رحلة نتنياهو في البحث عن حلول عربية
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
كشف المستشار الإعلامي في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، عن جهود تبذلها أمريكا لفتح ممر بحري لنقل الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة انطلاقا من قبرص، حيث التقى المسؤولون الأمريكان بنظرائهم في نيقوسيا لبحث إمكانية فتح الممر البحري الذي اقترحه في وقت سابق وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين؛ قبل تخليه عن المنصب للوزير الحالي يسرائيل كاتس.
وأكد كيربي والمسؤولون في الإدارة الأمريكية أن أمريكا لن ترسل قوات عسكرية للإشراف على نقل البضائع وتشغيل الميناء العائم في مدينة غزة، ما يعني أنها لا زالت تبحث عن آلية تتوافق وأجندتها السياسية للحرب وما بعدها، للإشراف على عملية تفريغ البضائع في غزة التي يُتوقع أن تخضع للتفتيش في موانئ قبرص الرومية.
الكيان الإسرائيلي بدأ رحلة البحث عن الجهة المشغلة لميناء غزة العائم في أبو ظبي، بإرسال وفد ضم سكرتير نتنياهو العسكري آفي غيل، ومنسق الاحتلال للمناطق المحتلة غسان عليان. فأبو ظبي تملك خبرة في تشغيل الموانئ، ما يجعلها خيار الكيان المفضل لإيجاد حلول لمعضلات الحرب ويومياتها، والتي قد تطول بحسب نتنياهو لتمتد عشر سنوات من التطهير العرقي والإبادة في قطاع غزة.
الكيان الإسرائيلي بدأ رحلة البحث عن الجهة المشغلة لميناء غزة العائم في أبو ظبي، بإرسال وفد ضم سكرتير نتنياهو العسكري آفي غيل، ومنسق الاحتلال للمناطق المحتلة غسان عليان. فأبو ظبي تملك خبرة في تشغيل الموانئ، ما يجعلها خيار الكيان المفضل لإيجاد حلول لمعضلات الحرب ويومياتها، والتي قد تطول بحسب نتنياهو لتمتد عشر سنوات من التطهير العرقي والإبادة في قطاع غزة
أبو ظبي كانت ولا زالت وجهة نتنياهو المفضلة للبحث عن ممرات برية بديلة عن باب المندب لنقل البضائع، وفي البحث عن أجوبة للأسئلة الأمريكية الصعبة لليوم التالي للحرب في قطاع غزة إداريا ولوجستيا.
فقادة الكيان الإسرائيلي يفضلون أبو ظبي على الدوحة في إدارة ملف قطاع غزة على اعتبار أن أبو ظبي تملك ميزة إضافية لا تملكها الدوحة، إذ ترفض أبو ظبي التعامل مع المقاومة الفلسطينية على رأسها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بسبب مرجعيتها الفكرية والسياسية وفقا لتصورات نتنياهو، كما أن أبو ظبي متحفظة جدا في علاقتها مع سلطة رام الله، خصوصا أن أحد معارضيها (محمد دحلان) يحظى برعاية واهتمام أبو ظبي.
الأهم من ذلك امتلاك أبو ظبي خبرة ثرية وواسعة بالصراعات في اليمن والصومال وليبيا والسودان، ما يجعلها المرشح الأوفر حظا في إدارة الميناء وحمايته أن تطلب الأمر بحسب التصورات الإسرائيلية على الأرجح بل والأمريكية.
في المقابل، فإن الدور الإماراتي المقترح يتوقع أن يوتر العلاقة مع السلطة الفلسطينية بحكم الخلافات التي تجمع قادة السلطة بالقيادي المفصول محمد دحلان، إذ يهدد بتهميش دور السلطة بعد أن أدت ما عليها من فروض للإصلاح بإقالة حكومة محمد اشتية، التي علق عليها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر بالقول: إن الولايات المتحدة "ترحب بالخطوات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية لإصلاح نفسها وتجديدها"؛ في حين أعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين البدء بإجراءات تحويل الدفعة الأولى من أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية في اليوم التالي لاستقالة اشتية.
هذه التطورات لم تغير أو تعدل من موقف نتنياهو الرافض لإعطاء دور سياسي أو إداري لسلطة رام الله في الضفة أو في قطاع غزة، ما دفع وزير خارجية السلطة رياض المالكي للتصريح بالقول: إن "السلطة الفلسطينية هي الإدارة الشرعية الوحيدة التي ستعمل في غزة من الآن فصاعدا، وستكون هناك إدارة فلسطينية في غزة تماما كما هو الحال في الضفة الغربية"، رافضا بذلك أي محاولة لتجاوزها والقفز على دورها، بحسب تصريح نقلته وكالة الأناضول التركية.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قبيل زيارته واشنطن ولقاء نظيره الأمريكي؛ أن الوقت حان لوقف الحصار والتجويع لقطاع غزة، بإجراءات أحادية إن تطلب الأمر، وهي تصريحات تبعت الإعلان عن زيارة الوفد الأمريكي إلى قبرص، خصم أنقرة، للتباحث حول تشغيل ميناء غزة.
التدافع حول غزة إقليميا ودوليا سواء للتعامل مع يوميات الحرب وما بعدها؛ بلغ مستوى عاليا من التعقيد والتحركات الاستباقية، التي تحاول من خلالها الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي التحكم بمدخلات الحرب والعدوان على غزة قبل مخرجاتها، في سياق من التنافس بين إدارة بايدن وحلفائه في حكومة الطوارئ وأبرزهم بيني غانتس، مقابل نتنياهو وشركائه في الحكومة (بن غفير وسموتريتش) من جهة أخرى
التدافع حول غزة إقليميا ودوليا سواء للتعامل مع يوميات الحرب وما بعدها؛ بلغ مستوى عاليا من التعقيد والتحركات الاستباقية، التي تحاول من خلالها الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي التحكم بمدخلات الحرب والعدوان على غزة قبل مخرجاتها، في سياق من التنافس بين إدارة بايدن وحلفائه في حكومة الطوارئ وأبرزهم بيني غانتس، مقابل نتنياهو وشركائه في الحكومة (بن غفير وسموتريتش) من جهة أخرى.
وفي سياق من التنافس والتصارع الإقليمي الخفي بين دول المنطقة وأجندتها السياسية والأمنية التي تتخذ أبعادا جيوسياسية؛ تأكدت أهمية المواجهة الدائرة مع الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية، فالتدافع لا يقتصر على أمريكا ودول الإقليم، إذ يشمل القوى الدولية بما فيها روسيا، والصين التي أكدت حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة المسلحة، وأكد وزير خارجيتها وانغ يي بأن ما يجري في القطاع "مأساة للبشرية ووصمة عار على الحضارة، في القرن الحادي والعشرين".
ختاما.. إن رحلة نتنياهو للبحث عن حلول في أبو ظبي لأزماته السياسية والأمنية اقترنت بالصراع مع خصومة في واشنطن والتدافع في الإقليم، واضعا أبو ظبي في مركز الصراع وبؤرته الإقليمية، ما يتهدد بتوتير علاقات أبو ظبي بدول الإقليم ومكونات الساحة السياسية الفلسطينية التي (قد) تبعث اليسار الفلسطيني من مراقده المقدسة باعثة تجاربه مجددا، فالصراع والتدافع الإقليمي والدولي في قطاع غزة بلغ مستويات دموية قادرة على بعث الروح في ظواهر اختفت وتلاشت سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مثيرة بذلك عاصفة تشبه ما أثاره الحوثيون في المنطقة، فالتاريخ مختبر تجارب البشرية وأسوأ كوابيسها في الآن ذاته.
twitter.com/hma36
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة موانئ الإسرائيلي نتنياهو الإماراتي إسرائيل غزة نتنياهو مساعدات الإمارات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الإسرائیلی السلطة الفلسطینیة فی قطاع غزة البحث عن أبو ظبی
إقرأ أيضاً:
إدانة عربية وإسلامية واسعة لقرار وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
أدانت دولة قطر بشدة قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وعدّته انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار وللقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة والشرائع الدينية كافة.
وشددت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، على رفض دولة قطر القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب وتجويع المدنيين، ودعت المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كل مناطق القطاع.
وجددت في البيان، موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
أدانت الأردن بأشد العبارات قرار الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإغلاق المعابر المستخدمة لهذه الغاية.
وعدّ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة، القرار خرقًا فاضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب لعام 1949، وانتهاكًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجددا في القطاع.
وشدد السفير القضاة على ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحًا ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصًا خلال شهر رمضان.
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بالاستمرار في اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله كافة، وفتح المعابر المخصصة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء القطاع الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تحذيرات من مجاعة في قطاع غزة - وكالات (أرشيفية)
أدان البرلمان العربي قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عادًا إياه جريمة حرب جديدة ضد الإنسانية تضاف إلى سجل جرائم كيان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد البرلمان العربي، في بيان، أن القرار يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وخرقًا صريحًا للمواثيق والاتفاقيات الدولية التي تضمن تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في أوقات النزاعات.
وطالب المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم والتحرك العاجل لإلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإدخال المساعدات بشكل فوري وغير مشروط، وضمان الوصول المستدام لها.
وحذر البرلمان العربي من تعريض حياة الأبرياء للخطر من خلال استخدام حكومة الاحتلال الإسرائيلي سلاح التجويع ضد الشعب الفلسطيني خاصة في شهر رمضان.
أدانت رابطةُ العالم الإسلامي قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وندد الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى، في بيانٍ للأمانة العامة للرابطة بهذا القرار الذي يُمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية.
وجدِد دعوته للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقفٍ حازمٍ تجاه هذه الانتهاكات، ووضع حدٍ للجرائم الوحشية المُمنهجةِ ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، ومُحاسبة مرتكبيها.
أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة.
وأشارت المنظمة إلى أن هذه الإجراءات غير القانونية تمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، وكذلك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وعدّت أن الحصار الإسرائيلي غير القانوني على قطاع غزة يشكل عقابًا جماعيًا وجريمة ضد الإنسانية، يستوجب المساءلة والمحاسبة بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن الدولي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لجرائم إسرائيل وانتهاكاتها المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ودائم ودون عوائق الى جميع أنحاء قطاع غزة.