في يوم المرأة العالمي: إمّا أن تكوني…أو لا نكون
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
أثير- مكتب أثير في دمشق
كُفّي عن المطالبة بحقك..
فإمّا أن تكوني أو لا نكون..
حريّ بالرّجل أن يُطالب بحُريّة المرأة الحُرّة المسؤولة، التي لا تتوقفُ عندما تبدأ حريّة الآخرين، إنّما تتماهى معها لتنشئ عائلة متكاملة كخليّة سليمة في جسمِ مجتمع سيكون بالنتيجة سليما معافى بخلاياهِ وأعضائه.
هل نستطيعُ في يومِ المرأة أن نخصَّ المرأة لوحدها، متميّزة متفرّدة بالحديثِ بعيداً عن الرّجل الأب.
هل نستطيع أن نتحدثَ عن امرأة متحررةٍ في مجتمعٍ متخلّف؟
هل نستطيع أن نتحدث عن امرأة متخلّفة في مجتمع متحضر؟
هل نستطيع التّحدث عن رجل مثقف حضاري متميز، وكل النساء في عائلته ومجتمعه ينقصهن كلّ ما ذكرنا؟
كثيرة هي الأسئلة التي من الممكن طرحها حتى نتحدث عن حرية المرأة
وأيّ نوعٍ منَ الحريّة نُريد؟
هل مجرّد أنها تعمل هي حُرّة؟
هل مغادرةُ المنزلِ إلى العمل يعني حريّة؟
ثورة النّساء العاملات على الأعراف والقوانين التي تحكمهن كانت بعدَ خروج المرأة للعمل وانتهاك جهدها واستغلال عمرها،
ولكن.. هل من الضروري أن تخرج المرأة للعمل حتى تكون امرأة متحرّرة ومسؤولة؟
بالطبع لا، قد تكون امرأة سيّدةً مسؤولةً في منزلها، ومربية لأطفالها، ومفكرةً وصاحبة ثقافة، وفنانة في كل شيء،
وإذا خرجت للعمل نظّمت وقتها وجهدها بين البيت والعمل.
وبرغم وجود الكثير من النّماذجِ النّسائية المشرّفة في كلّ ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولكن لم يخلُ الأمر من بعض المظاهر السلبية والمستغربة.
هل نستطيع أن نسأل لماذا جرى تسّيع المرأة، وخاصّة بعدَ خروجها لسوق العمل؟
ربّما نستطيع الادعاء أن لدينا بعض الإجابات.. فعلى سبيل المثال لا الحصر الاقتصاد والشركات الإعلانية والدّعائية التي تبحث عن الربح بغض النّظر عن الأخلاقيات، والتي تصنّع نماذج نسائيّة فنيّة أوغير ذلك وتجمّلها على أساس أنّها النموذج النسائي لعصر الجمال.
وهذا غيض من فيض النماذج البائسة للتعامل باستخفاف مع المرأة، ويأتي النّموذج الجديد الذي زجّت به حضارة الميديا وأذرعها المختلفة التي فتحت ليس فقط فمها وإنما جوفها لتتسع لكل من هبّ ودب في عالم الفضاء والساعات المفتوحة بلا حسيب ولا رقيب.
طبعاً نتحدث عن المظاهر السلبيّة في حياة المرأة ولكن وفي أماكن ودول كثيرة عربيّة وأجنبية، المرأة فيها هي سيّدة إنسانة تمارس دوراً مميّزاً، وتتمتع بحقوق وواجبات واحدة أمام القانون، وهي فقط المرأة المحصّنة بالوعي والتي مازالت تقف في وجه الرّيح السّلبية وتبذل المحاولات الحثيثة لاستنهاض الهمم الإيجابية، والوقوف في وجهِ السيلِ الجارف الذي يأخذ بعض المجتمعات والنساء بشكل خاص إلى مستنقعات جديدة جميلة المظهر لكنها قاتلة.
اليوم العالمي للمرأة يجب أن يسهم في إيقاظ الوعي والتمسك بالقيم التي تحمي.
تحيّة للمرأة التي ما تزال حقيقيّة وبعيدة عن كل التشويه الحاصل ويحصل وسيحصل على مدار الساعات..
تحية للمرأة التي تنشر الوعي، وربما صارت من وجهة نظر الاستهلاك والعبودية ليست جميلة، لكنها وبكلّ تأكيد الأجمل بعين العقل.
والخلاصة مجتمع سليم قيميّ هو مجتمع متحضّر برجاله ونسائه
وبذلك تصبح الأيام كلها للمرأة وشريكها الرجل جنباً إلى جنب..وليسَ يوماً واحداً للتذكير بالحقوق والواجبات.
لكن..الصورة التي تحتل الفضاءات والعقول والقلوب الآن، هي صورة المرأة تحت القصف، المرأة النازحة والمصابة، المرأة الثكلى، المرأة الهاربة بطفل صحيح وجريح، المرأة أرملة الرجل والوطن، المرأة المقهورة المحاصرة الجائعة، هي المرأة الفلسطينية التي يجب أن تكون قضيّة العام.
وتبقى هي الحدث الأهم ودائما في المقدمة، وهو المرآة التي تتصدٍر المشهد الآن في يوم المرأة لعام 2024…امرأة مختلفة لكن غير متخلفة، امرأة تكبر في الساعة دهراً كاملاً تَحمل على كاهلها هموم وطن، امرأة تورّم قلبها من الهموم، تحمل ابنها ينزف، تضمّد جراحه وهي تدفن الآخر، غير منتظرة لزوج تعرف أنه لن يعود من المعركة، المرأة التي تطبخ حفنة من ركام على حطام ما بقي من بيتها، امرأة بنصف جسد لأن النّصف الآخر أكلته نار الحرب، امرأة لا تحب الحرب ولا تريدها، لكنّها وجدت نفسها في أَتونها، فكانت كالموت جادّة ،و كالحياة قويّة.
