الجزيرة:
2025-02-23@17:02:35 GMT

اليوم العالمي للمرأة.. احتفال في سياق الأزمات

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

اليوم العالمي للمرأة.. احتفال في سياق الأزمات

يحتفل العالم في 8 مارس/ آذار من كل عام باليوم العالميّ للمرأة، وهو فرصة لتجسيد إرادة المرأة والتحديات التي تواجهها في جميع أنحاء العالم.

تواجه المرأة في عام 2024 مجموعة واسعة من التحديات، حيث يعاني العديد من البلدان من الصعوبات الاقتصادية والصراعات السياسية، التي تؤثّر بشكل خاص في حياة المرأة؛ فالنّساء يواجهن العديد من التحديات الجديدة كل يوم؛ من أجل إعالة أنفسهنّ وأسرهنّ.

وبالرغم من كل ذلك، تظل قدرتهن على الصمود ملحوظة؛ إذ يتكيف العديد منهن مع الظروف الصعبة. وفي ظل هذا الواقع، تبرز النساء كقوى دافعة للتغيير والتنمية، فهنّ يسعين جاهدات لتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي لأنفسهن ومجتمعاتهن.

على مرّ العصور، أثبتت المرأة أنها قادرة على التأثير والإبداع في مختلف المجالات، رغم التحديات والقيود التي تعيق تطورها وتقدمها.

من النضال إلى الاحتفال

تعود أصول الاحتفال بيوم المرأة العالمي إلى أوائل القرن العشرين، إذ كانت تختبر ظروفًا قاسية في مجال العمل، من ظلم وتمييز.

في 8 مارس 1908، نظمت مجموعة من النساء العاملات في مدينة نيويورك، مسيرةً احتجاجيةً للمطالبة بتحسين ظروف العمل، وزيادة الأجور والمساواة بين الجنسين.

في السنوات التالية، واصلت الحركة النسائية النضال من أجل حقوقهنّ، ومن أجل تحسين ظروف العمل، وبدأ الاحتفال بيوم 8 مارس باعتباره يومًا للنضال من أجل حقوق المرأة، والمساواة بين الجنسين.

وعلى غرار الولايات المتحدة الأميركيّة، انعقد في كوبنهاغن بالدانمارك عام 1910، مؤتمرٌ دولي للنساء العاملات بقيادة الاشتراكية كلارا زيتكين، شاركت فيه 100 امرأة من 17 دولة مختلفة، قامت زيتكين خلاله بتقديم اقتراح بتحديد يوم عالمي للمرأة يُخصص للنضال من أجل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمرأة. تمت الموافقة على اقتراحها بالإجماع.

وفي العام التالي، في 19 مارس 1911، احتفل ملايين الأشخاص في النمسا والدانمارك وألمانيا وسويسرا باليوم العالمي الأول للمرأة، وفي عام 1913 تقرر إعلان الثامن من مارس يومًا للاحتفال.

فى عام 1975، اكتسب هذا الاحتفال طابعًا عالميًّا، وذلك بعد قيام الأمم المتحدة بالاحتفال به. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الأمم المتحدة الراعي الرئيسي لهذا الحدث السنوي، مع اختيار موضوع مختلف كل عام.

الاستثمار في المرأة

تختلف شعارات اليوم العالمي للمرأة كل عام؛ ففي عام 2022 كان شعاره "المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام"، وفي عام 2023 "الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين"، أما شعار هذا العام فهو: "الاستثمار في المرأة: تسريع التقدم".

ويهدف هذا الشعار إلى تسليط الضوء على نقص الاستثمار في جهود المساواة بين الجنسين، الأمر الذي يقود ركيزة أساسية لبناء مجتمعات شاملة للجميع، فتقدم المرأة يعود على الجميع بالنفع.

وبحسب تقرير جديد للأمم المتحدة صدر في 7 سبتمبر / أيلول 2023، فقد أكد الحاجةَ إلى استثمارات إضافية بقيمة 360 مليار دولار أميركي سنويًّا؛ لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة عبر الأهداف العالمية الرئيسية بحلول عام 2030.

كما أظهر أيضًا تقرير الأمم المتحدة، أن الفجوة بين الجنسين في السلطة والمناصب القيادية تظل متأصلة، وأنه في ظل المعدلات الحالية، سيبقى الجيل القادم من النساء يقضين في المتوسط 2.3 ساعة إضافية يوميًّا في الرعاية غير مدفوعة الأجر، والعمل المنزلي، مقارنة بالرجال.

ألوان الاحتفال

في عام 1908، استخدم الاتحاد الاجتماعي والسياسي للنساء في المملكة المتحدة ثلاثة ألوان لتمثيل قضيتها: "الأرجواني والأخضر والأبيض": يرمز اللون الأرجواني إلى العدالة والكرامة والولاء للقضية، ويرمز اللون الأخضر إلى الأمل والنضال من أجل تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، أما اللون الأبيض فيمثل النقاء والبراءة، وكذلك السلام والتضامن بين الناس من جميع الأجناس.

تستخدم هذه الألوان في الزينة واللافتات والملصقات خلال فعاليات يوم المرأة العالمي، ويعد استخدام الألوان الخاصة بهذا اليوم وسيلة فعالة للتوعية بقضايا المرأة، وتعزيز التفاعل والمشاركة في النضال من أجل حقوقها.

التحدي الأقسى في فلسطين

يوم المرأة العالمي هو فرصة لتسليط الضوء على قضايا المرأة في مختلف أنحاء العالم، بما يتضمن الظروف الصعبة والتحديات التي تواجهها، وخاصة المرأة الفلسطينية، التي تواجه واقعًا مليئًا بالتحديات والصعوبات؛ نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية التي تحيط بها.

بدءًا من قيود الحركة إلى الاعتداءات الوحشية والاعتقالات التعسفية، وتعرضها لممارسات قاسية وظالمة من قبل سلطات الاحتلال، إلى الظروف المعيشية القاسية، والفقر المستمر الناتج عن الاحتلال.

ومع ذلك، فهي مستمرة في مواجهة هذه التحديات بكل قوة وإصرار، وتظل مصدر إلهام وتأثير في النساء حول العالم.

لذا، يعتبر يوم المرأة العالمي فرصة لإظهار التضامن مع المرأة الفلسطينية، ودعمها في التحديات التي تواجهها؛ لأن تعزيز دور المرأة وتمكينها يعودان بالنفع على المجتمع بأكمله، ويساهمان في بناء عالم يحيطه العدل والسلام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المساواة بین الجنسین یوم المرأة العالمی الیوم العالمی من أجل فی عام

إقرأ أيضاً:

دور المرأة في نقل وتوطين التكنولوجيا .. مؤتمر في أكاديمية البحث العلمي

 نظمت اللجنة الوطنية للمرأة في العلوم تحت رعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور بالتعاون مع جامعة القاهرة والمجلس القومي للمرأة مؤتمراً عن دور المرأة العلمية والتعاون الدولي في نقل وتوطين التكنولوجيا، والذي عُقد بقاعة المؤتمرات بالمدينة الجامعية بجامعة القاهرة، وحضرت بالنيابة عن الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي ورئيس المجلس القومي للمرأة .

الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثانى اليوم بمعبد أبو سمبل فى أسوانروبيو يدعو الأمم المتحدة لتأييد مشروع قرار أمريكي بشأن أوكرانيا


الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي الأسبق ورئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في العلوم، وقد شارك في المؤتمر عدد كبير أعضاء اللجنة الوطنية للمرأة في العلوم ، ونخبة من أساتذة الجامعات والمراكز البحثية والعديد من الرائدات المصريات في كافة التخصصات العلمية، كما حضر المؤتمر شركاء التنمية ممثلي المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية والوطنية، وممثلي المجتمع المدني


وقد افتتح المؤتمر الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث نائباً عن الدكتور محمد سامي، رئيس الجامعة، بحضور الدكتور سعد نصار، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة ومحافظ الفيوم الأسبق وعضو اللجنة الوطنية للمرأة في العلوم، والدكتورة جيهان صفوت، 
وكيل كلية البيوتكنولوجي بجامعة MSA ومقررة اللجنة الوطنية في العلوم.
وقد تضمن المؤتمر ثلاث جلسات عمل اشتملت علي عروض تقديمية، كما تضمن المؤتمر جلسات حوارية، واختتم المؤتمر بعدة توصيات ونتائج مهمة لن تتحقق إلا بمساعدة صانعي السياسة ومتخذي القرار؛ لتحقيق الاستفادة القصوى من دور المرأة العلمية والتعاون الدولي في مجالات نقل وتوطين التكنولوجيا ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠.


كما شهد المؤتمر مشاركة جهات مانحة مصرية ودولية، إلى جانب نخبة من السيدات الرائدات في مختلف المجالات العلمية، حيث قدّمن تجاربهن الملهمة، مستعرضات التحديات التي واجهتها، مع تقديم نصائح قيّمة للأجيال القادمة.
وعلى هامش المؤتمر، أُقيم معرض استثنائي للنماذج الأولية، ضم أكثر من 45 نموذجًا، بمشاركة أكثر من 100 عارض من أفراد وفرق عمل، حيث تضمنت الابتكارات مجالات الصحة، والبيئة، والطاقة، وتطبيقات التنمية المستدامة.


يعد هذا المؤتمر خطوة فاعلة في دعم المرأة في العلوم وتعزيز الإبتكار العلمي في مصر، ويعكس التزام اللجنة الوطنية للمرأة في العلوم بتمكين الباحثات وتعزيز دورهن في نقل وتوطين التكنولوجيا

مقالات مشابهة

  • لا بيت ولا قبر للمرأة الذاهبة خطأً إلى إسرائيل
  • رئيس قومي المرأة تستقبل مفوضة المساواة بين الجنسَين بجمهورية قبرص
  • المستشارة أمل عمار تستقبل مفوضة المساواة بين الجنسين بجمهورية قبرص
  • بمشاركة 20 دولة من مختلف أنحاء العالم.. طرابلس تحتضن «القمة العالمية للمرأة والاستثمار»
  • دور المرأة في نقل وتوطين التكنولوجيا .. مؤتمر في أكاديمية البحث العلمي
  • الاسدي يكشف ابرز المبادرات التي نفذتها الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
  • أمل عمار تشهد نموذج محاكاة المجلس القومي للمرأة في الأكاديمية الوطنية للتدريب
  • بحضور مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية .. هيأة توزيع بغداد تقيم احتفالية بمناسبة اليوم الوطني للمرأة العراقية
  • ندوة  حول الدور الفاعل للمرأة في حماية السلم المجتمعي والتطرف الفكري
  • رئيسة القومي للمرأة تستقبل وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية