المال ورمضان.. 5 إستراتيجيات لإدارة ميزانيتك وتوفير المال
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
يحل شهر رمضان المبارك خلال الأيام القادمة، ويعتقد كثير من الناس أن النفقات والأعباء المالية تزداد خلال أيام الشهر الفضيل لكثرة الولائم و"العزائم" والمناسبات، وكثرة التزاور بين الناس، وتناول الطعام في الخارج بالمطاعم والبوفيهات والخيم الرمضانية وغيرها، وتواجه عدة أُسر عبئا ماديا كبيرا، وتحديا صعبا في تنظيم نفقاتها وأولوياتها ومصاريفها خلال هذا الشهر الكريم الذي يليه عيد الفطر السعيد والذي له نفقاته ومتطلباته أيضا.
ولعل السؤال الأهم الذي يواجه العديد من أرباب وربات الأسر هو:
كيف يمكن أن تدير ميزانيتك بحكمة خلال شهر رمضان بحيث تختصر الكثير من النفقات غير الضرورية وتوفر المال؟
هذا ما سنتعرف عليه في هذا التقرير بناء على رأي الخبراء والمختصين في حديثهم للجزيرة نت.
لعل أفضل الطرق للتعامل مع متطلبات الحياة المادية المختلفة هي وضع إستراتيجية مالية محكمة والالتزام التام بها، وينطبق هذا الأمر مع شهر رمضان المبارك، ومن أبرز هذه الخطط والإستراتيجيات:
1- وضع ميزانية مخصصة لشهر رمضانميزانية رمضان تعني التخطيط لكل النفقات المتوقعة خلال أيام الشهر الفضيل، وفي هذا السياق يقول الخبير والمستشار الاقتصادي الدكتور محمد عبد الستار جرادات "إن الموازنة تحدد مصادر الدخل، واستخداماته، ويجب العمل بحكمة في إدارة هذه الموارد مع مراعاة ترتيب الأولويات، وتقسيم المصروفات بمنطقية، ويجب أن يشترك بإعدادها وتحديد بنودها جميع أفراد الأسرة مع مراعاة دور الأم، والتي تُعد اللاعب الأساسي بتنظيم الأسرة وترشيد الاستهلاك، ولها دور أساسي بتشكيل عادات أفراد الأسرة، وغرس القيم الجيدة في نفوسهم".
2- وضع قائمة تسوق والالتزام التام بهاقبل قدوم شهر رمضان، يجب وضع قائمة خاصة تحتوي على الاحتياجات الفعلية للأسرة خلال أيام الشهر المبارك، وشراء ما يوجد بهذه القائمة قبل قدوم شهر رمضان مع الالتزام التام بما يرد بها، فلا تشتري شيئا خارجها، والمعادلة هنا بسيطة جدا، فأنت لا تحتاج حقا للأشياء التي لم تضعها في قائمتك، لو كنت تحتاجها فعلا لوضعتها في قائمتك منذ البداية، لكنها عوامل الإغراء التي تدفعك لشراء ما لا تحتاجه.
3- تنظيم وتحديد أوقات التسوقيجب التخطيط المسبق لأوقات التسوق مع الابتعاد عن التسوق في أوقات محددة مثل:
التسوق أثناء الصيام: قد يدفعك التسوق أثناء الصيام لشراء منتجات وأطعمة لا تحتاج إليها فعلا بسبب الجوع الذي يوهمك برغبتك في تناول أطعمة زائدة عن الحاجة، لهذا يفضل التسوق بعد الإفطار وليس قبله إلا للضرورة القصوى. التسوق والشراء في الأسبوعين الأول والأخير من شهر رمضان: يؤكد المستشار جرادات على "ضرورة الابتعاد عن التسوق وشراء مستلزمات شهر رمضان خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، وذلك لتدافع الناس، وزيادة الطلب مما يؤدي لارتفاع الأسعار، والتي تعود للوضع الطبيعي بعد الأسبوع الأول".وينطبق نفس الشيء على الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل، حيث يتدافع الناس لشراء الملابس الجديدة ومتطلبات العيد من كعك وحلوى وغيرها. يفضل أن تشتري هذه الأشياء في منتصف شهر رمضان وليس في الأيام الأخيرة منه.
التسوق أثناء العروض التي تقدمها المتاجر الكبرى: تقدم العديد من المتاجر عروضا وتنزيلات حقيقية قد تصل إلى 50% أثناء شهر رمضان، يفضل متابعة هذه العروض، وتنظيم أوقات التسوق والشراء خلالها لتوفير المال. 4- التخطيط لدعوات الإفطار والولائم الواجبة خلال شهر رمضانمثل دعوة الأهل والأقارب للإفطار أو السحور، وهنا سَجِّل هذه الدعوات في سجل مسبق، واحسب عدد الأشخاص الذين سيحضرون في كل دعوة، وما تحتاجه من مواد غذائية أولية لهذه الولائم. إن تسجيل كل شيء هو أمر ضروري لضبط ميزانيتك بشكل دقيق بعيدا عن التقتير أو الإسراف والتبذير.
وهنا يؤكد الدكتور جرادات على أهمية "التركيز على أن تكون الكميات المطبوخة تتناسب مع أفراد الأسرة والمدعوين عند إعداد الولائم".
بينما يؤكد الكاتب الاقتصادي الأردني عصام قضماني على أن تتضمن مائدة الإفطار "الحاجة الفعلية التي يحتاجها كل فرد من الطعام لأن مصير الزائد منها هو التلف؛ ما يعني هدر الأموال على حساب نفقات الأيام التالية من الشهر الفضيل".
5- الحد من تناول الطعام في الخارجهناك عادات جرت بين الناس يعتبر الإكثار منها نوع من الإسراف والتبذير، مثل تناول وجبة الإفطار أو السحور في المطاعم والخيم الرمضانية، أو التعود على طلب وجبات الإفطار والسحور من المطاعم. إذا أردت ضبط ميزانيتك والتوفير فيجب عليك الحد من هذه التصرفات، فتناول الطعام في البيت أوفر بكثير من تناوله في الخارج.
وفي هذا السياق يؤكد الكاتب الاقتصادي عصام قضماني أن "المطلوب من كل العائلات أن يتعاملوا مع متطلبات شهر رمضان بالشكل الذي حضّ عليه الإسلام من معروف وأن نكون رحماء بأنفسنا، وألا نبالغ في الإنفاق والمصروف حيث يفترض بشهر رمضان أن يذكرنا بالآخرين وحاجاتهم والظروف التي يمرون بها" بدلا من التباهي أين نتناول طعام الإفطار، وفي أية خيمة رمضانية نسهر أو نتناول وجبة السحور.
وبعد، شهر رمضان هو شهر المحبة والتواصل والعطاء والبذل والتضحية، وهو تدريب للنفس على الصبر على مشقات الحياة، ومواجهتها بعزم وإيمان، وهو أيضا شهر العطاء والصدقة ومساعدة المحتاجين، وليس شهرا للتباهي والتفاخر والمبالغة والإسراف في الطعام والشراب التزاما بقوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات خلال أیام الشهر الشهر الفضیل شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
فوائد الصيام على الصحة والجسم والتخسيس.. اتبع هذه النصائح
أيام قليلة تفصلنا عن حلول شهر رمضان المبارك، وبسبب تغير الكثير من العادات الغذائية والحياتية فيه، يواجه الكثير من الصائمين مشاكل وأعراضا صحية، كالصداع والعصبية. ويعاني بعض الصائمين من 3 مشكلات رئيسية وهي "الجوع والعطش والخمول".
يشكل شهر رمضان المبارك فرصة لبدء نظام غذائي صحي يفيد الجسم ويساعد على وقايته من الأمراض. ومع ما يقرب من 13 ساعة من الصيام يومياً لمدة 30 يوماً، يجب أن نكون مرنين جسدياً وعقلياً.
تقول استشارية التغذية، أية الاسعد"انه ينبغي علينا الاستعداد لشهر رمضان جسديا، لنكون بكامل صحتنا، لذلك، فإن تحضير الجسم للصوم قبل حلول رمضان، أمر بغاية الأهمية. إذ إنه يساعدك على التأقلم مع التغير المفاجئ، الذي يطرأ غلى الجسم".
