إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق

في اليوم العالمي للمرأة، يُسلَّط الضوء عن مسائل المساواة بين النساء والرجال. ولطالما التصقت بالمرأة وبالرجل صفات مختلفة قيل إنها مرتبطة باختلاف تركيبة الدماغ لدى كل منهما. ونُشرت مؤخرا دراسة عن جامعة ستانفورد الأمريكية أكدت رصْد فرق في العمل الوظيفي للدماغ حسب الجنس.

لكن الدراسة الأخيرة لا تحظى بإجماع العلماء. فما الجديد في هذه الدراسة؟

إعلان

هل للدماغ جنس ذكري وأنثوي؟ هل النساء "ناقصات عقل" كما تقول عبارة معروفة في الدول العربية والإسلامية؟ وأجريت عدة دراسات علمية أو شبه علمية في هذا المجال، تختلف باختلاف منهاج كل دراسة أو الجانب الذي تُركز عليه. 

ومن جانب حجم الدماغ لدى النساء والرجال، من الأكيد أن حجم الدماغ لدى الرجل أكبر بقليل من حجم الدماغ لدى المرأة. اعتبر بعض الباحثين قديما أن ذلك الفرق علامة على قدرة دماغية أكبر لدى الرجال، قبل أن يتضح أن حجم الدماغ يتماشى مع حجم الجسم ككل. 

دراسة تؤكد "الاختلاف"

ونشرت دراسة شهر فبراير الماضي في مجلة PNAS لا تهتم بكبر أو صغر حجم الدماغ لدى النساء والرجال، بل بالتركيبة الوظيفية للمادة الرمادية في الدماغ، Grey Matter. وتشير الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا إلى وجود دلائل حول وجود فرق بين عمل الدماغ لدى الرجال والنساء.

واستقى الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (IRMf) لقرابة ألف وخمسمائة شخص، نساء ورجالا، يبلغون من العمر ما بين العشرين والخامسة والثلاثين عاما. ويعاين التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي طريقة عمل الدماغ ومناطق معينة وهامة فيه والعلاقة بينها. كان من الصعب تحليل الكم الهائل من المعلومات التي تم جمعها بدقة.  لذا تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، أي ببرنامج معلوماتي ذاتيّ التعليم تم تدريبه حسب معايير تم شرحها في الدراسة. وتمكّن البرنامج التحليلي من تمييز فحوصات نشاط الدماغ لدى الرجال والنساء بدقة كبيرة قاربت التسعين في المائة. لقد تنبأ كل مرة بجنس صاحب الدماغ الذي يُعرض عليه دون معرفة مُسبقة بذلك.

"حذاري من التسرع" 

"للجنس دور بيولوجي محوري في تحديد تركيبة الدماغ" حسب باحثين في جامعة ستانفورد اعتمادا على دراستهم الجديدة. هم يؤكدون أن هذا الاستنتاج قد ينفعنا في تطوير علاجات مختلفة حسب الجنس. علاجات  لأمراض نفسية وعصبية. فمن المعروف مثلا أن أمراضا كالتوحد وباركنسون هي أكثر شيوعا عند الرجال. بينما الاكتئاب أكثر شيوعا عند النساء.

لكن علماء آخرين ينصجون بعدم التسرع. فالدراسة الجديدة، ورغم صلابتها من الناحية المنهجية، ورغم أنها تُظهر اختلافات في عمل دماغ الرجل والمرأة، فهي لا تجيب بشكل قاطع عن السؤال الأهم، وهو : من أين تأتي هذه الاختلافات؟ هل هي اختلافات طبيعية منذ الولادة حسب الجنس؟ أم أن الدماغ يولد متشابها لدى المرأة والرجل ويتطور مختلفا لدى كل منهما تحت تأثير ما يعيشانه؟ 

إحدى الباحثات الفرنسيات في علم الإدراك الحسي تقول لصحيفة لوموند : "يمكن أن يكون لي نفس دماغ الرجل لكنني أستخدمه بطريقة مختلفة". 

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: حقوق المرأة الحرب بين حماس وإسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج علوم المساواة بين الرجل والمرأة اليوم العالمي للمرأة طب جنس إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين مجاعة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة: رابط جيني بين الاكتئاب وأمراض القلب لدى النساء

أظهرت الدراسات العلمية وجود رابط جيني بين الاكتئاب وأمراض القلب، مما يشير إلى أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بكلتا الحالتين. 

ينشأ هذا الرابط الجيني من الآليات البيولوجية المشتركة التي تؤثر على نظام القلب والأوعية الدموية والدماغ.

أبرز الآليات المشتركة:

1. التهاب مزمن:
تشير الأبحاث إلى أن الجينات المرتبطة بالالتهابات تلعب دورًا في التسبب بكل من الاكتئاب وأمراض القلب. الالتهاب المزمن يؤثر على الشرايين وقد يؤدي إلى تصلبها، كما يؤثر على وظائف الدماغ ويزيد من احتمالية الاكتئاب.


2. التأثير على الجهاز العصبي المركزي:
بعض الجينات تؤثر على مستويات السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان يرتبطان بتنظيم الحالة المزاجية ووظائف القلب.


3. التعبير الجيني المشترك:
الجينات مثل 5-HTTLPR المرتبطة بالاكتئاب قد تؤثر أيضًا على استجابة الجسم للضغط النفسي، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.


4. الاضطرابات الأيضية:
الجينات التي تؤثر على مستويات الكوليسترول وسكر الدم ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، كما تساهم في التسبب بأعراض الاكتئاب.

العلاقة السريرية:

الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الحاد أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 40%.

وبالمثل، فإن مرضى القلب لديهم معدلات أعلى للإصابة بالاكتئاب نتيجة التغيرات الفسيولوجية والجينية المشتركة.


لذلك، يوصي الباحثون بأهمية إدارة الاكتئاب كجزء من الوقاية والعلاج الشامل لأمراض القلب.

مقالات مشابهة

  • ممنوع دخول الرجال.. أغرب القرى في العالم شعبها من النساء
  • 3 أطعمة تُبطئ نمو سرطان البروستاتا
  • دراسة تربط تساقط الشعر بالصيام المتقطع
  • دراسة: النظام الغذائي الصحي يخفف الآلام المزمنة
  • دراسة حديثة: رابط جيني بين الاكتئاب وأمراض القلب لدى النساء
  • النشاط البدني لا يساعد النساء على فقدان الوزن
  • في أوروبا بأكملها.. دولة واحدة فقط تتقاضى فيها النساء أجوراً أعلى من الرجال
  • دراسة تؤكد: 64% من الأطفال فى مصر تعرضوا لمحتوى عنيف على الإنترنت
  • لهذا السبب.. أميرة فتحي تتصدر تريند "جوجل"
  • أميرة فتحي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها مع ياسمين عز وتصريحاتها المثيرة للجدل عن علاقتها بالنساء