في ظل احتدام المنافسة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، وتصدر المرشح الديموقراطي جو بايدن رئيس الولايات المتحدة السابق ودونالد ترامب الرئيس السابق، المنافسة، في مشهد يقرب الصورة للأمريكيين ويضع العالم في ترقب لمعرفة نتيجة الاختيار، وخصوصا الفلسطينيين وكل من يدعم القضية الفلسطينية التي تشهد واحدة من أعنف الحروب وهي الحرب الضروس المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

يعول السياسيون على الانتخابات الأمريكية لمعرفة مصير غزة، في ظل هيمنة القضية على المشهد السياسي الأمريكي سواء من جانب موقف إدارة بايدن من القضية وخسارته أصوات العرب أو المسلمين في الانتخابات التمهيدية بالحزب الديموقراطي لموقفه من العدوان، أو من تلويح ترامب المستمر بانه يملك مفاتيح.

أضعف نسخة من أمريكا 

قال بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن دائما ما يكون هناك ثبات في الموقف الأمريكي حيال إسرائيل متمثل في الدعم الاستراتيجي غير المحدود وبالتالي لا ننتظر الكثير من الانتخابات الأمريكية المقبلة فيما يخص القضية الفلسطينية ككل وإنما ننتظر تأثيرها على أزمة غزة.

وأكد في تصريحاته لـ«الوطن»، أن لا فرق بين المرشحين ولكن  بايدن عاجز في تحريك مسار الأمور والضغط على نتنياهو لوقف الحرب، قائلا: «نحن نشهد أضعف نسخة من أمريكا».

وتابع: إنما ترامب لديه من الحسم الذي يجعله يسيطر على موقف نتنياهو من الحرب، مشيرا إلى أن سواء بايدن أو ترامب فالاثنان لن يمررا فكرة دولة فلسطينية، وفي كل الأحوال ستستمر العديد من المشكلات فيما يخص القضية وعلى رأسها قضية الاستيطان، كما سيحتفظ نتنياهو بمكاسبه من هذا العدوان، وبالتالي المكسب الوحيد من فوز ترامب هو وقف العدوان على غزة، وأن المسؤول عن إعادة الإعمار ستكون الدول العربية وليس إسرائيل.

ترامب يعلم أن استمرار الحرب خسارة لأمريكا

وأشار إلى أن ترامب يعلم جيدا ان استمرار الحرب يعني خسارة للولايات المتحدة، وتهديد للتجارة الدولية بسبب الحوثي فضلا عن تراجع صورة أمريكا في العالم بتتراجع، وفي نفس الوقت حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر المقبل سيكون مر أكثر من عام على الحرب على غزة وحصد نتنياهو مكاسب كبيرة وبالتالي سيكون توقيت جيد للتوقف في ظل اعتياد المجتمع الدولي مشهد الحرب والدمار وعدم وجود أي ضغط حقيقي في الوقت الحالي على إسرائيل، مشيرا إلى أن وقف الحرب في حد ذاته يعتبر إنجاز سواء استطاع أن يحققه بايدن الآن أو انتظرنا الرئيس القادم نوفمبر المقبل.

من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، إن الانتخابات الأمريكية هي عامل مؤثر على كل دول العالم ولكن فيما يخص القضية الفلسطينية، فهناك حالة من الدعم ن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري لدولة الاحتلال وكذلك استطلاعات الرأي الأمريكية التي أوضحت أن أكثر من 82% من الشعب الأمريكي يدعمون إسرائيل ولذلك نحن نختار ما بين السيء والأسوأ الأكثر سوءا.

تحول ملحوظ في الإدارة الديموقراطية تجاه القضية الفلسطينية

وأشار الحرازين في تصريحاته لـ«الوطن»، أن حرب غزة أبرزت تحولا في الإدارة الديموقراطية تجاه القضية الفلسطينية من خلال ما طرحته إدارة بايدن في العديد من المواقف المتعلقة بقضية، خصوصا فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بأن يكون له دولته المستقلة والعيش الكريم كبقية شعوب الأرض، وهذا الأمر الذي لم يعترف به ترامب «وحاول إنكار وجود الشعب الفلسطيني بأسره» خصوصا وأن خلال فترة حكم ترامب أعطى الاحتلال كل ما يرغب به الاحتلال سواء من مواقف سياسية ولمسنا ذلك من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وإغلاق مكتب منظمة التحرير ومحاولة شطب قضية القدس ومحاولة قضية اللاجئين، بالإضافة لمنحهم الجولان والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.

