حكم تعجيل فدية صيام رمضان قبل حلول الشهر الكريم
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
صوم رمضان فرض واجب على كل مسلم مكلف صحيح مقيم، إلا أن هناك بعض الفئات مستثناة من الصيام مثل كبار السن والمسافر والمريض.
وإذا عجز المسلم المكلف عن الصوم لمرض، أو لسفر لا يستطيع معهما الصوم، يجوز له الإفطار في رمضان، ثم عليه القضاء بعد زوال العذر والتمكن من الصيام، أو القيام بإخراج فدية، كما جاء في القرآن الكريم في آية 184 من سورة البقرة: «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ».
يعد سبب وجوب فدية رمضان هو العجز عن الصوم بعد دخول رمضان لعذر دائم، فتعتبر كفارة عن عدم الصيام لهذه الأيام التي وجبت، فلا يجب على المسلم العاجز عن الصيام بتبييت نية الصيام من الليل، ولا صيام عليه، لكن يكون عليه فدية، و هي إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي يفطرها من رمضان.
صيام رمضانحكم تعجيل فدية الصياماتفق الفقهاء القائلون بوجوب الفدية على غير القادر على الصوم لعذر مستمر على أنه يجزئ فيها أن يُخرجها من تجب عليه كل يوم بيومه، فتُدفع عن اليوم الحاضر بعد طلوع الفجر، ويجوز أن تُقدم على طلوع الفجر وتُخرج ليلا، لكنهم اختلفوا في تعجيل إخراجها من أول الشهر الكريم عن جميع أيامه.
فذهب الشافعية إلى أنه لا يُجزئ، لما في ذلك من تقديم الحكم على سبب وجوبه، فقال الإمام الرملي في «فتاويه»، و هو مقتضى قواعد الحنابلة، (أنه لا يجوز تعجيل شيء منها، لما فيه من تقديمها على وجوبه، لأنه فطرة)، و الفدية تعتبر من العبادات المالية، و سبب وجوبها هو العجز عن الصوم الواجب، فلا يجوز تعجيلها أول الشهر عن جميع أيامه.
بينما ذهب الحنفية إلى جواز إخراج الفدية عن الشهر كاملاً أول شهر رمضان، كما يجوز عندهم تأخيرها إلى آخر الشهر، فقال العلامة ابن عابدين في «رد المحتار على الدر المختار»، (أن للشيخ الفاني العاجزِ عن الصوم الفطر، ويفدي وجوبًا ولو في أول الشهر).
اقرأ أيضاًنصائح مهمة لمرضى السكر في صيام رمضان.. هؤلاء عرضة للخطر.. فيديو
متى أنوي صيام شهر رمضان؟.. الإفتاء توضح
استعد للصيام.. موعد استطلاع هلال شهر رمضان المبارك 2024
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الكويت الحجر الصحي الشيخ الشعراوي الشيخ قيمة زكاة الفطر افضل ادعية الرزق صیام رمضان عن الصوم
إقرأ أيضاً:
فضل الصوم في رجب .. فاعله يشرب من نهر بالجنة
ورد في فضل الصوم في شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، ثم قال: [قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ] اهـ.
فضل الصوم في رجبواستحباب الصوم في شهر رجب ظاهر في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه النسائي، فدل ذلك على استحباب الصوم في شهر رجب.
ويقول الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (4/ 292، ط. دار الحديث): [ظَاهِرُ قَوْلِهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَدِيثِ أُسَامَةَ: «إنَّ شَعْبَانَ شَهْرٌ يَغْفُلُ عَنْهُ النَّاسُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ» أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ صَوْمُ رَجَبٍ؛ لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ يَغْفُلُونَ عَنْ تَعْظِيمِ شَعْبَانَ بِالصَّوْمِ كَمَا يُعَظِّمُونَ رَمَضَانَ وَرَجَبًا بِه] اهـ.
الصيام في رجبمما ورد في صيام شيء من شهر رجب من السُنَّة: ما رواه الإمام أبو داود عن مُجِيبَةَ الباهليَّة، عن أبيها، أو عمها، أنَّه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيَّرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قال: أنا الباهلي، الذي جئتك عام الأول، قال: «فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟»، ثم قال: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قال: زدني؛ فإن بي قوة، قال: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قال: زدني، قال: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قال: زدني، قال: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها.
ومنها ما رواه الإمام البيهقي في "فضائل الأوقات" عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ».
وروى الإمام البيهقي عن أبي قلابة رضي الله عنه قال: "في الجنة قصر لصُوَّام رجب". قال الإمام أحمد: "وإن كان موقوفًا على أبي قلابة وهو من التابعين، فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ عمن فوقه ممن يأتيه الوحي، وبالله التوفيق".
وتلك الأحاديث الواردة في صومه أو صوم شيء منه وإن كانت ضعيفة فإنَّها ممَّا يُعْمَل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند عامة العلماء في مثل ذلك، كما نقله الإمام النووي وغيره؛ قال الإمام النووي في كتابه "الأذكار" (ص: 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبّ العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعًا] اهـ.