البوابة نيوز:
2024-07-06@16:06:36 GMT

واو العطف.. وتأشيرات آل البيت

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

جالت في خاطري تلك الجملة، منذ يومين وما زلت افكر فيها، إذ أنني لمرتين لم أتمكن من الزيارة والصلاة في مسجدنا "سيدنا الحسين".

في كل مرة يعود الدكتور عبد الرحيم علي من باريس يكون أول ما يضعه في جدوله زيارة "آل البيت وأولياء الله"، يخبرنا بالإعداد لذلك كمن يرسل "جواز سفره وأوراقه للحصول على التأشيرة".. لا شئ أيا ما كان يمنعنا عن تلك الزيارات إلا تأخير اعتماد التأشيرات لأسباب ربما تكون في النفس أو الصحبة أو تجديد المقامات.

 

 أما عن النفس فشرط صاحب المقام أن لا يشغلك شاغل وأنت في ضيافته فقد جئت محبا، والحبيب في خلوة الحبيب مرهون الجوارح.. وأما الثانية.. فالهدايا يقبل منها ويرفض بمقدار وقدر "الصحبة".. وأما الثالثة لحظات راحة لأهل الديار الأخيار.

 

أعود معكم لشباك التأشيرات من المؤكد انكم رأيتم الزحام على مكاتب السفريات! خوضت التجربة مرة أخبروني حينها انا رصيد حسابي لا يكف فأخذت الأوراق مبتسما ونويت أنه في الزيارة القادمة مع "صاحبي" للسيدة نفيسة سأستعلم عن رصيد حسابي إن كان مسموحا.

 

وبالفعل جلست طيلة الزيارة ادعو الله أن يعطيني "إشارة" على صحة الزيارة ومدى صدقي وقولي، فإني لا ارتكن إلى غواية نفسي وامنحها أقل درجة في الاختبارات، نمت ليلتي منشرح الصدر منتشيا، وفي الصبح ذهبت لأدير سيارتي للحاق بركب الدكتور عبد الرحيم علي لدن شيخ العرب.

أدرت المفتاح لم "تكركع" السيارة كعادتها وتنفخ سباتها وقد كنت أعاني لستة شهور من مرض أصابها، كان يجف ماؤها ولم يستطع لا حكيم ولا كهربائي ولا ميكانيكي معرفة سبب الداء، جميعهم استقروا على دواء واحد وهو أينما "سخنت" اعطها الماء، وهكذا خصصت لها "جركنا"، فتحت "الكبوت" فوجدت قطة صغيرة عبثت بالأسلاك، ولم تجد معها "البسبسة" لتنصرف، تبسمت وأنا أقول لها "هتأخر".. قبل أن أكمل وتكمل معي "هذا كلام لو تغير فيه حرف لكن فيه افتراء على الله وعلى المصطفى وآل بيته، لذا أنقله لك كما حدث، ولك أن تصدق أو تضعني في خانة المجاذيب أو أي خانة تناسبك، أما أنا يا صاح فقد أخذت عهدا على نفسي أن احافظ ما حييت على تأشيرتي".

نهضت" القطة" من مكانها الذي كان من الصعب أن تدخل يد أحد إليه، فإذا بآثار ماء موضع" تكومها"، وكان هذا مكان العطل والداء، انطلقت بالسيارة فإذا بسيدة تحمل طفلا وتشير إلي، فوقفت لها واضجرت من طفلها الذي أخذ يعبث بكل شئ حتى نزل وترك قطعة حديد صغيرة، وعلى غير العادة وجدت" ورشة الميكانيكي" مفتوحة لأمر طارئ، فأشرت إليه إلى مكان القطة والماء فأخبرني أن الصدأ أكل وصلة حديدية وعلي شرائها وإذ به يرى قطعة الحديد التي تركها الطفل فيقول باندهاش: "ما هي معاك أهي.. هي دي اللي عاوزينها".

حكيت ما حدث للدكتور عبد الرحيم علي فقال لي: "هل تعرف ما أسباب دوام زيارتي لآل البيت وأولياء الله الصالحين؟ قلت له لماذا؟.. قال لي: أتعرف المقولة التي تقول:" إن أعطيت ابني ثمرة تقع حلاوتها في فمي".. أنا أزور ودا وحبا لله ورسوله "ص".