هي المرأة الأم، والأخت والزوجة والبنت الفلسطينية، هي أيقونة نساءِ العام الحالي وكلّ الأعوام.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: ة المرأة
إقرأ أيضاً:
أمل عمار: مصر أصدرت حزمة تشريعية تحمي المرأة من العنف ضدها
شاركت المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة اليوم في جلسة استعراض التقرير الدوري الشامل "UPR" لملف حقوق الإنسان للدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، في جنيف بسويسرا، تحت مظلة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
هذا وقد جاءت مشاركة المستشارة أمل عمار ضمن الوفد المصري برئاسة الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، وبحضور المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتورةمايامرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، والدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، ودكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المنسق العام للحوار الوطني، والسفيرة نائلة جبر رئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر، وممثلي وزارتي العدل والعمل والنيابة العامة، واللجنة العليا لحقوق الإنسان.
وفى كلمتها عبرت المستشارة أمل عمار عن تشرفها بصفتها رئيسة المجلس القومي للمرأة أن تستعرض الجهود الوطنية للتقدم المحرز في تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين حيث عملت مصر على تمكين المرأة من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة ٢٠٣٠، وعلى صعيد التمكين السياسي وتفعيل الدور القيادي للمرأة، تم تعزيز مشاركتها بزيادة تمثيلها في البرلمان حيث وصلت إلى 27% في مجلس النواب و 14% في مجلس الشيوخ وذلك من خلال نظام الحصص الانتخابية والمقاعد المخصصة للمرأة، فضلا عن تقلدها العديد من الحقائب الوزارية الجديدة والمناصب القيادية في الدولة والبنوك والهيئات والشركات الخاصة
وأضافت رئيسة المجلس أنه فى إطار التمكين الاجتماعي ، وصلت حملة طرق الأبواب التوعوية لملايين النساء وأطلق البرنامج القومى لتنمية الأسرة ومبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" و مبادرة "دعم صحة المرأة" التي أسفرت عن تقديم أكثر من ٥٥ مليون خدمة صحية للنساء شملت نزيلات مراكز الإصلاح و التأهيل فضلا عما يتم توفيره من خدمات طبية لهن داخل المراكز ولاطفالهن خلال فترة اصطحابهم حتي بلوغ سن الرابعة، و في إطار الاستثمار الوطني للفتيات في مصرتم إطلاق برنامج نورة تحت رعاية السيدة الاولي مستهدفا الفئة العمرية من ١٠ الي ١٤ سنة بالتدريب علي التعبير عن انفسهن و توعيتهن بالممارسات الضارة مثل الزواج المبكر و ختان الإناث و التسرب من التعليم. وتم التوسع في المشاركة ليشمل الفتيان بإطلاق برنامج نور .
وأشارت المستشارة أمل عمار الى أنه في مجال التمكين الاقتصادي ،أطلقت مصر اول شراكة من نوعها علي مستوي العالم بين البنك المركزي المصري و المجلس القومي للمرأة من خلال برنامج "تحويشة" للادخار و الإقراض بين النساء وترتب عليه تحقيق نمو بنسبة 252% في معدلات الشمول المالي للمرأة.كما تم إطلاق اول نموزج محاكاة مع البنوك من خلال بنك مصر لتشجيع المرأة الريفية علي الاستفادة من الخدمات البنكية.
و في اطار تمكين المرأة في المشروعات الخضراء المستدامة فقد تم تدريبهن في هذا المجال للمساهمة في تقليل الأثر البيئي وتغير المناخ وزيادة الإنتاج المحلي.
وأضافت رئيسة المجلس أن مصر أصدرت حزمة تشريعية تحمي المرأة من صور العنف الجسدي والجنسي والنفسي والاقتصادي ، داخل الأسرة وخارجها و تم تغليظ عقوبتي التحرش وختان الإناث و تأثيم التنمر وحماية بيانات الضحايا وعدم نشر وقائع الجلسات في الدعاوي الجنائية دون التصريح للتشجيع على الإبلاغ، كما تم إنشاء أول وحدة مجمعة لحماية المرأة من العنف لتقديم حزمة من الخدمات المتكاملة في هذا الشأن.
و أوضحت المستشارة أمل عمار أن خلال فترة التقريرتلقي مكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومي للمرأة والخط الساخن له عدد 207 ألف شكوى واستفسار وتقديم المشورة تصدى لها جميعا بالفحص والاحالة للجهات المختصة فضلا عن تقديم الدعم القانوني والاجتماعي والنفسي بنسبة إنجاز تصل إلى 80%.
وأكدت رئيسة المجلس على ان مصر تعكف حاليا على مكافحة الظواهر الناشئة ومن أبرزها العنف ضد المرأة والفتاة في الفضاء الرقمي الذي يشكل تهديدا حقيقيا لقدرتهن على الاستفادة من الإنجازات المحققة في هذا المجال. وفي هذا السياق، تدعو مصر المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون والشراكات من أجل توحيد الجهود وبناء القدرات ونقل الخبرات في هذا المجال الحيوي، وصولا لبيئة آمنة للقضاء على العنف السيبراني.