11 مارس الجارى يشهد بداية صوم شهر رمضان المبارك وأول أيام الصوم المقدس الكبير، ولعلها تعد دعوة من المولى الإله العظيم لنتشارك معاً التنعم بفيض النسمات الروحية.. ونرفغ معاً أكف الضراعة بهتاف القلوب المؤمنة أن يرفع عن عباد الله ويلات ظلم الناس للناس فى تلك المرحلة العصيبة فى منطقتنا التى تشهد زخم معارك دموية غادرة غير مسبوقة فى أهدافها المجنونة وأدواتها الباترة الفاجرة، فى ظل غياب واحتجاب وتراجع للضمائر الحية.
يذكرنا الكتاب المقدس وآياته التى تخبرنا ببداية أحداث الحياة على أرض الشقاء، ومعها بداية الفصول الأولى فى شروع الإنسان الأول فى ممارسة صناعة ملاحم الشر والولوج لظلمات دنيا الكراهية وسفك الدماء «أخفى قايين جسد أخيه، لكنه لم يقدر أن يكتم صوت النفس الصارخة إلى الله، التى عبر عنها الرب بقوله: «صوت دم أخيك صارخ إلىَّ من الأرض»، إذ يشير الدم إلى النفس بكونه علامة لحياة، فإن سفك الدم تبقى النفس صارخة خلال الدم المسفوك ظلماً على الأرض»..
وفى الإيمان المسيحى، تلخص آيات الكتاب المقدس مبدأ زمن الصوم الذى هو مسيرة عودة وجهاد ضد الشر، إنه زمن توبة أى رجوع لله، ولكنه ليس زمن حزن! إنه التزام فرح لكى نتخلى عن أنانيتنا، وعن الإنسان القديم، فوحده الله بإمكانه أن يعطينا السعادة الحقيقية، وملكوت الله ما هو إلا تحقيق لطموحات المؤمن، وفى الوقت عينه خلاص الإنسان ومجد الله، من هنا، الصائمون مدعوون للإصغاء إلى نداء السيد المسيح للتوبة والإيمان..
ويأتى الصيام فى رمضان شفيعاً لصاحبه يوم القيامة وفق الإيمان الإسلامى: يقول الرسول «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أى رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعنى فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعنى فيه، قال: فيشفعان». (أخرجه أحمد).
وقد ذكر قداسة البابا تواضروس الثانى، أن هناك العديد من المعانى الروحية، التى يتضمنها الصوم الكبير المقدس ويجعلنا نعيشها، ما يؤكد أهمية الصوم المقدس فى بناء الحياة الروحية، وأن الصوم الأربعينى به فترة انقطاع عن الطعام، وهو ما يساعد على تقوية الإرادة، يتبعها تناول الطعام النباتى وهذا يرجعنا إلى حياة الفردوس ويذكرنا بها..
وقال قداسته عن الأربعة آحاد الوسطى فى الصوم الكبير، وهى: الأول هو أحد الابن الضال وهو فصل الاختيار، الابن الضال فقد كل شىء إلا الرجاء وعندما رجع إلى بيت أبيه وجد أن السجن خارج البيت، أما مع أبيه فهى الحرية الكاملة، والثانى هو أحد السامرية وهو فصل التكرار فالسامرية كررت الخطية خمس مرات ولكن عند مقابلتها للسيد المسيح كشفت هذه الخطية ولفظتها ولم تعد إليها..
جيد أن نتذكر فى هتافنا- يا صائم رمضان المبارك وصائم الصيام الكبيرـ أن الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية، فقد كانت الوصية التى أعطاها الله لأبينا آدم، هى أن يمتنع عن الأكل من صنف معين بالذات، من شجرة معينة (تك 2: 16، 17)، بينما يمكن أن يأكل من باقى الأصناف..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية يوم القيامة
إقرأ أيضاً:
جدل في فرنسا بعد إيقاف مباراة لإفطار الصائمين
ماجد محمد
أثارت مباراة جمعت بين فريقي موناكو وأنجيه الكثير من الجدل في فرنسا، بعدما توقفت من أجل السماح للاعبين المسلمين بالإفطار في حدث هو الأول من نوعه ببطولة “ليج 1”.
وتوقفت المباراة التي انتهت بفوز موناكو(0-2)، لمدة دقيقتين، من أجل السماح للاعبين المسلمين بكسر صيامهم في شهر رمضان.
وكانت المباراة قد توقفت عند الدقيقة 13، بعد إصابة الجزائري الدولي حماد عبدلي ووقوعه على الأرض، فيما توجه زملاؤه كارلينس أركوس، وياسين بلخادم، وزين الدين فرحات، بالإضافة إلى لاعب موناكو المعتصم بالله علي محمد المصراتي، إلى مقاعد البدلاء لتناول الطعام والماء قبل استئناف المباراة بعد دقيقتين.
وكشف الصحفي والمذيع في قناة Dazn على الهواء أن “مديري الفريقين اتفقا مع مراقب المباراة” على هذه الاستراحة، و”حصلا على الضوء الأخضر”.
و أشار الصحفي إلي أنه قبل بضع ثوان من توقف إصابة عبدلي، تم تحضير سلة من الموز والبرتقال على حافة الملعب، وعلى الرغم من أن هذا المشهد معتاد في العديد من الدوريات الأوروبية، وبينها إنجلترا وألمانيا، إلا أنه يحدث لأول مرة في فرنسا حيث لم يوافق الاتحاد الفرنسي لكرة القدم حتى الآن على اعتماد فترة توقف خلال مباريات “ليج 1” في شهر رمضان، للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار.
وصدم هذا التوقف الرئيس السابق لمنطقة أوفيرن-رون- ألب اليميني لوران ووكييه، الذي استغل الحادثة لمهاجمة وزيرة الرياضة، ماري بارساك، بحسب ما ذكرت قناة “سي نيوز”
وكتب فوكيه عبر حسابه على منصة إكس: “إيقاف مباراة كرة قدم بسبب رمضان: غير مقبول.. يجب على وزيرة الرياضة فرض احترام العلمانية”.