سلطان يفتتح الحدائق المعلقة في كلباء وتضم 100 ألف شجرة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح الجمعة، الحدائق المعلقة بمدينة كلباء، الواقعة على طريق (الشارقة - كلباء) والتي تضم أكثر من 100 ألف شجرة.
وقام سموه فور وصوله بإزاحة الستار معلناً الافتتاح الرسمي للحديقة، متجولاً سموه والحضور في أقسام الحديقة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 1.
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة، فقرةً غنائيةً قدمها طلبة المدارس عبروا في كلماتها عن حبهم وتقديرهم، وشُكر أهالي كلباء لسموه على المشروعات التنموية التي وجّه سموه بإقامتها، ملتقطاً سموه مع الأطفال الصور التذكارية، كما زار سموه المطعم الرئيسي الواقع في منتصف الحديقة والذي يتسع لـ 215 شخصاً ويحمل طابعاً معمارياً كلاسيكياً على شكل شبه دائري لتوفير إطلالة من الداخل للحدائق المحيطة بالشلال.
واطّلع سموه على المناطق الترفيهية المخصصة للأطفال والتي تم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام حسب الأعمار، والمسارات المخصصة لرياضة صعود الجبل بثلاثة مستويات مختلفة يمر خلالها الزوار على المصاطب الزراعية ثم الشلال مروراً بالأشجار الكثيفة والأزهار، وشاهد سموه العروض التي قدمها محترفي لعبة التزلج في الساحة التي تم تخصيصها لهم وتقع على مساحة 24 ألف قدم مربعة وتحوي 3 مستويات للأطفال والمبتدئين والمحترفين.
وشاهد سموه المسار المخصص لقطار التنزه والذي يتسع لـ 55 شخصاً، ويبلغ طول المسار 820 متراً فيه يمر على 4 محطات، إحداها عند الكافتيريا العلوية، و3 محطات ضمن الحديقة، وتوفر محطات القطار مظلات وجلسات انتظار، ويوفر القطار للزوار تجربة رائعة للتعرف على مختلف أجزاء الحديقة ومكوناتها الترفيهية والخدمية المتميزة، كما تضم الحديقة مساراً للجري بطول 760 متر يحيط بمعالم الحديقة من الداخل.
وانتقل صاحب السمو حاكم الشارقة بعدها للمنطقة العلوية من الحدائق المعلقة، التي تم فيها تشييد مبنى مطعم استخدم في تصميمه المعماري الخشب التراثي ليخدم زوار المنطقة، ويقع المطعم على ارتفاع 270 متراً عن سطح البحر ويتسع لـ 100 شخص، ويوفر منظراً بانورامياً ذا ثلاث واجهات على الحدائق المعلقة.
ويوفر المشروع عدة مرافق خدمية للزوار منها 262 موقفاً للسيارات ومواقف ذوي الإعاقة ومواقف السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى دورات مياه ومصليات للرجال والنساء وكافتيريا لبيع الوجبات الخفيفة.
ويأتي افتتاح مشروع الحدائق المعلقة ضمن الخطة التطويرية الشاملة التي تتوافق مع توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة دعماً وتنشيطاً للحركة الاقتصادية والسياحية والثقافية بمدينة كلباء، ويهدف المشروع إلى توفير منطقة جذب سياحية وترفيهية رائدة لخدمة سكان المنطقة والزوار من المناطق المحيطة والسائحين، حيث تقدم الحديقة تجربة رائعة للترفيه والاسترخاء، وتمثل كذلك نقطة تكامل تجمع الترفيه والرياضة والتمتع بالمناظر الطبيعية الساحرة، ما يسهم في تعزيز الحركة السياحية والاقتصادية وتشكل إضافة نوعية مع المشاريع الأخرى في المدينة.
حضر الافتتاح بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بمدينة كلباء، وعبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور عبدالله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء ومديري الدوائر المحلية وأعيان المدينة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة صاحب السمو حاکم الشارقة
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.
أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.