سواليف:
2025-05-01@09:44:16 GMT

اقتل ثم ابكِ

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

اقتل ثم ابكِ
د. #حفظي_اشتية
كم هو مؤلم ومملّ تكرار الحديث عما يحدث منذ خمسة أشهر، بل منذ أكثر من مائة عام من #قتل و #تدمير وأسر وتهجير واقتلاع شعب من أرضه ومحاولة إفنائه وإنهاء وجوده وطمس هويته ومحو تاريخه ودينه ومقدساته ولغته….!!!
إنها الحقيقة الناصعة وسط ركام من الأضاليل والألاعيب السياسية و #أوهام_السلام.


منذ اليوم الأول من ظهور فكرة إنشاء هذا الكيان في هذا المكان، تجلّى تلبيس إبليس في تخاريف دينية تاريخية مضى عليها أكثر من ثلاثة آلاف عام، نفضوا عنها غبار السنين، وأعادوا إحياءها وبعثها من أعماق العدم، ولبّسوها لفكرتهم الشيطانية التي لاقت هوى عظيما وقبولا حسنا من الغرب الماكر الذي يناصبنا العداء منذ كان وكنا على هذه الأرض، عبر تاريخ دموي أليم ممهور بالسمّ من خاتم الزبّاء في تدمر، إلى بطولات ميشع في مؤاب، وبسالة الأنباط في البتراء، وفتكات خالد في اليرموك وأبي عبيدة في فلسطين، وعقبة في أقاصي المغرب، وطارق في الأندلس… وكاد عبدالرحمن الغافقي شهيد معركة بلاط الشهداء أن يحسم الصراع مبكرا وإلى الأبد في مثل هذه الأيام من أواخر شعبان ومطلع رمضان سنة 114هـ، لولا النكوص للدفاع عن الغنائم لتُبعث آلام أُحُد من جديد، ويتوقف المدّ العربي الإسلامي على عتبات باريس.
وكانت لهم الغلبة إلى حين في حروبهم الصليبية الاستعمارية الملبّسة بالدين، لكنهم سادوا ثم بادوا، ولم يبقَ من آثارهم إلا أنين قتلاهم في حطين وعلى أسوار عكا، ودار ابن لقمان والطواشى صبيح في المنصورة، والسخرية المريرة من ملكهم الأسير الذليل يتوسل الافتداء.
ثم عادوا مطلع القرن الماضي ليجوسوا خلال ديارنا بمكرهم وألاعيبهم، وما أخفَوا حقدهم الدفين الذي ندّت عنه فلتات ألسنتهم لتظهر سخائم قلوبهم، فصرخ اللنبي وهو يدخل فلسطين : الآن انتهت الحروب الصليبية!! بينما كان غورو يرفس برجله النجسة قبر صلاح الدين في دمشق صائحا : ها قد عدنا يا صلاح الدين!!
وعاد التاريخ الدامي جدَعَا من جديد، وزرعوا هذا الكيان في حنايا قلب الأمة، وأطلقوا له العنان ليكون رأس حربتهم ودسائسهم.
منذ بواكير نشأته، وهو يردد تخاريفه الدينية، ويستمدّ منهجه من كتبه المحرَّفة التي تنفخ فيه أمجادا كاذبة، وتفوّقا عرقيا موهوما، وتجعل قتل الأغيار عنده عبادة، وجزءا مكينا من التاريخ المقدس باطلا، والدين المزعوم زورا.
تراهم يضعون أنفسهم ــ واهمين ــ فوق كل أجناس البشر، ويمسكون بتلابيب السياسة والاقتصاد والدعاية والانتخاب، ويجرون مجرى الدم في شرايين كثير من حكام العالم، يطوّعونهم لخدمتهم وتحقيق مآربهم، والويل كل الويل لمن يعارضهم ويعصي أمرهم.
وتراهم أيضا ــ مغرورين ــ يمجّدون جيشهم وأجهزتهم الأمنية، ويسربلونهم بآيات البطولة وأساطير التفوق، والقدرات الخارقة، فينتصرون بالرعب الذي يصرع صدور الخصوم، فيشلّون إرادتهم، ويزعزعون ثقتهم بأنفسهم.
ويشحنون جنودهم دوما بترّهاتهم الدينية، ويبيحون لهم فعل كل محرّم لتحقيق النصر، فترى زعماءهم وقادتهم يستعيدون تعاليم دينية مزيفة عن تحليل قتل البشر رجالا ونساء وأطفالا، وتدمير كل عمران، وقتل كل حيوان، واقتلاع كل شجر، فتلوح في خيالاتهم ــ وفق زيف أسفارهم ــ أفاعيل يوشع في أريحا، ونبوءات إشعياء، وأساطير قلعة مسعدة….إلخ
اقتل ثم اقتل ثم اقتل، واهرب بذلك من عُقَد نقصك وخوفك المرضيّ المستعصي المزمن.
ولتبرير قتلك أمام هذا العالم، وإخضاع إعلامه الزائف، عليك أن تقتل ثم تبكي كي لا يرى المغفلون فعل يديك، ويكتفوا بالنظر إلى دموع عينيك، وينبري الدهاقنة للدفاع عنك بأنك ــ أحيانا ــ تحذّر المقتولين قبل قتلهم، فتمهلهم دقيقة أو دقيقتين لا تكفيان لفتح العينين، ليفرّوا من هول قصفك العاصف القادم الذي لا يرحم.
قل لهم أن يرحلوا للوسط، ثم للجنوب، واقصفهم حيث وجدوا…. حاصرهم أكداسا بشرية في العراء بين الماء والصحراء، وأغلق عليهم آفاق الفضاء وأبواب السماء، وكن رحيما فابكهم قبل أن تبيدهم، وأبلغهم بأنك ستفعل ذلك مسبقا بهم، ولا تنسَ أن تذكّرهم بأن أحد شيوخ سيناء يتوعّدهم بالذبح إن فرّوا إليه ولاذوا به لاجئين إلى حِماه.
اقتل حصارا ومرضا ورعبا وبردا وعطشا وجوعا…. ثم اسمح لفُتات مساعدات أن يتنزل عليهم من الجوّ، ليقتتلوا عليه، ويتجمعوا حوله، ثم اقتلهم، فلن يتذكر هذا العالم الظالم من المشهد إلا سماحتك وكرمك ورحمتك بهم!!!
رحماك ربّاه! هذا الشعب المظلوم في محنة لم يعرفها التاريخ قديمه وحديثه، وليس إلّاك مغيث، وليس أمامه إلا الصبر فوق الصبر، والصمود تلو الصمود، والتضحية بعد التضحية… والمقاومة الباسلة هي شعاع النور الوحيد الباقي في ظلمة هذا الليل الطويل الحالك، وهي التي ستعيد ــ بإذن الله ــ رسم الأمل من غياهب الألم والمعاناة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: قتل تدمير أوهام السلام

إقرأ أيضاً:

«كام ذي القعدة؟».. التاريخ الهجري اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025

يتساءل الكثير من المسلمين عن التاريخ الهجري اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025، وخاصة مع دخول الشهور التي تحمل خصوصية دينية كبيرة، مثل شهر ذي القعدة، أحد الأشهر الحُرُم التي يحرم فيها القتال، ويستغلها الكثيرون في الطاعات والدعاء والتقرب إلى الله عز وجل.

التاريخ الهجري اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025، يوافق الثاني من شهر ذو القعدة 1446 هجريًا.

وكانت قد أجرت دار الإفتاء استطلاعًا لرؤية هلال ذو القعدة مساء الإثنين 28 أبريل، بالتنسيق مع معهد البحوث الفلكية وهيئة المساحة، حيث ثبتت رؤية الهلال بالطرق الشرعية في عدة مناطق داخل الجمهورية، وتم الإعلان رسميًا عبر صفحات دار الإفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

كام ذي القعدة؟ الأعمال المستحبة في شهر ذو القعدة

هو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهي أشهر تتضاعف فيها الحسنات ويُنهى فيها عن القتال والظلم، لذا، يحرص المسلمون في هذا الشهر على التقرب إلى الله من خلال مجموعة من الأعمال الصالحة، من بينها:

تهيئة النفس والبدن للحج، وهو من أهم الاستعدادات للمسلمين القادرين على أداء الفريضة.

الصدقات وصلاة النوافل وذكر الله.

الصيام، وخصوصًا في الأيام البيض «13، 14، 15 من الشهر»

الإكثار من الاستغفار، استعدادًا لشهر ذو الحجة وموسم الحج.

اقرأ أيضاًفلكياً.. معهد البحوث يحدد يوم وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025

موعد العيد الكبير.. كم يوم إجازة في عيد الأضحى 2025؟

مقالات مشابهة

  • هدف أسطوري بعمر 17 عامًا..يامال يواصل كتابة التاريخ مع برشلونة
  • «كام ذي القعدة؟».. التاريخ الهجري اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025
  • اعتبارًا من هذا التاريخ.. قرار بتجميد تراخيص حمل الأسلحة في جبل لبنان
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • يعيد كتابة التاريخ.. ما هو السيديريت الذي تم اكتشافه على المريخ؟
  • المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب
  • نيوزويك: عطلة نهاية الأسبوع التي صنعت ظاهرة ترامب وغيرت التاريخ
  • من يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