قال الشيخ صفوت عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنّ شهر رمضان شهر فرصة عظيمة لترقيق القلوب، لأن الصائم يصوم في نهار رمضان عن الطعام والشراب، وفي الليل تصوم جوارحه عن الحرام طاعة لله وابتغاء للأجر واجتناب نواهيه، وبذلك تنزع الشهوة من النفوس، وتجعل القلوب هينة لينة.

وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ شهر رمضان حظي بمنزلة عظيمة دون غيره من الشهور؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه صريحًا في القرآن الكريم، كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]؛ فصار أفضل الشهور، وفضَّل اللَّه العمل الصالح فيه عن غيره، كما ورد في حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم]، والمراد: من صام رمضان تصديقًا بالأمر به، عالمًا بوجوبه، خائفًا من عقاب تركه، مؤمنًا باللَّه ومحتسبًا الأجر والثواب في صومه من اللَّه فإنَّ المرجو أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه.

وأضاف «صفوت عمارة» أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يُبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويحثّهم على الاعتناء به؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: لما حضر رمضان قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «أتاكم شهر رمضان، شهرٌ مبارك، فرض اللَّه عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرم خيرها فقد حُرم»  [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني]، وقال بعض العلماء: هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان؛ فكيف لا يُبشَّر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟!! وكيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟!! وكيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟!!

وذكر «عمارة»، أنَّ المسلم يحتاجُ إلى تهيئة نفسية وبدنية حتى يدخل شهر رمضان وهو في أعلى درجات الجاهزية للصيام والقيام؛ فعليه أن يجدد العهد مع اللَّه تعالى بتوبه صادقة، ويتأكد أمر التوبة في مثل هذه الأزمنة الفاضلة لشرفها وعظم أجر الأعمال الصالحة فيها؛ لأن الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب حرمان العبد من الخير و الإقبال على اللَّه تعالي؛ فقد جاء رجل الى الحسن البصري رحمه اللَّه، وقال يا أبا سعيد إني احضر طهوري وأستعد لقيام الليل فلا أستطيع فما السبب ؟ قال "قيدتك ذنوبك".

وأكد الواعظ بالأزهر الشريف، أنَّ السلف كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم، وكان من دعائهم: اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلاً؛ فقد سُئل ابن مسعودٍ: كيف كنتم تستقبلونَ شهرَ رمضانَ؟ فقالَ: ما كان أحدنا يجرؤ أنْ يستقبل الهلال وفي قلبه مثقالُ ذرة حقدٍ على أخيه المسلم؛ فاللهم بلغنا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، وارزقنا الإخلاص والقبول.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر شهر رمضان الصائم شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

نهلة مصطفى.. من الهواية إلى الاحتراف في عالم ديكورات رمضان اليدوية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

منذ نعومة أظافرها، كانت نهلة مصطفى تلمس جمال الفن بيدها، وكانت الألوان والتصاميم تنبض بالحياة في قلبها. رغم التحديات التي واجهتها في مسيرتها العملية، إلا أن حبها للأعمال اليدوية بقي رفيقًا لها، وها هي اليوم تبرع في فن ديكورات رمضان اليدوية وتترك بصمتها الخاصة على كل قطعة تصنعها.

نهلة مصطفى، خريجة كلية الآداب قسم الإعلام، لم يكن عشقها للفن مجرد هواية عابرة، بل كان جزءا من شخصيتها منذ طفولتها. كانت تحب الرسم والتلوين في صغرها، وكان والدها دائمًا داعمًا لها، حيث كان يشجعها على تطوير موهبتها. ومع مرور الوقت، وتزامنًا مع التزامات الحياة العملية، ابتعدت نهلة عن ممارسة الفنون اليدوية إلا في المناسبات الخاصة.

لكن مع حلول شهر رمضان، تحولت تلك الهواية إلى مشروع احترافي يعكس إبداعًا وحرفية.

 بدأت قصتها مع شغفها بصناعة الديكورات الرمضانية منذ حوالي ست سنوات، عندما قررت تحويل عروسة السبوع القديمة التي كانت تحتفظ بها في منزلها إلى مجسم مسحراتي مميز باستخدام قماش الخيامية والإضاءة. لاقت الفكرة إعجابًا من الأهل والأصدقاء، وبسرعة تحولت إلى مشروع صغير يعكس لمستها الخاصة.

"كنت دائمًا أحب أن أزين البيت في المناسبات، وفي رمضان تحديدًا كنت أبحث عن أفكار مبتكرة لأصنعها بيدي، وأصنع الفرحة في بيتي وفي بيوت الآخرين"، تقول نهلة.

ومع مرور الوقت، بدأ الأصدقاء والعائلة يطلبون منها تصميم ديكورات خاصة لهم، وظهرت فكرة إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض أعمالها، "بدأت من خلال نشر الصور على الفيسبوك، ووجدت دعمًا وتشجيعًا كبيرًا من الجميع. ما دفعني للاستمرار كان كلمات التشجيع التي تلقيتها، التي كانت تدفعني لتطوير عملي وإطلاقه بشكل أوسع".

أصبحت نهلة واحدة من أبرز الحرفيين في مجال ديكورات رمضان اليدوية، لا تقتصر أعمالها على الزينة التقليدية، بل تتنوع لتشمل تصاميم فريدة تعكس الأصالة والجمال، مثل المجسمات الخاصة بالمسحراتي أو الفانوس، بالإضافة إلى الأقمشة المزخرفة والمفارش والتابلوهات التي تضفي طابعا رمضانيا مميزا على المنازل.

نهلة مصطفي صانعة ديكورات رمضان اليدوية، التي بدأت رحلتها الفنية منذ ست سنوات، أصبحت اليوم واحدة من أشهر الحرفيين في هذا المجال. أعمالها تميزت بتفاصيل دقيقة وخامات ممتازة، مما جعلها تكتسب إعجابا واسعا وتحقق نجاحا كبيرا في مجالها.

ومن خلال شغفها وحبها للفن، أصبحت نهلة مصطفى مصدر إلهام للكثيرين في عالم الأعمال اليدوية. وعلى الرغم من التحديات، إلا أن شغفها وإصرارها على تقديم الأفضل جعلها تضع بصمتها الخاصة في مجال ديكورات رمضان، وتواصل إضفاء البهجة والفرحة على كل منزل تزخرفه.

خيامية رمضاننهلة مصطفي مبتكرة خيامية رمضان

مقالات مشابهة

  • ثقافة أسوان تنظم أنشطة ثقافية وأمسيات شعرية لإحياء ليالي رمضان
  • دعاء اليوم السابع عشر من شهر رمضان 2025 وثواب الدعاء
  • نهلة مصطفى.. من الهواية إلى الاحتراف في عالم ديكورات رمضان اليدوية
  • مساجد الشارقة.. صور تجسّد عمارة القلوب
  • كركيعان يطرق أبواب البصريين في ليلة النصف من رمضان (صور)
  • دعاء اليوم الخامس عشر من شهر رمضان.. تعرفوا عليه
  • دعاء اليوم الخامس عشر من رمضان .. للصائم دعوة لا ترد
  • خلال جولته بالعاشر من رمضان.. مدبولي يتفقد نماذج وحدات سكنية ضمن مبادرة «سكن لكل المصريين»
  • رئيس الوزراء يتفقد نماذج شقق متوسطي ومنخفضي الدخل بالعاشر من رمضان
  • رئيس الوزراء يتفقد نماذج لوحدات "سكن لكل المصريين" بالعاشر من رمضان.. صور