هذه المرة جاء صاحبي من سفره كدرا بعد مرض أصابه وقال لي سنزور السيدة نفيسة وسيدنا الحسين وهذا ما سنربحه من زيارتي لمصر، ولأول مرة يرجئ زيارة "البدوي"، وإذ بنا ونحن في السيدة نفيسة يدخل علينا كبير خدام مقام" البدوي" فيصافحه الدكتور عبد الرحيم علي بحرارة بالغة، فيخبره الرجل أنه لا يعرف ما سر استدعائه اليوم إلى القاهرة لعله كان خيرا ليتم هذا اللقاء، فيخبره "علي" إن تذكرته الأربعاء لذا لن يتمكن من زيارة" البدوي" لكنه سرعانا ما يلتقط الإشارة ويدرك أن الرجل أتى له بدعوة ممهورة بالتأشيرة فيعدل موعد سفره ويوجه قلبه وجسده إلى زيارة "البدوي" كما اعتاد، فتبسمت وأدركت أن "صاحبي" ترقى من السعي إلى التأشيرة إلى صاحب "إقامة ذهبية" فدعوت الله له أن يحافظ عليها.

 

وسألت نفسي عن السر فهو كأي إنسان ليس ملاكا ولكنه دوما يحاول أن يكون "إنسان" فوجدت السر في واو العطف، حينما سمعته يوما وأنا في بيته يغني وكأنه يهدهد طفله فسألت "عم عبد الله" فقال لي: "إن الدكتور يمازح والدته التي ترك العالم كله ليجلس دائما بجوارها، وكان والده رجلا صوفيا من المريدين فأدركت أن كشف حسابه في" واو العطف" تلك التي ما خلت منها آية في ذكر بر الوالدين في القرآن، والتي ما رآها صاحبي إلا وتعلق بها.. و.. بالوالدين إحسانا.. و.. اخفض لهما جناح الذل من الرحمة.. و.. قل ربي ارحمهما.. وصاحبهما.. و.. لا تقل لهما أف.. و.. لا تنهرهما.

 

وأخيرا قالت لي أمي: "لا عليك من كشف الحساب، فأنا أضع لك فيه من الحروف كل يوم، ما يجعلك تفرح وتنتشي وأنت ترتب الكلمات دون جهد وعناء.. ودويات أمك من المداد والمدد عبأها الله.. فارفع عنك القلق فمن منحك القلم لن يحرمك السطور". 

 

مدد يارب مدد

"أتمنى على الله أن يكون مقالي القادم من أمام كعبته وفي روضة رسوله "ص".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عبد الرحیم علی

إقرأ أيضاً:

عبد الله حمدوك: نعول على مصر كثيرًا في المساعدة لحل الأزمة بالسودان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق، ورئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودانية «تقدم» إن السودان وشعبه يعولون على مصر كثيرا في المساعدة لحل الأزمة السودانية، حيث تمتلك القاهرة كل الإمكانات والقدرات وتحرص وتهتم دائما بمعالجة قضايا بلادنا.
وأعرب حمدوك، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مؤتمر "معا لوقف الحرب في السودان" الذي تستضيفه القاهرة بمشاركة وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبّد العاطي ومختلف القوى السياسية المدنية السودانية والشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين -" عن سعادته في أن تلتقي مختلف القوى السودانية على أرض مصر في أول اجتماع من هذا النوع ليظل علامة فارقة وبداية يمكن البناء عليها للدفع نحو وضع حلول جذرية للأزمة الراهنة".
وشدد الدكتور عبدالله حمدوك على أن "مؤتمر القاهرة" ينعقد في توقيت مفصلي بالنسبة للدولة السودانية التي تواجه أزمة وجودية أودت بحياة الكثير من أبناء شعب السودان. 
وأوضح أن المؤتمر يعالج ثلاث قضايا رئيسية: الأولى تتعلق بوقف الحرب التي لابد أن تتوقف اليوم قبل غدًا، والثانية تخص الأزمة الإنسانية التي تعد الأكبر في العالم اليوم، والثالثة والأخيرة والمهمة للغاية هي بحث العملية السياسية وأجندتها والمبادئ العملية الأساسية.

مقالات مشابهة

  • عبد الله حمدوك: نعول على مصر كثيرًا في المساعدة لحل الأزمة بالسودان
  • هل فات علي البرهان أن يضع محتوى هذا البيت موضع التنفيذ : جزي الله الشدائد كل خير .. عرفت بها عدوي من صديقي !!..
  • زيارة مفاجئة بين رئيس وزراء المجر وبوتين تشعل القلق الأمريكي
  • البيت الأبيض: قلقون بشأن زيارة أوربان إلى روسيا
  • البيت الأبيض يبدي قلقه حيال زيارة رئيس الوزراء المجري لروسيا
  • البيت الأبيض: زيارة رئيس وزراء المجر لروسيا لن تخدم قضية السلام وتؤدي لنتائج عكسية على تعزيز سيادة أوكرانيا
  • البيت الأبيض: قلقون من زيارة رئيس وزراء المجر لروسيا
  • علي مصيلحي في بلده بالشرقية بعد ترك وزارة التموين - صور
  • النقيب الجامعي يطعن في حكم قضائي لأنه استهل بـ"باسم الله الرحمان الرحيم"
  • التجنس وتأشيرات فرنسا وتصاريح الإقامة.. إليكم حصة الجزائريين