واشنطن تتحدث عن ضربات استباقية ضد الحوثيين
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
أفادت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، الجمعة، بشن ضربات استباقية ضد الحوثيين واعتراض هجمات بالطائرات المسيرة.
وأبلغت هيئتان بريطانيتان عن تعرض سفينة لهجوم في خليج عدن بصاروخين، الجمعة، من دون وقوع أضرار، وسط تصاعد تهديد الجماعة الحوثية الموالية لإيران للملاحة في البحرين الأحمر والعربي، والتي تزعم أنها تناصر الفلسطينيين في غزة.
البيان الأميركي أوضح أنه بين الساعة 3:35 مساءً و4:55 مساءً (بتوقيت صنعاء)، نفذت القيادة المركزية للولايات المتحدة ضربات دفاع عن النفس ضد أربعة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن تابعة للحوثيين وطائرة دون طيار في مواقع تسيطر عليها الجماعة.
وخلال هذا الإطار الزمني، قال البيان الأميركي إن القوات أسقطت ثلاث طائرات من دون طيار انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باتجاه خليج عدن، مشيراً إلى أنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.
وكانت الجماعة قصفت سفينة الشحن «ترو كونفيدنس» في خليج عدن، الأربعاء، ما تسبب في سقوط 3 قتلى وأربعة جرحى من بحارتها، وإجلاء بقية الطاقم حيث باتت هائمة في المياه في انتظار الإنقاذ، وهو أول هجوم قاتل يشنه الحوثيون منذ بدء هجماتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأن الهجوم وقع على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن اليمنية، وأن القبطان أبلغ عن حدوث انفجارين بالقرب من السفينة دون أضرار فيها أو في طاقمها، في حين قالت شركة «أمبري» للأمن البحري إنها على علم بوقوع حادث على بعد نحو 52 ميلاً بحرياً من جنوب عدن وأنها تحقق فيه.
وفي أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، هدد بالمزيد من الهجمات وزعم استخدام أسلحة جديدة في قصف السفن التي يزعم أنها مرتبطة بإسرائيل أو تابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
تصعيد مستمر
وسط هذا التصعيد البحري الذي يؤثر على نحو 15 في المائة من التجارة العالمية التي تمر عبر باب المندب، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه أصدر أوامره بشن ضربات ضد الحوثيين في اليمن لإضعاف قدراتهم والدفاع عن القوات الأميركية بالمنطقة.
ونقل البيت الأبيض عن بايدن قوله في خطاب حالة الاتحاد: «لهذا السبب أنشأت تحالفاً يتكون من أكثر من 12 دولة للدفاع عن الشحن الدولي وحرية الملاحة في البحر الأحمر»، مضيفاً أن «تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط يعني أيضاً احتواء التهديد الذي تمثله إيران».
ومضى بايدن قائلاً: «بوصفي القائد الأعلى للجيش لن أتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا وأفراد جيشنا»، وفق ما نقلته «رويترز».
وفي وقت سابق من يوم الخميس، تبنى زعيم الجماعة الحوثية مهاجمة 61 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر، وهدد بأن «القادم أعظم»، وفق ما جاء في خطبة له بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة.
وحض الحوثي أتباعه على المزيد من التعبئة، وزعم أن قدرات جماعته لم تتأثر بالضربات الأميركية والبريطانية، مشيراً إلى تلقيها منذ بدء الضربات 344 غارة جوية وبحرية، كما تبنى إطلاق 403 صواريخ وطائرة مسيرة في 96 هجوماً ضد سفن الشحن والأخرى العسكرية.
أدى الهجوم الحوثي على سفينة شحن ترفع علم باربادوس إلى سقوط قتلى وجرحى لأول مرة منذ بدء الهجمات (أ.ف.ب)
وإثر هجوم الحوثيين على السفينة «ترو كونفيدنس» التي ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان، الأربعاء، وسقوط الضحايا لأول مرة، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: «سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته»، وفق ما نقلته «رويترز».
وأطلقت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض ضد الحوثيين ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأقرت الجماعة بمقتل 22 مسلحاً في الضربات الغربية، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن، فضلاً عن مدني زعموا أنه قُتل في غارة شمال غربي تعز.
وإلى جانب تنفيذ واشنطن العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيَّرات الحوثية والقوارب المفخخة، شاركتها بريطانيا في أربع موجات واسعة من الضربات على الأرض.
وفي ظل هذا التوتر البحري كان الاتحاد الأوروبي قرر الانضمام إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن عملية «أسبيدس»، دون المشاركة في شن هجمات مباشرة على الأرض.
وبسبب التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية تجمدت مساعي السلام اليمني التي تقودها الأمم المتحدة، وسط مخاوف من عودة القتال خاصة بعد أن أقر الحوثي، الخميس، بحشد وتدريب 282 ألف مسلح منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومنذ 19 نوفمبر، أصابت الهجمات الحوثية 14 سفينة على الأقل، غرقت إحداها، كما لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها للشهر الرابع.
وترى الحكومة اليمنية في التصعيد البحري الحوثي هروباً من استحقاقات السلام اليمني، ومحاولة لتلميع صورة الجماعة داخلياً وخارجياً، من بوابة الحرب في غزة. وتقول إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وأن الحل الأنجع هو مساندة قواتها على الأرض لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة وموانئها، وبقية المناطق الخاضعة بالقوة للجماعة الموالية لإيران.
وعلى الرغم من عمليات التصدي الغربية التي تقودها واشنطن والضربات الاستباقية، فإن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران لا تزال - كما يبدو - تملك المزيد من القدرات على شن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة في الشهر الرابع من التصعيد.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
العليمي يكشف كواليس تفاهم سابق خلال 2003 و2010 مع الأمريكان حول إيران والحوثيين وموقف واشنطن حينها
كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عن كواليس تفاهم سابق مع الولايات المتحدة بشأن ارتباط جماعة الحوثي بإيران.
وقال العليمي -في جلسة حوارية حول أمن البحر الاحمر، على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي أمس السبت رصدها "الموقع بوست"- إنهم أطلعوا واشنطن مطلع الألفية الثالثة، وتحديدا اثناء شن الجماعة حروبا ضد الدولة في صعدة بعهد نظام علي عبدالله صالح بشأن العلاقة بين إيران والحوثيين".
وأضاف "قلنا للأمريكان في عامي 2003 و2004 بالحرف الواحد هذه الجماعة التي تقود حروبا ضد الدولة مدعومة من طهران".
وبحسب العليمي فإن الرد الأمريكي كان دائما أنه لا يوجد دليل لدينا على هذه العلاقة، وقال "استمرينا هكذا لسنوات".
وأردف العليمي أنه "في 2009 وبداية 2010 حينما كان وزيرا للداخلية في عهد نظام صالح أعطيت مسؤولا أمريكيا كبيرا -لم يسمه- ملفا يثبت تورط إيران في دعم الحوثيين".
واستدرك "لكن للأسف هذا الملف تقريبا رقم 20، للذي نسلمه للوفود الأمريكية التي تأتينا، لكن الرد كان دائما بأن هذه الأدلة غير كافية".
وبحسب العليمي فإن رد المسؤول الأمريكي حينها كان شجاعا والذي قال له "لا تتعب نفسك، نحن في البنتاجون والسي ايه أي مقتنعين أن إيران هي التي زرعت هذه الجماعة". متابعا العليمي بالقول "لكن المشكلة في البيت البيض".