى أن السلوك الإسرائيلي المستفز مُرتبط بصورة كبيرة بالمشهد الانتخابي الأمريكي.

 أن الإدارة الأمريكية خلال الفترة الحالية في حالة شلل تام بسبب الانتخابات الأمريكية، وهذا يُعد فرصة لما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عربدة في المنطقة. 

أمريكا أمام خيارين 

 وأضاف أن حكومة "نتنياهو" تسعى لفوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وترى أن التصعيد في المنطقة يساهم في فوز "ترامب" في الانتخابات الأمريكية.

ونوه بأن توسعة نطاق الصراع في المنطقة يضع الإدارة الأمريكية الحالية أمام خيارين، إما عدم مساعدة دولة الاحتلال، وفي هذه الحالة تتعرض لانتقاد كبير، وهذا ليس في صالح الحزب الديمقراطي، وإما أن تتورط أمريكا في الحرب، ويُقتل جنود أمريكيين، وهذا يؤثر سلبًا على الإدارة الأمريكية، وهذا أيضا يؤثر سلبًا على الحزب الديمقراطي ويصب في صالح دونالد ترامب، وليس في صالح كاميلا هاريس.

 

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: البناء الحقيقي للإنسان يكون باتباع سنة الرسول
  • أستاذ علوم سياسية: تفجير أجهزة "البيجر" لحزب الله لن يكون المشهد الأخير
  • نائبان أمريكيان: أمل كبير بالتوصل لاتفاق بشأن غزة قبل رمضان
  • الرئيس الإيراني في العراق.. لماذا وماذا أراد وماذا حقّق؟
  • وليد جنبلاط يعلق على العدوان الإسرائيلي: نكون أو لا نكون ويجب أن نستعد لهذه المعركة المصيرية
  • شبانة: الله يكون في عون "رمضان صبحي".. هناك أزمة حقيقية مع المنظمة الدولية
  • خبير شؤون إسرائيلية: الاختراق السيبراني لأجهزة حزب الله قد يكون بداية حرب
  • خبيران عسكريان: استهداف أجهزة الاتصالات قد يكون مقدمة لاجتياح جنوب لبنان
  • وزير داخلية أسبق: كل شاب أردني يحب أن يكون مثل الشهيد الجازي
  • وزير داخلية سابق: كل شاب أردني يحب أن يكون مثل الشهيد الجازي