سودانايل:
2024-09-19@20:12:19 GMT

الضجر

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

سرف المداد

د. الطيب النقر

أنا ضائقاً بهذه الحياة، وساخطاً عليها، حياتي التي اكتنفتها المصاعب، وأحاطت بها الآلام، هي في الحق حافلة بمواطن الضنك والضيق، وليس فيها ما يدفعك أن تمضي سائر أيامك وادعاً مطمئناً، قرير العين راضي البال، كلا، ليس في أيامي شيئاً من هذا، فأنا أحس بثقل هذه الأيام، وأخذ بحظي منها، وأقنع بما تمنحني إياه من بهجة ضئيلة، أو متعة قليلة، والمتع التي انقطعت ما بيني وبينها من أسباب، أقصاها أن تجد صديقاً من أصدقاء الصبا والكهولة، تحادثه في غير تكلف ولا استخفاء، أو تخلو بكتاب تلتمس فيها العزاء والشفاء من عللك وأوصابك، تلك العلل التي لا تستطيع أن تجهر منها بشيء، أو تنكر منها شيئا.

والحق الواقع الذي لا شك فيه، أن السودان- حفظه الله- الذي كل شيء فيه يدعو إلى ضيق أو انكار، يتحفني، ويتحف كل قاطنيه، بمحن لا تجد النفوس عنها منصرفا، وبرزايا لا تجد الأفئدة إلى التخلص منها سبيلا، فكل شيء فيه ساكن لا يتحرك، وكل شيء فيه واقف لا يسعى ولا يضطرب، لا يتيح لك هذا الوطن الجامح، إلا مثل هذه الأحاديث التي تزيد من ضجرك وهمك، والضجر الذي لا حد له في طول، أو عرض، أو عمق، كما يقول الدكتور طه حسين، يقبل علينا في هدأة كل صباح، متكلفاً شيئاً من العنف، حتى يلتصق بوتيرة الدقائق والساعات، والأيام والليالي في هذه الديار، ليفيض على وجوهنا هذا العبوس، وعلى مهجنا هذا البؤس، وعلى عقولنا هذه الفدامة التي تجعلنا لا نقف عند شيء، ولا نلتفت إلى شيء.
وفي الحق نحن اطمئننا إلى هذا الضجر، ووثقنا به، وتعلقت نفوسنا بوجه الشاحب الكئيب، بعد أن رسخ في قناعاتنا، أن الضجر وحش كاسر، لا يمكن استرضاؤه، أو التغلب عليه، لقد اتخذنا الضجر خدنا لنا إذن، واعتدنا على عذابه الهادئ المتصل البطئ، ولعل من الخطأ الفادح أن نعتقد أن أعاصير الضجر وزوابعة التي تزداد شدة والحاحا، هي ظاهرة طارئة لم يعرفها إنسان هذا البلاد، أو أنه كان يلتمس الفرص، وينتهز السوانح، حتى يلتف علينا، ويمتص رحيق سعادتنا امتصاصا، فالحقيقة الواضحة الساطعة أن الضجر قديم الصلة بهذه الديار، وأنه يألفها، ويحبها، ويكلف بها، لأجل ذلك هو ينداح في كل مكان، وينساب في كل ناد.
الضجر حقيقة من ضمن الحقائق التي نعرفها، ونتعايش معها، فنحن نرى صورة الضجر البشعة، ونسمع صوته الأجش البغيض، ونحن بعد كل هذا مرغمين أن نوادده، ونهادنه، ونصانعه ونتيح له المناخ الذي يكلف به، ويرتاح إليه، نهيئ له هذه الحلبة التي يلتقي فيها بوجهه القبيح، الدميم، المشوه، بوجه المعاناة السافر، ليصطدما في وطن واحد، ويسحقا مستقبلنا القاتم، ويصبغا مذاهبنا السياسية التي لا تخضع للحرية، ولا للديمقراطية ، ولكنها ترتنهن للتسلط، والعسف والخصام، بهذا اللون الأحمر القاني، لون الدماء التي لا تدل على معنى محقق في أذهان ساسة هذه البلاد.
د. الطيب النقر

nagar_88@yahoo.com
////////////////////////

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

غارناتشو يحاول الاحتفال على طريقة رونالدو وكاسيميرو يمنعه

وكالات

منع البرازيلي كاسيميرو لاعب نادي مانشستر يونايتد، زميله الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو من الاحتفال على طريقة الأسطورة البرتغالي كرستيانو رونالدو لحمايته من زملائه الأرجنتينيين الذين طالما انتقدوه على ذلك.

وتمكن يونايتد يوم الثلاثاء من الفوز 7 – صفر على بارنزلي في كأس الرابطة الإنجليزية سجل منها غارناتشو ثنائية احتفل بعد الأول منها مثل رونالدو عبر الجلوس على لوحة الإعلانات بعدما وقف في طريقه كاسيميرو محاولا منعه.

ويشتهر غارناتشو منذ صعوده إلى الفريق الأول لمانشستر يونايتد في موسم 2021 – 2022، بإعجابه الشديد بالبرتغالي رونالدو ما دعاه إلى تقليد احتفالياته دائما وهو الأمر الذي يسبب متاعب له مع المنتخب الأرجنتيني الذي يدعوه فيه زملاؤه إلى الابتعاد عن رونالدو والاقتراب من ليونيل ميسي أكثر.

مقالات مشابهة

  • قتل الكثير منها بتفجيرات لبنان.. ماذا نعرف عن وحدة الرضوان؟
  • بالصور نقل سيّدة من فان إلى المستشفى... ما الذي حصل معها؟
  • غارناتشو يحاول الاحتفال على طريقة رونالدو وكاسيميرو يمنعه
  • نحو أعمال تجارية أكثر أخلاقية
  • ‎5 علامات تدل على ضعف الشخصية.. هل تعاني منها؟
  • كيف تواجه القلق والضغوط النفسية؟
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • منها عرب.. السعودية تمنع زواج مواطنيها من عدّة دول!
  • خل التفاح منها.. 10 مشروبات لحرق الكرش
  • شرفة نرى منها كل شيء (2)