بوابة الوفد:
2024-09-30@18:10:26 GMT

رأس الحكمة

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

يقول الشاعر العربى أبوالطيب المتنبى؛ «لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها»، والحماقة فى معاجم المعانى الجامعة هى: قلة العقل والشطط فى التفكير، وأحمق الحى: هو رجل قليل العقل فاسد الرأى، وحمَّق فلاناً: أى جعله كقليل العقل أو فاسده، لكن ما حدث أن «رأس الحكمة» أعيت الأحمق الذى يداويها، وصفقة «رأس الحكمة» كشفت عن الكثير من الحمقى فاسدى الهوى والرأى.


ما إن تم الإعلان الحكومى عن صفقة «رأس الحكمة» فى شراكة مصرية إماراتية تجسد مسيرة من التعاون المثمر، حتى انطلقت جحافل الذباب الإلكترونى على السوشيال ميديا مهاجمة، تسوق اتهامات غير مبررة بلا سند أو دليل من عينة بيع أصول الدولة المصرية، والتفريط فى مقدرات الوطن، وغيرها من تلك الشعارات الرنانة التى يطن بها الفضاء الإلكترونى من دون وعى أو فهم، رغم فوائد الصفقة الجمة، أهمها وأسرعها أثراً تراجع سعر صرف الدولار فى السوق الموازية وما تبعه من تراجع فى عديد من أسعار السلع والمنتجات؛ ثم تراجعت تكلفة التأمين على الديون السيادية لمصر بشكل حاد خلال تداولات يوم الاثنين الماضى، أول يوم تداول فى الأسواق الغربية، بعد الإعلان عن صفقة رأس الحكمة، وهو ما يعكس تحسناً وتفاؤلاً كبيراً فى نظرة المستثمرين للاقتصاد المصرى.
ليصبح السؤال «احترنا واحتار دليلنا معاكم» نفتح الباب ولا نقفله؟!!! إذا الحكومة استثمرت وعملت مشروعات، تهاجم تلك الجحافل الدولة بدعوى التدخل فى النشاط الاقتصادى، وإذا الحكومة طرحت وتخارجت من المشروعات تصبح الدولة متهمة ببيع أصولها ومقدراتها. 
على مستوى القطاع الخاص؛ إذا المصانع الوطنية اتجهت للتصدير وفتح أسواق جديدة لتوفير العملة الصعبة سر الأزمة تتهم بتعطيش الأسواق المحلية ورفع الأسعار. وإذا توقفت المصانع عن التصدير تصبح صناعة رديئة وغير تنافسية. ماذا يريد هؤلاء؟؟!!، فى الصباح يعملون فى شركات ومصانع وطنية، وبالليل يختبئون خلف شاشات حواسيبهم وهواتفهم يوزعون الاتهامات جزافاً تارة بالفساد وتارة بالاحتكار يسببون ضررا بالغ بتشويه مجموعات اقتصادية وصناعية وطنية هى ركائز ودعائم الاقتصاد الوطنى.
حتى الدولة ومؤسساتها الوطنية لم تسلم من هؤلاء؛ ما بعد يونيو 2013 كانت المؤسسات الوطنية فى بؤرة الاستهداف ومرمى نيران التشويه؛ خاصة القوات المسلحة المصرية، وذلك رغم الدور الوطنى للقوات المسلحة المصرية فى حمل عبأ الاقتصاد المصرى ما بعد يونيو 2013، الاقتصاد المصرى تعرض لأسوأ مراحله فى الفترة من يناير 2011 وحتى يونيو 2014؛ رؤوس الأموال الساخنة أو السياحية هربت كعاداتها إلى الملاذات الآمنة، كان لابد من تدخل حاسم للدولة ومؤسساتها، على رأس تلك المؤسسات وأكثرها رسوخاً وتماسكاً وجاهزية تلك المسئولية الكبيرة وهذا العبء الثقيل كانت القوات المسلحة. 
حتى الآن؛ ومنذ طرح برنامج الطروحات الحكومية، تمت مهاجمته واستهدافه، وحاصرته الشائعات خاصة بيع أصول الحصص الحكومية لمستثمرين أجانب، لتأتى المرحلة الأولى من البرنامج لتخرس هؤلاء، نجح البرنامج فى جمع إجمالى 1,9 مليار دولار عبر ثلاث صفقات مع القطاع الخاص، جزء كبير ومهم من تلك الصفقات هى للقطاع الخاص الوطنى المصرى. ليبقى السؤال؛ نفتح الباب ولا نقفله؟؟ اقتصاد وسوق حر، أم اقتصاد مخطط وموجه للدولة اليد العليا فيه؟؟؟!!.
حقاً «رأس الحكمة أعيت من يداويها». وكما قال يقول قيس بن الخطيم فى الحمق «وبعض الداء ملتمس شفاه.. وداء الحمق ليس له شفاء»، ولتمضى المسيرة بالتطوير والنماء رغم الصعاب والتحديات، الحمقى تنبح والقافلة ماضية فى طريقها نحو هدفها المنشود؛ مصر الجديدة أولاً وأخيراً.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رأس الحكمة صفقة راس الحكمة السوشيال ميديا الاقتصاد المصري رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

