المفكر اللبناني مصطفى حجازي: طوفان الأقصى قلب المعادلات وغيّر قواعد اللعبة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
قال عالم النفس والمفكر اللبناني الدكتور مصطفى حجازي إن من تجليات طوفان الأقصى أنه قلب المعادلات وغيّر قواعد اللعبة وأظهر حق الفلسطيني في الوجود من خلال إنجازات المقاومة المذهلة.
وأضاف أن عملية طوفان الأقصى فتحت أعيننا على مسار تحرير حقيقي للقضية الفلسطينية خاصة وقضية الاستقلال العربي عامة، موضحا أن هذه العملية أذهلت القريب قبل البعيد في قوة التخطيط وتميزها في الثورة وإبداعاتها في التنفيذ لاسترداد الحق في الحياة والوجود و"يظل القهر والهدر عابرين مهما طال الزمن، وتقدم المقاومة في غزة أبلغ الدروس في ذلك".
وأشار إلى أن الحركات التي تحولت إلى مسارات تفاوضية لا نهاية لها ولا ثمار لها كما حدث للضفة الغربية بعد اتفاقية أوسلو؛ هي من نوع الأوهام بقيام دولة وكيان، حيث لم يتبق من الضفة سوى 20%
والدكتور مصطفى حجازي أكاديمي ومفكر لبناني، حاصل على دكتوراه في علم النفس من جامعة ليون بفرنسا، وعمل أستاذا جامعيا بعدد من الجامعات العربية وخبيرا للعديد من المنظمات اللبنانية والخليجية والأممية
ويتميز حجازي بغزارة البحوث الميدانية التي تسعى لتقديم العلاجات للعديد من فئات المجتمع، كما أن له كتبا كثيرة طبع بعضها 17 طبعة، ومن أهم كتبه: "التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور"، و"الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية"، و"الشباب الخليجي والمستقبل: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية"، و"علم النفس والعولمة: رؤى مستقبلية في التربية والتنمية"، و"ثقافة الطفل العربي بين التغريب والأصالة" و"معجم مصطلحات التحليل النفسي"، فإلى الحوار:
كيف تقرؤون عملية طوفان الأقصى لشعب قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية في ظل نفسية الإنسان العربي المقهور والمغدور؟الشعوب قد تستعمر أو تقهر من قبل قوى خارجية أو من تسلط استبداد داخلي، لكنها لا تنهزم. يكفي أن تتوفر لها القيادة القديرة على قيادة معركة تحريرها كي تنتفض وتنهض وتفاجئ الكل بثورتها لاسترداد كرامتها وحقها بالكيان والوجود. فمظاهر القهر والهدر الظاهرية لا تحقق مطلقا الاستكانة الذاتية الداخلية.
طاقات الحياة لدى الشعوب وحقها في الوجود تظل كامنة وتغلي في الداخل حتى تتوفر لها القيادة المؤمنة بحقها وتعرف كيف تقود الجماهير في ثورتها.
طاقات الحياة لدى الشعوب وحقها في الوجود تظل كامنة وتغلي في الداخل حتى تتوفر لها القيادة المؤمنة بحقها وتعرف كيف تقود الجماهير في ثورتها، وطوفان الأقصى يشكل مثالا فائق الدلالة على ذلك، إذ أذهل القريب قبل البعيد في قوة التخطيط والتميز في الثورة والإبداع في التنفيذ لاسترداد الحق في الحياة والوجود واحتلال المكانة المستحقة، ويظل القهر والهدر عابرين مهما طال الزمن، وتقدم المقاومة في غزة أبلغ الدروس في ذلك.
قدم الشعب الفلسطيني نماذج بطولية جعلت بعضا من الشعوب الغربية يتهافتون على معرفة سر صمود وثبات الفلسطيني في قطاع غزة، هل أخطأ علماء الاجتماع العرب وغيرهم في فهم الإنسان العربي عامة والفلسطيني خاصة؟حقا أذهلت بطولات المقاومة ليس الغرب وحده وإنما العالم العربي وشعوب العالم الثالث، وليس هناك من سر أو عجب في صمود المقاومة في غزة، بل مجرد تلاقي القيادة القديرة وطاقات الحياة الكامنة الذي يفعل ما يذهل وما لا يخطر ببال. القراءة الظاهرية لاستكانة الشعوب هي المخطئة والمضللة.
علماء الاجتماع العرب وسواهم يلامسون سطح الواقع الفلسطيني وينخرطون هم والمثقفون في دراسة الفكر الغربي وقضاياه وأطروحاته وكأنها اليقين العلمي الكوني، مع أن هذا الفكر قد تم تطويره لفهم واقع الإنسان الغربي.
أما علماء الاجتماع العرب وسواهم فهم لا يدرسون الشعب الفلسطيني من الداخل وصولا إلى اكتشاف قواه الحية الكامنة، إنهم يلامسون سطح الواقع وينخرطون هم والمثقفون في دراسة الفكر الغربي وقضاياه وأطروحاته وكأنه اليقين العلمي الكوني، مع أن هذا الفكر قد تم تطويره لفهم واقع الإنسان الغربي، وغاب عن بالهم أنهم بحاجة إلى أدوات معرفية ومقاربات خاصة بإنساننا العربي والفلسطيني، وهو ما لم يفعلوه إلى الآن، ويأتي طوفان الأقصى كي يفاجئهم ويكشف لهم ما غفلوا عنه.
لاحظنا أن طوفان الأقصى أسهم في إحياء العلاقات الإنسانية بين شعوب العالم رغم تواطؤ الإعلام الغربي ومواقع التواصل الرقمية المحاصرَين للرواية الفلسطينية والمساندين للسردية الإسرائيلية، كيف نفهم هذا التفاعل من جيل "التفاهة والفردية ذي النمط الإنتاجي الاستهلاكي"؟تعرض نضال التحرير الفلسطيني -شأنه في ذلك شأن نضالات الشعوب المقهورة- إلى استعمار خارجي واستبداد داخلي، ولا يزال يتجه إلى حالة حصار وتبخيس واتهامات شتى بالإرهاب وصولا إلى تصوير المشروع الصهيوني بأن له الحق في وجود آمن وخصوصا بسبب سيطرة هذا المشروع على وسائل الإعلام الغربية على اختلافها، ومنع بروز أي صوت لا يذهب مذهبها بمختلف الوسائل.
وتتمثل أحد تجليات طوفان الأقصى في أنه قلب المعادلات وغيّر قواعد اللعبة وأظهر حق الفلسطيني في الوجود من خلال إنجازات المقاومة المذهلة في بعض تجلياتها، ومن الطبيعي أن يتأثر جيل الشباب الغربي بذلك نظرا لتوقه بدوره إلى التمرد على نظام حياة التفاهة والاستهلاك واللاوعي واللاقضية.
طوفان الأقصى أثار في نفوس جيل الشباب الغربي الشوق إلى الحياة ذات المعنى، والبحث عبر قضية كبرى تملأ عليه حياته، ومن هنا جاءت مظاهراته تأييدا للحق في الحياة والوجود للشعب الفلسطيني.
طوفان الأقصى أثار في نفوس جيل الشباب الغربي الشوق إلى الحياة ذات المعنى، والبحث عبر قضية كبرى تملأ عليه حياته، ومن هنا جاءت مظاهراته تأييدا للحق في الحياة والوجود للشعب الفلسطيني.
حقق الغرب ثورات من أجل ما سماه الازدهار والتطور الإنسانيّ، لكنه اليوم يرى إنسان المنطقة العربية عامة والفلسطيني خاصة "حيوانات بشرية"، كيف تفسر لنا هذا التناقض الغربي؟أنجز الغرب نقلته الحضارية من خلال الثورة الصناعية وما واكبها من ثورات 5 مقومات: علمية وفكرية وتعليمية وسياسية وإرجاع تأثير وتدخل الكنيسة في الشأن العام. وهذه هي مقومات الحداثة التي يتغنى بها ويحاول تصديرها إلى شعوب العالم الثالث بغية تمدينها حسب زعمه، مع أن مشروعه مجرد استعمار واستغلال للموارد الطبيعية لهذه الشعوب.
إننا إزاء عنصرية متفوقة على من لم يبلغوا مستوى البشر بعد، ومن خلال هذه العنصرية يعطي الغرب ذاته حق استعمار الشعوب واستغلالها بزعم تمدينها وبزعم أن استغلاله لها هو ضمن واجبه لترقيتها.
يعتبر الغرب والعرق الأبيض تحديدا أنه الأرقى وأن عليه تمدين الشعوب المتخلفة. وادعى هذا الحق لذاته لأنه كان يعتبر هذه الشعوب دون البشر تبريرا لاستغلالها تحت زعم تمدينها. ليس هنالك من تناقض بل إننا إزاء مجرد محض عنصرية متفوقة على من هم لم يبلغوا مستوى البشر بعد، ومن خلال هذه العنصرية يعطي الغرب ذاته حق استعمار الشعوب واستغلالها بزعم تمدينها وبزعم أن استغلاله لها هو ضمن واجبه لترقيتها.
المقاومة الفلسطينية هي حركة تحرير ككل حركات التحرير في العالم، تقوم على الحق في الأرض وفي وطن.
وكيف نفهم ازدواجية بعض المثقفين والعلماء الغربيين في مسألة حقوق الإنسان، التي يرونها حقا طبيعيا للإنسان الغربي دون العربي والفلسطيني؟تمت الإجابة عن هذا السؤال في الجواب عن السؤال السابق، إنها عنصرية العرق الأبيض الغربي الذي يزعم لذاته الحق في تمدين الشعوب الأخرى من خلال نهب ثرواتها، ويلعب المثقفون الغربيون أو العدد الأكبر منهم على كل حال دور المستشار للدوائر السياسية الغربية في كيفية إحكام السيطرة على الشعوب التي يستعمرونها، ومنها الإنسان العربي والفلسطيني.
يعمل الاحتلال الإسرائيلي بعصبية دينية وأيديولوجية يمينية متشددة لتحقيق حلمه في السيطرة على فلسطين وجوارها، هل يمكن أن يتحقّق استقلال للشعب الفلسطيني بدون وطنية فلسطينية وبدون مرجعية أو أيديولوجية واضحيْن؟اغتصاب فلسطين من قبل الحركة الصهيونية يقوم فعلا على أيديولوجية عنصرية تدعمها مزاعم أسطورية في أرض الميعاد، وتعتبر الفلسطينيين كائنات غير بشرية يجب تطهير أرض فلسطين منها، ولذلك يبيح الاستيطان الصهيوني لنفسه كل المجازر التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، وحتى الضفة الغربية يعتبرها أرض ميعاد، ولذلك يغرس فيها بؤرا استيطانية هي في الحقيقة بؤر سرطانية تلتهم أرض الضفة الغربية.
أما المقاومة الفلسطينية فهي حركة تحرير ككل حركات التحرير في العالم، تقوم على الحق في الأرض وفي وطن، وليس من الضروري أن تقوم على أيديولوجية من أي نوع كانت سوى الإيمان الراسخ بالوجود والهوية والأرض.
الحركات التي تحولت إلى مسارات تفاوضية لا نهاية لها ولا ثمار لها كما حدث للضفة الغربية بعد اتفاقية أوسلو هي من نوع الأوهام بقيام دولة وكيان، حيث لم يتبق من الضفة سوى 20%.
حاولت مشاريع فكرية وسياسية عديدة (يسارية وقومية وليبرالية) عربية تحرير أوطانها عامة وفلسطين خاصة، لكنها بدل ذلك تحولت إلى مسار تفاوضي لا نهائي، هل فتح طوفان الأقصى أعيننا على مسار التحرر الحقيقي للقضية الفلسطينية خاصة والعالم العربي عامة؟نعم فتح طوفان الأقصى أعيننا على مسار تحرير حقيقي للقضية الفلسطينية ولقضية الاستقلال العربي عامة، أما الحركات التي تحولت إلى مسارات تفاوضية لا نهاية لها ولا ثمار لها كما حدث للضفة الغربية بعد اتفاقية أوسلو فهي من نوع الأوهام بقيام دولة وكيان، والدليل على ذلك تحول المسار التفاوضي إلى مسار تنازلي عن الأرض والكيان، حيث لم يتبق من الضفة سوى 20% مع المفاوضين المتسابقين إلى عقد اتفاقيات سلام والاكتفاء بدولة ورئاسة شكلية، وحتى هذه لم تتخل عنها الحركة الصهيونية أو تقبل بها، إذ هي تمارس عملية القضم والهدم بحيث لن يتبقى من الدولة الفلسطينية سوى الاسم. الأوطان تنتزع وتبنى بنضال تحريري وطني حقيقي، وليس بالتفاوض من موقع الضعف، ذلك هو الدرس الذي تعلمناه إياه حركات التحرير الفعلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات طوفان الأقصى العربی عامة فی الوجود من خلال الحق فی
إقرأ أيضاً:
الحية : الشعب والفصائل حققوا أهداف معركة طوفان الأقصى
قال القيادي في حركة حماس خليل الحية، الجمعة 31 يناير 2025 ، إن الشعب الفلسطيني والفصائل المسلحة حققوا أهداف معركة "طوفان الأقصى"، معتبرا أنها أسقطت هيبة إسرائيل وجيشها.