وأكدت الاسعد أنه "قد يعاني بعض الصائمين خلال الأيام الأولى من شهر رمضان بالانخفاض في طاقة الجسم، قبل أن يعتاد الجسم على الروتين اليومي للصيام، وذلك يحدث بسبب التغييرات التي تطرأ على عادات الأكل والنوم".
واشارت الى أن من الأفضل أن تحتوي موائد رمضان على طبق رئيسي واحد. يجب أن يشتمل طعام وجبة الإفطار على الكربوهيدرات مثل الأرز والمعكرونة وغيرها، والبروتين الموجود في اللحوم الحمراء أو الدجاج أو السمك.
وقالت الاسعد أن "وجبة السحور لا تقل أهمية عن الإفطار، لأنها تزود الجسم بالطاقة الكافية لساعات الصيام الطويلة، واتخاذ خيارات صحية جيدة لوجبة السحور يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مستويات الطاقة لدينا. ووجبة السحور يجب أن تكون غنية بالنشويات البطيئة الامتصاص ما يساعد في منع حدوث الصداع أثناء نهار رمضان، ويخفف من الشعور بالعطش، ودعت الى تناول الجبنة أو البيض أو اللبنة إضافة الى شرب كوب من الحليب أو اللبن".
واضافت أن "مع دخول شهر رمضان، تعتبر المكسرات إضافة رائعة على النظام الغذائي، خاصة خلال وجبتي الإفطار والسحور، لأنها غنية بالبروتين والمعادن، مما يساعد في الحفاظ على الطاقة والشبع لفترة طويلة".
ولفتت الى أن "خلال الأيام الأولى من رمضان، يعاني محبو القهوة والشاي من أعراض انسحاب الكافيين كالغضب، ونفاد الصبر وكلها تؤثر على الصحة والمهام اليومية. ولتفادي ذلك، يجب البدء قبل أسبوع على الأقل بالتقليل تدريجيا من الاستهلاك اليومي للكافيين".
وذكرت الاسعد بأنه على الرغم من أهمية عدم استهلاك الكثير من الطاقة أثناء الصيام، إلا أن هذا لا يعني أنه لا يمكنك انجاز المهام اليومية، فالجسم يحتاج للحفاظ على مستويات الطاقة لديه، والراحة طوال اليوم من دون عمل يمكن أن يخفض هذه المستويات. فيمكنك القيام ببعض التمارين الخفيفة ما سيشغلك قليلاً عن التفكير في الطعام أثناء الصيام.
عن العطش في نهار رمضان، تقول استشارية التغذية أن الحل هو "شرب الماء بكثرة في الفترة بين الإفطار وقبل بدء الصيام بـ4 ساعات ويجب علينا ايضا تناول الفواكه بكثرة بعد الإفطار".
وأفادت بأن المدخنين يعانون من الأعراض الانسحابية للنيكوتين، كالغضب لأن النيكوتين يزيد من إفراز مواد كيميائية في الدماغ، تساعد في تحسين المزاج. ولتجنب ذلك، لابد من تقليص عدد السجائر المستهلكة تدريجيا، قبل رمضان.وقد تكون فرصة للإقلاع نهائيا عن التدخين.
أما عن الصداع الذى نعانى منه كثيرا فى الشهر الفضيل ، فقالت الأسعد "يجب الابتعاد عن تناول المقليات، عن المشروبات المهدئة مثل الينسون والنعناع وغيرها. أفطر على التمر. تجنب النوم على معدة ممتلئة، إذ يجب عدم الاستلقاء أو النوم مباشرة بعد تناول الطعام. أدخل الحساء والسلطات في خطتك الغذائية. تجنب تناول الحلويات يوميا خلال شهر رمضان واقتصرها على المناسبات الخاصة.
وسلّطت الاسعد، الضوء على السوشيال ميديا للتحفيز، لافتة إلى أن هذا الشهر يوفر للمجتمع فرصة لاتباع أنماط حياة أكثر صحة، من خلال التأكيد على أهمية الغذاء الصحي المتوازن، والتشجيع على ممارسة النشاط البدني، بالإضافة إلى التوقف عن التدخين وتعديل السلوكيات الغذائية غير الصحية. المصدر: خاص "لبنان 24"