هؤلاء لايمثلون نيويورك

نشر الكيزان فى وسائل التواصل صور لمجموعه من السودانيين لا يزيد عددهم عن ٢٥ شخص فى نيويورك استقبلوا البرهان وكانوا يهتفون له وادعت ان هؤلاء السودانيون فى نيويورك يستقبلون البرهان وهؤلاء لا يمثلون السودانيين فى مدينة نيويورك فعدد السودانيين فى مدينة نيويورك اضخم من ذلك بكثير والسودانيون فى مدينة نيويورك عرفوا بمواقفهم الوطنيه المشهوده ومنها ذلك الموقف فى عام ١٩٩٠ عندما أقامت القنصليه السودانيه لقاء للبشير مع الجاليه السودانيه دعت له الاخوان المسلمين فقط ولكن المعارضه استطاعت الحصول على جزء كبير من الدعوات وسربتها لاعضائها ففوجي القنصل سراج بمجموعه كبيره من المعارضين داخل قاعة همرشولد ومن ارتباكه جاء وصافح المعارضين فقط
وبدأ اللقاء وبدأ البشير فى الحديث وتصدى المعارضون للبشير بالهتاف ( لن تحكمنا حكومة الجبهه ) ( تسقط تسقط يابشير ) واضطرب البشير ومعه القنصل سراج جدا وعندما قال البشير انه جاء ليمثل الشعب السودانى فى الامم المتحده وصفه المعارضون بالكذب وبانه لا يمثل الشعب السودانى وانه كوز ويمثل الكيزان فقط فزاد ذلك من ارتباكه وبدأ هتاف المعارضين داخل قاعة همرشولد العار العار يابشير ولن تحكمنا حكومة الجبهه وحاول سراج ان يحضر الشرطه للمعارضين وتصدى المعارضين له وشرحوا للشرطه الموقف فرفضت الشرطه التدخل فارتبك القنصل ولم يعرف كيف يتصرف مع هتافات المعارضين داخل القاعه ورفض الشرطه التدخل وارتباك البشير ففشل لقاء البشير بالجاليه السودانيه فى نيويورك وأنفض اللقاء وعرفنا ان البشير فى تلك الليله تعرض لانهيار عصبى واحضر له الطبيب فى مقره وتم علاجه وفى اليوم التالى اتصل القنصل ببعض المعارضين وهددهم بانهم سيتم اعتقالهم إذا حضروا للسودان فردوا عليه بانهم مستعدون للتضحيه بارواحهم من اجل السودان فأحبط وهذا هو تاريخ نيويورك الناصع والمغتربين فى نيويورك لا تمثلهم هذه المجموعه الضئيلة التى خرجت مؤيده للبرهان والسودانيون فى نيويورك تاريخهم ناصع وسيظل ناصعاً وهم ديمقراطيون ولن يلوثوا تاريخهم بتأييد ديكتاتور عسكرى اخو مسلم يحكم بلادهم بالبندقيه .

محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.  

مقالات مشابهة

  • الحكمة منى عطا الله تعلن اعتزالها رسميا بسبب ظلم لجنة الحكام
  • تواصل منافسات بطولة القدم بجامعة الحكمة بذمار
  • ثقافة الانهزام لدى بعض العرب
  • انطلاق المرحلة الثانية من مشروع دعم صغار المزارعين
  • «الأهلى المصرى» يفتتح مشروعات تطوير بمستشفى الحميات بالعباسية
  • تغور «البوليتزر» من وش نتنياهو!
  • عمرو مصيلحى يخوض انتخابات اتحاد السلة على مقعد الرئيس
  • أيمن الجميل : المبادرة الرئاسية بداية تحقق رؤية مصر 2030 وتنمية الإنسان المصرى فى كل أنحاء الجمهورية
  • هؤلاء لايمثلون نيويورك
  • 7 صفات تميِّز الأشخاص المحببين