في يومها العالمي.. جماعات إرهابية حاولت تزييف وعي المرأة لاستغلالها
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
نظرت الجماعات المتطرفة والإرهابية باهتمام بالغ لنشاط ودور المرأة، لذا عملت على استغلال المرأة لصالح أنشطتها التخريبية، أصرت على تزييف وعيها منذ الصغر وتحويلها عن مسار الإبداع والعطاء لصالح وطنها وأسرتها، إلى تجريفها وسحبها لطريق العنف.
وتزايدت معاناة المرأة وتعرضها للعنف والقتل والاغتصاب في المناطق التي تراجع فيها المستوى الأمني ونشطت فيها الجماعات المتطرفة، حيث جرى استغلالها مع أطفالها لخدمة التنظيمات الإرهابية، كما جرى إخضاعها للمزيد من السلوكيات العدوانية التي مارستها التنظيمات المتطرفة.
في الدول المستقرة، عملت جماعة الإخوان الإرهابية مثلا على غرس مجموعة من الأفكار في العناصر النسائية منذ الصغر، أولها هي أن دور المرأة الأساسي هو إعداد الأجيال التي يمكن أن تحقق مستقبلا حلم إقامة دولة إسلامية خالصة، أي إعداد أجيال من الأطفال جاهزة للانخراط في المشروع التخريبي للتنظيمات الإرهابية.قطب
في الستينات ومع خروج المرأة للتعليم الجامعي وخروجها للعمل، وسجلت المرأة في ذلك الوقت عدة أسماء لامعة عاملات ومفكرات وسياسيات وقفن جنبا إلى جنب الرجل في مجالات عدة، ولأن هذا الوضع يشق على الجماعة الإرهابية، فضل منظرها الأول آنذاك سيد قطب (الذي أدين في قضية تنظيم 65 الشهيرة) أن يحذر المرأة من الخروج والمشاركة في الإنتاج المادي لأنها بذلك تجري وراء الأفكار الغربية، وأن شعارات التمدن والتحضر المرفوعة ليست إلا وجوه جديدة للجاهلية، وأن التحضر الحقيقي هو المنهج الإسلامي في ترك العمل والتزام البيت من أجل رعاية النشء.
في كتابه "معالم في الطريق" رأى قطب أن الخروج للعمل يجعل من المرأة أداة للغواية والزينة والفتنة، وأنها أداة للإنتاج المادي ومن الواجب أن تنفق طاقتها من أجل الإنتاج الإنساني، وصناعة أجيال متطرفة جديدة، فإن لم تفعل ذلك تكون مشتركة في الجاهلية التي وصم عصره بها، وهو مصطلح تكفيري.
لم يلبث هذا الموقف إلى أن تغير مع منظرين آخرين للجماعة الإرهابية حسب تغير العصر وحسب حاجة الجماعة في الاستغلال، ففي عصر سيد قطب كانت الحاجة آنذاك تتطلب مواجهة توجهات الثورة وزعيمها جمال عبدالناصر وكسر إنجازاته الإصلاحية في التعليم والعمل وفي الحياة الاجتماعية بأثرها، أما مع راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية الإخوانية (المدان حاليا أمام القضاء التونسي في تهم إهانة الأمن والتآمر على الدولة) رأى أنه من الصواب التجاوب مع دعوات خروج المرأة للعمل لكن هذه المرة ليست من أجل مواجهة توجه إصلاحي قائم، ولكن من أجل السيطرة على المؤسسات التي تتطلب عناصر نسائية في العمل، فإن ظلت المرأة الإخوانية قابعة في البيت فإن المرأة التي تنتمي لتيارات يسارية أو قومية سوف تستحوذ على هذه الأماكن في المدارس والمستشفيات العامة والمؤسسات الاجتماعية، لذا فضل أن تخرج المرأة لتقصي المرأة التي من تيارات أخرى وتنجح في إزاحتها، ويكون تبدل الموقف هنا من أجل مصلحة جديدة واستغلال جديد للجماعة الإرهابية.
أما في الدول غير المستقرة، فكانت هناك تجارب كثيرة توضح مدى استغلال المرأة من قبل هذه الجماعات، فتنظيم داعش الإرهابي استخدم النساء في تجنيد عناصر جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاحظ مراقبون انتشار واسع لعدد من الحسابات التي تحمل أسماء وهمية تنشط في سرد الحكايات البطولية لأعضاء التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق وخاصة في الفترة التي سيطر فيها التنظيم على مساحات ومدن كبيرة، ولعبت هذه الحسابات على تزيين الهجرة إلى ما عرفت بدولة الخلافة.
شجع التنظيم الإرهابي على هجرة النساء إلى مناطقه عقب السيطرة على محافظات واسعة في العراق وسوريا بعد عام 2014، وعقب خسارته جرى احتجاز عوائله من النساء والأطفال في مخيم الهول السوري تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ومن المفارقات أن الأخيرة تضم وحدة نسائية قتالية تعرف بوحدة حماية المرأة، قاتلت لدحر التنظيم الإرهابي، وحماية المرأة السورية في مناطق الإدارة الذاتية للأكراد في شمال وشرق سوريا.
