البطلة المغربية نوال المتوكل أول عربية تتوج بالذهب في تاريخ ألعاب القوى
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
إعداد: بوعلام غبشي إعلان اقرأ المزيد
لا يمكن الحديث عن ألعاب القوى النسوية في العالم العربي بدون استحضار اسم البطلةالمغربية نوال المتوكل، التي تركت بصمة خاصة على هذه الساحة، وفتحت الباب أمام العديد من البطلات الأخريات للتتويج فيما بعد في المسابقات الدولية. وبفضل هؤلاء جميعا رفعت رايات بلدان المنطقة خفاقة في محافل رياضية دولية.
لقد مر نحو أربعة عقود على إنجازها التاريخي في 1984 عند حصولها على ميدالية ذهبية في 400 متر حواجز كانت هي الأولى التي تحصدها امرأة في العالم العربي، إلا أن نوال المتوكل كاسم رياضي كبير، لا يزال يثير الكثير من الإعجاب والتقدير حتى وسط الأجيال الجديدة.
وهذا النجاح الباهر الذي صفق له الجميع وقتها وحتى الآن، كان ثمرة مجهود فردي وأسري بدعم من الأجهزة الرياضية الساهرة على القطاع، أثبتت المرأة المغربية والعربية عبره أن النساء عموما في المنطقة قادرات على تحقيق العديد من النجاحات، إن توفرت لهن الظروف والأجواء المناسبة على غرار الرجال.
فالفوز الجميل والتاريخي الذي حققته البطلة نوال المتوكل، عبد الطريق أمام بطلات أخريات توجن بميداليات في مناسبات لاحقة سواء على المستوى المغربي أو العربي. فبرز اسم مواطنتيها نزهة بيدوان وحسناء بنحسي، الجزائرية حسيبة بولمرقة الفائزة بذهبية 1500 متر في بطولة العالم لألعاب القوى عام 1991 ومواطنتها نورية بنيدة التي حصلت على ذهبية أخرى في نسخة سيدني 2000 عن سباق 1500 متر، ثم التونسية حبيبة الغريبي التي حازت على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في لندن 2012 في سباق 3000 متر حواجز وغيرهن من البطلات.
"قصة حياة مليئة بالمشاعر"وفي حفل تكريمي لها بالدار البيضاء بمناسبة عيد المرأة، اعتبرت نوال المتوكل أنها "مناسبة للانحناء إجلالا وتقديرا لنساء المغرب اللواتي يرفعن علم المغرب عاليا في جميع المحافل الدولية، بالإضافة إلى النساء المناضلات عبر تاريخ المغرب اللواتي ضحين بالغالي والنفيس من أجل تكريس حقوق المرأة"، وفق ما نقلته عنها وكالة المغرب العربي للأنباء.
وتابعت وكالة الأنباء الرسمية المغربية أن "قصة حياة السيدة المتوكل، المليئة بالمشاعر، شدت انتباه الحضور، ما دام الأمر يتعلق بسيدة مثابرة آمنت بنفسها وناضلت من أجل تحقيق إنجاز ظل إلى الأبد في سجلات ألعاب القوى العالمية" .
وتعود البطلة المغربية التي انتخبت مؤخرا مجددا كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية، على أجواء التحضير قبل تحقيقها للإنجاز التاريخي في مقابلة نشرت لها على موقع "بي بي سي" بالقول: "كنت أشعر أنني قادرة على الوصول إلى النهائي ضمن 8 عداءات، ولكن المدربين كانوا دائما يطالبونني بثقة أقوى في نفسي لأنهم كانوا يرون أنني قادرة على الفوز بالسباق".
ولم تتحدث وسائل الإعلام الدولية وقتها عن نوال المتوكل كأبرز المرشحات للفوز بالسباق. لكن إيمانها بقدراتها وإمكانياتها لتحقيق إنجاز مهم ظل حاضرا بداخلها. وكانت تردد مع نفسها "هذا وقتك... لا يمكن أن يضيع منك الفوز"، رغم أن الجمهور كان يهتف باسم الأمريكية جودي براون.
"اجتزت الحاجز الأول ثم الثاني، قفزت أولا بالرجل اليسرى ثم رحت أبدل يمنى ويسرى إلى خط النهاية". لقد تقدمت الجميع. وفي مثل هذه السباقات لا تدخل في المرتبة الأولى إلا عداءة واحدة، كانت هذه المرة باسم عربي في سابقة بتاريخ ألعاب القوى العالمية، عقبتها احتفالات وأعراس رياضية في بلدها الأصلي المغرب وغيرها من البلدان العربية بهذا الإنجاز.
"حقوق المرأة هي طريق مؤكد نحو مجتمعات يعمها العدل والسلام والازدهار. وهي خير لنا جميعا.
دعونا نتخذ معا إجراءات عاجلة لجعلها حقيقة واقعة."
--الأمين العام @antonioguterres في رسالة بمناسبة #اليوم_الدولي_للمرأةhttps://t.co/uQRjQ3AnyM#IWD2024 pic.twitter.com/6Wjep7xr45
وتذكر الناشطة الحقوقية فدوى الرجواني، في حديث لفرانس24، تأثير هذا الإنجاز على الأجواء العامة في المغرب وقتها. "نحن كمغربيات حدثنا كثيرا أهلنا وأساتذتنا عن تتويج نوال المتوكل كأول امرأة عربية تفوز بميدالية ذهبية يوم 8 أغسطس/آب من عام 1984، لدرجة أن الملك الحسن الثاني وقتها، أمر بأن تسمى كل مولودة في ذلك اليوم باسم نوال، كنا نشعر بفخر كبير، ونرى فيها مثالا لامرأة استطاعت أن تقتحم مجالا مخصصا للذكور وتتفوق فيه... وعشنا لسنوات نشاهده على التلفزيون، وهو ربما ما جعل العديد من الفتيات المغربيات والعربيات عموما يلجن عالم الرياضة".
