البوابة نيوز:
2025-01-23@01:18:34 GMT

واو العطف.. وتأشيرات آل البيت

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

جالت في خاطري تلك الجملة، منذ يومين وما زلت افكر فيها، إذ أنني لمرتين لم أتمكن من الزيارة والصلاة في مسجدنا "سيدنا الحسين".

في كل مرة يعود الدكتور عبد الرحيم علي من باريس يكون أول ما يضعه في جدوله زيارة "آل البيت وأولياء الله"، يخبرنا بالإعداد لذلك كمن يرسل "جواز سفره وأوراقه للحصول على التأشيرة".. لا شئ أيا ما كان يمنعنا عن تلك الزيارات إلا تأخير اعتماد التأشيرات لأسباب ربما تكون في النفس أو الصحبة أو تجديد المقامات.

 

 أما عن النفس فشرط صاحب المقام أن لا يشغلك شاغل وأنت في ضيافته فقد جئت محبا، والحبيب في خلوة الحبيب مرهون الجوارح.. وأما الثانية.. فالهدايا يقبل منها ويرفض بمقدار وقدر "الصحبة".. وأما الثالثة لحظات راحة لأهل الديار الأخيار.

 

أعود معكم لشباك التأشيرات من المؤكد انكم رأيتم الزحام على مكاتب السفريات! خوضت التجربة مرة أخبروني حينها انا رصيد حسابي لا يكف فأخذت الأوراق مبتسما ونويت أنه في الزيارة القادمة مع "صاحبي" للسيدة نفيسة سأستعلم عن رصيد حسابي إن كان مسموحا.

 

وبالفعل جلست طيلة الزيارة ادعو الله أن يعطيني "إشارة" على صحة الزيارة ومدى صدقي وقولي، فإني لا ارتكن إلى غواية نفسي وامنحها أقل درجة في الاختبارات، نمت ليلتي منشرح الصدر منتشيا، وفي الصبح ذهبت لأدير سيارتي للحاق بركب الدكتور عبد الرحيم علي لدن شيخ العرب.

أدرت المفتاح لم "تكركع" السيارة كعادتها وتنفخ سباتها وقد كنت أعاني لستة شهور من مرض أصابها، كان يجف ماؤها ولم يستطع لا حكيم ولا كهربائي ولا ميكانيكي معرفة سبب الداء، جميعهم استقروا على دواء واحد وهو أينما "سخنت" اعطها الماء، وهكذا خصصت لها "جركنا"، فتحت "الكبوت" فوجدت قطة صغيرة عبثت بالأسلاك، ولم تجد معها "البسبسة" لتنصرف، تبسمت وأنا أقول لها "هتأخر".. قبل أن أكمل وتكمل معي "هذا كلام لو تغير فيه حرف لكن فيه افتراء على الله وعلى المصطفى وآل بيته، لذا أنقله لك كما حدث، ولك أن تصدق أو تضعني في خانة المجاذيب أو أي خانة تناسبك، أما أنا يا صاح فقد أخذت عهدا على نفسي أن احافظ ما حييت على تأشيرتي".

نهضت" القطة" من مكانها الذي كان من الصعب أن تدخل يد أحد إليه، فإذا بآثار ماء موضع" تكومها"، وكان هذا مكان العطل والداء، انطلقت بالسيارة فإذا بسيدة تحمل طفلا وتشير إلي، فوقفت لها واضجرت من طفلها الذي أخذ يعبث بكل شئ حتى نزل وترك قطعة حديد صغيرة، وعلى غير العادة وجدت" ورشة الميكانيكي" مفتوحة لأمر طارئ، فأشرت إليه إلى مكان القطة والماء فأخبرني أن الصدأ أكل وصلة حديدية وعلي شرائها وإذ به يرى قطعة الحديد التي تركها الطفل فيقول باندهاش: "ما هي معاك أهي.. هي دي اللي عاوزينها".

حكيت ما حدث للدكتور عبد الرحيم علي فقال لي: "هل تعرف ما أسباب دوام زيارتي لآل البيت وأولياء الله الصالحين؟ قلت له لماذا؟.. قال لي: أتعرف المقولة التي تقول:" إن أعطيت ابني ثمرة تقع حلاوتها في فمي".. أنا أزور ودا وحبا لله ورسوله "ص".

هذه المرة جاء صاحبي من سفره كدرا بعد مرض أصابه وقال لي سنزور السيدة نفيسة وسيدنا الحسين وهذا ما سنربحه من زيارتي لمصر، ولأول مرة يرجئ زيارة "البدوي"، وإذ بنا ونحن في السيدة نفيسة يدخل علينا كبير خدام مقام" البدوي" فيصافحه الدكتور عبد الرحيم علي بحرارة بالغة، فيخبره الرجل أنه لا يعرف ما سر استدعائه اليوم إلى القاهرة لعله كان خيرا ليتم هذا اللقاء، فيخبره "علي" إن تذكرته الأربعاء لذا لن يتمكن من زيارة" البدوي" لكنه سرعانا ما يلتقط الإشارة ويدرك أن الرجل أتى له بدعوة ممهورة بالتأشيرة فيعدل موعد سفره ويوجه قلبه وجسده إلى زيارة "البدوي" كما اعتاد، فتبسمت وأدركت أن "صاحبي" ترقى من السعي إلى التأشيرة إلى صاحب "إقامة ذهبية" فدعوت الله له أن يحافظ عليها.

 

وسألت نفسي عن السر فهو كأي إنسان ليس ملاكا ولكنه دوما يحاول أن يكون "إنسان" فوجدت السر في واو العطف، حينما سمعته يوما وأنا في بيته يغني وكأنه يهدهد طفله فسألت "عم عبد الله" فقال لي: "إن الدكتور يمازح والدته التي ترك العالم كله ليجلس دائما بجوارها، وكان والده رجلا صوفيا من المريدين فأدركت أن كشف حسابه في" واو العطف" تلك التي ما خلت منها آية في ذكر بر الوالدين في القرآن، والتي ما رآها صاحبي إلا وتعلق بها.. و.. بالوالدين إحسانا.. و.. اخفض لهما جناح الذل من الرحمة.. و.. قل ربي ارحمهما.. وصاحبهما.. و.. لا تقل لهما أف.. و.. لا تنهرهما.

 

وأخيرا قالت لي أمي: "لا عليك من كشف الحساب، فأنا أضع لك فيه من الحروف كل يوم، ما يجعلك تفرح وتنتشي وأنت ترتب الكلمات دون جهد وعناء.. ودويات أمك من المداد والمدد عبأها الله.. فارفع عنك القلق فمن منحك القلم لن يحرمك السطور". 

 

مدد يارب مدد

"أتمنى على الله أن يكون مقالي القادم من أمام كعبته وفي روضة رسوله "ص".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عبد الرحیم علی

إقرأ أيضاً:

راشد عبد الرحيم: فتن الجنوب

من قبل إستقلال السودان لم تتوقف فتن الجنوب و اهله في الشماليين و تعددت
بين التنكيل و الذبح و الحرق للاحياء و مساكنهم و متاجرهم .

نشبت احداث توريت قبل الإستقلال في العام ١٩٥٥م بتمرد الجنود الجنوبيين في ( الأورطة ١٨ ) و قتلهم لزملائهم ثم خروجهم لمتاجر الشماليين و بيوتهم حيث قتلوا الرجال و جمعوا النساء في السجون و فتحوا عليهن نيران اسلحتهم و اشعلوا عليهن الحرائق

و افنيت عائلة الشيخ الفزاري من ابناء و حفدة .
كان عدد من قتلوا في المجازر اكثر من مائة و عشرين قتيلا .
ثم وقعت الأحداث التي اعقبت شائعة مقتل وزير الداخلية الجنوبي في الحكومة السودانية و قتل أكثر من خمسين شماليا .
تكررت عمليات القتل و الترويع منهم في الخرطوم عقب مقتل جون قرنق و خرجت جموعهم تقتل المارة في الطرقات بالسواطير و السكاكين و قضبان السكة حديد و قتل اكثر من مائة و خمسين شماليا .

اليوم و في هذه الحرب إنتشر مرتزقة التمرد من ابناء النوير في الخرطوم و شرق النيل و شاركوا في كل العمليات العسكرية خاصة في المدفعية و اعمال القناصة .

عقب احداث الجزيرة خرجت جموعهم في جوبا تقتل في الشماليين و تحرق متاجرهم .
إستنكر رئيس الجنوب سلفا كير ما وقع و قال انها ( عمليات إرهابية ضد مواطنيه ) و كانما كان مواطنيه يوزعون الورود في الخرطوم .

إنتهزت حكومتهم الحرب و بدات في حملات تسويق لمنطقة ابيي مخالفة الإتفاق الموقع معها بشأن الإستفتاء .
لم تكن حكومة الجنوب وفية لما قامت به الحكومة السودانية من تنظيم الإستفتاء و قيام الدولة الجديدة .
كان القبح مجسدا في مقابلة الإحسان بالجحود و تجلي ذلك في قول باقان اموم الوزير الجنوبي في حكومة السودان و تصريحه ( لقد تخلصنا من وسخ الخرطوم ) .

في سماحة لا تنفع معهم ذهب الرئيس البشير ليشاركهم الإحتفال بميلاد دولتهم فكانت الهتافات القبيحة و كان باقان ينفث سمومه و اراد حرق العلم السوداني لولا ان تصدي له ياور السيد الرئيس سعادة اللواء ياسر بشير عليه رحمة الله و رضوانه الذي رفع العلم ثم قبله و طواه .

حاول باقان منع الرئيس البشير من إلقاء كلمته فمنعه الدكتور رياك مشار .
لم يتوقف السودان في بذل كل ما يساعد الدولة الجديدة و تنازل كثيرا عن المنشآت النفطية التي أسسها علماء و أبناء الشمال و سمح لهم بتصديرها و فتح حدوده لكل السلع المهمة التي يحاجها الجنوب .

سبق ذلك تنازلات كبيرة في نيفاشا و كل الإتفاقيات السابقة و كان ان اتيح لهم حكم الجنوب كله و المشاركة الواسعة في الحكومة المركزية .
عند قيام دولة الجنوب دارت الحروب بينهم و فتح السودان حدوده لكل من لجأ إليه هربا من الموت .
ثم كانت النتيجة ان حملوا السلاح مع التمرد .
مؤخرا تمت إجرات ( شخبطة ) في رأس و ( جيب ) سلفا كير ليقوم علي إثرها بتغييرات في حكومته
ابعد بها من لهم علاقات طيبة بالسودان و إستبدلهم بمعادين .

لم يعد من سبيل إلا التعامل القوي مع الجنوب و وفقا لما تكفله النظم و الأعراف الدولية و علينا ان نبعد الجنوبيين من بلادنا بحيث لا يبقي منهم إلا من يستوفي شروط الإقامة في السودان بدفع قيمتها و التاشيرة التي يدخل بها مع محاكمة كل المحاربين و توقيع اقصي العقوبات التي تقضي بها المحاكم عليهم .

علي الحكومة ان توقف نقل البترول عبر السودان إلا بدفع قيمة الإستخراج و النقل كاملة و وقف كل الصادرات حتي تدفع قيمتها كاملة .
اما ابيي فإن المسيرية سيقومون بكل ما يلزم حال وقف الحرب .
كما ان الإجراءات الأحادية بشأن أبيي من جانبهم فمصيرها ان ( يبلوها و يشربوا ماءها )

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ترمب يكشف عن رسالة بايدن التي تركها في إدراج المكتب الرئاسي في البيت الأبيض
  • راشد عبد الرحيم: لا تستعجلوا
  • دونالد ترامب من نجم هوليوودي إلى البيت الأبيض .. أبرز الأدوار التي ظهر فيها
  • في عرضه الأول بالقاهرة| «زيارة ليلية» بنادي سينما المرأة.. صور
  • عرض زيارة ليلية ولعل الله يراني بنادي سينما المرأة
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • دعاء زيارة المريض .. احصل على أجر عظيم
  • حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير
  • الليلة.. عرض فيلمي "زيارة ليلية" و"لعل الله يراني" بنادي سينما المرأة
  • راشد عبد الرحيم: فتن الجنوب