محللون إسرائيليون : الجيش عالق في خانيونس واجتياح رفح أمر معقد
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
أجمع محللون إسرائيليون اليوم، الجمعة 8 مارس 2024، على أن القوات الإسرائيلية عالقة في خانيونس، وأن "الجيش الإسرائيلي يبدو كمن يبحث عن عمل مؤقت، بانتظار أوامر جديدة"، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل.
وأشار هرئيل إلى أن في جهاز الأمن الإسرائيلي، أي الجيش والشاباك، "لم يتنازلوا عن المجهود للعثور على قائدي حماس ، يحيى السنوار ومحمد ضيف.
وأضاف هرئيل أن اجتياح رفح هو أمر معقد بسبب وجود ثلثي سكان القطاع في المدينة ومحيطها. "من دون هزم حماس، وطبعا بغياب انتصار مطلق الذي يتعهد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، بتحقيقه بشكل دائم، فإن إسرائيل تبحث عن شبه انتصار. واغتيال قادة حماس يمكن أن يشكل بديلا لهزمها. بينما عملية في رفح ستكون طويلة، مكلفة ومعقدة أكثر، لكن بعدها بإمكان إسرائيل الادعاء أنها حطمت البنية التحتية العسكرية لحماس في جميع أنحاء القطاع".
وتابع أنه "من دون صفقة ووقف إطلاق نار، قد تتكرر هنا صورة مصغرة للحرب غير المنتهية بين روسيا وأوكرانيا. وإسرائيل تقف أمام مهود استنزافها في جبهتين، لبنان و غزة ، وهي ليست قادرة الآن على وضع نهاية للحرب. وخصومها يصرون على مواصلة القتال".
ولفت المحلل العسكري في القناة 13، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف"، إلى أنه "في بداية الشهر السادس للحرب تبدو إسرائيل أنها عالقة، وتتوحل في الجنوب وكذلك في الشمال. ووصلنا إلى الوقت الذي ينبغي فيه الحسم إذا كنا سنتخلى حاليا عن الجري وراء صورة انتصار (باغتيال السنوار) واستكمال السيطرة سريعا على مخيمات وسط القطاع ورفح، قبل أن ينتهي الصبر الأميركي".
وأشار بن دافيد إلى أن "الصورة المسيطرة في العالم هي الجوع الآخذ بالانتشار في القطاع مقابل ركود إسرائيلي في المستويين العسكري والسياسي، من دون سعي لبلورة مستقبل القطاع. والقضاء على ما تبقى من كتائب حماس سيصعد الضغوط على القيادة كي تستخدم ورقة المساومة الأخيرة المتبقية لديها والعودة إلى مفاوضات جدية حول إعادة المخطوفين (أي صفقة تبادل أسرى)".
واعتبر أن ذلك "سيسمح بتوجيه قوات إلى الجبهة الشمالية (مقابل حزب الله) التي فيها أيضا نحن عالقون في حرب استنزاف جامدة والتي كان من الصعب الخروج منها بدون أن نبادر. ووزير الأمن، يوآف غالانت، فقط يحافظ على علاقة بصرية مع أهداف الحرب ولا يزال يصر على تحقيقها. لكن حتى الآن لا ينجح بإخراج الجيش الإسرائيلي من الغرق في رمال خانيونس".
بدوره، لفت أيضا المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إلى أنه "في الماضي بُشرنا بأن الجيش الإسرائيلي قضى على 18 كتيبة لحماس في القطاع. ومرّ شهر، وربما شهران، والعدد لا يزال 18".
واعتبر برنياع أن "القتال في خانيونس يظهر عمليات مثيرة للإعجاب، لكنها تهدف بالأساس إلى توفير ورقة مساومة لإسرائيل في المفاوضات حول صفقة مخطوفين. وجنود إسرائيليون يُقتلون ويصابون بتقطير يومي، وهذا يذكر كبار السن بيننا بالثمانينيات والتسعينيات في لبنان. وهذه ليست ذكرى مفرحة".
وبحسبه، "الجيش الإسرائيلي يطلب التوصل إلى صفقة تزيل التوتر في الضفة و القدس وداخل الخط الأخضر قبيل حلول شهر رمضان ، وست فتح الأمام أمام تسوية في لبنان وستسمح بتوسيع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
وأضاف برنياع أنه "مرت خمسة شهور منذ 7 أكتوبر ولا توجد بشائر. وعاد بيني غانتس من واشنطن ولندن، من بعثة ليس واضحا لصالح من جاءت وأي فائدة نتجت منها. ووصف مسؤول ضالع في صناعة القرارات ذلك بأنه ’حفلة تنكرية’".
وتابع أن "غانتس أخرج الصراع في كابينيت الحرب إلى البيت الأبيض وداونينغ 10. وأوضح للمسؤولين الأميركيين أن إسرائيل ملزمة بمهاجمة رفح. وتلك في البيت الأبيض (نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس) تقول في محادثات داخلية إنهم أوضحوا لغانتس أنهم ليسوا مستعدين للاستمرار (بدعم إسرائيل) بهذا الشكل".
