الواعظ الرسولي: الصوم تطهير للأنفس
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
ألقى واعظ القصر الرَّسوليّ الكاردينال رانييرو كانتالاميسا صباح اليوم الجمعة ، تأمّله الثالث لزمن الصوم في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، تحت عنوان "أنا الراعي الصالح".
واستهل الكاردينال كانتالاميسا تأمّله بالقول: نواصل تأملنا حول كلمات "أنا هو" (Ego eimi) العظيمة التي قالها يسوع في إنجيل يوحنا، لكن يسوع هذه المرة لا يقدم لنا نفسه بواسطة رموز وإنما بشخص إنسان، الراعي: "أنا - كما يقول - الراعي الصالح!".
وأضاف واعظ القصر الرَّسوليّ يقول: إن صورة الراعي الصالح، وتلك المتعلِّقة بالخروف والقطيع، ليست رائجة اليوم حقًا. ألا يخاف يسوع من أن يجرح حساسيتنا وأن يسيء إلى كرامتنا كأشخاص أحرار إذ يدعونا خرافه؟ إنَّ إنسان اليوم يرفض بازدراء دور الخروف وفكرة القطيع. ولكنّه مع ذلك، لا يتنبّه إلى كيف يعيش في الواقع الوضع الذي يدينه نظريًا. إنَّ إحدى الظواهر الأكثر وضوحا في مجتمعنا هو توحيد المقاييس والمعايير. وتُسمى الصحافة والتلفزيون والإنترنت بـ "وسائل الاتصال الجماهيري"، ووسائل الإعلام الجماهيرية، ليس فقط لأنها تقدّم المعلومات وإنما أيضًا لأنها تشكلها وتوحدها. وبدون أن نتنبّه، نسمح بأن تقودنا جميع أنواع التلاعب والإقناع الغامض. ويخلق آخرون نماذج للرفاهية والسلوك، ومثلًا وأهدافًا للتقدم، ويتبناها الناس؛ نحن نتبعها، خائفين من أن نضيِّع الوتيرة، مشروطين وتُخضِعنا الإعلانات. نأكل ما يقولونه لنا، ونرتدي ما تمليه علينا الموضة، ونتكلم كما نسمع. نحن نستمتع عندما نرى فيلمًا يتم عرضه بوتيرة متسارعة، يتحرك فيه الأشخاص بسرعة، مثل الدمى؛ ولكنها الصورة التي سنكونها عن أنفسنا إذا نظرنا إلى أنفسنا بعين أقل سطحية.
وأضاف الكاردينال رانييرو كانتالاميسا قائلا: لكي نفهم بأي معنى يعلن يسوع نفسه الراعي الصالح ويدعونا خرافه، علينا أن نعود إلى التاريخ البيبلي. كان شعب إسرائيل، في البداية، شعبًا من الرعاة الرحل. ويعطينا بدو الصحراء اليوم فكرة عما كانت عليه الحياة في السابق بالنسبة لقبائل إسرائيل. في هذا المجتمع، لم تكن العلاقة بين الراعي والقطيع علاقة اقتصادية وحسب، مبنية على المصلحة. بل تتطور علاقة شبه شخصية بين الراعي والقطيع. أيامً وأيام يمضونها معًا في أماكن منعزلة، بدون وجود روح حية حولهم. وينتهي الأمر بأن يعرف الراعي كل شيء عن كل خروف؛ وتتعرف الخراف على صوت الراعي الذي غالبًا ما يتحدث بصوت عالٍ إلى الخراف، كما ولو كانوا أشخاصًا. وهذا الأمر يفسر لماذا استخدم الله، لكي يعبِّر عن علاقته بالبشرية، هذه الصورة التي أصبحت اليوم غامضة. ومع الانتقال من حالة القبائل البدوية إلى حالة الشعوب المستقرة، أصبح لقب الراعي يُعطى بالتبعية، أيضًا للذين ينوبون عن الله على الأرض: الملوك، والكهنة، والقادة بشكل عام. لكن في هذه الحالة ينقسم الرمز: لم يعد يذكِّر فقط بصور الحماية والأمن، وإنما أيضًا بصور الاستغلال والقمع. وإلى جانب صورة الراعي الصالح تظهر صورة الراعي الشرير، فنجد في سفر حزقيال النبي إدانة رهيبة للرعاة السيئين الذين يرعون أنفسهم فقط؛ فيتغذون على الحليب، ويلبسون الصوف، لكنهم لا يهتمون على الإطلاق بالخراف التي يعاملونها في الواقع "بالقسوة والعنف". لكنَّ لائحة الاتهامات هذه ضد الرعاة السيئين يتبعها وعد: الله نفسه سوف يعتني بقطيعه يومًا ما: سأبحث عن الخراف الضالة وأرد الشاردة وأجبر المكسورة وأقوِّي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
حماس: عمليات الهدم القسري بالقدس جرائم تطهير عرقي
القدس - صفا
قال عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب شؤون القدس بحركة "حماس"، هارون ناصر الدين، إن عمليات الهدم الذاتي القسري المتواصلة في مدينة القدس المحتلة وخصوصاً في محيط المسجد الأقصى المبارك، هي جرائم تطهير عرقي تأتي في سياق مخططات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة.
وأكد ناصر الدين في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الخميس، أن كل هذه الممارسات العدوانية لن تفلح في ثني إرادة شعبنا، ولن يرضخ لعمليات الهدم والمصادرة والغرامات الباهظة كما حدث مع عائلة سمرين في بلدة سلوان مؤخراً.
وأشار إلى أن الإجراءات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، تهدف إلى التطبيق العملي لمخطط الضم والتهجير واستكمال تهويد مقدساتنا الإسلامية.
وتابع ناصر الدين: "شعبنا مشبث بأرضه ولن تدفعه جرائم الاحتلال إلا لمزيد من الصمود والثبات".
وأوضح أن تصاعد عمليات الهدم والمصادرة للممتلكات الفلسطينية يندرج ضمن حرب الإبادة الممتدة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، في ظل الانحياز الدولي والمواقف العربية الهزيلة.
وشدد على ضرورة دعم صمود المقدسيين على أرضهم، والتصدي بكل قوة لجرائم الهدم والمصادرة، وفتح كافة ميادين المواجهة والاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه لردعهم عن جرائمهم المتواصلة.
وأوضح ناصر الدين، أن تصاعد الجرائم والانتهاكات بحق أبناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، هو انعكاس لسياسة حكومة الاحتلال الإرهابية الفاشية، التي يجب على المحافل الدولية لجمها ومحاسبتها ونبذها، لما تمثله من خطر إقليمي بل عالمي.