"بطل من نار"..طيار أمريكي يضحي بنفسه أمام السفارة الإسرائيلية لحرية فلسطين
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
في صباح هادئ الأسبوع الماضي، توجه الطيار الأمريكي الشاب آرون بوشنيل إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وعيناه مليئة بالحزن والاستياء، وقلبه ينبض بالألم، وأشعل النيران في نفسه مرددا "الحرية لفلسطين"، لم يكن يدرك ارون أن هذا اليوم سيغير مسار حياته وسيؤثر بشكل عميق على العالم من حوله.
تحرير 1530 مخالفة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني بالمحافظاتقرر ارون أن يضحي بنفسه، لكي يجذب الانتباه إلى مأساة الشعب الفلسطيني ويعبر عن احتجاجه بأقوى صوتا، وقال: "لن أكون متواطئا في الإبادة الجماعية بعد الآن"، في إشارة لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة،، وأصر آرون أن يجعل صوته مسموعا بأي طريقة، حتى ولو كانت الطريقة قاسية.
وبشكل مفاجئ داخل السفارة الإسرائيلية قال آرون: "إن ما أقوم به هو الحد الأدنى الواجب مقارنة بما يعانيه الفلسطينيون على يد المستعمر"، ثم وضع جهاز التسجيل على الأرض، وغمر نفسه بسائل سريع الاشتعال، لتندلع النار في جسده وهو يصرخ: "فلسطين حرة"، وكلماته تتراقص في الهواء مع ألسنة اللهب، وتعالت صرخاته في الهواء، تعبيرا عن الألم والغضب والرغبة في وقف الحرب في غزة، وانتشرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة هائلة، وتأثر العديد بقصة آرون، وأدركوا أنها ليست قصة عن الانتحار، بل قصة عن العطاء والشجاعة والرغبة في تحقيق العدالة.
وبعد ساعات قليلة من الحادث المأساوي، توفي آرون في المستشفى، وتحولت قصته إلى رمز للتضحية من أجل الحرية لفلسطين، وانتشر خبر وفاته ونظم العديد من الشباب الداعمين للإنسانية وقفات احتجاجية في المدن الأمريكية خلال هذا الأسبوع، للتعبير عن الاستياء والغضب إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة، حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من 30 ألف شخص هذا الأسبوع وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وعلى الرغم من إزالة مقطع الفيديو الأولي الذي نشره بوشنل، إلا أن اللقطات انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حول العالم، وقال أحد أصدقائه الطيارين لقناة السي إن إن: "إن وفاته انتشرت بين الناشطين مثل موجة الصدمة".
*واشنطن بوست" تشبه الواقعة بـ"متظاهر تونس" فتيل الربيع العربي*
يجسد آرون رمزا للشجاعة والتفاني من خلال خدمته لبلاده كطيار في القوات الجوية الأمريكية، لكن داخل قلبه صراعا داخليا عميقا، يشعر بالمسؤولية تجاه مأساة الشعب الفلسطيني في غزة، والتي كانت تستمر منذ سنوات طويلة، الأخبار الحزينة والصور المدمرة التي شاهدها جعلت قلبه ينزف وروحه تشتعل بالغضب، انتقلت مشاعره الغاضبة إلى الآلاف حول العالم، ونظموا وقفات ومظاهرات احتجاجية تجوب أوروبا وأمريكا، حاملين صوره، رافضين استمرار قوات الاحتلال في إبادة الشعب الفلسطيني، مطالبين بوقف الحرب في غزة.
وربطت جريدة واشنطن بوست واقعة الطيار الأمريكي، بالأحداث التي اندلعت في تونس في بداية 2011 ، عندما اشعل متظاهر النيران في نفسه، والتي تعد شرارة اندلاع ثورات الربيع العربي في المنطقة، وأكد مارك كيميت مساعد وزير الدفاع الأسبق لأمريكا بأن هناك حالة غضب متنام بين الشعوب من سياسات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وسياسات الولايات المتحدة التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، مضيفا في حديثه لقناة سكاي نيوز عربية أن هذه المعارضة والاحتجاجات لا تزال ضيقة النطاق للتأثير علي السياسات الأمريكية الخارجية.
المعتصمون مستمرون في محاصرة منزل "بلينكن
ووسط هذه التوترات الدولية والاحتجاجات الشعبية في العالم، استمر المعتصمون أمام منزل أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، وبعد حادث الطيار تزايدت أعداد المعتصمين مطالبين بوقف إطلاق النار فورا في غزة، وعبر المحتجون عن غضبهم في دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل، رافضين استخدام أموالهم في ارتكاب جرائم حرب.
ونصب المحتجون خياما، بجوار منزل بلينكن ، وحملوا صورا للطيار البطل ولافتات تندد بالحرب الإسرائيلية على غزة، ومع مرور سيارة بلينكن يسكبون أمامه لونا أحمر رمزا لدماء الشهداء في غزة ويهتفون قائلا "يا قاتل الأطفال والنساء"، وطلب وزير الخارجية بحراسة مشددة لمنزله لحمايته من المتظاهرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السفارة الإسرائيلية واشنطن النيران الحرية لفلسطين أرون فی غزة
إقرأ أيضاً:
وقفة أمام السفارة المصرية في بريتوريا رفضا لحصار غزة ولفتح معبر رفح (شاهد)
احتشد المئات أمام السفارة المصرية في بريتوريا بجنوب أفريقيا، الاثنين، رفضا للحصار المفروض على قطاع غزة، وللمطالبة بفتح معبر رفح الحدودي، وإدخال المساعدات.
وجاء الحشد الاحتجاجي بدعوة من اتحاد الجاليات الإسلامية بجنوب أفريقيا وعدد من المنظمات الحقوقية الداعمة للقضية الفلسطينية لمناصرة غزة ومطالبة النظام المصري بفتح المعابر وإدخال المساعدات لأهالي غزة.
وندد المشاركون في الوقفة باستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، ورفض فتح المعابر، خصوصًا معبر رفح الحدودي مع مصر، ما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
وطالب المنظمون النظام المصري بفتح المعابر بشكل دائم لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين داخل غزة.
ودعت المنظمات المشاركة أبناء الجاليات الإسلامية والحقوقيين وكل المناصرين للقضية الفلسطينية للمشاركة بكثافة، للتعبير عن التضامن مع غزة والضغط على المجتمع الدولي من أجل إنهاء الحصار.
ومنذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي حربا عنيفة على قطاع غزة استهدفت مختلف مناطق القطاع، وأسفرت الحرب عن دمار واسع واستشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء.
وتعرضت البنية التحتية في غزة لانهيار شبه كامل، مع تدمير المستشفيات والمدارس والمرافق الحيوية، بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) مصدر.
وفي ظل تصاعد العمليات العسكرية، شدد الاحتلال الإسرائيلي من حصارها على القطاع، ومنعت إدخال المواد الغذائية والطبية والوقود، وفي المقابل، كان معبر رفح -الذي يربط غزة بمصر- هو المنفذ الإنساني الوحيد المتاح، إلا أن السلطات المصرية فرضت قيودا صارمة على حركة المعبر، مما عرقل وصول المساعدات.
وفقًا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن القيود المفروضة على معبر رفح زادت من تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعيش سكان القطاع أوضاعًا مأساوية، مع نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية مصدر.
ودعت منظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، إلى ضرورة فتح المعابر بشكل كامل ومستدام، لتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية وإنقاذ الأرواح في غزة.
ويواصل الناشطون والحقوقيون في مختلف دول العالم تنظيم وقفات ومسيرات للضغط على الحكومات العربية والدولية لإنهاء الحصار ووقف العدوان الإسرائيلي.