التفاصيل الكاملة لملتقى أيام الشارقة الفكري
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
اختتمت فعاليات الملتقى الفكري المصاحب للنسخة الثالثة والثلاثين من مهرجان الشارقة المسرحية، المقام هذا العام تحت عنوان «الإخراج المسرحي بين الأثر والتأثر» بثلاث مشاركات لمسرحيين عرب، هم: المخرج والكاتب المسرحي التونسي غازي زغباني، والممثل والمخرج والكاتب المصري طارق الدويري، والمخرج والممثل والكاتب الإماراتي فيصل الدرمكي.
من جانبه قدم غازي زغباني ورقة بعنوان «تأثير المرجعيات المرئية على إخراج النصوص المسرحية المقتبسة: شهادة شخصية» حيث أكد أنه لم يخف تأثره بمسرح العبث بوصفه مسرحًا متمردًا على الواقع، وكانت مسرحية «في انتظار غودو» لصموئيل بيكت، أول المصادر التي تأثر بها، وقال إنها قدمت خطابًا بصريًا جديدًا، يمزج بين الرمزية وغموض الفكرة، وكان تأثره بهذا العمل الكبير قد انتقل بشكل واع أو غير واع إلى تلك التساؤلات التي تطرحها المسرحية، وهي تساؤلات ميتافيزيقية، وحاول من خلالها أن يقدم تجربة شخصية لشخصيات في علاقة عمودية، تلخص مأساة الإنسان.
وواصل زغباني تلك العبثية على طريقته الخاصة، من خلال عمل آخر هو مسرحية «الدرس»، وهي أيضًا مسرحية مقتبسة من المسرح العالمي، وهذه المرة من خلال أوجين أونيسكو، وأنتجها فضاء «أرتيستو»، ولكنها قدمت بروح خاصة ومخيال جسد رؤية زغباني في اقتراح مسرح عربي يقوم على التجديد والابتكار، وهو الشيء نفسه الذي عكسه عرضه «الطرح» الذي استلهم فكرة نص «الخادمات» لجان جينيه، عاكسًا من خلاله مفهومه للعبث في الواقع التونسي، الذي كان يعيش حالة توتر وعدم استقرار تحول دون التواصل بطرق صحيحة بين الأفراد.
وفي ختام حديثه، أكد زغباني أنه ابن تلك البيئة المسرحية الدرامية، التي تستفيد من علاقة السينما بالمسرح، وتقدم نصوصًا بمشهديات تحاول اقتراح مخيال جديد للفرجة المسرحية، التي لا يضيرها كثيرًا أن تستفيد من النصوص العالمية وما فيها من مشهديات بصرية أسستها ذاكرة الخطاب الفني العالمي.
بدوره قدم طارق الدويري ورقة بعنوان «الإبداع الفني وجدلية الأثر والتأثير.. الإخراج المسرحي المصري مثالًا»، وأكد في بداية حديثه على أن التأثر الفني بأي تجربة عالمية لا يضير المخرج أو الكاتب المسرحي، شرط أن يكون هذا التأثر إيجابيًا، ويحمل ملامح التجربة والرؤية الخاصة بالمسرحي العربي، وأشار إلى رؤيته الفنية التي تتبع نهجًا خاصًا من خلال توظيفه لأكثر من نص روائي أو مسرحي، في عروض تستفيد من المناخ الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي نعيشه، لكنه أكد على ضرورة أن يكون التأثير بعيدًا عن التكرار أو التقليد، ويقدم ملمحًا فنيًا جديدًا، يحمل بصمة الفنان، وأن يكون نظر المسرح متوجهًا نحو الداخل في تفاعلاته الاجتماعية والأيديولوجية، من أجل صياغة مشروع حضاري يترك مساحته في وعي المتلقي العربي، كما أكد أنه لا يقدم أشياء مفتعلة، وهو يحاول بقدر الإمكان تفكيك التوجهات المذهبية أو الأيديولوجية، ويطرح من خلالها صيغة فنية تحفز على التحرر والانطلاق.
تطرق الدويري إلى تجربته مع مسرح الهناجر، وأن يقدم صورة جمالية من خلال المسرح، وفي هذا السياق أشار إلى كثير من التجارب العالمية، كما أكد على نهج بيتر بروك الذي قدم مسرحًا يحفز على البحث والاكتشاف والتفاعل، وأشار أيضًا إلى تجربة الناقدة هدى وصفي، إحدى الشخصيات التي أثرت في حركة المسرح المصري والعربي، وكان لها دور بارز في حركة التجديد المسرحي في مصر، من خلال إدارتها لسنوات لمسرح «الهناجر» و«المسرح القومي».
أما فيصل الدرمكي، فقدم ورقة بعنوان «المخرح المسرحي واستلهام التراث الشعبي بين التقليد والتجديد»، قال في بدايتها: «إذا بحثنا عن المسرح الشعبي ليس فقط في الإمارات بل في الخليج بعامة، سنجد أنه الأقرب للمتفرج، نتيجة التفاعل الإنساني بين الأفراد والجماعات تعبيرًا عن مزيج الارتباط الحسي والوجداني والمعنوي بين أبناء المنطقة الواحدة».
وفي ورقته أشار فيصل الدرمكي إلى محطات رئيسة في تاريخ التجربة المسرحية في الإمارات، مثل تجربة الكاتب سالم الحتاوي، التي ركزت على البسطاء والمهمشين، تلتها تجربة ناجي الحاي من خلال عمله «أحمد بنت سليمان»، ذلك العمل الكبير الذي عد بمثابة تراجيديا موجعة عن القهر الاجتماعي وآثاره على الناس، وهي تعالج قضية جدلية في جرأة، وبأسلوب نقدي وبليغ وبنّاء.
ثم توقف عند تجربة الكاتب إسماعيل عبد الله، وتلك الشراكة التي نسجها مع المخرج محمد العامري، حيث يعد إسماعيل عبد الله كاتبًا مهجوسًا بالتراث الإماراتي، وتزخر نصوصه بالكثير من الظواهر والمفردات التراثية، وقال: «إن قدرة إسماعيل عبدالله على تقديم أعمال شعبية رصينة، هي التي دفعت الكثير من المخرجين إلى تحدي تحويل أعماله إلى عروض مسرحية تركت أثرًا كبيرًا في التجربة المسرحية الإماراتية».
وفي ختام جلسات الملتقى، قدم أحمد بورحيمة مدير أيام الشارقة المسرحية، شهادات المشاركة والتقدير للمتداخلين الثلاثة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مسرح فعاليات ملتقى الشارقة من خلال مسرح ا
إقرأ أيضاً:
"إي أسواق مصر" تساهم في افتتاح "البوابة العظيمة" في الأهرامات بتوجيهات وزارة السياحة
ساهمت شركة "إي أسواق مصر" التابعة لمجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، في افتتاح "البوابة العظيمة" بمنطقة الأهرامات على طريق الفيوم، بتوجيهات من وزارة السياحة والآثار، حيث قامت "إي أسواق مصر" بتجهيز كافة الأعمال الفنية والتقنية لعمليات الحجز والدخول، وذلك في إطار جهودها لتطوير ورقمنة المواقع السياحية والأثرية الكبرى، وضمن دورها الرائد في تحقيق مستهدفات الدولة للتحول الرقمي الشامل لقطاع السياحة.
وقد قامت شركة "إي أسواق مصر" بتجهيز أنظمة رقمية متطورة وقنوات حجز مختلفة بدءًا من الحجز الإلكتروني للمواقع الأثرية من خلال المنصة الرقمية لوزارة السياحة والآثار، وصولًا إلى إصدار تذاكر إلكترونية ذكية من خلال منافذ البيع المتضمنة 10 أجهزة مختلفة، من بينها جهاز مخصص لذوي الهمم، وقد تم تصميم هذه الأنظمة المتطورة لاستيعاب ما يقارب 60،000 زائر يوميًا، بما يضمن دخولًا سهلًا وسلسًا لجميع الفئات وبما يعزز من تجربة الزوار الشاملة والمتميزة.
