بوابة الوفد:
2025-02-02@06:54:59 GMT

وصاياى العشرة للنهوض بالتعليم الإلزامى (1-1)

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

رُب سائل يسألنى ما الذى دفعك للحديث عن هذا الموضوع بمشكلاته التى ظن البعض أنها مشكلات عصية الحل.
أقول ولا أخفيكم سرا إننى قرأت منذ فترة مقالا من تربوى متخصص مهموم بقضايا التعليم على الإطلاق، وبقضايا المعلمين وهو واحد منهم على الخصوص.
هذا المقال أثار شجونا بداخلى بل وحرك الحس الوطنى بداخلى الذى لم يهدأ يوما ولن يهدأ إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا ويحدث مرادنا ويحدث ما نصبو إليه وما نحلم به وما تسعى إليه قيادتنا من إحداث نهضة علمية تتحقق على أثرها نهضة شاملة ترتفع بها البلاد وترقى وتعود سيرتها الأولى.


ما رأيته من تدن لمستوى التعليم سواء التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى، هذا التدنى تمخض عنه لا مبالاة مفرطة من الطلاب ومن أولياء الأمور، ومن بعض المعلمين فالكل مشارك ومسئول، وعندما تسأل أحد الطلاب ماذا استفدت يقول لا شىء، تسأل ولى الأمر يرد بسخرية هو فيه تعليم فى البلد!.
عندما تسأل المعلم يعدد لك مشكلات لا حصر لها من سوء إدارة تعليمية، من وساطة ومحسوبية، من حقوق مهضومة، من تدن للرواتب.
والنتيجة طبعا سلبية بالنسبة للجميع بالنسبة للطالب يأتى إلى الجامعة أن دخلها وخدمه الحظ يأتى حتى لا يستطيع الكتابة، أخطاء كتابية لا حصر لها، عدم القدرة على صياغة عبارة وجملة واحدة مفيدة.
فكيف سيتولى هذا الشخص تعليم تلاميذ بعد ذلك خصوصا لو تخرج من كليات الآداب أو التربية وعمل بالتدريس، طبعا أنا لا أعمم ولا أصدر أحكاما على عواهنها لكن من واقع خبراتى التدريسية وتصحيح كراسات الإجابة.
ما دفعنى أيضاً للكتابة عن هذا الموضوع اتجاه كثير من أولياء الأمور إلى المدارس الخاصة وإهمال المدارس الحكومية بغية أن يتعلم أبنائهم تعليما سليما، أو بغرض هو ابن فلان أحسن من ابنى.
صحيح قد يهرب الكثيرون من الكثافة العددية للفصول ومن سوء بعض الخدمات التى تقدم فى بعض المدارس الحكومية.
ومن تسلط بعض المعلمين وبسط هيمنتهم على التلاميذ وإجبارهم على المجموعات والدروس الخصوصية.
والحل بسيط من وجهة نظرى هناك إدارات تتلقى شكاوى أولياء الأمور وهناك مجالس أمناء دورها مراقبة العملية التعليمية، لكن يقابلك ولى الأمر فى الشارع ويشكو وعندما تقول له قدم شكاوى يقدم لك حججا أنها لن يلتفت إليها من المسئولين، أو يقدم لك عذرا أقبح من ذنب أخشى أن يتم التنكيل والبطش بالتلاميذ ممن تقدم فى حقهم الشكاية.
يا سيدى هل أقدمت على هذه الخطوة حتى وإن تم تجاهلك فى المرة الأولى قدم مرة أخرى فكتبت الإجابة لمن أدمن الطرق.
تسابق المدارس الخاصة لإثبات أنها الأحسن والأجدر تتسابق بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة المهم تظهر بصورة التفوق الذى يجعل الإقبال عليها كثيفا. وهذه أم الكوارث يتخرج الطالب من كليات الطب ولا يفقه شيئا إلا ما رحم ربى وضياع حقوق البسطاء الذين تعلموا فى المدارس الحكومية وحصلوا على 98 بالمائة ونظرا لارتفاع التنسيق بسبب 100 فى المائة التى يحصل عليها طلاب المدارس الخاصة.
لا تتحقق أمانى البسطاء.
ما دفعنى للكتابة عن هذا الموضوع عدم الاهتمام بالمعلم وعدم الاهتمام يأخذ عدة صور أولها الاهتمام به علميا وتثقيفيا.
ثانيها الاهتمام به ماديا فحق على الدولة ووزارة التربية والتعليم توفير حياة كريمة لهؤلاء المعلمين الذين ينبغى علينا أن نقف لهم إجلالا وتعظيما هذا جانب معنوى.
أما الجانب المادى ما الذى دفع بعض المعلمين إلى الدروس الخصوصية والتدريس فى المراكز الخاصة، ببساطة متطلبات الحياة كثيرة وضغوط وظروف المعيشة قاسية جميعهم صغيرة أعمارهم يريدون أن يكونوا أسرة ويبنوا بيتا وكبير سنهم عليه التزامات كيف سيوفيها بهذه الرواتب الزهيدة لا أحد ينكر على ذلك فمن ينكر فهو لا يرى حتى وإن كان مبصرا.
ما دفعنى للكتابة عن هذا الموضوع تدن صارخ للخدمات التعليمية، فصول مكتظة بالتلاميذ، تهوية سيئة، طرق تعليمية دون المستوى لترقى لدولة بحجم دولتنا حاضرة العلم والثقافة وبلد العلماء.
ما دفعنى أيضاً التخبط فى اتخاذ القرارات المصيرية التى تخص بناء الأمة، تخص عصب الأمة أبنائنا الطلاب وانعدام الرؤية التى باتت شبه ضبابية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم عن هذا الموضوع