كان ترامب خلال فترة تولية رئاسة الولايات المتحدة، أعلن في 2019 ضم مرتفعات الجولان السوري لإسرائيل من خلال الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية عليها، وفي 2018 نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

«ترامب» هو الاختيار الأكثر سوءا

ويرى القيادي بحركة فتح أن ترامب هو «الأكثر سوءا» خصوصا وأنه صرح قبل يومين بأنه مع الحرب على غزة كاشفا عن وجهه الحقيقي الدعم والمساند بشكل لصالح دولة إسرائيل، بالمقابل نحن نرى أن الإدارة الديموقراطية الحالية في مواقف متغايرة مع إسرائيل خاصة بما يتعلق قضية الاستيطان أو ما يتعلق بقضية المساعدات أو وقف إطلاق النار وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن قضية مقاطعة بايدن أو مقاطعة الجاليات العربية والجاليات الإسلامية والمسيحية المتواجدة في الولايات المتحدة الامريكية لبايدن يعطي فرصة لتقدم ترامب في هذا السياق على حساب الشعب الفلسطيني أو على حساب القضية الفلسطينية والذي سيكون أكثر سوءا بمئات المرات منه، مطالبا بتحكيم لغة العقل وعدم منح ترامب فرصة أخرى للعودة إلى سدة الحكم بداخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد ضرورة التعامل مع كيفية تسخير المواقف التي أعلنت عنها إدارة بايدن باتجاه دعم القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني، ومحاولة التوصل إلى مجموعة من القرارات قبل الوصول إلى شهر نوفمبر والمعركة الانتخابية الفاصلة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جو بايدن دونالد ترامب الانتخابات الأمريكية غزة الاحتلال الانتخابات الأمریکیة القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی إلى أن

إقرأ أيضاً:

فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية

أكد عبد الفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، حكومة حرب تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتستهدف وجود الشعب الفلسطيني ودائما ما تسعى إلى إفشال كل اتفاق من شأنه يوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.

وقال دولة في مداخلة هاتفية لقناة النيل للأخبار اليوم السبت إن حكومة الاحتلال كانت تريد من اتفاق وقف إطلاق النار استرداد أسراها وبعد ذلك تواصل عدوانها مرة أخرى على الشعب الفلسطيني، ولكن حالة الضغط من الأشقاء في مصر وقطر والموقف الأمريكي عمل على دفع حكومة الاحتلال باتجاه توقيع الاتفاق الذي نفذ مرحلته الأولى بالرغم من تنصل نتنياهو من جزء من هذه المرحلة والمتعلق بإدخال البيوت المتنقلة الكرفانات ولكن تم الانتهاء من تلك المرحلة".

وأضاف أن الاحتلال يريد فرض شروط جديدة على استمرار وشكل الاتفاق في مراحله القادمة وربما يريد التنصل من الاتفاق ويضغط باتجاه تمديد المرحلة الأولى حتى يحصل على الأسرى قبل الدخول في أي مرحلة أخرى وتقديم التزامات أخرى وهذا لا ينسجم مع الاتفاق الذي تم توقيعه.

وأكد أنه على الولايات المتحدة الأمريكية الدفع بجانب الوسطاء وتدعم جهود مصر وقطر لإتمام الاتفاق الذي تم التوقيع عليه والذي يجب أن يكون ملزما ويتم تنفيذه حتى نصل إلى مرحلة وقف العدوان وقفا شاملا وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، حتى يتسنى لنا فلسطينيا أن نعيد الحياة والإعمار الى قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب والدمار والإبادة الجماعية.

اقرأ أيضاً«متحدث فتح»: لولا ضغوط الوسطاء لما ذهب نتنياهو لـ اتفاق غزة

فتح: نتنياهو حاول تدمير هدنة غزة بكل الطرق.. لكن صمود الفلسطينيين أفشل مخططاته

«فتح»: الخوف يعتري أهل غزة من انقطاع الهدنة

مقالات مشابهة

  • مصر تستضيف القمة العربية غير العادية لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • هل تنجح قمة القاهرة في مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية؟
  • ستاندرد آند بورز: الرسوم الجمركية الأمريكية من المرجح أن تؤثر على آفاق النمو في وسط أوروبا
  • فتح: إسرائيل تواصل تنفيذ مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • زيلينسكي يرد على الضغوط الأمريكية: استبدالي لن يكون سهلاً
  • متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
  • باحث: القضية الفلسطينية تتجه إلى منطقة ضبابية
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية