بوابة الوفد:
2024-10-05@14:36:23 GMT

هتاف الصائمين

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

11 مارس الجارى يشهد بداية صوم شهر رمضان المبارك وأول أيام الصوم المقدس الكبير، ولعلها تعد دعوة من المولى الإله العظيم لنتشارك معاً التنعم بفيض النسمات الروحية.. ونرفغ معاً أكف الضراعة بهتاف القلوب المؤمنة أن يرفع عن عباد الله ويلات ظلم الناس للناس فى تلك المرحلة العصيبة فى منطقتنا التى تشهد زخم معارك دموية غادرة غير مسبوقة فى أهدافها المجنونة وأدواتها الباترة الفاجرة، فى ظل غياب واحتجاب وتراجع للضمائر الحية.

.
يذكرنا الكتاب المقدس وآياته التى تخبرنا ببداية أحداث الحياة على أرض الشقاء، ومعها بداية الفصول الأولى فى شروع الإنسان الأول فى ممارسة صناعة ملاحم الشر والولوج لظلمات دنيا الكراهية وسفك الدماء «أخفى قايين جسد أخيه، لكنه لم يقدر أن يكتم صوت النفس الصارخة إلى الله، التى عبر عنها الرب بقوله: «صوت دم أخيك صارخ إلىَّ من الأرض»، إذ يشير الدم إلى النفس بكونه علامة لحياة، فإن سفك الدم تبقى النفس صارخة خلال الدم المسفوك ظلماً على الأرض»..
وفى الإيمان المسيحى، تلخص آيات الكتاب المقدس مبدأ زمن الصوم الذى هو مسيرة عودة وجهاد ضد الشر، إنه زمن توبة أى رجوع لله، ولكنه ليس زمن حزن! إنه التزام فرح لكى نتخلى عن أنانيتنا، وعن الإنسان القديم، فوحده الله بإمكانه أن يعطينا السعادة الحقيقية، وملكوت الله ما هو إلا تحقيق لطموحات المؤمن، وفى الوقت عينه خلاص الإنسان ومجد الله، من هنا، الصائمون مدعوون للإصغاء إلى نداء السيد المسيح للتوبة والإيمان..
ويأتى الصيام فى رمضان شفيعاً لصاحبه يوم القيامة وفق الإيمان الإسلامى: يقول الرسول «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أى رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعنى فيه، قال: فيشفعان».  (أخرجه أحمد).
وقد ذكر قداسة البابا تواضروس الثانى، أن هناك العديد من المعانى الروحية، التى يتضمنها الصوم الكبير المقدس ويجعلنا نعيشها، ما يؤكد أهمية الصوم المقدس فى بناء الحياة الروحية، وأن الصوم الأربعينى به فترة انقطاع عن الطعام، وهو ما يساعد على تقوية الإرادة، يتبعها تناول الطعام النباتى وهذا يرجعنا إلى حياة الفردوس ويذكرنا بها..
وقال قداسته عن الأربعة آحاد الوسطى فى الصوم الكبير، وهى: الأول هو أحد الابن الضال وهو فصل الاختيار، الابن الضال فقد كل شىء إلا الرجاء وعندما رجع إلى بيت أبيه وجد أن السجن خارج البيت، أما مع أبيه فهى الحرية الكاملة، والثانى هو أحد السامرية وهو فصل التكرار فالسامرية كررت الخطية خمس مرات ولكن عند مقابلتها للسيد المسيح كشفت هذه الخطية ولفظتها ولم تعد إليها.. 
جيد أن نتذكر فى هتافنا- يا صائم رمضان المبارك وصائم الصيام الكبيرـ أن الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية، فقد كانت الوصية التى أعطاها الله لأبينا آدم، هى أن يمتنع عن الأكل من صنف معين بالذات، من شجرة معينة (تك 2: 16، 17)، بينما يمكن أن يأكل من باقى الأصناف..
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية يوم القيامة

إقرأ أيضاً:

حسام زكي: الاحتلال الإسرائيلي اختار الدم بدلًا من نزع فتيل التصعيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الاعتداءات على لبنان لن تحقق الأمن لأي طرف وتزرع بذور صراعات ممتدة.

وأضاف زكي، في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين؛ لبحث التطورات في لبنان، اليوم الخميس، الذي نقلته فضائية "إكسترا نيوز"، إننا حذرنا مرارًا من مخاطر وتبعات الحرب الإقليمية، ونتضامن مع لبنان بكافة مكوناته دون تمييز في هذا الظرف الصعب، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي اختار الدم والقتل بدلًا من وقف إطلاق النار ونزع فتيل التصعيد.

مقالات مشابهة

  • «فايننشال تايمز»: النجاح على الأرض يتطلب حملة طويلة الأمد.. هل يستطيع الهجوم البري الإسرائيلي هزيمة حزب الله؟
  • حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»
  • الشاطر حسن
  • رمضان 2025.. كم يتبقى على حلول شهر الصيام؟
  • حسام زكي: الاحتلال الإسرائيلي اختار الدم بدلًا من نزع فتيل التصعيد
  • رمضان 2025.. كم يتبقى على حلول شهر الصيام بعد استطلاع هلال ربيع الآخر؟
  • الوحدة 8200
  • اغتيال نصر الله وشكل الشرق الأوسط
  • على حافة الهاوية
  • من حلف وصداقة.. إلى عداوة لدود