حرفة نفخ الزجاج يدوياً تعود لتحيا من جديد من ريف حلب المحرر
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
حلب-سانا
من بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي المحرر… عادت حرفة نفخ الزجاج يدوياً لتحيا من جديد من هذه البلدة التي لطالما اشتهرت بها منذ زمن الأجداد، فشهدت على مر الأجيال صناعة وزخرفة أيقونات زجاجية عديدة صاغتها أياد ماهرة من عجينة النار لتقدم منتجات يدوية ملونة آسرة الجمال.
الحرفي ياسين عرب ورث وفق قوله مهنة نفخ الزجاج يدوياً من أجداده وتعلمها من أبيه منذ صغره ومع تحرير بلدة اورم الكبرى من الإرهاب سارع للعودة إلى منشآته الصغيرة وترميمها والإقلاع بالعمل من جديد، انطلاقاً من عشقه لحرفة نفخ الزجاج وإيماناً منه بضرورة الحفاظ على هذا التراث السوري العريق من الاندثار.
وعن آلية العمل قال الحرفي عرب في تصريح لمراسل سانا: إنه تتم الاستفادة من تدوير مادة الزجاج المكسور، وإعادة تذويبها ضمن فرن الصهر بدرجة حرارة عالية، ومن ثم اختيار شكل معين لصناعته سواء زجاجات للأراكيل ومزهريات وصحون وأباريق صغيرة وبيوت أسماك للزينة وكاسات مزخرفة وتحف بأحجام مختلفة، حيث يتم نفخ القطعة وتدويرها ومعالجتها من قبل الحرفي حتى تأخذ شكلها النهائي باستخدام اللون الأبيض والبني وبعد الانتهاء من تصنيع المنتج يتم زخرفته وتلوينه لإضفاء الجمالية المطلوبة عليه”.
يعمل الحرفي عرب على تدريب الشباب في البلدة وحثهم على تعلم المهنة للحفاظ عليها، ولتكون مورد رزق لهم، مشيراً إلى صعوبات تواجه عملهم ومنها عدم القدرة على تأمين كميات كافية من المحروقات وارتفاع أسعار المواد الأولية وقلة ساعات التغذية الكهربائية، حيث يتطلب تشغيل فرن الصهر ساعات على مدار اليوم دون توقف.
من جهته قال الحرفي حسين نجار.. “إنه تعلم حرفة نفخ الزجاج يدوياً منذ صغره وله فيها 40 عاماً، حيث أتقنها وتمكن منها وأصبح قادراً على صناعة أي شكل أو إناء زجاجي بالنفخ اليدوي، معتبراً هذه الحرفة أحد أنواع الفنون التشكيلية التي يمكن الإبداع فيها باستخدام مخيلته”.
وتحدث الحرفي محمود نجار عن عمله بنفخ الزجاج يدويا والذي مضى عليه أكثر من 25 عاماً، حيث يقوم بتحضير القطع الزجاجية ومعالجتها لتأخذ شكلها الأخير، مؤكداً استمراره بهذا العمل الذي عشقه منذ الصغر كي يحافظ على هذه الحرفة التراثية التي يرى فيها الكثير من الإبداع.
أما الشاب عبد الرحمن يحيى فقال: “إنه أحب حرفة نفخ الزجاج وحرص على تعلمها وإتقانها، ويقوم بتجهيز القطعة المطلوب تصنيعها وتقديمها للحرفي الذي يدربه على نفخها وإخراجها بشكلها النهائي”.
يذكر أن منظمة اليونيسكو أدرجت في الـ 5 من كانون الأول 2023 عنصر نفخ الزجاج يدوياً على قائمة التراث الثقافي اللامادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، خلال اجتماع الدورة الثامنة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي في بوتسوانا.
وكانت فرق من وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية بمشاركة الحرفيين حاملي عنصر نفخ الزجاج يدوياً، عملوا على رصد هذا العنصر الثقافي السوري ومعاينته، وتوصيف التحديات التي تواجهه، وتوثيقه لتجهيز الملف الخاص الذي تم تقديمه لمنظمة اليونسكو التي عملت بدورها على تقييم واعتماد خطة الصون الوطنية له، والتي تهدف لإعادة إحياء الحرفة وتطويرها كإحدى الصناعات الإبداعية السورية.
قصي رزوق
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
قوافل النازحين تعود وسط المشهد الكارثي لدمار لا مثيل له
كتبت" النهار": سابق ألوف اللبنانيين موعد الرابعة من فجر أمس 27 تشرين الثاني 2024 الذي دخل سجل نهايات الحروب في لبنان، فاستعادوا في قوافل عودتهم إلى مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع الشمالي مشهد نهاية حرب تموز 2006 ولو بتعديل أشد قسوة وصدمة في ظل انكشاف المشهد الكارثي لدمار لا مثيل له في تاريخ الاجتياحات والحروب التي شهدها لبنان. وشكل تجاهل العائدين إلى بلداتهم وقراهم لكل التحذيرات التي طالبتهم بالتريث في العودة في انتظار تسهيل ظروف العودة وتنفيذ المراحل الأولى من اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل الذي بالكاد اكتملت مراسم إعلانه، مشهداً مثيراً للانطباعات الانفعالية حيال الصدمة الكبرى التي واجهها العائدون أمام عشرات ألوف المباني والمنازل المدمرة والركام الهائل، فيما كانت التساؤلات والشكوك تزاحم الآمال التي استولدتها نهاية الحرب "مبدئياً" بعد شهرين وثلاثة أيام من اشتعالها. حتى إن عائدين اتجهوا إلى نصب خيم فوق ركام منازلهم المهدمة.برزت المعالم الأساسية للاتفاق في جملة حقائق أبرزها أنه أعاد الاعتبار إلى الشرعيتين اللبنانية والدولية في جنوب الليطاني بحيث يفترض انسحاب "حزب الله" انسحاباً كاملاً بمقاتليه وسلاحه فيما ينتشر الجيش وقوة "اليونيفيل" ومن ثم ينجز الانسحاب الإسرائيلي كاملاً في مهلة الـ60 يوماً. كما أن الاتفاق يعيد الاعتبار كاملاً لكل منطوق القرار 1701 وتفكيك كل البنى التسليحية ومنع التسليح عبر الحدود فضلاً عن التمهيد لإطلاق مفاوضات تسوية الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.
وإذا كان كل من إسرائيل و"حزب الله" يفسران بعض البنود كل لمصلحته، فإن الحقيقة الأساسية تتمثل في أن الاتفاق يرمي ثقلاً مصيرياً وأساسياً على عاتق الدولة والسلطات اللبنانية، بعدما انتصر لشرعيتها وثبّتها كما في القرارات الدولية تماماً، لجهة التزامها الحاسم في منع إعادة "حزب الله" من التفرد بمغامرات تزج بلبنان في أتون حروب ساحقة. إذ ان التساهل في "شمال الليطاني" إذا استعاد نمطه السابق يعني عودة المخاطرة بمصير لبنان، علماً أن مؤشرات سلبية واكبت عودة النازحين أمس في احتفالات "نصر مزعوم" أقامها مناصرو الحزب وأُطلق خلالها الرصاص الابتهاجي الذي أصاب بعضه شباناً نقلوا إلى المستشفيات، في ظل تساؤلات عن أي نصر هذا مع استشهاد ما يناهز 4000 شخص و16 ألف جريح وآلاف المنازل المهدمة والاقتصاد المدمر.
وكتبت" اللواء": عمت الاحتفالات منطقة الضاحيةالجنوبية ابتهاجاً بعودة اهاليها اليها، واطلقت العيارات النارية والمفرقعات ورفعت الاعلام وجابت مسيرات كبيرة بالدراجات لنارية احياء المنطقة وحمل سائقوها وراكبوها اعلام المقاومة وهم يُكبّرون ويهتفون بالنصر. كما أطلق أهالي النبطية صباح اليوم الأربعاء، المفرقعات النارية في ساحة المدينة، احتفالاً بالعودة.
