نقلت قناة كان العبرية، عن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قولها: «نقترب جدًا من فتح ممر إنساني من قبرص إلى غزة، وسيبدأ العمل التجريبي اليوم، ونأمل أن يبدأ تشغيل الممر بشكل فعلي السبت أو الأحد».

يأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، أمس عن نية الجيش الأمريكي إنشاء ميناء في غزة يمكن من خلاله نقل المساعدات إلى أهالي القطاع.

وأوضحت القناة، أن السعودية تستضيف بعد غدٍ الأحد اجتماعًا سداسيًا عربيًا لبحث إنهاء الحرب في غزة، وإدخال المساعدات، والمرحلة المقبلة لإقامة دولة فلسطينية.

في تصريح خاص لـ«الأسبوع»، أكد مصدر رفيع المستوى في قيادة حماس، أن الحركة لديها معلومات يقينية بأن مشروع الميناء جاد، وأن تكلفته ستتخطى المليار دولار تعهدت دولة شرق أوسطية بدفعه، وأن من يقفون وراء فكرة الميناء يريدون إضعاف الروابط التي تجمع أهل غزة بمصر، وإخراج معبر رفح من الخدمة، وتشجيع من يرغب من الغزاويين، في خطوة تالية، على الخروج إلى دول يتم حاليا التنسيق معها بالفعل.

وبسؤال العميد أركان حرب متقاعد في الجيش اللبناني الدكتور أمين حطيط، قال: «إن مشروع الميناء يأتي كخطوة ترى الولايات المتحدة وإسرائيل أنها تمثل ردًا على موقف مصر المبدئي الرافض لمخطط التهجير القسري لأهل غزة، ورفضها لكل الإغراءات الأمريكية التي عرضتها واشنطن على القاهرة للقبول بالتهجير، والتي بلغت بحسب المعلومات المتوفرة إعفاء مصر من كامل ديونها الخارجية».

العميد الدكتور حطيط، حذر بقوة من مخطط تآمري متكامل يستهدف أمن مصر، التي يتهدد الخطر أمنها جراء العدوان على غزة، وما يحدث في السودان، وما حدث في ليبيا، ناهيك عن وجود الكيان على حدودها، فضلا عن محاولات إحياء مشروع «قناة بن جوريون»، وإقامة الطريق التجاري من الهند إلى الخليج والسعودية وفلسطين المحتلة، وصولا إلى اليونان، والذي عطله طوفان الأقصى.

الطريق التجاري

كان المشروع، تم الإعلان عنه في قمة مجموعة العشرين في الهند، والتي عقدت يومي التاسع والعاشر من شهر سبتمبر 2023 وتحمست له واشنطن ورأته منافسا لما يعرف بمشروع (الحزام والطريق)، الذي أطلقته الصين قبل 11 عاما، وترى واشنطن أن مشروع «ممر الهند» دفاع عن نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما أنه يمثل تحديًا حقيقيًا لنفوذ الصين، وكذلك روسيا التي بدأت في نقل بضائعها بريًا إلى السعودية عبر إيران، ضمن ممر العبور الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC).

قناة بن جوريون

أما مشروع قناة بن جوريون، فيهدف الكيان الصهيوني منه ربط البحر الأحمر والبحر المتوسط، من خلال قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، والثانية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر.

وتبدأ القناة من الطرف الجنوبي عند خليج العقبة، مرورًا بمدينة إيلات الساحلية، وصولًا إلى وادي العربة لمسافة حوالي 100 كيلومتر بين جبال النقب، والمرتفعات الأردنية، ثم غربًا قبيل حوض البحر الميت، لتتجه عبر سلسلة جبال النقب ثم شمالاً مرة أخرى، لتلتف حول قطاع غزة، وصولا إلى البحر المتوسط.

يذكر أن السرية، رُفعت في شهر سبتمبر 1993، عن وثيقة وضعتها وزارة الطاقة الأمريكية ومختبر لورانس ليفرمور الوطني، تضمنت خطة لاستخدام 520 تفجيرًا نوويًا تحت الأرض، للمساعدة في عملية الحفر عبر التلال في صحراء النقب، ودللت الوثيقة إلى مشروع قناة بن غوريون الذي اعتبر بمثابة الحلم للقادة الصهاينة، كونها ستربط - بحسب المخطط- خليج العقبة، بالبحر الأبيض المتوسط.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أزمة السودان الأمن القومي المصري الجيش الأمريكي الجيش المصري الرئيس الأمريكي جو بايدن الكيان الصهيوني المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة الأمريكية جمهورية مصر العربية حصار مصر دور مصر التاريخي في القضية الفلسطينية طوفان الأقصى عملية طوفان الأقصى قناة السويس قناة بن جوريون البحر المتوسط قناة بن

إقرأ أيضاً:

حيث الإنسان يعيد الحياة والبسمة لأهالي قرية نائية بمحافظة أبين ...مشروع للمياه النقية ينهي معاناتهم وألامهم

 

مشاهد يومية لأطفال قرية "المحواسة" في مديرية خنفر بمحافظة أبين وهم يحملون قرب الماء الصالح للشرب من مسافات بعيدة، ومشاهد أكثر ألما ان تجد ان غالبية اطفال تلك القرية تعرضوا للأمراض والتسمم بسبب عدم وجود مياة صالح للشرب، لقد كانت الحياة هناك يتربع فيها النكد والحرمان والألم. 