إقرأ أيضاً:

تعرف على لوحة «مايكل أنجلو» الخاصة بتعذيب القديس أنطونيوس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلق الفنان "مايكل أنجلو" على لوحته العالمية عن الأنبا أنطونيوس الذى يظهر فيها كشيخ ممتلئ حكمة لم تتركه الشياطين وأصبحت تعذبه بحروب شديدة وصلت للإيذاء الجسدي كما ورد فى سيرته "كانوا يهجمون عليه ويضربونه ضربا مؤلما".

وأقام هكذا ثلاثين عاما حتى نظر الله إلى كثرة صبره واحتماله". 

وفى الصورة أيضا تظهر الشياطين فى أشكال مختلفة دلالة على تنوع الحروب واختلافها فهذه حرب تشكيك فى الطريق الذى اختاره والذي لم يسبقه فيه أحد.

وهذه حرب قلق على أخته التي أودعها بيت للعذارى وهذه حروب شهوة وصلت ذروتها لظهور الشيطان له فى صور نساء عاريات وهذه  حروب مجد باطل لتجعله يتكل على بره ويظن أنه خلص...
وهذه حرب ملل من طول الطريق والوحدة الموحشه والبرية الخالية وتلك حروب كسل وأخرى خوف وثالثه فتور.وأخرى تجعله يندم على ثراؤه الذي باعه وشبابه الذى أهدره وسط الجبال....

كل هذا جعل الأنبا أنطونيوس يصرخ قائلا:

"يارب، أننى أحب أن أخلص والأفكار لا تتركنى فماذا،  أفعل؟".

ولم يطق الشيطان أن يرى مثل هذا الثبات فى شاب وأخيرا تكلم بصوت بشري وقال:

-"لقد  خدعت كثيرين، وطرحت كثيرين، ولكننى برهنت على ضعفي إذ هاجمتك وهاجمت كل جهودك وأتعابك 

فكان يلقي بذاته على الأرض ويصرخ ويقول: ياربي أعني وقوّ ضعفى، أرحمنى يارب فأنى ألتجأت إليك، يا رب لا تتخل عني، ولا يقوّ علىّ هؤلاء الذين يحسبون أنى شئ، يارب أنت تعلم أنني ضعيف  عن مقاومة أحد أصاغر هؤلاء فكان الشياطين يهربون إذ يسمعون هذه الصلاة المملوءة حياه.

ويقول صموئيل روبنسون الأستاذ بجامعة لوند بالسويد عن هذا الناسك القديس الاصيل:

"لا يوجد مصري واحد معروف ومشهور فى تاريخ المسيحية كلها أكثر من القديس أنطونيوس. ورغم وجود كثير من البطاركة ومعلمو الأسكندرية المشهورين، فإن اسم هذا الراهب البسيط الذى اختلى فى الصحراء، هو الذى جذب أكبر انتباه خلال ال1600 عامًا الماضية فإن صورة القديس أنطونيوس كما وصلتنا فى كتاب " حياة الأنبا أنطونيوس " بقلم القديس أثناسيوس، بطريرك الأسكندرية الشهير فى القرن الرابع، قد صارت على مدى التاريخ النموذج القياسى للدعوة الرهبانية، وهى بالنسبة لكثيرين، افضل شرح ل: ماذا يعنى أن يكون الإنسان مسيحيًا؟......حينما يخرج أنطونيوس من صومعته التى قيل عنها إنه عاش فيها 20 سنة فى عزلة كاملة. ويُقال هنا إنه لم يتغير بالمرة، فهو لم يصر نحيلًا من الصوم ولا صار بدينًا من قلة التمرن.

فإن روحانية أنطونيوس هى روحانية تجد أصولها فى الاقتناع الأكيد بأن الإنسان مخلوق على صورة الله، وأن الفضيلة لا تُكتسب، بل تحتاج فقط أن نحافظ عليها"

ويقول البابا أثناسيوس كاتب سيرته العطره:
"إن قلمى لم يسطر من فضائل القديس أنطونيوس الكثيرة وتقشفاته الشاقة.. وحروبه وانتصاراته الباهرة إلا واحدا من مائة!.. ولكن هذا المقدار كاف لأن تعلموا كيف تدرج رجل الله منذ نعومة أظفاره حتى نهاية أيام شيخوخته، وكيف داس تحت أقدامه كل غواية شيطانية!! " (أثناسيوس الرسولى).

مقالات مشابهة

  • تعرف على لوحة «مايكل أنجلو» الخاصة بتعذيب القديس أنطونيوس
  • ترامب وحلم السطوة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا