أشعار محمود درويش والماعز الأسود!.. فلسطينيون يتحدثون من روسيا عن أكبر أعداء إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
تحدث أعضاء الوفد الفلسطيني المشارك في مهرجان الشباب العالمي بسوتشي جنوب روسيا، عن أهم المواضيع الخاصة بسكان النقب وفلسطين، وعن الماعز الأسود الذي يهدد إسرائيل وأشعار محمود درويش.
وتحدث العضوان رأفت أبو عايش وأمير أبو قويدر من مواطني النقب المشاركين في مهرجان الشباب العالمي بسوتشي، وهما عضوان مؤسسان في جمعية هرابة للتنمية الثقافية والاجتماعية وقد تحدثا لقناة RT العربية عبر برنامج الزميل سلام مسافر "قصارى القول".
وقال رأفت أبو عايش :"اسم جمعيتنا مأخوذ من مصطلح شائع في الصحراء وهو (هرابة) أي بئر الماء الشتوي الذي يحضره البدو خلال الشتاء فيجمع مياه الأمطار للسنة كاملة".
إقرأ المزيد لماذا الماعز الأسود يهدد إسرائيل؟وأشار الناشط أمير أبو قويدر إلى أن من أبرز مهام الجمعية الحفاظ على الهوية لأن موضوع الهوية والقيمة الوطنية للفلسطينيين قضية أكثر من مركزية".
وقال: "لا يمكن العزل بين قضايا الثقافة والهوية فجمعيتنا تعنى بمواضيع ثقافية ارتباطا بالهوية. انطلقنا في 2020 و خضنا التجربة الصعبة من أجل الحصول على الترخيص وفي الأخير صرنا مؤسسة مسجلة لها نشاط وحضور في النقب".
وأوضح رأفت أبو عايش قائلا: "تشكلت هرابة من مجموعة ناشطين رأوا ثغرات التجربة السابقة للعمل السياسي في النقب وقصورها عن ملاحقة تطورات المرحلة. فتأسست هرابة على أساس رؤية جديدة للعمل الشبابي وأولويات الشباب والمرحلة الثقافية التي نحتاجها أو التطوير الثقافي الذي نحتاجه".
ويؤكد أمير أبو قويدر على أن سكان النقب كبقية أهل فلسطين يعانون من التمييز ويقول: "نحن نحمل الجنسية الإسرائيلية ولكن هذا لا يعني أننا لا نعاني من العنصرية والتمييز في مجمل القضايا سواء في الخدمات أو التعليم أو السكن. على سبيل المثال أعيش في بلدة غير معترف بها بلدة مسلوبة الخدمات وهي قرية الزرنوك مواطنوها لا يستطيعون الحصول على رخص البناء . البلدة غير مربوطة بشبكة الكهرباء الناس تعتمد على الطاقة الشمسية . في منطقة النقب تحديدا فان مظاهر التمييز سافرة جدا نحن نعيش في وطننا. نحن متجذرون في هذا المكان بغض النظر عن التحولات السياسية وهذا هو الدافع لوجودنا".
ويعزو أبو قويدر جنوح المجتمع الإسرائيلي المتسارع نحو العنصرية إلى أن "الاسرائيليين يتبنون روايات دينية". فيقول: "تؤمن نسبة كبيرة بالأساطير والخرافات التي تدفعهم نحو سلوكيات غير محكومة لا بالعقل ولا بالمنطق وهذا بطبيعة الحال له انعكاسات على السياسات، منها احتكار أرض فلسطين على أنها أرض الميعاد لليهود كتحصيل حاصل أما الآخرون فهم إما ضيوف أو لا حق لهم بالوجود الأمر الذي ينعكس على سياسات الحكومة التي تتبنى الروايات الدينية أكثر فأكثر ويؤثر على جميع نواحي الحياة".
ويضيف: "وزير المالية الحالي الذي يعتنق ما يسمى بالصهيونية الدينية يقوم بتقليص كافة الميزانيات المخصصة لبرامج التعليم في المجتمع الفلسطيني أي تقليص أموال تعليم العرب والتركيز فقط على برامج لغسيل أدمغتهم".
ونوه رأفت أبو عايش بأن "فلسطينيي الداخل يجبرون على تعلم المنهاج الإسرائيلي" ويقول:
"يتحصن الفلسطيني ضد التعليم الإسرائيلي والدعاية الإسرائيلية من خلال مؤسسات المجتمع المدني ومن خلال التنشئة الوطنية في البيت. السلطات الإسرائيلية تدرسنا تاريخ الهولوكوست ولا تشير ولا بكلمة واحدة إلى تاريخ النكبة. أشعار محمود درويش ممنوع تعلمها في مدارسنا بالمقابل الشعراء اليهود في الصدارة. نحن لا ننتظر من المنهاج الإسرائيلي أن يذكرنا بهويتنا الفلسطينية لأن لدينا أنشطة وفعاليات وطنية خارج السياق الاسرائيلي".
إقرأ المزيد "RT العربية" تلتقي عشرات الشبّان والشابات العرب في مهرجان سوتشي العالميوأشار أمير أبو قويدر إلى أن "شعار إسرائيل الكبرى هو جزء أساسي في آيديولوجية الحركة الصهيونية". ويقول: "رغم أن الصهيونبة حركة سياسية رأت دورها ببناء وطن قومي لليهود ومن خلفية علمانية فان موضوع إسرائيل الكبرى هو موضوع حاضر وموجود لأنهم تبنوا الرواية الدينية بغية إضفاء شرعية على وجودهم في المنطقة. إن النقطة المفصلية التي حولت الحركة من سياسية علمانية إلى النزعة الدينية هي حرب 1967 حين اقترب الجيش الإسرائيلي من حدود إسرائيل الكبرى فبرزت في داخل المجتمع الصهيوني مجموعات دينية تنظر لدورها كدور تبشيري وليس دورا سياسيا أو دورا لبناء بيت قومي وكأنها تجسد رواية دينية معينة في المنطقة. والآن فإن الصهيونية الدينية هي التي تحكم في إسرائيل. نحن نتحدث عن مؤسسات تحلم بإسرائيل كبرى".
وأوضح أبو عايش: "الصهيونية حركة كولونيالية توسعية وكل مشروع استعماري إذا توقف عن التوسع فإنه يبدأ بالانكماش. هذه هي التجربة التاريخية. العلمانيون والملاحدة اليهود من القيادات لا يؤمنون بالله لكنهم يؤمنون بأن الله وعدهم بالأرض ومن هنا أساس كل النشاطات والسياسات العنصرية المتطرفة".
ويعزو أمير أبو قويدر الطابع الهمجي العنيف لرد الفعل العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس في السابع من أكتوبر إلى صدمة المجتمع الإسرائيلي من الهجوم ويقول: "الأسلوب الهمجي والعنيف لشن الحرب حاليا على غزة دوافعه الأساسية محاولة استعادة التوازن و استعادة الردع لأن إسرائيل تقوم على فكرة الردع وهذا المبرر الأساسي للداخل الإسرائيلي نفسه لأن مجموعة قليلة محاصرة تشن تلك العملية ضد أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط مع تفوق استخباري ومعلوماتي ضد دولة تصدر التكنولوجيا الاستخبارية لكل دول العالم. لقد سبب هجوم حماس إحراجا للمجتمع والمؤسسة العسكرية على وجه التحديد ورد الفعل العنيف يأتي لاستعادة ثقة لمجتمع الإسرائيلي لنفسه والثقة بالمؤسسة العسكرية التي أخفقت إخفاقا ذريعا وأعتقد أن الكثير منهم معنيون بإطالة أمد الحرب لتحاشي المساءلة لأن كل النخب وكل القادة العسكريين مستقبلهم انتهى".
وعن دور وموقف اليهود الناطقين بالروسية المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق ومن روسيا وأوكرانيا يقول أبو عايش: "اليهود الروس يمثلون مجتمعا قائما بذاته داخل إسرائيل. لهم صحف تتحدث باسمهم. لهم محلاتهم الخاصة ولهم ثقافة خاصة. إنهم بعيدون بعض الشيء عن مركبات المجتمع الإسرائيلي الأخرى. الحكومات تحاول أن يكونوا جزءا من النسيج الإسرائيلي الكامل لكنهم يبقون متميزين بخصوصيتهم".
ولفت الناشط أبو قويدر إلى أن نسبة كبيرة من الكتلة الناطقة بالروسية في إسرائيل تصوت لليمين، قائلا: "أكثر من ستين إلى سبعين بالمئة يصوتون لأحزاب اليمين واليمين المتطرف. والأسباب كما يفسرها المحللون تعود إلى نزعة انتقامية من الإرث اليساري في الاتحاد السوفييتي".
وعن دور بدو صحراء النقب في المجتمع الفلسطيني وما يشاع عن تعاونهم مع الاحتلال يقول أبو عايش: "بالفعل نحن عرب بدو فلسطينيون أقحاح موجودون في النقب منذ قرون بعيدة على مدار التاريخ معظم عائلات النقب عاشت حياة البداوة والزراعة ورعي المواشي في أرض النقب وصحراء النقب. عرب النقب قبل النكبة عام 1948 ملكوا وسكنوا تقريبا كامل مساحة النقب التاريخية التي تمثل 60% من مساحة فلسطين التاريخية من الفلوجة الشمالية التي عسكر فيها جمال عبد الناصر في 1948. كانت هذه كلها أرضا مملوكة لعرب النقب وتعايشوا بأداء سياسي وأداء وجودي في هذه الأرض مع الدولة العثمانية ومع الانتداب البريطاني وحافظوا على أصالتهم وصولا إلى الاحتلال الإسرائيلي وبناء المستوطنات. لقد بدأ التطهير العرقي عام 1948 بتهجير 9000 من سكان النقب وقتلوا ودمروا التجمعات السكنية ولم يبق غير 10% فقط من عرب النقب البدو في مساحة أقل من 4.5 من كامل مساحة النقب التاريخية. التمييز و المنع من الخدمات. المنع من الماء والكهرباء يتواصل للاستيلاء على ما تبقى من الأرض. نحن عرب بدو لكنا لا نستطيع أن نمارس حياتنا الطبيعية".
وأضاف: "من المفارقات المضحكة في فترة الحكم العسكري بعد النكبة أن الاحتلال سن قانونين أساسيين الأول يسمح لإسرائيل بمصادرة كل أراضي الناس التي لا تطالب فيها وكان الناس آنذاك تحت الحكم العسكري لا يمكنهم الخروج من قراهم أصلا فصودرت أجزاء كبيرة من أراضي فلسطين التاريخية. والقانون الثاني قانون مضحك ينص على منع تربية الماعز الأسود بذريعة أن هذا النوع من المواشي يأكل صنفا نادرا من العشب علما بأن كل بدوي يعرف أن العنزة السوداء والعنزة البيضاء تأكل نفس العشب".
ويضيف: "لكن السبب الحقيقي هو منع البدو من العيش في النقب لأن البدو يشيدون بيوتهم من شعر الماعز الأسود ".
إقرأ المزيد اختتام مهرجان الشباب العالمي في سوتشيويقول: "لم تنجح الخطة لأن سكان النقب يبنون منازلهم من الحجر اليوم ويتمسكون بأرضهم. أما فيما يتعلق بالخدمة العسكرية فان إسرائيل بارعة جدا في الحرب النفسية آخر رقم يتحدث رسميا في إسرائيل عن تجنيد بدو النقب نشر العام 2016 في تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي تحت عنوان إسرائيل فشلت في تجنيد بدو النقب وهو موجود على الإنترنت حتى اليوم الرقم يقول أن في ذلك العام تم تجنيد 264 بدويا فقط في النقب. هذا أقل من 1% من سكان النقب وضئيل جدا قياسا إلى الفلسطينيين في الداخل بوجه عام. هناك من يتجند في الجيش لدوافع تجارية بحتة. وهؤلاء قلة قليلة منبوذة في المجتمع الفلسطيني".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية تل أبيب حركة حماس سوتشي طوفان الأقصى قطاع غزة مهرجان الشباب العالمي مهرجانات هجمات إسرائيلية سکان النقب فی النقب إلى أن
إقرأ أيضاً:
ناشطون ثقافيون: تضحيات الشهداء أثمرت مواقفَ مشرفة في مواجهة أعداء الأُمَّــة
يمانيون – متابعات
تعتبر الذكرى السنوية للشهيد محطة تعبوية مهمة، من خلال استذكار تضحيات الشهداء ومواقفهم البطولية في سبيل الله وفي طريق التحرّر من الخوف وقيود التبعية والإذلال والاستعباد.
ويرى الكثيرون أن ذكرى الشهداء تعطي دروسًا قيِّمة تعزز حالة القوة والموقف، من خلال الرجوع إلى القضية التي ضحى؛ مِن أجلِها الشهيد، وقدم أغلى ما يمتلكه لدفع الشر، والمخاطر المحدقة بالمجتمع البشري، خُصُوصًا دفع الخطر القادم من اللوبي اليهودي الصهيوني.
ويؤكّـد الناشطون والثقافيون أن إحياء الذكرى السنوية للشهيد في كُـلّ عام لها الأثر الكبير في إحياء روح الجهاد والاستشهاد بين أبناء الأُمَّــة العربية الإسلامية، والتي تعاني معاناة كبيرة؛ نتيجة المؤامرات المُستمرّة والانبطاح الكبير والإذلال لأعداء الأُمَّــة العربية والإسلامية.
وفي السياق يقول مدير مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل: “إن إحياء هذه الذكرى العظيمة في هذا العام، في غاية الأهميّة؛ لأَنَّها تأتي واليمن في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مُشيرًا إلى أننا في مواجهة مباشرة مع رأس الشر، ومحوره أمريكا و”إسرائيل” ومن ورائهم الصهيونية العالمية.
ويؤكّـد الطل أن “أحوج ما تكون إليه الأُمَّــة في هكذا مرحلة هي الروحية الجهادية، وأن هذه الروحية نستلهمها من الشهداء العظماء الذين نذروا حياتهم وموتهم لله وتاجروا مع الله ببيع أنفسهم وأموالهم منه سبحانه وتعالى”، مُشيرًا إلى أن “الشهداء هدفهم تحرير الإنسان من عبودية الطواغيت والمستكبرين، ويسعون لإقامة القسط والعدل في هذه الأرض، حَيثُ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وينصرون المستضعفين في الأرض؛ لأَنَّهم يأبون الظلم والضيم ويرفضون الذل والهوان؛ فنفوسهم أبية عزيزة كريمة ويريدون لأمتهم أن تكون هكذا عزيزة كريمة حرة أبية؛ ولذلك تحَرّكوا مجاهدين في سبيل الله لإعلاء كلمة الله؛ لأَنَّهم يدركون أن البديل عن الجهاد هو الذل والاستعباد والقهر والهوان، وهذا ما لا يمكن أن يقبلوه لأنفسهم ولا لأمتهم مهما كان حجم التضحيات.
ويضيف أن هذه الذكرى العظيمة تأتي في هذا العام لتعمل على توحيد الأُمَّــة الإسلامية كما وحَّدت دماء الشهداء العظماء، شعوب محور القدس والجهاد والمقاومة، لافتًا إلى أن هناك شهداء من إيران على رأسهم الشهيد العظيم قاسم سليماني وهناك شهداء من العراق وعلى رأسهم أبو مهدي المهندس كما أن هناك شهداء من لبنان وعلى رأسهم شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد القائد السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- وكذلك الشهيد العظيم هاشم صفي الدين كما أن هناك شهداء من فلسطين العزيزة وفي مقدمتهم الشهيد العظيم إسماعيل هنية والشهيد البطل يحيى السنوار وهناك من اليمن شهداء عظماء وفي مقدمتهم شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- والشهيد الرئيس صالح الصماد وغيرهم من الشهداء العظماء الذين وحَّدوا محور القدس والمقاومة ليكون بإذن الله نواةً لتوحيد الأُمَّــة الإسلامية، معتبرًا دماء الشهداء أنها “دماء مباركة وتترك أثرًا طيبًا في النفوس وتصنع فيها ما يعجز عنه الكثير”.
وعن الأثر الذي تحقّقه التضحيات في سبيل تحقيق الانتصار والغلبة على الأعداء يوضح الطل أن دماء شهداء الحق لا تذهب هدرًا، بل إنها تثمر نصرًا ووعيًا وثباتًا وعزةً وكرامة وهو ما نعيشه في محور القدس والجهاد والمقاومة، متبعًا أننا “نرى الذل والهوان والخزي والعار يسيطر على الكثير من شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية؛ لأَنَّهم اختاروا التخاذل منهجًا والجبن استراتيجيةً، واستسلموا أمام التهديدات الأمريكية، وانهاروا؛ بسَببِ حربها النفسية ونسوا الله فأنساهم أنفسهم”.
فكانت النتيجة، كما يشير الطل إلى ما قاله الإمام زيد بن علي -عليه السلام- “من أحب الحياة عاش ذليلًا”، مردفًا القول: “أية ذلة وهوان وخزي وعار أعظم مما تعيشه اليوم هذه الأُمَّــة وهي تتفرج على غزة ولبنان والعدوّ الصهيوني والأمريكي يرتكب فيهما أفظع الجرائم والمجازر أمام مرأى ومسمع العالم كله؟”.
ويتساءل: “أين حكام هذه الأُمَّــة وأين جيوشها وأين سلاحها وأين علماؤها وأين النخب الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية.. أين رجالها وشبابها أين وسائل إعلامها أين ضميرُها أين دينها أين قرآنها ونبيها؟”، مؤكّـدًا أن “الأُمَّــة فقدت كُـلّ شيء عندما فقدت الروحية الجهادية وأنها لم تفقد دينها وإيمانها فحسب بل فقدت حتى إنسانيتها وضميرها”.
وللأسف الشديد أصبح الكثير من أحرار العالم ممن ليسوا عربًا وليسوا مسلمين يتفوقون على الكثير من أبناء هذه الأُمَّــة في الجانب الإنساني، وسجلوا الآلاف من المواقف والمسيرات والاعتصامات المطالبة بوقف الحرب على غزة، بينما لم تسجل بعض الدول العربية والإسلامية حتى منشور أو تدوينة مساندة لغزة، موضحًا بأنه “عندما نخسر الروحية الجهادية سنخسر كُـلّ شيء، ديننا وأخلاقنا وقيمنا وضميرنا وإنسانيتنا ونخسر الدنيا والآخرة؛ ولذلك فعندما نحيي هذه الذكرى السنوية للشهيد إنما لنحيي هذه الروحية الجهادية”.
الروحية الجهادية:
من جهته يقول الناشط الثقافي أبو مالك السراجي إن: “لإحياء ذكرى الشهيد أهميّة كبيرة جِـدًّا في ترسيخ أهميّة الجهاد في سبيل الله تعالى”، مؤكّـدًا أن “التضحية بالنفس هي من أعظم مظاهر العبودية الصادقة لله سبحانه”.
ويشير إلى أن “إحياء هذه الذكرى في وعي المؤمنين والمجتمع اليمني والإسلامي بشكل عام يشكل ضمانة للأُمَّـة من كُـلّ التهديدات والمخاوف التي يتحَرّك بها الأعداء للهيمنة على الأُمَّــة والسيطرة عليها”، مشدّدًا على أن “المرحلةَ والتحديات التي تمر بها الأُمَّــة العربية والإسلامية يوجبُ عليها أن تعودَ عودةً قويةً وصادقةً للجهاد في سبيل الله تعالى والتثقف بثقافة الشهادة والتضحية؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين والمقدسات الإسلامية ولا سيما المظلومين في غزة وجنوب لبنان، والمسجد الأقصى والقدس الشريف”.
ويقول إن “من أعظم الشواهد على أهميّة هذه الذكرى هي ما وصل إليه أبناء شعبنا اليمني العظيم من مواقفَ مشرِّفة وعظيمة في نصرة فلسطين ولبنان”، معتبرًا كُـلّ ذلك “لم يكن ليتحقّق لولا ثقافة الجهاد في سبيل الله والاستعداد الكامل للتضحية بالنفس والمال”.
ويضيف أن من أهم الدروس المستفادة من هذه الذكرى العظيمة “أنه لولا ثقافة الجهاد في سبيل الله وتضحيات الشهداء لما تحقّق لنا النصر والحرية والاستقلال وما وصلنا إلى المواقف المشرفة في نصرة فلسطين ولبنان ولما وقفنا الوقفة القوية في وجه الاستكبار العالمي المتمثل في الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل”.
ويتابع القول: “ضمن الاستفادة من هذه الذكرى أن نحافظَ على دماء الشهداء الزكية التي أثمرت عزةً ونصرًا وحريةً واستقلالًا؛ بالسير في طريق الجهاد والتضحية بالنفس والمال والولد في سبيل الله تعالى والمستضعفين.
وكذلك في هذه الذكرى يجب علينا أن نتحمل المسؤولية في رعاية أسر الشهداء وتربية أبنائهم تربيةً إيمانية وجهادية؛ لأَنَّهم أمانة الشهداء لدينا”.
ويرى أن من أهم ما تستفيد الأُمَّــة من إحياء مثل هذه المناسبة العظيمة أن تتذكرَ تضحيات الشهداء القادة وكل المجاهدين في خط الحق وتستلهمَ منهم الصمودَ والعزةَ والكرامة والثبات على ما ضحوا مِن أجلِه حتى يتحقّقَ الوعد الإلهي بالنصر الكامل على أئمة الكفر وتحرير المسجد الأقصى بإذن الله تعالى.
————————
المسيرة – أيمن قائد