وخلص برنياع إلى أن المشاهد القاسية للنازحين في رفح وفي شمال القطاع "تقتل بايدن سياسيا. ومهاجمة رفح ستكون خطا أحمر لن يسمحوا لإسرائيل بتجاوزه. من الجائز أن يحظر الكونغرس على إسرائيل استخدام ذخيرة وأسلحة أميركية من دون مصادقة مسبقة. ومن الجائز أن يلغي بايدن الفيتو التلقائي الذي تفرضه أميركي على أي قرار معاد (لإسرائيل) يُطرح في مجلس الأمن الدولي".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی من دون إلى أن
إقرأ أيضاً:
سياسة الأرض المحروقة.. تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة وسط مواقف متباينة
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يتواصل منذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت الهجمات الأخيرة على مدينة غزة وبلدتي خانيونس وبيت لاهيا عن سقوط عدد من الشهداء الفلسطينيين بالإضافة إلى إصابة آخرين، مما يضاعف معاناة سكان القطاع المحاصر.
وتزايدت الحصيلة اليومية للضحايا وسط حرب إبادة جماعية مستمرة، بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها في 18 مارس 2025 عقب تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار.
في صباح يوم الأحد 13 أبريل 2025، استهدف القصف الإسرائيلي منزلًا في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين.
وفي رفح، استهدفت قوات الاحتلال مراكب الصيادين الفلسطينيين في مواصي المدينة، ما أسفر عن إصابة صياد. كما تعرضت بلدة دير البلح لغارتين جويتين أسفرتا عن تدمير مقر بلدية المنطقة بالكامل، وتسببتا في أضرار مادية كبيرة في المناطق المجاورة.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في تقريرها أن غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تأوي نازحين في منطقة أصداء شمال غرب خانيونس، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين. بالإضافة إلى استشهاد شاب جراء انفجار جسم من مخلفات الاحتلال في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، في حين استشهد آخر في حي الشجاعية شرق غزة إثر قصف إسرائيلي.
حصيلة الشهداء والإصاباتأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 50,944 شهيدًا و116,156 مصابًا منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023. وأضافت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي أن الهجوم الأخير أسفر عن وصول 11 شهيدًا و111 إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
كما بيّنت أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025، بلغت 1,574 شهيدًا و4,115 إصابة.
التهديدات الإسرائيليةفي إطار التصعيد المستمر ضد القطاع، هدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في منشور على منصة "إكس"، بجعل قطاع غزة "أصغر وأكثر عزلة".
وأوضح كاتس أن قوات الجيش الإسرائيلي سيطرت على محور موراج الذي يقسم غزة من الشرق إلى الغرب، ما يؤدي إلى تحويل مناطق كبيرة في القطاع إلى "مناطق أمنية" تحت السيطرة الإسرائيلية.
وادعى كاتس أن هذه العمليات العسكرية تأتي ضمن إستراتيجية تهدف إلى الضغط على حركة حماس لإجبارها على قبول صفقة للإفراج عن الأسرى.
حماس: "لن يعود الأسرى بالضغط العسكري"من جهتها، أكدت حركة "حماس" في بيان مقتضب أن أسرى الاحتلال الإسرائيلي لدى المقاومة في قطاع غزة لن يعودوا عبر التصعيد العسكري.
وأشارت الحركة إلى أن التصعيد الإسرائيلي ضد المدنيين هو "رسائل دموية إجرامية" للضغط على المقاومة، بالتزامن مع تحركات الوساطات المصرية والقطرية، والحديث عن مقترحات جديدة للتوصل إلى هدنة أو صفقة تبادل أسرى.
وتابعت الحركة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحكومته لن يحققوا تقدمًا في ملف الأسرى دون التوصل إلى صفقة تبادل. وأكدت أن الأسرى لن يعودوا إلا بالقرار الذي يرفض نتنياهو اتخاذه.
الوفد الحمساوي في القاهرةأعلنت حركة حماس مساء السبت 12 أبريل 2025، عن توجيه وفد برئاسة القيادي خليل الحية إلى العاصمة المصرية القاهرة، تلبية لدعوة من الحكومة المصرية.
وأوضحت الحركة أن الوفد سيجتمع مع الوسطاء من قطر ومصر لمتابعة جهود التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. كما جاء الوفد لمواصلة الجهود للضغط من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال.
استمرار العدوان في ظل المواقف المتباينةيواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تصاعد مستمر، ومع تزايد أعداد الشهداء والجرحى، يتأزم الوضع الإنساني في القطاع بشكل غير مسبوق.
ومع استمرار سياسة الأرض المحروقة، التي تتبعها إسرائيل، لا تبدو المواقف الدولية المتبناة تجاه هذا العدوان حاسمة. بينما تتواصل محاولات حماس لإيجاد حل عبر الدبلوماسية والوساطات، تظل الحرب مفتوحة على جميع الاحتمالات، وتبقى نتائجها مرهونة بمواقف الأطراف المختلفة على الساحة الدولية والإقليمية.