عودة ترمب المحتملة تسبب توترات محتملة في المركزي الأوروبي
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
حذر محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، في 23 فبراير، من أن الحديث عن تخفيضات أسعار الفائدة في منطقة اليورو "سابق لأوانه". ولتوضيح السبب، أشاح بنظره إلى البحر الأحمر. وقال: "الخطر الرئيسي هو المخاطر الجيوسياسية... ليست لدينا خطة سلام، ليس لدينا حل"، موضحاً خطر الارتفاع الصاروخي في أسعار النفط الذي قد يعني إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لكبح التضخم.
من المعروف أن محافظي البنوك المركزية يعزفون عن المخاطرة، ويعد التفكير في الاحتمالات السيئة في عالم مليء بالصراعات جزءاً من مهمتهم الأساسية-خاصة عندما يمتد الضرر الناجم عن ضربات الحوثيين من سطح البحر فيما يبدو إلى باطنه، حيث البنية التحتية الحيوية مثل كابلات الاتصالات.
فهولزمان، وهو عضو مجلس محافظي المركزي الأوروبي، ليس الوحيد الذي يميل إلى استمرار التشديد النقدي، إذا حكمنا من خلال التوقعات الواسعة النطاق بأن البنك سيبقي أسعار الفائدة عند 4% اليوم الخميس.
التفكير الجيوسياسي
لكن مع ذلك حان الوقت للتساؤل عما إذا كان تفكير البنك المركزي الأوروبي سليماً من الناحية الجيوسياسية بينما يواجه اقتصاد منطقة اليورو الركود، وتشتد حاجته لإجراء إصلاحات ضخمة بالإنفاق في مجالي الأمن والدفاع (الذي تصل قيمته إلى 100 مليار يورو، أو 109 مليارات دولار، عبر إصدار سندات مشتركة محتملة).
ولم يتبق سوى وقت قصير قبل انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي قد تعيد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وتضعف العلاقات عبر الأطلسي في زمن تسوده الحروب.
غير أن تأخير تخفيضات أسعار الفائدة إلى يونيو -وهو الشهر الذي يُتوقع أن تحقق الأحزاب الشعبوية فيه نتائج جيدة بالانتخابات الأوروبية-يهدد بتقييد قدرة أوروبا على الاستثمار بمستقبلها، كما أشار رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي في الآونة الأخيرة.
المؤشر الأوضح هو بيانات التضخم نفسها، فرغم كل ما أصاب الشحن العالمي من تعطل بسبب هجمات الحوثيين، استمر التضخم في الانخفاض، حيث بلغ 2.6% في فبراير، وتم تجاوز صدمة أسعار الطاقة، ولم تعد أسعار المواد الغذائية تمثل مشكلة. ومثلما أشارت شركة الشحن "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM) في الآونة الأخيرة، فقد تراجعت أسعار الشحن بعد ارتفاعها في بادئ الأمر خلال ديسمبر؛ ليشكل النمو الاقتصادي الضعيف حالياً الخطر الأكبر.
ارتفاع الأجور الشغل الشاغل
رغم أن ارتفاع الأجور هو الشغل الشاغل لمحافظي البنوك المركزية، لكن الدلائل تشير إلى أن نموها قد تراجع عن المعدل المرتفع الذي يجعله مبعث قلق إزاء التضخم، حسما يرى جيمي راش ومايفا كازين من "بلومبرغ إيكونوميكس".
وكتب المحللان عن ذلك: "سوق العمل تتباطأ، ومن المتوقع تراجع وتيرة نمو الأجور، مع انتهاء نمو أرباح الشركات، كما اختفت مشكلة الطلب المفرط على ما يبدو". وانخفض معدل نمو الأجور المتفاوض عليها في منطقة اليورو نهاية العام الماضي، وتشير بيانات أحدث من موقع نشر الوظائف على الإنترنت "إنديد دوت كوم" (Indeed.com) إلى تراجع أوسع نطاقاً خلال الأشهر الستة الماضية. ويبدو أن الخروج من "دوامة الأجور والأسعار" المخيفة أصبح الآن ممكناً بعد ركود لسنوات.