كما تساهم شركة "إي أسواق مصر" أيضًا، في تطوير وتسهيل خول الزوار من خلال بوابة العظيمة بالأهرامات بسلاسة من خلال تشغيل 12 بوابة إلكترونية بأحدث التقنيات مخصصة لدخول الزوار وتشمل البوابات ماسحًا ضوئيًا للرموز الشريطية أو رموز الاستجابة السريعة (QR) بالإضافة إلى القارئ اليدوي موزعة على11 بوابة إلكترونية مخصصة لدخول الزوار، وبوابة مخصصة لدخول ذوي الهمم، بهدف تسهيل إجراءات الدخول لجميع الفئات بما يتماشى مع معايير الإتاحة والتكامل المجتمعي.
وقامت الشركة بإضافة وتشغيل ماكينات الخدمات الذاتية (Self-Service Kiosk)، التي تتيح للزوار شراء التذاكر إلكترونيًا بسهولة وسرعة، دعمًا لجهود التحول الرقمي وتحسين تجربة الزائر، حيث تأتي هذه الخطوة في إطار خطة الدولة للارتقاء بالخدمات السياحية في المواقع الأثرية، وتعزيز تجربة الزائرين من مختلف أنحاء العالم.
وصرح إبراهيم سرحان، رئيس مجلس إدارة مجموعة “إي فاينانس” للاستثمارات المالية والرقمية، بأهمية التحول الرقمي في دعم القطاع السياحي لتقديم خدمات تتماشى مع أعلى المعايير العالمية التي تناسب الأفواج السياحية الوافدة من الدول المتقدمة، بل ونقل صورة مشرفة للإدارة والتنظيم المصري الرقمي المتطور لكافة المناطق والمزارات السياحية، بحيث يحصل السائحون على خدمات رقمية متطورة.
وأعرب عن ثقته الكبيرة في دعم التحول الرقمي في قطاع السياحة لعمليات الإدارة والحوكمة والتنظيم والتطوير الداخلي ومتابعة وتحصيل الإيرادات الخاصة بالتذاكر مع انضباط وزيادة الإيرادات بالعملات المختلفة سواء تم دفعها من داخل مصر أو من خارجها عبر مختلف الوسائل الرقمية المتاحة.
يذكر أن شركة "إي أسواق مصر" تسعى إلى تطوير قطاع السياحة في مصر عبر رقمنته وأتمتة خدماته، وتوظف أحدث التقنيات العالمية، وذلك في إطار مواكبة التحول الرقمي المتسارع عالميًا. وتعمل الشركة على الترويج لتجارب سياحية متنوعة من خلال بوابات إلكترونية متقدمة ومنصات تجارة رقمية وخدمات مؤتمتة بالكامل.
وقد أطلقت "إي أسواق مصر" منصة "آثار مصرEgymonuments"، التي تمكّن الزوار من حجز زياراتهم لأكثر من 100 موقع أثري ومتحف بإشراف وزارة السياحة والآثار، وذلك بطريقة تفاعلية وسهلة. وتتكامل هذه المنصة مع بوابات دخول رقمية مدعومة بالتقنيات الحديثة وأجهزة ذكية تُتيح تجربة دخول سلسة، بهدف تحسين تجربة السائح وجعل رحلته إلى مصر أكثر راحة ومتعة.
وقد تأسست شركة "إي أسواق مصر" في عام 2020، كشركة رقمية رائدة متخصصة في تقديم الحلول الذكية ومنصات السوق الرقمية، وهي معنية بخدمة قطاعات استراتيجية تُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري.
وتركّز "إي أسواق مصر" على تطوير وتشغيل وإدارة المنصات الرقمية، بهدف تحويل العمليات التجارية التقليدية إلى نموذج رقمي متكامل. وانطلاقًا من حضورها القوي في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا الزراعية، والإقراض الرقمي، والتجارة الإلكترونية، وقطاع السياحة، توظف "إي أسواق مصر" أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال التحول الرقمي، بهدف تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد وتحويلها إلى سلاسل قيمة تدعم النمو الاقتصادي وتحقق الاستدامة.