وفي كلمة مصورة، قال الحية: "حقق شعبنا ومقاومته أهدافهم من معركة طوفان الأقصى، وفي مقدمتها تمريغ أنف الكيان الإسرائيلي وإسقاط هيبته وهيبة جيشه".
وأشار إلى أن "هزيمة الكيان باتت ممكنة، كما أصبح تحرير فلسطين ممكنا".
و"طوفان الأقصى" عملية نفذتها فصائل فلسطينية، بينها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بشن هجوم مباغت على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية ل غزة ، بالتزامن مع حصار إسرائيلي خانق على القطاع منذ 18 عاما، وتصعيد إسرائيل لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى.
وأضاف الحية أن "المقاومة، وبعد توقف المعارك (الحرب الإسرائيلية)، قررت الإعلان رسميا عن استشهاد عدد من كبار قادتها".
وأشار إلى أن "قادة المقاومة يقدمون أرواحهم في سبيل الله ولا يهابون الموت مشتبكين مع العدو في الصفوف الأمامية من أجل فلسطين".
والجمعة، أعلنت حركة حماس أسماء 16 من أعضاء مكتبها السياسي وقادتها الذين قتلتهم إسرائيل على مدى نحو 16 شهرا من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة.
وشملت الأسماء التي نشرتها حماس، أعضاء من مكتبها السياسي وأبرزهم رئيسه الأسبق إسماعيل هنية ، ونائبه صالح العاروري، ورئيسه السابق يحيى السنوار، إضافة لرئيس جهاز الأمن العام للحركة سامي عودة، وعضو مكتبها الإداري محمد أبو عسكر.
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من إعلان "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس، مقتل قائدها العام محمد الضيف، و6 من أعضاء مجلسها العسكري، دون ذكر تفاصيل عن ذلك.
وفي سياق تأبين القيادات الراحلة، قال الحية: "نودع اليوم ثلة من القادة الكبار، الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة".
وتحدث بشكل خاص عن محمد الضيف، قائد "كتائب القسام"، واصفا إياه بـ"الأسد الهصور، والرجل الذي عشقه وهتفت له الملايين رغم عدم معرفة صورته".
وأشار الحية إلى أنه "أمضى حياته مطاردا ومطارِدا، واستطاع على مدار أكثر من 30 عاما قهر كل من حاول مطاردته".
وتابع: "استطاع الضيف مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناء جيش تعجز عن فعله كثير من الجيوش حول العالم".
ولفت إلى أن "هذا الجيش يضرب العدو بلا تردد".
كما أشاد الحية بدور القائد السنوار رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، واصفا إياه بـ"صاحب العلامة الفارقة في تاريخ حماس وشعبنا الفلسطيني، والذي تحول إلى أيقونة لكل حر حول العالم يرفض الظلم والعدوان".
وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.
وأضاف الحية: "نقف اليوم مع رفقاء الدرب الذين عملنا معًا سنين طويلة، في قيادة هذه الحركة المباركة، وتوجيهِ دفتها في ظل حسابات دقيقة، فرضتْها ظروف المراحل المختلفة".
وأضاف: "استطعنا بحكمة شهدائنا القادة وجرأتهم، وبركة الشورى ودماء الشهداء، أن نعبُر المراحل القاسية والتحديات الصعبة، فكانوا عند مسؤولياتهم بهمَّة عالية، وحركة دؤوبة لتحويل الخطط والرؤى إلى وقائع على الأرض، وخاصة بدء مشروع التحرير".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين اجتماع عربي في القاهرة غدا بشأن غزة وأونروا أسماء الدفعة الرابعة من الأسرى المحررين في صفقة التبادل الصحة العالمية تدعو إلى الإخلاء الطبي العاجل من غزة الأكثر قراءة شاهد: جنين - شهيدان إثر قصف الاحتلال مركبة في قباطية بريطانيا: يجب تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود تظاهرة وسط تل أبيب تطالب نتنياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إسرائيل تتجهز للإفراج عن ثاني دفعة من الأسرى وكشف أسماء بارزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025