الكشف عن بيع آثار رخصة من عدن وبيعها في لندن (وثيقة)
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
كشف خبير الآثار اليمني، عبدالله محسن، عن تهريب آثار برخصة من عدن، أبان الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، وتم بيعها في لندن.
ونشر محسن، صورًا للتحفة الأثرية، أرفقها بمقال تحت عنوان “رخصة تصدير آثار من عدن .. آثار قتبان في ديفيد آرون ! شاهدة قبر منمقة وحزينة ومذهلة للغاية”.
وقال محسن: “من حيد بن عقيل، باع معرض ديفيد آرون “شاهدة منمقة ومذهلة للغاية، على شكل وجه مستطيل بعيون كبيرة على شكل لوز وبؤبؤين مفصلين، وأنف مستطيل متصل بحواجب مقوسة”، من #آثار_اليمن ، من القرن الرابع قبل الميلاد ، ارتفاعها 12 سم وعرضها 15.
وأوضح أن “الشاهدة من مجموعة بريطانية خاصة، عُرضت للمرة الأولى في سوق لندن للفنون عام 2011م، مصحوبة ” برخصة تصدير مؤرخة في 4 مايو 1962م من مستعمرة عدن باسم الرائد إم دي فان ليسن، موقعة من قبل دونالد بريان دو، مدير الآثار في عدن”.
وأشار إلى أن معرض ديفيد آرون تأسس “في الأصل عام 1910م في إيران، ثم صعد إلى الصدارة في العشرينيات عندما افتتح سليمان هارون (1890-1976) صالة عرض ثانية في الإسكندرية، مصر. وفي عام 1980، انتقل المعرض إلى لندن، وافتتح ديفيد آرون، الابن الأصغر لسليمان، معرضه الخاص في ساحة بيركلي في عام 1998م، وتتم إدارة المعرض الآن من قبل الجيلين الثالث والرابع من عائلة آرون، وقد لعب المعرض على مدار القرن الماضي دورًا فعالا في مساعدة المتاحف الكبرى والمجموعات الخاصة الحصول على الآثار المهمة والبحث عنها. وتم تحقيق مبيعات ملحوظة في متحف متروبوليتان للفنون، ومتحف جيه بول جيتي، واللوفر أبو ظبي، ومتحف الآغا خان، ومجموعة ديفيد للفن الإسلامي، ومتحف ميهو، وجليبتوتيك ميونيخ، ومتحف يوركشاير، ومتحف كورنينج، على سبيل المثال لا الحصر، والمعرض عضو في الرابطة الدولية لتجار الفن القديم وجمعية تجار الآثار “.
الرائد إم دي فان
وبحسب موقع المتحف البريطاني “ولد الرائد إم دي فان ليسن عام 1916م في جولدرز جرين؛ تلقى تعليمه في مدرسة شيربورن. تم تكليفه بفوج هامبشاير الملكي في عام 1936؛ تدرب في ساندهيرست ثم خدم في الخارج طوال حياته المهنية، أولاً في فلسطين ومصر ومالطا (تم ذكره في المراسلات مرتين وفاز بجائزة رأس المال الاستثماري في مالطا)؛ تم القبض عليه في صقلية، وهرب ولكن تم القبض عليه مرة أخرى وقضى ما تبقى من العام الثاني أسير حرب في ألمانيا؛ تزوج عام 1945م وقضى ما تبقى من حياته العسكرية إلى حد كبير في أفريقيا وعدن. قام بتعلم اللغة العربية على يد الدكتور محمود الغول في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (جامعة لندن) اعتبارا من يناير 1957م قبل توليه مهمة الرائد في الكتيبة الثانية، قوات محمية عدن، من مارس 1957م إلى يونيو 1963م. وكان الغول هو من نصح فان ليسن بأن يُبقي عينيه مفتوحتين للنقوش العربية الجنوبية، ودعاه للاحتفاظ بسجل لأي شيء اكتشفته”.
“تبرع بعدد من آثار_اليمن إلى المتحف البريطاني بما فيها تمثال برونزي من تمنع ، وقام رسميا بإعارة نقش واحد (قرض 74، تم إيداعه في 2 فبراير 1959م) والذي نشره في نفس العام الدكتور الغول في نشرة كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (المجلد 22، الصفحات من 1 إلى 22) تحت الرقم 132529. ويفترض أن ما تبقى من مجموعته قد تم تفريقه أخيرا بعد وفاته في عام 1992م.
