خطاب الاتحاد بالإعلام الأميركي: بايدن يختار المطرقة على حساب غصن الزيتون
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
وسط سياق سياسي محموم، ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن، خطابه عن "حالة الاتحاد"، مساء الخميس بالكونغرس، مستعرضا الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت خلال ولايته، ومهاجما خصومه السياسيين، وخاصة سلفه دونالد ترامب، دون أن يأتي على ذكر اسمه.
واعتبرت صحيفة "بوليتيكو" في مقال تحليلي للخطاب، أن بايدن اختار "المطرقة على حساب غصن الزيتون"، مشيرة إلى أن الرئيس أعطى انطلاقة تنافس انتخابي محموم بعد هجومه على منافسه الجمهوري، دونالد ترامب.
وذكرت الصحيفة، أنه فيما لم ينطق بايدن أبدا باسم ترامب، إلا أنه شدد تكرارا على التهديد الذي يمثله خصمه المحتمل في الانتخابات العامة على البلاد، وركز في بداية خطابه على الحرب في أوكرانيا وهجوم أنصار الرئيس السابق على مبنى الكابيتول بعد خسارته الانتخابات السابقة، وأيضا نقاش الحقوق الإنجابية.
وقالت الصحيفة، إن الخطاب لقي استحسان الديمقراطيين، الذين أمضوا شهورا قلقين بشأن ما إذا كانت لبايدن "القوة اللازمة" للاستعداد الحملة المقبلة.
طمأنة الناخبينمن جانبه، ذكر موقع أكسيوس، أن بايدن، ألقى "خطابا حماسيا" عن حالة الاتحاد، مضيفا أنه "بدا مستمتعا بفرصة التنافس مع الجمهوريين ومواجهة مخاوف الأميركيين بشأن عمره".
وأورد الموقع، أن خطاب حالة الاتحاد الأخير الذي ألقاه بايدن قبل انتخابات نوفمبر، مثّل فرصة مهمة للرئيس الأميركي لتسليط الضوء على إنجازاته، وقدرته وطاقته، أمام ناخبين متشككين للغاية.
في السياق ذاته، اعتبرت شبكة "سي ان ان"، أن هذه النسخة من جو بايدن "يمكن أن تهزم، دونالد ترامب".
وفي خطاب حالة الاتحاد، ذكرت الشبكة أيضا، أن الرئيس البالغ من العمر 81 عاما، ركز على التقليل من المخاوف العميقة لدى ملايين الأميركيين، بشأن سنه وقدرته على أن يخدم فترة ولاية ثانية.
وأضافت الشبكة، أنه "ليس هناك ما هو أسوأ بالنسبة للرئيس من أن يبدو ضعيفا"، وبالتالي فإن "كل كلمة وإيماءة ونكتة وعتاب عن سنه كان موجها لإظهار أنه لا يزال قويا".
وأوضح المصدر ذاته، أن بايدن، أعاد، في خطابه "إحياء سياسي الشارع المشاغب،الذي ميز صورته العامة لعقود من الزمن"، لافتا إلى مثال، استخدامه تعبير "مهاجر غير شرعي" بدلا من مصطلح "مهاجر غير مسجل"، المستعمل سياسيا.
بدورها، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن بايدن، ألقى "خطابا ناريا" عن حالة الاتحاد، مقدما "حجة قوية" عن استحقاقه ولاية ثانية، بينما هاجم الرئيس السابق دونالد ترامب باعتباره "تهديدا للحقوق الفردية والحرية والديمقراطية".
وحوّل بايدن الخطاب، بحسب المصدر ذاته، إلى "شكل من أشكال المسرح السياسي"، حيث بدا وأنه يسخر من خصومه، خلال محاولاته تسليط الضوء على الخلافات السياسية بشأن الاقتصاد والهجرة والإجهاض.
"صراع وجودي"من جهتها، اعتبرت شبكة "إي بي سي نيوز"، أن خطاب بايدن مزج بين تقديم تقييم متفائل للبلاد تحت قيادته، مع رسم صورة قاتمة لما قد يحدث إذا وصل ترامب إلى السلطة مرة أخرى.
في السياق ذاته، تورد صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس، أوضح في خطابه أنه يرى الانتخابات المقبلة بمثابة "صراع وجودي بين الديمقراطية والتطرف".
وتابعت الصحيفة، أن الرئيس استغل خطابه، لشن "سلسلة من الهجمات النارية ضد سلفه ترامب، الذي لم يذكره بالاسم، لكنه أوضح أنه "يمثل تهديدا خطيرا للديمقراطية الأميركية والاستقرار في العالم".