تحرير شقيقتين من المكون الإيزيدي، بجانب عنصرين من وحدات حماية المرأةعلى الجانب الآخر، في العراق عانت المرأة الإيزيدية من عنف وإرهاب التنظيم الإرهابي، حيث ارتكب التنظيم بحق النساء الإيزيديات جرائم كبرى وصفت بـ "إبادة جماعية"، ولذلك اتجهت الحكومة البريطانية إلى تصنيف الممارسات التي ارتكبها التنظيم الإرهابي بحق الإيزيديين بأنها أعمال تمثل "إبادة جماعية".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجماعات المتطرفة معاناة المرأة التنظیم الإرهابی من أجل
إقرأ أيضاً:
عبر تسميم البقر.. حاولت بريطانيا تدمير ألمانيا بالحرب العالمية
المناطق_متابعات
عقب سقوط فرنسا بقبضة الألمان خلال شهر يونيو 1940، وجدت بريطانيا نفسها وحيدة في مواجهة أدولف هتلر الذي لم يتردد في شن عمليات قصف مدمرة استهدفت العديد من المدن البريطانية بهدف إجبار البريطانيين على القبول باتفاقية سلام. إلى ذلك، تنفس البريطانيون الصعداء عقب قيام ألمانيا بفتح جبهة ثانية ضد الاتحاد السوفييتي يوم 22 يونيو 1941. وبحلول ديسمبر 1941، وجد البريطانيون حليفا ثالثا تمثل في الولايات المتحدة الأميركية التي تعرضت لهجوم ياباني مباغت.
وخلال الحرب العالمية الثانية، اتجه البريطانيون لاعتماد العديد من الطرق لاستهداف ألمانيا. وقد جاءت إحدى هذه الطرق اعتمادا على الجمرة الخبيثة ضمن برنامج الحرب البيولوجية التي أعدتها لندن لحسم الحرب وفقا لـ “العربية”.
عملية فيجيتاريانوباشر البريطانيون منذ العام 1942 بالتخطيط لعملية فيجيتاريان (Vegetarian). وبهذه العملية، حاول البريطانيون نشر الجمرة الخبيثة على نطاق واسع بين البقر الموجود بألمانيا. ومع استهلاك الألمان لمنتجات البقر من حليب ولحوم، كان من المقرر أن تنتشر الجمرة الخبيثة بينهم لتنشر الموت والاضطرابات بألمانيا.
إلى ذلك، بدأت الأبحاث حول عملية فيجيتاريان مع مدير قسم علم الأحياء ببورتون داون (Porton Down) بول فيلدز (Paul Fildes) حيث كلف الأخير حينها بالبحث عن موردين مناسبين للتزود بالمواد الكيماوية اللازمة لإنتاج الجمرة الخبيثة وكعك بذر الكتان الذي كان من المقرر أن توضع به الجمرة الخبيثة.
ولإنجاح هذه العملية، استوجب على سلاح الجو الملكي البريطاني إجراء بعض التحديثات على عدد من طائراته لجعلها قادرة على حمل الكعك الملوث بالجمرة الخبيثة بدلا من القنابل. من جهة ثانية، تم التعاقد مع إحدى شركات الصابون لتقطيع الكعك بشكل مناسب حيث فضل المسؤولون البريطانيون حينها اعتماد قطع كعك صغيرة لا يتعدى قطرها 2.5 سنتيمتر ووزنها 10 غرامات. من جهة ثانية، وضع البريطانيون هدفا لإنتاج نحو 250 ألف قطعة كعك بالأسبوع للحصول في النهاية على ما يزيد عن 5 ملايين قطعة بحلول أبريل 1943.
إلغاء العمليةوباشرت وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية البريطانية بمهمة إنتاج الجمرة الخبيثة بأحد مخابرها بينما كلفت بعض النساء اللواتي عملن بمصانع الصابون بمهمة حقن كعك بذر الكتان بالجمرة الخبيثة.
وأجرى البريطانيون أولى التجارب على الجمرة الخبيثة بجزيرة غرونارد (Gruinard) الواقعة قبالة سواحل إسكتلندا. وقد تم اختيار هذه الجزيرة بسبب قلة سكانها وتواجد قاعدة عسكرية بها. وفي الأثناء، أثبتت التجربة نجاحها حيث توفيت جميع الأغنام التي استخدمت حينها كفئران تجارب. من جهة ثانية، عاشت الجزيرة على وقع تسرب للجمرة الخبيثة. وبسبب ذلك، عمد البريطانيون لإخلائها لعشرات السنين.
وكانت عملية فيجيتاريان جاهزة للتطبيق بحلول ربيع العام 1944 حيث كان من المقرر أن تتنقل الطائرات البريطانية نحو الحقول الألمانية التي تتواجد بها الأبقار لإلقاء كعك بذر الكتان بها. وفي الأثناء، تحدث البريطانيون عن ضرورة إجراء عملية إسقاط واحدة للكعك بشكل واسع وسريع لتشمل جميع الحقول الألمانية أملا في منع طائرات سلاح الجو الألماني من تحديد ما يسقطه البريطانيون.
إلى ذلك، لم يطبق البريطانيون عملية فيجيتاريان مطلقا. فبعد بضعة أشهر فقط، حصل إنزال نورماندي الذي غير مجرى الحرب على الجبهة الفرنسية وسمح للحلفاء بالتقدم لداخل الأراضي الألمانية. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، اتجهت بريطانيا للتخلص من الكعك الملوث بالجمرة الخبيثة بمحرقة كبيرة.