وفور بدء تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في الرابعة من صباح اليوم، وكما في العام 2006، انطلق الاف الجنوبيين الى مدنهم وقراهم، رجال ونساء واطفالا،غير آبهين بإنذار جيش الاحتلال لهم بعدم العودة. من صيدا بوابة الجنوب، الى صور وقراها، والناقورة وقرى المواجهة في البياضة واللبونة وقرى القطاع الغربي، الى النبطية وقراها، بنت جبيل، الى كفر كلا وبوابة فاطمة رمز الارادة التي لا تقهر، ثم الى الخيام التي تراجع عن مداخلها العدو.
وتفقد وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميه صباح امس الباكر منطقة الضاحية الجنوبية انطلاقا من جسر حارة حريك، واعلن أن ورش الاشغال بدأت عند الساعة السابعة من صباح اليوم، بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، فتح الطرق بدءا من جسر حارة حريك.
كما بدأت قوافل سيارات العودة بالتوافد من مناطق النزوح والإيواء والإستضافة، الى مدن وبلدات منطقة بعلبك وقرى البقاع الاخرى منذ الصباح الباكر. وعلى الرغم من سلسلة غارات العدو التي تواصلت على مدى أكثر من 12 ساعة وحتى مشارف الموعد المحدد لوقف إطلاق النار.
وفي الخيام تعرض الاهالي في بلدة الخيام الحدودية والذين توجهوا صباحاً لتفقد منازلهم لاطلاق نار مباشر من قبل جنود اسرائيليين، لا يزالون في البلدة.
وقالت اليونيفيل في بيان لها سنواصل اداء المهام المنوطة بنا، وبدأنا في تعديل عملياتنا بما يتلاءم مع الوضع الجديد.
وخرق العدو الاسرائيلي ظهر امس إتفاق وقف اطلاق النار، بقصف مدفعي طال بلدة عيتا الشعب الحدودية، للمرة الأولى من إعلان وقف اطلاق النار بحسب اتفاق الهدنة.
وافيد بعد الظهر ان القوات الاسرائيلية في بلدة الخيام اطلقت النار على مجموعة من الصحافيين خلال تغطيتهم عودة الأهالي والانسحاب الاسرائيلي من البلدة، مما ادى الى اصابة اثنين من المصورين بجروح مختلفة، وقد ونقلا إلى مستشفى حاصبيا لتلقي العلاج.
وكتبت"الديار":انتصر لبنان، واسقط أهالي الجنوب والضاحية وبيروت والبقاع المؤامرة الاسرائيلية بعد ان هبوا دفعة واحدة للعودة الى قراهم ومدنهم لحظة اعلان وقف اطلاق النار غير مكترثين بالتهديدات الاسرائيلية وبيانات القوى الامنية بالتروي بالعودة الى القرى التي شهدت مواجهات عنيفة، وغصت طرقات الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت بعشرات الالاف من العائدين الى قراهم حاملين صور الشهيد حسن نصرالله، ونصبوا الخيم على انقاض منازلهم المهدمة متحدين إسرائيل ومجازرها والطقس العاصف، ليدفنوا شهدائهم ويبنوا بيوتهم ويزرعوا اراضيهم ووصل العديد من العائلات الى الخيام وكفركلا متحدين القوات الإسرائيلية الذين أطلقوا باتجاههم 6 قذائف مدفعية مما شكل اول خرق لوقف النار، واسقطوا المناطق العازلة بعمق 5 او 10 كيلومترات كما سوق الاسرائيلي وبعض الاعلام، ما فعله اهل الجنوب من خلال العودة السريعة شكل نصرا اضافيا للمقاومة واستفتاء لها وللرئيس نبيه بري، واللافت ان بعض أهالي الجنوب الذين عادوا الى منازلهم وجدوا اوراقا خطها مجاهدو حزب الله وكتبوا عليها «نعتذر منكم، استخدمنا بعض اغراضكم المنزلية أثناء مرورنا».