وكان لهذا الحدث إشعاع حتى على المستوى العربي. "بدأنا نرى بطلات عالميات في بلدان عدة شكل لهن مسار نوال المتوكل مصدر إلهام وتشجيع" تقول الرجواني، مشيدة أيضا بالانخراط السياسي لهذه البطلة بعد انتهاء مشوارها الرياضي. "لن نبالغ إذا قلنا أن مسار نوال المتوكل الرياضي والسياسي والمسؤوليات الدولية التي تقلدتها يجعل منها أيضا مناضلة من طينة أخرى وبطريقة مختلفة، لمزيد من تكريس الحريات وحقوق النساء وحقهن في التواجد بمختلف الميادين وتحقيق النجاح عبر إعطاء نموذج وقدوة مستمرة في الزمان..".
فإضافة إلى الإنجازات الرياضية، شغلت نوال المتوكل عدة مسؤوليات في مؤسسات رياضية دولية وحكومية. أصبحت عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى ثم في اللجنة الدولية الأولمبية في 1995، وفوضت لها حقيبة وزارة الشباب والرياضة في المغرب سنة 2007، وكانت شغلت سنوات التسعينيات وزيرة الدولة لنفس القطاع. وترأست اللجنة الأولمبية التي تشرف على تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة الألعاب الأولمبية في 2008. وفي 2015 منحها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسام الشرف كشخصية مغربية وأفريقية مؤثرة.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: حقوق المرأة الحرب بين حماس وإسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج ألعاب القوى العالم العربي المغربية امرأة بطولة العالم لألعاب القوى الألعاب الأولمبية المغرب حقوق المرأة حقوق المرأة اليوم العالمي للمرأة الدول العربية الاتحاد المغاربي المغرب ألعاب القوى رياضة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين مجاعة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا نوال المتوکل ألعاب القوى
إقرأ أيضاً:
7 مرشحين لخلافة باخ في رئاسة الأولمبية الدولية
كوستا نافارينو (أ ف ب)
اقترب السباق لخلافة الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من نهايته، حيث يتقدم الإسباني خوان أنتونيو سامارانش جونيور، والبريطاني سيباستيان كو، والزمبابوية كيرستي كوفنتري على أربعة مرشحين آخرين في الانتخابات المقررة الخميس في اليونان.
وبحال انتخاب سامارانش، سيسير على خطى والده الذي يحمل اسمه نفسه، ليصبح الثنائي أول أب وابنه يتم اختيارهما للمنصب المرموق، فيما سيكون كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، أول بريطاني رئيساً للمنظمة الدولية، بينما ستنفرد كوفنتري (41 عاماً) بميزة أول سيدة وأول أفريقية، والأصغر بين الرؤساء السابقين.
لكن لا يمكن استبعاد المفاجآت من أكثر من مئة ناخب عضو في اللجنة الدولية، في معركة ستوصل رئيساً يكون الشخصية الرياضية الأكثر نفوذاً في العالم.
ومن المرشحين أيضا، رئيس الاتحاد الدولي للتزلج والناشط البيئي السويدي-البريطاني يوهان إلياش، رئيس الاتحاد الدولي للجمبازالياباني موريناري واتانابي، ورئيس الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية الفرنسي دافيد لابارتيان والأمير فيصل بن الحسين شقيق ملك الأردن.
وتبدو انتخابات كوستا نافارينو (اليونان) على ضفاف البحر الأيوني، على النقيض تماما من الانتخابات السابقة في 2021 والتي شهدت إعادة انتخاب باخ بأغلبية ساحقة حين كان المرشح الوحيد للمنصب، وأياً تكن هوية الفائز، سيقود منظمة مستقرة مالياً، لكن يعكرها الوضع الجيوسياسي المضطرب.
ويتعيّن على الرئيس الجديد التعامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال أولمبياد 2028 في لوس أنجلوس.
في هذا «العالم المعقد للغاية» حسب سامارانش، حيث أصبحت الحقائق السابقة مثل «العالمية، الأخوة، الوحدة» موضع نزاع، ليس هذا الوقت المناسب للقفز في المجهول، وأكد ابن الخامسة والستين، وصاحب خبرة عقدين في اللجنة الدولية، إنه يملك الشخصية المطلوبة لقيادة اللجنة.
وبحال نجاحه، سيتولى سامارانش لجنة مختلفة تماماً عن تلك التي قادها والده بين 1980 و2001 وأجرى تغييرات جذرية على هيكليتها المالية.
رغم ذلك، رفض «خوانيتو» مراراً مقارنته بوالده «لا شيء مما فعله هو، وكل هؤلاء الأشخاص الاستثنائيين لإحياء الألعاب الأولمبية، مرتبط بما نواجه راهناً».
وقد يبدو كو بالنسبة لباخ شخصية خلافية، رغم أن كثيرين يعتبرونه مستقلاً، وفيما يضفي سامارانش جونيور طابعاً هادئاً، يتميز حامل ذهبيتين أولمبيتين في سباق 1500 م بالكاريزما والفطنة، ويملك كو (68 عاماً) سيرة ذاتية لافتة. حيث كان مشرّعاً سابقاً عن حزب المحافظين اليميني-الوسطي، وكان رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012، بعدما قاد ملف ترشحها بنجاح على حساب باريس الأوفر حظاً، كما يُنسب إليه الإصلاح في الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد تبوئه الرئاسة في 2015.