مسيرات حاشدة في دول عربية نصرة لغزة.. أكبرها في صنعاء (شاهد)
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
جابت مسيرات حاشدة شوارع وميادين عامة في عدد من البلدان العربية، نصرة لغزة، وللمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي عليها، كان أبرزها مسيرة ضخمة في العاصمة اليمنية.
وشارك نحو ألفي أردني، الجمعة، بمسيرة تضامنية مع غزة نظمت بالعاصمة عَمان، وحملت عنوان "من الأقصى إلى غزة… فلنكسر الحصار".
وهتف المشاركون "يا مقاوم يا حبيب.
من #عمان || مسيرة مركزية حاشدة اسناداً لأهل غZة تحت عنوان "من #الأقصى إلى غzة فلنكسر الحصار" انطلقت بعد صلاة #الجمعة من أمام المسجد الحسيني في #وسط_البلد بدعوة من الحركة الإسلامية #جماعة_الإخوان_المسلمين#الأردن pic.twitter.com/HiforUDEbO — جماعة الإخوان المسلمين الأردن (@lkhwan_moslemin) March 8, 2024
وشارك عشرات في مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، بعد ظهر الجمعة، في مسيرة إسناد لغزة ودعم للمقاومة، دعت إليها الفصائل الفلسطينية.
وانطلقت المسيرة، التي أصبحت تنظّم أسبوعياً، من أمام مسجد البيرة الكبير لتجوب شوارع المدينة قبل الوصول إلى دوار المنارة وسط مدينة رام الله، لتتابع سيرها في شوارع المدينة.
وهتف المشاركون للمقاومة الفلسطينية وقادتها، منددين باتفاق أوسلو والتنسيق الأمني، كما وجهوا التحية للمقاومة في لبنان واليمن، رافعين الأعلام الفلسطينية، ورايات حركة حماس.
المسيرة الأكبر
وشهدت العاصمة صنعاء عقب صلاة الجمعة، طوفانا بشريا تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا باستمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر في غزة.
وهتفت الحشود بالشعارات المؤكدة على استمرار النفير والتحشيد لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية وحصار وتجويع من قبل الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي وغربي.
???? صور جوية | على الوعد دون كلل أو ملل... طوفان بشري متجدد يملأ ميدان السبعين بالعاصمة #صنعاء في مليونية "انتصاراً لغزة.. ضرباتنا متصاعدة" 27-08-1445 | 08-03-2024#لستم_وحدكم #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس
????https://t.co/EkxsvAYhzA pic.twitter.com/otbEY9g54D — عبدالكريم حسين مخارش (@HsynMkharsh) March 8, 2024
وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، إن المسيرة "تجدد التفويض لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في اتخاذ كل القرارات والخيارات لنصرة الأشقاء في غزة ومواجهة قوى الاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل".
ورفعت الحشود في مسيرة "انتصارا لغزة عملياتنا متصاعدة" العلمين اليمني والفلسطيني واللافتات المؤكدة على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعب اليمني "مهما تخاذلت أنظمة التطبيع والخيانة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينية صنعاء فلسطين غزة صنعاء عمان مسيرات تضامنية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
القدس المحتلة- في كل عام، يحمل المهندس سليمان فحماوي ذاكرته المثقلة بالحنين والوجع، ويسير على خُطا قريته المهجرة "أم الزينات" الواقعة على سفوح جبال الكرمل في قضاء حيفا، والتي اضطر لمغادرتها قسرا كباقي مئات آلاف الفلسطينيين، تاركا خلفه طفولته وذكرياته لتصبح جزءا من تاريخ النكبة الذي لا ينفك يعيد نفسه.
سليمان، اللاجئ في وطنه، عاش فصول النكبة الفلسطينية متنقلا بين بلدات الكرمل والساحل، قبل أن يستقر به الحال في بلدة أم الفحم، على تخوم حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
واليوم، وفي الذكرى الـ77 للنكبة، وبعد عقود من التهجير، يقف كعضو ومتحدث باسم "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين" بالداخل الفلسطيني، محاولًا الحفاظ على ذاكرة القرى التي طمست معالمها، وفي مقدمتها قرية "كفر سبت" المهجرة، في قضاء طبريا في الجليل شمالي فلسطين.
منذ تأسيس "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" عام 1997، اعتاد سليمان ورفاقه تنظيم مسيرة العودة السنوية إلى القرى المهجّرة، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث أصبحت المسيرات ذات رمزية تقول للعالم "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتعيد للأذهان قصص البيوت المهدومة والأرواح التي لا تزال معلقة بأطلال قراها.
"هذا العام كان مختلفا" يقول فحماوي للجزيرة نت بنبرة يغلب عليها الأسى، فبدلا من التحضير المعتاد للمسيرة الـ28 نحو "كفر سبت"، اصطدمت الجمعية بسلسلة من الشروط التعجيزية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار صعب "سحب طلب التصريح".
يوضح فحماوي "كما كل عام، قدمنا طلبا للحصول على التصاريح، لكن الشرطة هذه المرة وضعت شروطًا غير مسبوقة، كان أولها عدم رفع العلم الفلسطيني، ذلك العلم الذي لطالما خفقت به القلوب قبل الأيادي، كما اشترطت الحصول على موافقة المجلس الإقليمي في الجليل الغربي، الذي تقع القرية ضمن نفوذه، إضافة إلى تحديد عدد المشاركين بـ700 شخص فقط".
إعلان"بالنسبة لنا، العلم الفلسطيني خط أحمر" يؤكد سليمان، ويتساءل "كيف لمسيرة تحمل اسم العودة أن تقام دون علمنا، ودون مشاركة الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني الذين يحملون هم القضية؟".
وبين تهديدات الشرطة بالاقتحام، والوعيد بقمع المسيرة حال تجاوز الشروط، وجدت الجمعية نفسها أمام مفترق طرق، ويقول فحماوي "خلال المفاوضات، لمسنا نوايا مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين من أطفال ونساء وشباب".
وفي مشهد تتداخل فيه الوطنية بالمسؤولية الأخلاقية، اجتمعت كافة الأطر السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، ليصدر القرار الأصعب (سحب الطلب)، لخصها فحماوي بقوله "نقطة دم طفل تساوي العالم"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول مسيرتنا إلى ساحة قمع جديدة، اخترنا العقل على العاطفة، لكن شوقنا للعودة لا يلغيه انسحاب مؤقت".
قبل نحو 30 عاما، لم تكن مسيرات العودة جزءا من المشهد الوطني الفلسطيني، وكانت قضية القرى المهجرة تعيش في طي النسيان، مطموسة في ذاكرة مغيبة، تكاد تمحى بفعل الإهمال والسياسات الإسرائيلية المتعمدة، يقول فحماوي، ويضيف "لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيا مع انطلاق المبادرات الشعبية، وعلى رأسها مسيرة العودة".
وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، شارك مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني -وخاصة من فلسطينيي الداخل- في مسيرات العودة، التي تحوّلت إلى محطة وطنية سنوية ثابتة، تحمل رسائل سياسية وشعبية عميقة، وتؤكد على حق العودة بوصفه حقا فرديا وجماعيا غير قابل للتنازل أو التفاوض.
ورغم قرار سحب طلب التصريح لمسيرة العودة الـ28، لا يتوقف التساؤل لدى أدهم جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، وابن عائلة لاجئة من قرية اللجون المهجرة عن "ماذا يعني أن يمنع لاجئ فلسطيني من العودة، ولو ليوم واحد، إلى قريته التي طُرد منها؟ وماذا يعني أن يجرم رفع العلم الفلسطيني؟"
إعلان"هذه ليست النهاية" يؤكد جبارين للجزيرة نت، ويقول "نحن مستمرون، فحق العودة ليس مناسبة، بل حياة كاملة نعيشها يوميا"، مضيفا "رغم القيود والتهديدات، تبقى مسيرة العودة أكثر من مجرد حدث سنوي، هي ذاكرة حية تورَّث للأجيال، ورسالة واضحة بأن القرى المهجرة ستظل حاضرة في القلوب والعقول، حتى يتحقق حلم العودة.
ويؤكد جبارين أن قرار سحب الطلب "لم يكن تراجعا، بل خطوة واعية اتخذت من منطلق المسؤولية الوطنية، بعد أن اتضح خلال مفاوضات الجمعية مع الشرطة الإسرائيلية وجود نية مبيتة للترهيب والترويع، وحتى تهديد ضمني بإمكانية قمع المسيرة بالقوة، وربما ارتكاب مجزرة بحق المشاركين".
ويقول "نرى ما يجري من حرب إبادة في غزة، وعمليات التهجير في الضفة الغربية، وما لمسناه من سلوك الشرطة يعكس تحضيرات لتنفيذ سيناريو مشابه في الداخل، حيث بات استهدافنا على خلفية إحياء المناسبات الوطنية مسألة وقت لا أكثر".
لكن رغم المنع، لم تتوقف الفعاليات، فالجمعية أطلقت برنامج زيارات موسعًا إلى أكثر من 40 قرية مهجّرة، بمرافقة مرشدين مختصين، لتتحوّل ذكرى النكبة من فعالية مركزية واحدة إلى عشرات الجولات والأنشطة الميدانية.
ويختم جبارين حديثه للجزيرة نت بالقول إن "مسيرة العودة ليست مجرد تظاهرة، بل رسالة متجددة وتذكير سنوي بالنكبة، وتجذير للوعي الوطني، وانتقال للذاكرة من جيل إلى آخر، ورسالة واضحة بأن لا حق يضيع ما دام هناك من يطالب به".
ويضيف أنها "أيضا رد مباشر على المقولة الصهيونية الشهيرة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالصغار لم ينسوا، بل باتوا في مقدمة الحشود، يحملون الراية، ويرددون أسماء القرى التي هُجرت، وكأنها ولدت من جديد على ألسنتهم".