قدم فان ليسن مخطوطة غير منشورة بعنوان “ملاحظات حول جنوب شبه الجزيرة العربية” إلى مكتبة الإسكندرية (مكتبة الشرق الأوسط، تاريخ الاقتناء 11 نوفمبر 1960م)؛ يُشار إليه أيضا باسم “مايك” في تقرير مخطوطة ثانٍ غير منشور قدمه زميله في الكتيبة الثانية الكابتن جون إيلوارد بعنوان “تقرير خاص عن إقامة أيلوارد في قتبان وملاحظاته هناك”، نُشر مقال عن بعض اكتشافاته تحت عنوان “النقوش الصخرية والصور الفوتوغرافية القتبانية على الجدران من قبل الرائد إم دي فان ليسن”.
دونالد بريان دو
أما ناقل النقش من المسند في رخصة التصدير دونالد بريان دو، مدير الآثار في عدن آنذاك (توفي في 5 مايو 2005م) “كان عالم آثار ومهندسا معماريا بريطانيا” خدم مع المهندسين الملكيين في الصحراء الغربية وصقلية وإيطاليا والهند خلال الحرب العالمية الثانية، ويرجع اهتمامه بالآثار لاحقا إلى زيارة لمدينة صبراتة الرومانية في ليبيا خلال تلك الفترة. في عام 1951م تم تعيينه كرئيس للمهندسين الحكوميين في عدن، ثم أصبح فيما بعد مديرا لدائرة الآثار المنشأة حديثا في عدن، حيث أسس جمعية محلية للفنون والآثار وصمم متحفا تم وضع حجر الأساس له في عام 1951م. وافتتح في عام 1966م من قبل عالم الآثار السير مورتيمر ويلر. وفي مارس-يونيو 1967م ذهب إلى سقطرى بصفته عالم آثار برعاية الأكاديمية البريطانية للقوات والبعثة العلمية المدنية إلى الجزيرة؛ كتب عددًا من المقالات حول الآثار والفخاريات في منطقة عدن، بالإضافة إلى كتابين عن آثار جنوب الجزيرة العربية. كان يتواصل بشكل دوري مع المتحف البريطاني، على سبيل المثال في عام 1964، بشأن العديد من النقوش العربية الجنوبية، بما في ذلك واحدة عثر عليها الرائد فان ليسن ، وأخرى معروضة للبيع بواسطة أ. نزار وكان من المقرر أن ينشرها محمود الغول؛ 1965م، وعن المقتنيات والمراجع الأكاديمية والوضع السياسي في عدن، 1969م، وعن تأسيس الجمعية العربية. وفي عام 1985، قدم مجموعة كبيرة من آثار جنوب الجزيرة العربية إلى المتحف البريطاني مع ستيفن داي. من مؤلفاته “ملاحظات حول الفخار الذي تم العثور عليه في محيط عدن”، “حكومة عدن، تقرير الآثار” [عدن] 1960م/1961م، ص 3-20؛ “مواقع الفخار بالقرب من عدن”، “نشرة آثار عدن” 5، الصفحات 29-55، مارس 1965؛ “سقطرى: استطلاع أثري عام 1967”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: المتحف البریطانی من قبل من عدن فی عدن فی عام
إقرأ أيضاً:
كشف الخبايا
#كشف_الخبايا
د. #هاشم_غرايبه
شهد القرن المنصرم، وهي فترة ظهور النظام العربي الجديد (أنظمة سايكس – بيكو) أوسع حملة تزوير لتاريخ منطقتنا، سعيا وراء محو عصر النهضة العربية الاسلامية من الذاكرة.
وزيادة على تزوير الوقائع التاريخية التي قام بها مؤرخو الاستشراق، فقد قاموا بمسح شامل لكل المواقع الأثرية والتاريخية في بلاد الشام، بحجة الاستكشاف، فجعلوا كل أثر فيها ينتمي الى البيزنطيين والرومان، وكأن هذه البلاد كانت يبابا لم تشهد أي حضارة قبل احتلالها من قبلهم.
من أعجب ما حشو به العقول، وصدقه مسؤولونا فاعتمدوه، أنه لا تجد أي أثر لمكان عبادة قديم إلا اعتبروه آثار كنيسة، فهل من المعقول أن الفترة القصيرة نسبيا من التاريخ التي دخلت فيها بلادنا في النصرانية (حوالي 400 عام)، حفلت بكل هذه الآثار، فيما لا تجد من يشير الا قليلا جدا، الى معابد تعود لسبعة آلاف عام سبقتها، وشهدت تجاذبات بين الوثنية والتوحيد، ولا الى الحديثة منها نسبيا (1400 عام) التي دخلت فيها بلادنا في الاسلام.
من اتبعوا أقوال (خبراء!) الآثار الغربيين الذين ما زالوا يتولون زمام آثارنا منذ مائة عام تحت مسمى خبراء التنقيب، لم يسألوا أنفسهم السؤال المنطقي: لماذا يعتبرون أن التقدم الحضاري المعماري في بلادنا رومانيا دائما، مع أن روما نفسها لم تنشأ الا عام 753 ق. م.، فيما أن الدول القديمة وحضاراتها المتنوعة أنشأت مدنا مزدهرة في بلادنا قبل الميلاد باثني عشر قرنا!.
ان الدولة الرومانية كانت قوة عسكرية، اهتماماتها في الاحتلال وفرض الهيمنة، ونهب الشعوب المقهورة، فلم يكن من أولوياتها نشر التقدم الحضاري والمعماري في الأقطارالتي استعمرتها، بدليل الواقع المشهود لأحفادها المستعمرين الأوروبيين.
وفعليا كان الرومان يحرقون المدن التي يغزونها ويدمرونها بما فيه آثارها، وسجل التاريخ ذلك في قرطاجنة وعكا والقدس وغزة.
وهم سرقوا التراث الحضاري لتلك الأقطار، ونهبوه من ضمن ما نهبوه، وما زالت الى اليوم متاحفهم زاخرة بالكنوز الأثرية لبلادنا، تشهد على ذلك، فيما لن تجد في عواصم الدولة الإسلامية أية منهوبات من البلاد التي فتحوها.
وما زالت الأدلة التاريخية التي لم يتمكنوا من تزوير تاريخها قائمة، وما زال التاريخ معترفا بفضل معماريي بلادنا مثل المعماري “بولودور الدمشقي” الذي قام الإمبراطور الروماني “هادريان” بقتله، بعد أن تعلم منه الرومان البناء والعمارة، فعلمهم بناء الجسور والأعمدة وأقواس النصر، وكان البانثيون أحدها.
ان المخاطر ما زالت قائمة، بدليل ما يتهدد كثيرا من المواقع التي تخطط الصهيونية لجعلها مسمار جحا بهدف ضم الأردن لكيانهم اللقيط.
سألقي الضوء على واحدة من تلك الخطط الخبيثة، وهي الادعاء بأن قلعة مكاور الواقعة قرب مادبا معلم يهودي.
تعاقدت الحكومة مع (خبير) في الآثار يحمل الجنسية الهنغارية اسمه “فوروس” منذ عام 2009 ولمدة عشرين عاما (!)، وعمله ينحصر في التنقيب في هذه القلعه، التي تدعي الروايات التلمودية أنه جرى فيها قطع رأس النبي يحيى عليه السلام.
لمطابقة هذه الرواية جعلوا أن من أسسها اليهود، وأنهم كانوا يوقدون النار لتنبيه يهود القدس ان كان هنالك خطر غزو من الشرق، ولكي يصدق الناس هذا الزعم قام “فوروس” مؤخرا بنشر صورة التقطها من القدس وتظهر فيها هذه القلعة في مرتفعات مادبا، (بالطبع لم يسأله أحد ما الذي كان يفعله في الكيان اللقيط، رغم أن اسمه يوحي بيهوديته).
المدهش ما كتبته دائرة الآثار الأردنية على مدخلها بناء على ادعائه، أن جانيوس (يهوناثان) هو من بناها وللعلم جانيوس هذا هو كبير كهنة اليهود عام 103 ق.م كما تقول مصادرهم، وتكمل اللافتة القول “وجددها هيرود الكبير” وهيرود هذا هو ملك يهود الجليل عام 4 ق.م.
الحقيقة أن هذه القلعة قد بناها العرب الأنباط، بدليل أن فيها معبد نجمي لكوكب الزهرة، ولا يمكن لليهود الموحدين أن يبنوا معبدا وثنيا، وما هذا التزوير إلا لتتطابق مع الروايات التلمودية الكاذبة التي جرى تأليفها في عهد السبي البابلي.
السؤال الهام: لمذا امتدت مدة التعاقد لعام 2029؟.
الله يعلم ما الذي يدبر في ذلك التاريخ للمنطقة، خاصة وأن مؤرخي الغرب يقولون أن حادثة قطع الرأس حدثت عام 29 ميلاديه.. أي أنه سيكون قد مر عليها 2000 عام!.