قد لا يبدو اتخاذ الحيطة والحذر وتثبيت أسعار الفائدة بالأمر الجلل. ولكن الثمن هو المزيد من فقدان النمو مع تقلص الطلب على القروض وثبات الاستثمار التجاري (من المتوقع أن يبلغ إجمالي الاستثمار الثابت في منطقة اليورو 0.1% هذا العام).
وفي نهاية المطاف، يعني الإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة أيضاً ضعفاً من الناحية الجيوسياسية بسبب عدم وجود "مجال" للميزانيات المستنزفة للاستثمار، كما حذر دراغي.
وينبغي أن يدق الأداء الضعيف للاقتصاد الأوروبي مقارنة بأداء نظيره الأميركي ناقوس الخطر، وخاصة قبل رئاسة ترمب الثانية المحتملة. فالاقتصاد الألماني القائم على التصدير أقل قليلاً مما كان عليه في نهاية 2017، من حيث الاستثمار الخاص واستهلاك الأسر، بحسب نيكولاس غويتزمان الخبير الاقتصادي بمؤسسة "فينانسيير دي لا سيت" (Financiere de la Cite).
إن تهديد ترمب برفع الرسوم الجمركية على جميع الواردات الأميركية إلى 10% إذا فاز، يجب أن يكون دعوة لليقظة، والتركيز على جعل أوروبا (وألمانيا على وجه التحديد) أكثر مرونة اقتصادياً وأكبر اعتماداً على الذات من الناحية الجيوسياسية.
رغم أن المتشككين سيقولون إن هذا الأمر من اختصاص الحكومات والساسة أكثر من كونه مهمة البنك المركزي الأوروبي، الذي يركز على استقرار الأسعار. ولكن من الواضح أن رئيسة البنك كريستين لاغارد لا تمانع في الخوض في موضوعات مثل المناخ أو ترمب.
وفي خطاب ألقته في الآونة الأخيرة، أدرجت مبادرات محتملة مثل تشكيل اتحاد لأسواق رأس المال، أو اتحاد مصرفي أوثق كوسيلة لدعم الدور العالمي للكتلة الأوروبية.
وهذا يعني أن الوقت قد حان للاعتراف بأن البنك المركزي نفسه لديه أيضاً دور يلعبه: فمثلما حدث أثناء جائحة كورونا، تدعو توقعات النمو الضعيفة في أوروبا إلى "توحيد القوى" بين السياسة النقدية والمالية، على حد تعبير دراغي. وخفض أسعار الفائدة عاجلاً وليس آجلاً سيكون مجرد البداية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المركزي الأوروبي عودة ترمب المرکزی الأوروبی أسعار الفائدة البنک المرکزی منطقة الیورو
إقرأ أيضاً:
تقدير موقف حول تداعيات فوز ترمب على الحرب على غزة والسيناريوهات المحتملة
غزة - صفا أصدر مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة تقدير موقف بعنوان "تداعيات فوز دونالد ترمب بولاية رئاسية أمريكية ثانية على الحرب الإسرائيلية على غزة". وقال أن فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأمريكية أعاد إلى الذاكرة التغيرات الجذرية التي شهدتها الساحة السياسية الأمريكية خلال ولايته الأولى. وبين أن تلك الفترة تميزت بدعم واضح لـ"إسرائيل" عبر عدة قرارات مثيرة للجدل، مثل الاعتراف بالقدس كعاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إليها، بالإضافة إلى دعم مشاريع التطبيع بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية ضمن "اتفاقيات أبراهام". وتساءل تقدير الموقف حول تأثير عودة ترمب إلى البيت الأبيض بولاية ثانية على الأوضاع في قطاع غزة، خاصة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال. . واستعرض التقدير التداعيات المحتملة لفوز ترمب، خاصة في ضوء توجهاته السابقة الداعمة لـ"إسرائيل" وسياساته التي أحدثت تغييرات استراتيجية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وركز على عدة محاور، بدءًا بعرض أبرز ملامح سياسة ترمب تجاه "إسرائيل"، ثم البحث في تأثير عودته على الوضع في غزة، ومدى التوقعات المتعلقة بالتصعيد أو التهدئة في القطاع. وتناول السيناريوهات المستقبلية، مع تقديم توصيات حول كيفية تعامل الطرف الفلسطيني مع أي تغيرات قد تطرأ على الموقف الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وتحدث عن توجهات ترمب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، والتي شهدت في الشرق الأوسط تغيرات جوهرية خلال ولاية الرئيس الأمريكي ترمب الأولى، حيث تبنى مواقف جديدة دعمت" إسرائيل" بشكل غير مسبوق. وتطرق تقدير الموقف إلى تصريحات ترمب خلال الحملة الانتخابية، حيث اتخذ موقفًا داعمًا لـ" إسرائيل"، حيث عبر عن دعمه المستمر لحقها في الدفاع عن نفسها، كما دعاها لإنهاء الحرب على غزة قبل توليه الرئاسة في يناير 2025. ورغم دعوته لإنهاء الحرب، لم يقدم ترامب خطة محددة لتحقيق هذا الهدف، بل أكد على رغبته في الحفاظ على التحالف مع "إسرائيل" وتحقيق الاستقرار الإقليمي بشروط صارمة. وحول السياسات العامة المحتملة لترمب تجاه الحرب على غزة، توقع التقدير أن يكون دعمه لـ"إسرائيل" قويًا ومباشرًا في حال استمرار الحرب على غزة. وأضاف "من المحتمل أن يواصل تصعيد اللهجة الأمريكية ضد الفصائل الفلسطينية، خاصةً حماس"، بالإضافة إلى تعزيز ترمب الدعم العسكري واللوجستي لإسرائيل في مواجهة الفصائل في غزة، من خلال إرسال أسلحة أو تقنيات جديدة لتحسين الدفاعات وتعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي". وتابع أن ترمب قد يتبنى لهجة شديدة ضد الفلسطينيين، مما قد يزيد التوتر ويعمق الأزمة في حال عدم دعمه للوساطات أو الحلول السلمية. وعن السيناريوهات المحتملة لتوجهات ترمب نحو الحرب على غزة، قال تقدير الموقف إن يصعب الوصول إلى توقعات حاسمة بشأن توجهات ترمب إزاء الحرب على غزة. وأشار إلى أن هناك عدة معطيات يمكن الاستناد إليها في صياغة السيناريوهات، منها فترة رئاسته الأولى، تصريحاته خلال الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية الأخرى التي قد يكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على توجهاته، مثل الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتهديدات المتبادلة بين "إسرائيل" وإيران، و منع جماعة أنصار الله في اليمن مرور السفن المرتبطة بـ"إسرائيل" في البحر الأحمر، فضلًا عن تحرك المقاومة الإسلامية في العراق وقصفها مواقع إسرائيلية مختلفة بالمسيرات الإنقضاضية. وحسب التقدير، فإن السيناريو الأول يتضمن دعم غير مشروط يؤدي لتشحيع الاحتلال على استمرار الحرب واتخاذ خطوات عسكرية إضافية في غزة. وأوضح أن هذا التصعيد قد يطيل أمد الحرب، مما يزيد من الخسائر ويعمق المعاناة الإنسانية، مع التوجه إلى معالجة الجبهات الأخرى بشكل منفصل. وأما السيناريو الثاني فيكمن في الضغط لوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل، وهذا معاكس للسيناريو الأول. وأضاف "بعد مرور 13 شهرًا على الحرب، وبعد الدعم الكبير الذي تلقته إسرائيل خصوصًا في الجانب العسكري، قد يلجأ ترمب إلى الضغط عليها لوقف حربها على غزة من خلال صفقة تبادل تمكنها من استعادة أسراها، وقد توفر هذه الصفقة فرصة لاستمرار تطبيع إسرائيل علاقاتها مع الدول العربية ومحاولة إحياء مشروع صفقة القرن". وأما السيناريو الثالث يتضمن تراجع ترمب عن التدخل المباشر واعتماد سياسة "إدارة الصراع"، وقد يتبنى سياسة إدارة الصراع دون الانخراط المباشر في حله، ما يعني ذلك ترك الأمور تسير بوتيرتها الطبيعية مع تدخل محدود للحفاظ على الاستقرار النسبي، دون الضغط لتحقيق تهدئة شاملة أو التصعيد. وتابع "في هذه الحالة، يستمر الدعم السياسي لإسرائيل دون اتخاذ خطوات تصعيدية واضحة. بدلاً من تشجيعها على تصعيد حربها على غزة، قد يكتفي ترمب بتقديم دعم سياسي ومعنوي قوي دون دفع نحو إجراءات عسكرية إضافية، والتعامل مع كل حالة من حالات الصراع والتوتر بشكل منفصل". والسيناريو الرابع يتضمن هدنة مؤقتة وتبادل أسرى دون وقف كامل للحرب، ويفترض هذا السيناريو أن يسعى ترمب للضغط من أجل تحقيق تهدئة مؤقتة وتبادل للأسرى، بدلًا من إنهاء كامل للحرب، بهدف تحسين صورته لدى الأمريكيين العرب وتهدئة الرأي العام الدولي. مع ذلك، قد يطرح هذه التهدئة دون الالتزام بوقف كامل للعمليات، إذا استمرت" إسرائيل" في رؤية التهديدات على حدودها. وقال تقدير الموقف إنه يصعب التنبؤ بتوجهات ترمب نحو الحرب في غزة، نظرًا لتشابك العوامل والمؤثرات. بعضها يتعلق بسياساته الداخلية، حيث يُتوقع أن تركز الإدارة الجديدة على القضايا الداخلية، كما تؤثر قضايا دولية مثل الحرب في أوكرانيا، التنافس مع الصين، وقضية تايوان على توجيهاته، بالإضافة إلى عوامل أخرى معقدة. وحول تحليل السيناريوهات المحتملة السابقة، يجد أن السيناريو الأول، المتعلق بالدعم غير المشروط وتصعيد أكبر للحرب، قد يكسب تأييد اللوبيات المؤيدة لـ"إسرائيل" داخل الولايات المتحدة ويُرضي قاعدة ترمب الانتخابية، ومع ذلك، قد يؤدي هذا النهج إلى انتقادات دولية وقلق بين الحلفاء العرب الذين قد يرون في التصعيد تهديدًا للاستقرار الإقليمي. لذلك، فهو أقل ترجيحًا، لأن تصعيدًا مفتوحًا قد يضر بمصالح أمريكا ويزيد الضغوط الدولية على ترمب. وأما السيناريو الثاني، المتمثل في الضغط على "إسرائيل" لوقف الحرب وتبادل الأسرى، يجد التقدير أنه قد يحسّن صورة الولايات المتحدة دوليًا، ويظهر ترمب كوسيط يسعى للاستقرار. ومع ذلك، قد يُفسَّر هذا الضغط على "إسرائيل" بشكل سلبي من مؤيدي ترمب واللوبيات الداعمة لها. وهذا السيناريو يُعتبر متوسط الترجيح، لأنه على الرغم من أن الضغط على "إسرائيل" يتعارض مع مواقف ترمب السابقة، إلا أن التهدئة قد تصبح ضرورة إذا واجه ضغوطًا داخلية ودولية قوية. وعند التطرق إلى السيناريو الثالث، المتعلق بإدارة الصراع مع دعم محدود لـ"إسرائيل"، فإنه يخفف العبء عن واشنطن ويوفر للأطراف الإقليمية مساحة لحل الأزمة. مع ذلك، قد يبدو هذا النهج غير كافٍ لمؤيدي "إسرائيل"، مما قد يُضعف الدعم الداخلي لترامب. وأوضح أنه رغم أن هذا السيناريو ممكن، إلا أنه أقل ترجيحًا، لأن ترمب قد يعتبر هذا النهج غير كافٍ لإظهار دعمه الحازم لـ"إسرائيل"، خاصة إذا تصاعدت العمليات الفدائية من المقاومة الفلسطينية. وأما السيناريو الرابع المتعلق بتهدئة مؤقتة وتبادل أسرى دون وقف كامل للعمليات، فإن ترمب بذلك يحافظ على دعم "إسرائيل"، ويخفف الانتقادات الدولية عبر التهدئة المؤقتة، فالوضع المتصاعد على عدة جبهات بما في ذلك في لبنان يمكن أن يزيد من تعقيد الموقف، وقد يدفع ترمب للضغط على "إسرائيل" لإيجاد تهدئة لتجنب صراع أوسع يشمل كامل منطقة الشرق الأوسط، لكن الحل المؤقت قد يؤدي إلى بقاء التوتر دون حل، مع احتمال عودة التصعيد في المستقبل. لكن هذا السيناريو يبقى الأكثر ترجيحًا، لأنه يوازن بين دعم ترمب لـ"إسرائيل" وتقديم تهدئة نسبية، مما يحقق مصالح الولايات المتحدة دون إثارة أزمة كبيرة مع الحلفاء الدوليين أو العرب. ورجح تقدير الموقف أن يسعى ترمب للتوسط لتهدئة مؤقتة أو "وقف إنساني" للحرب بالتنسيق مع حلفاء إقليميين، مع تقديم "حلول اقتصادية". وبين أن هناك عوامل أخرى تؤثر على التوجهات الأمريكية، من بينها الفعل الميداني، وصمود وصلابة المقاومة وحاضنتها الشعبية، وجبهات الإسناد، فضلًا عن تطورات البيئة الإقليمية. وأكد أن عوة ترمب للرئاسة الأمريكية تتطلب استعدادًا فلسطينيًا جادًا لمواجهة تحديات قد تتفاقم في ظل احتمالات تزايد الدعم الأمريكي لـ" سرائيل" واستمرار الضغوط على الفصائل الفلسطينية. وشدد على أن بناء استراتيجية مقاومة فعالة تتضمن الوحدة الوطنية وتنويع التحالفات وتعزيز دور الجاليات الفلسطينية في الخارج قد يكون السبيل الأمثل لمواجهة أي آثار سلبية قد تطرأ جراء سياسة أمريكية جديدة تعتمد نفس النهج السابق. وطالب التقدير بتعزيز الوحدة الوطنية وتطوير استراتيجية فلسطينية شاملة في مواجهة أي سياسات أمريكية محتملة تدعم "إسرائيل" بشكل أكبر، لأن توحيد الجهود الفلسطينية سيقوي الموقف التفاوضي ويزيد من القدرة على حشد الدعم الدولي والإقليمي. وأوصت بضرورة التوافق الفلسطيني الداخلي على شكل إدارة غزة في اليوم التالي بعد انتهاء الحرب، لتقليص أي فجوات قد يستفيد منها الطرف الثاني. وطالب بتنويع التحالفات الإقليمية والدولية والبحث عن دعم بديل عبر توطيد العلاقات مع الدول الأوروبية والآسيوية مثل روسيا والصين، والدول النامية، وقد تلعب هذه الدول دورًا في الضغط على "إسرائيل" وتعزيز القضايا الفلسطينية في المحافل الدولية. ودعا إلى الاستفادة من الوجود الفلسطيني في الغرب للتأثير الإيجابي، واستثمار الجاليات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة وأوروبا للعمل على التأثير على المؤسسات المدنية. ودعا إلى تنظيم حملات إعلامية وتسليط الضوء على قضايا الحقوق الفلسطينية خاصة عبر الوسائل الناطقة باللغات الأجنبية للتأثير على الرأي العام الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام.