إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

تقدر منظمة الصحة العالمية وجود نحو 52 ألف امرأة حامل في قطاع غزة معرّضات للخطر بسبب انهيار النظام الصحي وتدهور الأوضاع الإنسانية وسط الحرب المستعرة.

ووفق وثيقة لمنظمة الصحة العالمية حصلت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منه فإن أمّين على الأقل تموتان كل ساعة. ووفق نفس المصدر فإنه تم الإبلاغ عن مئات حالات الإجهاض والولادات المبكرة منذ اندلاع الحرب في غزة، استنادا لمعطيات لوزارة الصحة في القطاع.

   ولا تقتصر المخاوف على الولادة نفسها بل تتعداها إلى تحديات عدة مثل إبقاء الأطفال على قيد الحياة في ظل الحرمان من المواد الأساسية كالماء والغذاء. وقد وُلد أكثر من 20 ألف طفل أثناء الحرب في غزة.

كما أن الخطر لا يهدد النساء اللواتي اقترب موعد وضعهن بل جميع النساء الحوامل معرضات للخطر بسبب نقص الغذاء وسوء الأوضاع الصحية في وقت الحرب.

ووفق وثيقة منظمة الصحة العالمية فإن 700 ألف امرأة وفتاة يفتقرن حالياً الوصول إلى منتجات الفوط الصحية والمياه النظيفة والخصوصية. ومتوسط الوصول إلى المرافق الصحية دورة مياه لكل 700 نازح.

   وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير الشهر الماضي إن انتشار المراحيض والحمامات غير الصحية يؤدي إلى التهابات المسالك البولية الخطرة على نطاق واسع.

اقرأ أيضا"الولادة في هذا الملجأ ستكون كارثية".. وضع مأساوي ومحفوف بالمخاطر بالنسبة للنساء الحوامل في قطاع غزة

   ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن 95 في المئة من النساء الحوامل أو المرضعات يواجهن نقصا غذائيا حادا.

أسماء أحمد تحدثت لوكالة الأنباء الفرنسية، فقبل ولادتها اضطرت إلى النزوح عن منزلها في شمال قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي عند منتصف الليل في مدرسة إيواء بغزة حيث لا يتوافر التيار الكهربائي.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنه ليس بإمكان النساء الحوامل في غزة الوصول إلى المؤسسات الصحية أو الاتصال بسيارات الإسعاف ليتم تحويلها إليهن، وبالتالي يضطررن إلى الولادة في ملاجئ الأونروا غير المجهزة

بالمرافق الطبية اللازمة لضمان ولادة آمنة.

   وتروي أسماء أحمد (31 عاما) بعدما أصبح عمر طفلها أربعة أشهر، "كنت خائفة كثيرا من أن أفقد طفلي، قلت لنفسي بأنني سأموت".

اقرأ أيضاما هي الظروف التي تعيش فيها النساء في غزة مع استمرار الحرب؟

   وتقول الممرضة براء جابر التي ساعدتها بدورها "الوقت كان متأخرا جدا، كان الاحتلال يقصف أي شخص يتحرك... لم نستطع نقلها إلى المستشفى".

   وتثير الظروف الكارثية والموت المنتشر في كل مكان الخوف في نفوس النسوة الحوامل، وبينهن ملاك شبات (21 عاما).

   لجأت شبات إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة بعدما نزحت مرات عدّة من منطقة إلى أخرى هربا من الغارات الجوية الإسرائيلية.

   وتقول شبات التي يقترب موعد وضعها وتعيش في خيمة "أنا خائفة جدا من الولادة في هذا المكان".

   "أسوأ من جهنم"  

   واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل وأودى بأكثر من 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

   كذلك احتُجز 250 شخصا رهائن، لا يزال 130 منهم في الأسر، وفق إسرائيل التي تُرجح مقتل 31 منهم في القطاع.

   وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الثلاثاء ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء الحرب إلى 30631، معظمهم من النساء والأطفال.

   وانهار النظام الصحي. وأشارت الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن 12 مستشفى فقط من أصل 36 يعمل.

    وتسببت القيود التي تقول الأمم المتحدة إن إسرائيل السبب فيها بتوقف معظم قوافل المساعدات.

   ويقول صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 62 حزمة مساعدات من المواد الخاصة بحالات الولادة تنتظر السماح لها بالدخول عبرمعبر رفح.

   وفي مستشفى الولادة الإماراتي في رفح التي لجأ اليها نحو 1,5 مليون شخص، لم يتبق سوى خمس غرف للولادة.

   ووصلت سماح الحلو إلى رفح في الشهر الأخير من حملها وكافحت لتحصل على الرعاية التي تحتاجها.

   وتقول: "قالوا سأحتاج إلى عملية جراحية بسيطة أثناء الولادة. تأخرت الجراحة أسبوعين إذ لم يكن هناك أطباء ولا أسرة ولا غرف عمليات".

   لاحقا، وضعت الحلو طفلها محمد لكنها لم تستطع البقاء في المستشفى، إذ سرحها الأطباء مع طفلها لوجود حالات ولادة طارئة ولا مكان للجميع.

   وتقول: "عدت إلى الخيمة في منطقة المواصي في رفح. كان البرد شديدا وكانت لدي آلام شديدة أيضا، شعرت أني سأفقد ابني".

   وتضيف: "حياتنا هنا في الخيمة قاسية وأسوأ من جهنم".

   ويقول الطبيب الفرنسي رافاييل بيتي الذي كان يقوم بمهمة في جنوب قطاع غزة إن هذا الخروج السريع من المستشفى أمر روتيني.

   ويضيف: "عندما تلد النساء، تأتي أسر النساء لاصطحابهن ليخرجن" من المستشفى، مشيرا إلى أن "المستشفى غير قادر على تحديد موعد للمتابعة... هذا مستحيل لأن هناك أشخاصا كثيرين يقصدونه".

   وتشير بعض النسوة لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أنه طُلب منهن إحضار فرش وأغطية في حال رغبن بالبقاء في المستشفى بعد الولادة.

   واضطرت نساء أخريات إلى الولادة في المستشفيات أو الشوارع على الأرض.

     "أسوأ من الكابوس"

   منذ اندلاع الحرب، تعاني رؤى السنداوي الحامل بثلاثة توائم من الدوار بسبب تناولها طعاما معلّبا يؤثّر على امتصاص الحديد، وفقا لطبيبها.

   وتقول السنداوي (20 عاما) "اضطررت إلى اللجوء إلى التكايا التي توزّع الطعام... يوفرون فاصوليا، وعدسا، ومعكرونة".

   وتضيف: "استطعت أكل هذا الطعام لمدة أسبوع لكن بعدها لم تعد معدتي تحتمل... تعبت".

   وتقول ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألن: "هناك العديد من الأزمات في المنطقة التي تعتبر كارثية بالنسبة للنساء الحوامل".

   وتضيف أنه وبسبب الكثافة السكانية في غزة وغياب أماكن آمنة، الوضع "أسوأ من كل كوابيسنا".

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: حقوق المرأة الحرب بين حماس وإسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج منظمة الصحة العالمية غزة حماس إسرائيل معبر رفح حقوق المرأة اليوم العالمي للمرأة الحرب بين حماس وإسرائيل غزة الطب مستشفى نساء أطفال فلسطين إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين مجاعة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الأنباء الفرنسیة الصحة العالمیة الأمم المتحدة الولادة فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف تتغلبين على «رهاب الحمل».. 6 نصائح لولادة آمنة

يمثل الحمل والولادة فترة عصيبة على كثير من النساء، ومن الطبيعي أن تشعر المرأة ببعض القلق والخوف، خصوصًا إنّ كانت مرتها الأولى، وتجهل العديد من الأساسيات وتخاف على جنينها من كل شيء.

ولكن قد يكون هذا الخوف عرض لمرض يصيب النساء، إذ يصل بها الأمر لدرجة أنّ تمتنع عن الولادة، ويسمى هذا الرهاب بـ «التوكوفوبيا» وهي فُوبيا الخوف من الولادة.

أسباب «التوكوفوبيا» 

يقول الدكتور أحمد موسى، استشاري النساء والتوليد، إن «توكوفوبيا» هي نوع من أنواع الفوبيا، وتُصنف بأنها الخوف الشديد من الولادة وقد تصل إلى الاشمئزاز من الحمل، أو أن بعض النساء المصابات بها قد يتجنبن الحمل تمامًا، أو قد يفكرن في الإجهاض، أو يطلبن إجراء عملية قيصرية تحت التخدير الكلي، لتجنُب عملية الولادة الطبيعية، ومن أهم أسبابه المرتبطة بفترة الحمل «القلق والأرق وقلة النوم، واضطراب في الأكل، واكتئاب ما قبل الولادة، وما بعدها». 

ومن أسباب تزايد خطر «التوكوفوبيا» أيضًا، ما تمر به المرأة أثناء الولادة، خاصة عند الخضوع للتخدير النصفي، ففي هذه الحالة تكون مستيقظة وترى بعينيها كيف تتم عملية الولادة، كل ذلك يمكن أن يكون له آثار عليها ويجعلها تتجنب فكرة الولادة مرة أخرى.

فيما قد تشعر نساء أخريات لم تخضعن لعملية الولادة والطلق مسبقًا، بالرعب من الفكرة بسبب التعرض لصدمات صعبة من مشاهدة وقراءة قصص تنناول الجانب السيء للولادة.

نصائح للتعامل مع الخوف الشديد من الولادة «التوكوفوبيا» 

وفي هذا السياق يقدم عمر عبد الغفار، الاستشاري النفسي، بعض النصائح للتعامل مع «التوكوفوبيا» وهي:  

1- التعرف على معلومات عن الحمل والولادة وفهم كل ما يتعلق بها، إذ يمكن أن يخفف ذلك من القلق والخوف.

2- التحدث مع أخصائي نفسي أو طبيب نساء متخصص في الصحة النفسية للحصول على الدعم والمشورة المناسبة، والتوجيه إلى العلاج المناسب لحالتك ومقدار الخوف لديك. 

3- التحدث مع الأصدقاء والعائلة المقربة، قد يساعد في تخفيف الضغط النفسي وتوفير الدعم العاطفي.

4-  التسجيل في دروس الحمل والولادة مع شريكك أو حضور جلسات توعية، قد يساعد في زيادة الثقة والاستعداد للتحديات ومنع الخوف والتوتر. 

5- عندما تشعرين بالخوف اتجهي للتأمل الهادئ والاسترخاء والتنفس العميق، لتهدئة العقل والجسم وتخفيف التوتر والقلق.

6- التحدث مع النساء ذوات الخبرة للشعور بالطمأنينة.  

مقالات مشابهة

  • كيف تتغلبين على «رهاب الحمل».. 6 نصائح لولادة آمنة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 37900 منذ بدء الحرب
  • انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة مع طالبان بالدوحة.. وغضب من عدم إشراك نساء أفغانستان
  • غزة.. ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 37900 منذ بدء الحرب
  • الأمم المتحدة تبحث غدا مع ممثلي المجتمع المدني الأفغاني قضايا حقوق النساء
  • الصحة بغزة تحذر من توقف المستشفيات عن العمل خلال 48 ساعة
  • قنص واستيلاء على طائرة.. القسام تنشر مشاهد عملياتها بحي تل الهوى بغزة
  • مي الكيلة: الضمير الإنساني الحر يقتضي الوقوف ضد جرائم الاحتلال مع النساء الفلسطينيات
  • في كلمتها أمام المؤتمر العالمي للبرلمانيات بقطر.."الكيلة": الفلسطينيات رحن ضحية إرهاب الاحتلال في غزة
  • الصحة: 40 شهيدًا و224 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية بغزة