في ذكرى استشهاد المناضلة غالية فرحات.. أهلنا في الجولان يجددون عهد الولاء والوفاء لوطنهم سورية
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
الجولان المحتل-سانا
أحيا أهلنا في الجولان السوري المحتل اليوم الذكرى الـ 37 لاستشهاد المناضلة غالية فرحات في مثل هذا اليوم من عام 1987 برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على أرض قرية بقعاثا المحتلة.
وبُدئ الاحتفال التكريمي بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء الأبرار، ومن ثم عُزف النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية وتم وضع إكليل من الزهر على ضريح الشهيدة.
وأكد أهلنا في الجولان المحتل مواصلتهم النضال بمواجهة الاحتلال، مشددين على أن دماء الشهيدة غالية وباقي الشهداء ستبقي شعلة المقاومة متقدةً حتى التحرير والنصر القريب.
وفي تصريحات لمراسل سانا أوضح الشيخ جاد الكريم ناصر أن أبناء الجولان جسدوا في هذه المناسبة أسمى معاني التضحية في سبيل الأرض والوفاء للوطن وهم يشددون اليوم على أنهم سيبقون الأوفياء لوطنهم سورية جيشاً وشعباً وقيادةً وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد.
من جهتها، أكدت رحمة فرحات ابنة الشهيدة غالية أن نساء الجولان كنّ دائماً مدرسةً في النضال والوطنية والتضحية، وأن دماء الشهيدة غالية في يوم المرأة العالمي جاءت لتؤكد أن نساء الجولان منهنّ الشهيدة والأسيرة والمناضلة في ساحات النضال والمدرّسة في تربية الأطفال على حب الوطن وترابه الطاهر، لافتةً إلى أن إحياء ذكرى الشهيدة اليوم بجانب ضريحها هو تأكيد على قيم الشهادة وقيم من شقوا الطريق أمامنا وكانوا منارةً بتضحياتهم في سبيل الجولان.
بدورها لفتت سلمى صلاح الدين فرحات حفيدة الشهيدة غالية إلى أن المرأة السورية كانت وستبقى رمز فخار وعز وبطولة، مبينة أن ذكرى الشهيدة تجسد معاني الفداء والعطاء للأرض لتتلاقى هذه التضحيات مع تضحيات وبطولات الشعب العربي السوري بمواجهة الحرب الإرهابية المفروضة عليه، موجهة التحية لجميع نساء سورية، وفي مقدمتهن السيدة الأولى أسماء الأسد.
وفي رسالة له أكد محافظ القنيطرة المهندس معتز أبو النصر جمران أن المرأة السورية وعلى مر التاريخ كانت مثالاً للتضحية وحب الوطن والمساهمة في مقاومة الاحتلال والإرهاب، وأحد هذه الأمثلة الشهيدة غالية التي استشهدت في الثامن من آذار عام 1987 يوم احتشد الآلاف من أبناء مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية في الجولان المحتل بانتظار ضخ مياه الشرب إلى منازلهم من وطنهم سورية بعد حرمانهم منها من قبل سلطات الاحتلال.
وشدد جمران على أن شهادة الأم غالية كانت في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للمرأة لتكون دماؤها وصمة عار جديدة على جبين كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب والعالم بأسره، مشيراً إلى أن الشهيدة تمثل الأم الجولانية بأبهى صورها التي تربي أولادها على حب الأرض والاستعداد للتضحية من أجلها.
يشار إلى أن المناضلة غالية استشهدت أثناء مشاركتها بمظاهرة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي في مثل هذا اليوم من عام 1987، وشيع جثمانها في الثاني عشر من الشهر ذاته، بمشاركة الآلاف من أبناء الجولان السوري المحتل.
عطا فرحات
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی الجولان إلى أن
إقرأ أيضاً:
ساحة الصدام بين الصهاينة وأردوغان
عاب المثبطون والمنبطحون على أهل غزة اشتباكهم مع المحتل في إطار مشروع التحرير، وقالوا لماذا استفزت حماس جيش الاحتلال، فأوقعوا بأهلهم القتل والدمار؟ وبعيدا عن بُعد هؤلاء عن معاني الحرية والتحرير، فلن تجد لهم تعليقا على قصف الصهاينة لمدينة درعا والعاصمة دمشق. ومعلوم أن سوريا الجديدة لم يصدر منها شيء تجاه الكيان المحتل، وتستخدم من بداية التحرير سياسة ضبط النفس، لأنها في مرحلة بناء مؤسسات الدولة، واستعادة مظاهر الحياة فيها.
تكررت استباحة الصهاينة لمجال سوريا الجوي والتوغل داخل أراضيها، وقُصفت هذه المرة عدة مدن، وسقط شهداء وجرحى من المدنيين، وتصدى أهل درعا للعدوان ببسالتهم المعهودة، دون أن يعلق المجتمع الدولي على هذه العربدة العبرية، التي لا تقيم وزنا للقوانين الدولية، والأنكى أن الدول العربية أصبحت أضعف من اتخاذ المواقف الدبلوماسية أو الإعلامية التي لا تكلفهم إلا حبرا على ورق.
هل تُسرع حماقة نتنياهو من خطوات تركيا في التصدي لإجرامهم المتكرر بحق السوريين، واستغلالهم أجواء ما بعد التحرير؟ إنها لحظات فارقة في تاريخ الأمة، وتحتاج رجالا يحولون المحنة إلى منحة
انتقائية أمريكا وانحيازها للكيان المحتل أصبح عين اليقين في غزة، وتأكد ذلك في سوريا حيث لا همّ لها إلا الحديث عن المقاتلين الأجانب وإخراجهم من الشام، بعد أن أسهموا في تحريرها، وغضت الطرف بالكلية عن النازية الصهيونية، في قصف المدن السورية وقتل المدنيين، وكأن الطيران العبري في مهمة رش مبيدات زراعية، وليس القيام بعمليات قتل إجرامية، تنتهك القوانيين الدولية.
ظهر انزعاج الكيان المحتل من تحرير سوريا وزوال نظام طاغية الشام، وأدرك أنه أمام واقع جديد وقيادة مختلفة، فسارع إلى تحطيم مقدرات سوريا العسكرية، واستهداف معسكراتها ومخازن الأسلحة فيها، حتى يضمن أنه بجوار نظام منزوع القوة، لا يملك ما يدافع به عن نفسه، ناهيك عن التفكير في تحرير الجزء المحتل من أرضه، ولكن لو بقي لأهل سوريا الجديدة سكاكين المطبخ فقط، فلن يشعر الصهاينة بالأمان، وقد دفعهم غرور القوة إلى نزع زمام الأمان الذي فرضه السوريون على أنفسهم في مرحلة بناء دولتهم، وستكون عاقبة أمر المعتدي خسرا باستعجالهم الصدام. إن الشباب الذين صمدوا أمام براميل بشار، وطائرات بوتين وكتائب إيران، يدركون أن الصهاينة أجبن من هؤلاء وأذل.
وفي السياق، نفسه صرح مسؤول اسرائيلي لجورساليم بوست بأن قصف سوريا هو رسالة إلى تركيا، مفادها إياكم وإنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، وإياكم والتدخل في النشاط الجوي الإسرائيلي في المنطقة.
يأتي هذا التصريح في إطار التقارب الواضح بين تركيا وقيادة سوريا الجديدة وحرص الرئيس أردوغان على نهضة سوريا وعودتها إلى مكانتها، والسعي لإبرام اتفاقيات عسكرية مع الحكومة الجديدة، تسمح بدور أكبر لتركيا في تحقيق استقرار جارتها ونهضتها، كما منع الرئيس أردوغان مشاركة جيش الاحتلال في مناورات عسكرية يقيمها حلف الناتو!
فهل تُسرع حماقة نتنياهو من خطوات تركيا في التصدي لإجرامهم المتكرر بحق السوريين، واستغلالهم أجواء ما بعد التحرير؟ إنها لحظات فارقة في تاريخ الأمة، وتحتاج رجالا يحولون المحنة إلى منحة، ويعودون بشعوبهم إلى استعادة روح الأمة.