ناقصات عقل ؟ ما قول العلم في الفرق بين دماغ المرأة والرجل ؟
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق
في اليوم العالمي للمرأة، يُسلَّط الضوء عن مسائل المساواة بين النساء والرجال. ولطالما التصقت بالمرأة وبالرجل صفات مختلفة قيل إنها مرتبطة باختلاف تركيبة الدماغ لدى كل منهما. ونُشرت مؤخرا دراسة عن جامعة ستانفورد الأمريكية أكدت رصْد فرق في العمل الوظيفي للدماغ حسب الجنس.
هل للدماغ جنس ذكري وأنثوي؟ هل النساء "ناقصات عقل" كما تقول عبارة معروفة في الدول العربية والإسلامية؟ وأجريت عدة دراسات علمية أو شبه علمية في هذا المجال، تختلف باختلاف منهاج كل دراسة أو الجانب الذي تُركز عليه.
ومن جانب حجم الدماغ لدى النساء والرجال، من الأكيد أن حجم الدماغ لدى الرجل أكبر بقليل من حجم الدماغ لدى المرأة. اعتبر بعض الباحثين قديما أن ذلك الفرق علامة على قدرة دماغية أكبر لدى الرجال، قبل أن يتضح أن حجم الدماغ يتماشى مع حجم الجسم ككل.
دراسة تؤكد "الاختلاف"
ونشرت دراسة شهر فبراير الماضي في مجلة PNAS لا تهتم بكبر أو صغر حجم الدماغ لدى النساء والرجال، بل بالتركيبة الوظيفية للمادة الرمادية في الدماغ، Grey Matter. وتشير الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا إلى وجود دلائل حول وجود فرق بين عمل الدماغ لدى الرجال والنساء.
واستقى الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (IRMf) لقرابة ألف وخمسمائة شخص، نساء ورجالا، يبلغون من العمر ما بين العشرين والخامسة والثلاثين عاما. ويعاين التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي طريقة عمل الدماغ ومناطق معينة وهامة فيه والعلاقة بينها. كان من الصعب تحليل الكم الهائل من المعلومات التي تم جمعها بدقة. لذا تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، أي ببرنامج معلوماتي ذاتيّ التعليم تم تدريبه حسب معايير تم شرحها في الدراسة. وتمكّن البرنامج التحليلي من تمييز فحوصات نشاط الدماغ لدى الرجال والنساء بدقة كبيرة قاربت التسعين في المائة. لقد تنبأ كل مرة بجنس صاحب الدماغ الذي يُعرض عليه دون معرفة مُسبقة بذلك.
"حذاري من التسرع"
"للجنس دور بيولوجي محوري في تحديد تركيبة الدماغ" حسب باحثين في جامعة ستانفورد اعتمادا على دراستهم الجديدة. هم يؤكدون أن هذا الاستنتاج قد ينفعنا في تطوير علاجات مختلفة حسب الجنس. علاجات لأمراض نفسية وعصبية. فمن المعروف مثلا أن أمراضا كالتوحد وباركنسون هي أكثر شيوعا عند الرجال. بينما الاكتئاب أكثر شيوعا عند النساء.
لكن علماء آخرين ينصجون بعدم التسرع. فالدراسة الجديدة، ورغم صلابتها من الناحية المنهجية، ورغم أنها تُظهر اختلافات في عمل دماغ الرجل والمرأة، فهي لا تجيب بشكل قاطع عن السؤال الأهم، وهو : من أين تأتي هذه الاختلافات؟ هل هي اختلافات طبيعية منذ الولادة حسب الجنس؟ أم أن الدماغ يولد متشابها لدى المرأة والرجل ويتطور مختلفا لدى كل منهما تحت تأثير ما يعيشانه؟
إحدى الباحثات الفرنسيات في علم الإدراك الحسي تقول لصحيفة لوموند : "يمكن أن يكون لي نفس دماغ الرجل لكنني أستخدمه بطريقة مختلفة".
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: حقوق المرأة الحرب بين حماس وإسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج علوم المساواة بين الرجل والمرأة اليوم العالمي للمرأة طب جنس إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين مجاعة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
دراسة: معدل ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال تضاعف خلال العشرين عاما الماضية
كشفت دراسة علمية أن معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين ارتفعت بواقع الضعف خلال العشرين عاما الماضية.
وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية ذا لانسيت تشايلد أند ادوليسنت هيلث The Lancet Child and Adolescent Health المتخصصة في طب الأطفال والمراهقين، فإن 3% من الأطفال كانوا يعانون من مشكلة ارتفاع ضغط الدم في عام 2000، ولكن بحلول
عام 2020، ارتفعت هذه النسبة إلى 6%، مما يؤثر على ما يقدر بـ114 مليون شخص تقل أعمارهم عن 19 عاما.
وذكر الفريق البحثي من جامعتي أدنبرة الاسكتلندية وتشيجيانج الصينية أن أهم سبب للإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى صغار السن هو السمنة، حيث يشكو 20% من الأطفال الذين يعانون من السمنة من ارتفاع ضغط الدم أيضا، بزيادة ثمانية أضعاف مقارنة بمن لا يعانون من مشكلة زيادة الوزن.
ووجد الباحثون أيضا أن 9% من الأطفال لديهم أعراض مستترة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، بمعنى أن ضغط الدم يبدو طبيعيا لدى قياسه عند الطبيب، ولكنه يعاود الارتفاع في أوقات أخرى.
واتضح أن 8% من الشباب لديهم ما يعرف باسم أعراض ما قبل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، بمعنى أن الضغط لديهم يكون أعلى من المعدلات الطبيعية، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض بشكل كامل في مراحل لاحقة من العمر.
واعتمدت الدراسة على تحليل نتائج 96 ورقة بحثية شملت أكثر من 443 ألف طفل من 21 دولة.
وصرح أحد الباحثين المشاركين في الدراسة أن هذه النتائج "تدق ناقوس الخطر لدى القائمين على خدمات الرعاية الصحية"، مضيفا في تصريحات للموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية أن "النبأ السار أن تحسن آليات المتابعة والجهود الاحترازية للوقاية من المرض يمكن أن تساعد في تغيير هذا الاتجاه".