حتى جاء برنامج حيث الانسان ليقرر ان ينهي فصول المأساة اليومية لسكان واهالي قرية المحواسة وفي مقدمتهم الاطفال. 

التدخل جاء بتمويل من مؤسسة توكل كرمان وعبر برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع.

حيث تقرر انشاء مشروع مياه متكامل في قرية "المحواسة" في مديرية خنفر بمحافظة أبين (جنوب اليمن) لإنهاء معاناة أبناء القرية الذين استوطنت الأمراض منطقتهم وأصيب جميع أطفالهم بـ"التسمم" جراء المياه المالحة غير الصالحة للشرب.

كان أطفال المحواسة مضطرين يوميًا إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه، إما على ظهورهم أو على ظهور الحيوانات التي في بعض الأحيان لا تستطيع حمل الماء. وكانت المياه المالحة التي يجلبونها سر سفرهم المتكرر نحو مستشفى الرازي البعيد عنهم للعلاج من أمراض استوطنت قريتهم، وسر بعدهم عن الفصول المدرسية.

تقول عافية راجح، إحدى سكان القرية: "نعاني من نقص المياه، حيث نضطر لجلبها من مناطق بعيدة جدًا إما على ظهورنا أو على ظهور الحمير، وأحيانًا لا تستطيع الحمير حملها. المياه التي لدينا ملوثة، مما يجعل أطفالنا يصابون بالإسهال. نحن نعيش على الأجر اليومي، ووضعنا الاقتصادي سيئ جدًا ولا نستطيع حتى توفير صهاريج مياه نظيفة. بالكاد نستطيع شراء الدقيق".

وتضيف عافية: "ابنتي ذكية في دراستها، لكنني اضطررت لإخراجها من المدرسة لمساعدتي في جلب الماء. قدمي تؤلمني ولا أستطيع الذهاب بمفردي. لو كان لدينا مياه نقية في المنزل، لما اضطرت ابنتي للذهاب لجلب المياه وكان بإمكانها متابعة دراستها".

كانت منازل قرية المحواسة تبقى خالية طوال اليوم، حيث كان الجميع إما يبحثون عن المياه أو يقودون ماشيتهم نحو أماكن تواجدها، مما جعل الحياة في القرية تتوقف عند هذا الهدف الوحيد.

يقول علي هاشم، شيخ قرية المحواسة: "قرانا محرومة من كل الخدمات، وبعض القرى تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن آبار المياه المكشوفة، التي تسببت لنا بأمراض عديدة مثل مشاكل الكلى والمسالك البولية وأمراض الإسهال، وهي أمراض مستوطنة في القرية طوال السنة. منذ فترة طويلة رفعنا مناشدات للسلطات المحلية والمنظمات، ولكن لم يتم الاستجابة".

فريق برنامج "حيث الإنسان" قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا عن المعتاد. بدلاً من الذهاب إلى المستشفيات، وضع خطة مبتكرة لمعالجة السبب الجذري للمشكلة، ليقوم بتنفيذ أول مشروع من نوعه في هذه القرى النائية. حيث تم إنشاء بئر مياه ارتوازية مزودة بمنظومة طاقة شمسية متكاملة، داخل مساحة محاطة بسور، تحتوي على غرفة لضخ المياه والتحكم بها. كما تم تركيب خزان برجي خرساني بسعة 25 ألف لتر وارتفاع 12 مترًا، إضافة إلى مد خطوط توزيع مياه بطول 400 متر، وبناء أربع مناهل مياه تحتوي كل منها على 6 حنفيات تم توزيعها في نقاط مختلفة لتغطية جميع أنحاء القرية.

مشروع البئر الارتوازية لم يغير نوعية المياه وطرق جلبها، بل أسلوب الحياة في منطقة المحواسة حيث شعر سكانها أن هناك من فكر فيهم أخيرا وزودهم بما يحتاجون لجعل بلدتهم صالحة للعيش والحياة.

 

لقد تغير واقع الحياة بشكل كبير بعد ميلاد مشروع المياة في تلك القرية وفتح ابوابا من الأمل في حياة أطفال القرية أقلها تفرغهم لطلب العلم بدل جلب المياة.  

انها الإنسانية عندما تتحدث بلغة العطاء والنماء والحياة.

مقالات مشابهة

  • الفينيقيون ومستعمراتهم: من شمال إفريقيا إلى إيطاليا وإسبانيا (3-4)
  • مشروع ترامب لغزة.. مناورة استراتيجية أم مخطط قائم؟
  • اعتماد 26 مشروعا مصريا ضمن برنامج التعاون عبر الحدود لدول المتوسط
  • اعتماد 26 مشروعًا مصريًا ضمن المرحلة الأولى من برنامج التعاون عبر الحدود لدول المتوسط الممول من الاتحاد الأوروبي
  • بسبب أحداث البحر الأحمر| أحمد موسى: كل رحلة تتكلف مليون دولار زيادة
  • باب المندب قلبُ العاصفة ومهدُ التغيير
  • هيئة السويس تبحث مع شركة شحن كبرى عبور القناة في ظل الوضع باليمن
  • الفريق أسامة ربيع يبحث تأثير تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر مع الرئيس التنفيذي للخط الملاحي MSC
  • حيث الإنسان يعيد الحياة والبسمة لأهالي قرية نائية بمحافظة أبين ...مشروع للمياه النقية ينهي معاناتهم وألامهم
  • مجدي مرشد: التراجع الأمريكي عن مخطط التهجير يعكس صلابة الموقف المصري