بايدن أم ترامب.. كيف تؤثر الانتخابات الأمريكية 2024 على القضية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
في ظل احتدام المنافسة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، وتصدر المرشح الديموقراطي جو بايدن رئيس الولايات المتحدة السابق ودونالد ترامب الرئيس السابق، المنافسة، في مشهد يقرب الصورة للأمريكيين ويضع العالم في ترقب لمعرفة نتيجة الاختيار، وخصوصا الفلسطينيين وكل من يدعم القضية الفلسطينية التي تشهد واحدة من أعنف الحروب وهي الحرب الضروس المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
يعول السياسيون على الانتخابات الأمريكية لمعرفة مصير غزة، في ظل هيمنة القضية على المشهد السياسي الأمريكي سواء من جانب موقف إدارة بايدن من القضية وخسارته أصوات العرب أو المسلمين في الانتخابات التمهيدية بالحزب الديموقراطي لموقفه من العدوان، أو من تلويح ترامب المستمر بانه يملك مفاتيح.
أضعف نسخة من أمريكاقال بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن دائما ما يكون هناك ثبات في الموقف الأمريكي حيال إسرائيل متمثل في الدعم الاستراتيجي غير المحدود وبالتالي لا ننتظر الكثير من الانتخابات الأمريكية المقبلة فيما يخص القضية الفلسطينية ككل وإنما ننتظر تأثيرها على أزمة غزة.
وأكد في تصريحاته لـ«الوطن»، أن لا فرق بين المرشحين ولكن بايدن عاجز في تحريك مسار الأمور والضغط على نتنياهو لوقف الحرب، قائلا: «نحن نشهد أضعف نسخة من أمريكا».
وتابع: إنما ترامب لديه من الحسم الذي يجعله يسيطر على موقف نتنياهو من الحرب، مشيرا إلى أن سواء بايدن أو ترامب فالاثنان لن يمررا فكرة دولة فلسطينية، وفي كل الأحوال ستستمر العديد من المشكلات فيما يخص القضية وعلى رأسها قضية الاستيطان، كما سيحتفظ نتنياهو بمكاسبه من هذا العدوان، وبالتالي المكسب الوحيد من فوز ترامب هو وقف العدوان على غزة، وأن المسؤول عن إعادة الإعمار ستكون الدول العربية وليس إسرائيل.
ترامب يعلم أن استمرار الحرب خسارة لأمريكاوأشار إلى أن ترامب يعلم جيدا ان استمرار الحرب يعني خسارة للولايات المتحدة، وتهديد للتجارة الدولية بسبب الحوثي فضلا عن تراجع صورة أمريكا في العالم بتتراجع، وفي نفس الوقت حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر المقبل سيكون مر أكثر من عام على الحرب على غزة وحصد نتنياهو مكاسب كبيرة وبالتالي سيكون توقيت جيد للتوقف في ظل اعتياد المجتمع الدولي مشهد الحرب والدمار وعدم وجود أي ضغط حقيقي في الوقت الحالي على إسرائيل، مشيرا إلى أن وقف الحرب في حد ذاته يعتبر إنجاز سواء استطاع أن يحققه بايدن الآن أو انتظرنا الرئيس القادم نوفمبر المقبل.
من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، إن الانتخابات الأمريكية هي عامل مؤثر على كل دول العالم ولكن فيما يخص القضية الفلسطينية، فهناك حالة من الدعم ن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري لدولة الاحتلال وكذلك استطلاعات الرأي الأمريكية التي أوضحت أن أكثر من 82% من الشعب الأمريكي يدعمون إسرائيل ولذلك نحن نختار ما بين السيء والأسوأ الأكثر سوءا.
تحول ملحوظ في الإدارة الديموقراطية تجاه القضية الفلسطينيةوأشار الحرازين في تصريحاته لـ«الوطن»، أن حرب غزة أبرزت تحولا في الإدارة الديموقراطية تجاه القضية الفلسطينية من خلال ما طرحته إدارة بايدن في العديد من المواقف المتعلقة بقضية، خصوصا فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بأن يكون له دولته المستقلة والعيش الكريم كبقية شعوب الأرض، وهذا الأمر الذي لم يعترف به ترامب «وحاول إنكار وجود الشعب الفلسطيني بأسره» خصوصا وأن خلال فترة حكم ترامب أعطى الاحتلال كل ما يرغب به الاحتلال سواء من مواقف سياسية ولمسنا ذلك من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وإغلاق مكتب منظمة التحرير ومحاولة شطب قضية القدس ومحاولة قضية اللاجئين، بالإضافة لمنحهم الجولان والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.
كان ترامب خلال فترة تولية رئاسة الولايات المتحدة، أعلن في 2019 ضم مرتفعات الجولان السوري لإسرائيل من خلال الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية عليها، وفي 2018 نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
«ترامب» هو الاختيار الأكثر سوءاويرى القيادي بحركة فتح أن ترامب هو «الأكثر سوءا» خصوصا وأنه صرح قبل يومين بأنه مع الحرب على غزة كاشفا عن وجهه الحقيقي الدعم والمساند بشكل لصالح دولة إسرائيل، بالمقابل نحن نرى أن الإدارة الديموقراطية الحالية في مواقف متغايرة مع إسرائيل خاصة بما يتعلق قضية الاستيطان أو ما يتعلق بقضية المساعدات أو وقف إطلاق النار وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن قضية مقاطعة بايدن أو مقاطعة الجاليات العربية والجاليات الإسلامية والمسيحية المتواجدة في الولايات المتحدة الامريكية لبايدن يعطي فرصة لتقدم ترامب في هذا السياق على حساب الشعب الفلسطيني أو على حساب القضية الفلسطينية والذي سيكون أكثر سوءا بمئات المرات منه، مطالبا بتحكيم لغة العقل وعدم منح ترامب فرصة أخرى للعودة إلى سدة الحكم بداخل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد ضرورة التعامل مع كيفية تسخير المواقف التي أعلنت عنها إدارة بايدن باتجاه دعم القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني، ومحاولة التوصل إلى مجموعة من القرارات قبل الوصول إلى شهر نوفمبر والمعركة الانتخابية الفاصلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جو بايدن دونالد ترامب الانتخابات الأمريكية غزة الاحتلال الانتخابات الأمریکیة القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی إلى أن
إقرأ أيضاً:
سياسيون يحللون أسباب سماح بايدن لأوكرانيا بقصف عمق روسيا بصواريخ أمريكية
بعد مرور نحو 1000 يوم من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، رفع الرئيس الأمريكي الحالي، جو بادين، الحظر عن استخدام أوكرانيا الأسلحة الأمريكية، واستخدام صواريخ «أتاكمز» الأمريكية الصنع، لضرب العمق الروسي، ما اعتبره مجلس الدوما الروسي إعلان عن بداية حرب عالمية ثالثة، منتقدا بايدن مع وصفه بـ«العجوز المغادر» الذي سيشعل الحرب، ولن يكون مسئولا عن شيء.
يأتى القرار في آخر أيام حكم بايدن، وفي ظل انتظار البيت الأبيض الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والذي أفصح عن نواياه تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية وخطته من أجل إنهاءها، ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول القرار المتأخر من جانب إدارة بايدن.
ويرى الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن قرار بايدن يثير الكثير من التساؤلات من حيث التوقيت، خصوصا وأنه كان في السلطة 4 سنوات ولم يعلن الحرب طوال تلك المدة، فلماذا يعلنها الآن بعد أن دعم أوكرانيا بمليارات الدولارات التي أثرت على الميزانية الامريكية نتيجة الانفاق المتتالي على الحروب، سواء الحرب الأوكرانية او الحرب الاسرائيلية.
وأشار في تصريحاته لـ«الوطن»، إلى أن القرار من شأنه أن يضع ترامب في مأزق، معتقدا أن ترامب أكثر وعيا من ذلك، وأنه تعهد في حملته الانتخابية بإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية والوصول إلى تسوية سياسية، إضافة إلى تسوية سياسية في الشرق الأوسط، كلها يستطيع تحقيقها بالاتفاق مع الجانب الروسي.
في سياق مواز، لم تعلق وزارة الدفاع الأمريكية على سماح بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأمريكية الصنع ضد أهداف داخل روسيا، حيث تسمح هذه النوعية من الصواريخ بالقصف لمدى يصل إلى 300 كيلومتر، ويشير موقع شركة «لوكهيد مارتن» المصنعة للصواريخ، إلى أن السلاح متناهي الدقة، وقادر على حمل أنواع متعددة من الرؤوس الحربية، ومنها العنقودية أو رؤوس صواريخ تقليدية.
بايدن يحاول «إفشال» ترامبمن جانبه قال الدكتور أحمد العناني، خبير العلاقات الدولية، إن من الظاهر أن بايدن يحاول بكل الطرق «إفشال» ترامب في خططه تجاه أوكرانيا فربما يشتعل الجانب الأوكراني عسكريا قبل 20 يناير، ما يصل بالعلاقات الأمريكية الروسية لنقطة اللا عودة.
نشوب حرب عالمية ثالثةوأشار إلى أن القرار محاولة واضحة لإفشال ترامب الذي زعم إنه قادر على إيقاف هذه الحرب لن يستطيع إيقاف هذه الحرب، ما ينذر بكارثة حقيقة ونشوب حرب عالمية ثالثة.