وأوردت، أن بايدن استغل وقته أمام أحد أكبر الجماهير التي سيحظى بها قبل انتخابات نوفمبر، ليقول الأميركيين إن الحريات الشخصية والعلاقات الدبلوماسية والحكم الديمقراطي في الولايات المتحدة "معرض للخطر إذا أعيد انتخاب ترامب".
واعتبرت الصحيفة، أن بايدن، أظهر "الطاقة" التي كان حلفاؤه ومساعدوه يأملون في إظهارها للتحذير مما يمكن أن يحدث إذا استمرت أوكرانيا في خسارة الأراضي أمام روسيا، مشيرة إلى أنه استهل خطابه بالحديث عن حرب خارجية يبقى "مقدمة غير عادية".
وذكرت الصحيفة، أن بايدن سعى في خطابه إلى أن يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، بما في ذلك إرجاع فضل النتائج الاقتصادية الإيجابية إلى إدارته، رغم أن العديد من الأميركيين يقولون إنهم لا يستطيعون الشعور بآثارها.
انتقادات للخطابمن جهتها، ذكرت شبكة "فوكس نيوز"، أن خطاب بايدن، تعرض لانتقادات باعتباره يشبه "خطابا خاصا بحملة الانتخابية"، حيث تطرق إلى العديد من القضايا السياسية الديمقراطية، ونقاط الحوار التي تسلط حملته الضوء عليها ضمن جهود إعادة انتخابه.
وعددت "فوكس نيوز" المرات التي هاجم فيها بايدن ترامب، بدءا من انتقاده خلال الحديث عن الحرب في أوكرانيا وقوله إن "انحنى لبوتين"، مرورا بأزمة الهجرة حيث ألقى عليه اللوم في تعطيل مشروع قانون الحدود، وصولا إلى موضوع الإجهاض.
وأشارت الشبكة، إلى أن معلقين محافظين انتقدوا خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد باعتباره "غاضبا ومظلما، بدلاً من كونه مشرقا وطلائعيا".
ونقلت الشبكة، تصريحات كاتب خطابات سابق في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، والذي وصف خطاب بايدن بأنه "وصمة عار مطلقة" و"الأكثر حزبية" في التاريخ الحديث.
وقال مارك ثيسين، إن مهاجمة بايدن لخصمه مباشرة في الدقائق الأولى من خطابه "أمر غير مسبوق وربما البداية الأكثر حزبية لخطاب حالة الاتحاد في الذاكرة الحديثة،".
وتابع "لا ينبغي أبدا السماح لهذا الرجل بالصعود إلى منصة مجلس النواب وإلقاء خطاب حالة الاتحاد مرة أخرى".
وفي أعقاب خطاب بايدن، كتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث": "قد يكون هذا الخطاب الأكثر غضبا والأكثر امتلاء بالكراهية والأسوأ على الإطلاق عن حالة الاتحاد.. لقد كان محرجا لبلدنا!".
ونشر ترامب أيضا: "يبدو غاضبا جدا عندما يتحدث، وهي سمة الأشخاص الذين يعلمون أنهم يفقدون عقلهم. الغضب والصراخ لن يساعدا في إعادة التماسك إلى بلادنا".
وقال ترامب، منتقدا بايدن، إن هذا الأخير "بالكاد ذكر الهجرة، أو الحدود الأسوأ في تاريخ العالم"، مشيرا إلى أنه "لن يصلح قضية الهجرة أبدا، ولا يريد ذلك".
وتابع: "يريد أن تغمر بلادنا بالمهاجرين. سوف ترتفع الجريمة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل من قبل، وهذا يحدث بسرعة كبيرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: خطاب حالة الاتحاد عن حالة الاتحاد دونالد ترامب خطاب بایدن أن الرئیس أن بایدن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يختار مديرة مصارعة وزيرة للتعليم
اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الرئيسة السابقة لـ"اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية" ليندا ماكماهون، لتولي حقيبة وزارة التعليم الفدرالية التي طالما سخر منها، وتعهد بإلغائها خلال حملته الانتخابية واعتبرها مخترقة من قبل "المتطرفين والماركسيين".داعيا إلى تفكيكها بالكامل.
وأعلن ترامب أمس، الثلاثاءاختيار ليندا ماكمان، للنمصب وقال في بيان صحفي"إن ماكمان ستستخدم عقودا من الخبرة القيادية، وفهمها العميق لكل من التعليم والأعمال، لتمكين الجيل القادم من الطلاب والعمال الأميركيين، وجعل أميركا رقم واحد في التعليم على مستوى العالم".
وأشاد ترامب بمرشحته، قائلا" إنهامدافعة شرسة عن حقوق الوالدين"، مشيرا إلى إلى عامين قضتهما ماكمان في مجلس التعليم في ولاية كونيتيكت في عامي 2009 و2010، وفترتين من الخدمة في مجلس أمناء "جامعة القلب" المقدس في فيرفيلد في نفس الولاية.
زوجة مصارع ومتبرعة للجمهوريينتبلغ ليندا ماكمان من العمر (76 عاما)، وهي رئيسة مشاركة في الفريق الانتقالي لترامب، ومتبرعة رئيسية موالية للحزب الجمهوري.
أسست ماكمان مع زوجها فينس مكمان شركة للترفيه الرياضي وعملت كرئيسة ثم مديرة تنفيذية للشركة من عام 1980 وحتى عام 2009. وخلال هذه الفترة نمت الشركة من شركة إقليمية في الشمال الشرقي إلى شركة كبيرة متعددة الجنسيات.
فوي عام 2009، تركت ماكماهون اتحاد المصارعة العالمية للترشح لمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كونيتيكت كمرشحة جمهورية ، لكنها خسرت أمام الديمقراطي ريتشارد بلومنثال.
وفي الانتخابات التي جرت عام 2010. كانت مرشحة الحزب الجمهوري لمقعد مجلس الشيوخ الآخر عن ولاية كونيتيكت في سباق عام 2012 ، لكنها خسرت أمام الديمقراطي كريس مورفي.
وحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس ركزت ماكماهون بعد ذلك على تقديم الدعم المالي للمرشحين الجمهورييين، وتبرعت ب6 ملايين دولار لمساعدة ترامب بعد حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2016.
في 7 ديسمبر/ كانون أول عام 2016، أعلن دونالد ترامب ـ الرئيس المنتخب آنذاك ـ أنه سيرشح ماكماهون لمنصب مدير إدارة الأعمال الصغيرة. وبالفعل وقادت خلال العامين الأولين من ولاية ترامب الأولى (2016-2020)، إدارة الأعمال الصغيرة.
وفي السنوات الأخيرة، ترأست مجلس إدارة "معهد أميركا أولا" للسياسة، وهو مركز أبحاث محافظ سعى إلى إرساء الأساس لولاية ثانية لترامب.
وذكرت صحييفة "واشنطن بوست" أن ماكمان لا تعرف بعملها في سياسة التعليم أو الممارسة، الأمر الذي أثار قلق بعض المحافظين في مجتمع التعليم، حيث يأملون في الحصول على وزيرة لها سجل حافل في الدفاع عن قضيتهم.
مصير الوزارةوفي تقرير لها عن وزارة التعليم الأميركية قالت وكالة أسوشيتد برس إنها توزع سنويا مليارات الدولارات من الأموال الفيدرالية سنويا على الكليات والمدارس، وتدير محفظة القروض الطلابية الفيدرالية. وتقوم بدور تنظيمي مهم في الخدمات المقدمة للطلاب، بدءا من ذوي الإعاقة إلى الأطفال من ذوي الدخل المنخفض والمشردين.
وأوضحت أن وزارة التعليم تدير نحو 1.5 تريليون دولار من ديون قروض الطلاب لأكثر من 40 مليون مقترض. كما تشرف على منحة بيل، التي تقدم المساعدات للطلاب الذين تقل دخولهم عن حد معين، وتدير طلب الحصول على المساعدات الطلابية الفيدرالية المجانية ، والتي تستخدمها الجامعات لتخصيص المساعدات المالية.
وذكرت الوكالة أن أموال التعليم الفيدرالية "تشكل عنصرا أساسيا في خطط ترامب للكليات والمدارس". مضيف أن ترامب سبق و تعهد بقطع الأموال الفيدرالية عن المدارس والكليات التي قال إنها "تعزز جنون التحول الجنسي، وغير ذلك من المحتوى العنصري أو الجنسي أو السياسي غير اللائق" .
وينتقد ترامب وزارة التعليم الفيدرالية، التي تأسست عام 1979 في عهد الرئيس جيمي كارتر، باعتبارها "مثالا على التحكم الحكومي غير الضروري".
وخلال حملته الانتخابية الأخيرة، أكد ترامب أنه سيعمل على إلغاء وزارة التعليم الفيدرالية، لإتاحة مجال تسيير التعليم للولايات، التي تعرف خصوصيات المجتمع عندها.
ووضعت حملة ترامب خطة تتضمن السماح بالصلاة في المدارس العامة، وتوسيع حقوق الوالدين في التعليم، و"الوطنية" باعتبارها محور التعليم، والتركيز على "طريقة الحياة الأميركية".
ويحذر خبراء ومشرعون أميركيون من أن إغلاق الوزارة قد يواجه عقبات كبيرة، خاصة بالنظر لدورها الأساسي في تمويل التعليم وإدارة قروض الطلاب.