عمارة صندل «سودان مصغر» وسط كمبالا
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
بعد اندلاع الحرب وصل عدد اللاجئين السودانين في دولة يوغندا إلى أكثر من (200) ألف، وهذا الوجود أتاح فرص للعمالة اليوغندية
كمبالا: التغيير
هروباً من واقع الحرب السودانية التي تقترب من إكمال عامها الأول، يحاول السودانيون نقل ثقافاتهم وموروثاتهم وأنشطتهم التجارية إلى أماكن وجودهم الجديدة التي لجأوا إليها في الدول المجاورة، مثل دولة يوغندا.
في العاصمة الأوغندية كمبالا، وفي وسط المدينة “التاون” يتجمع السودانيون ويقضون أغلب نهارهم يتسوقون ويتسامرون في عمارة أطلقوا عليها عمارة صندل، ويعود الاسم إلى صاحب وكالة صندل للسفر، إحدى أقدم محال الأنشطة الاقتصادية السودانية في كمبالا. تحولت المنطقة إلى حي سوداني تفوح منه الروائح السودانية العطرة ممتزجة بموسيقى سودانية تنطلق من داخل المحالّ تحمل أصوات الفنانين وردي وعثمان حسين، محمود عبد العزيز، مرورا بالجيل الجديد في الغناء السوداني إلى أن تصل مرحلة ما يعرف شعبيا بغناء (القونات) أو غناء البنات.
محال ومطاعم وصوالين تجميل غارقة في السودانوية أضحت سمة بارزة في المنطقة يلجأ إليها الفارون من الحرب ليجدوا عزاءهم فيها.
رحلة خطرةالشاب مصطفى خميس، أحد الذين وصلوا إلى كمبالا بعد رحلة محفوفة بالمخاطر نجا خلاها من محاولات قتل ونهب، إذ اضطر للخروج من السودان بعد أن استهدفت استخبارات طرفي الصراع الشباب منذ بداية القتال في الخامس عشر من أبريل من العام الماضي بسبب اللون، والعرق، والأخذ على الهوية، وقد كان شاهد عيان على مقتل أحد الشباب أمام عينيه، بالقرب من مستشفى الشرطة بمدينة نيالا بجنوب دارفور، بسبب انتمائه لحاضنة اجتماعية لأحد طرفي الصراع، وكثرة هذه الحوادث -يقول مصطفى- أجبرت الأسر إلى دفع أبنائها على مغادرة أماكن الخطر.
مصطفى: القتل والاعتقال على الهوية أجبر الأسر السودانية إلى دفع أبنائها على مغادرة أماكن الخطر واللجوء إلى دول أخرىويروى خميس لـ”التغيير”، رحلته منذ خروجه من عاصمة جنوب دارفور نيالا، مرورا بعاصمة جنوب السودان جوبا عن طريق البر. ويقول وصلت جوبا بعد معاناة مع اللصوص وقطاع الطرق، ومكثت في جوبا شهرا، ولكن لغلاء المعيشة فيها غادرتها ووصلت كمبالا، وبدأت أبحث عن عمل أستطيع من خلاله توفير لقمة عيش لي ولأسرتي، في ظل عدم وجود جهات تدعم اللاجئين السودانيين، ففكرت في افتتاح صالون للحلاقة.
وأبدى خميس، قلقه من ارتفاع اسعار إيجارات المنازل والمحال التجارية لأكثر من الضعف مع كثرة توافد السودانيين القادمين من السودان إلى يوغندا فرارا من الحرب، وهذا ما يجعل الكثيرين يوقفون نشاطتهم بسبب تدني الدخل مقارنة بالمنصرفات.
وخميس واحد من مئات اللاجئين الذين وصلوا إلى كمبالا بحثا عن النجاة، لكنهم اصطدموا بواقع قاس في هذه الدولة التي استقبلتهم بوجهها السياحي المكلف ماليا.
تغيير المهنةأجبرت الظروف الاقتصادية خالد حسن، لتغيير مهنة المحاماة – لا يسمح القانون اليوغندي بمزاولتها – ليفتتح مطعما لبيع الأطعمة السودانية.
ويقول حسن لـ”التغيير “، خرجت من إقليم دارفور عن طريق الضعين، النهود، وتعرضت لأربع حوادث نهب مسلح، وتم الاعتداء على اثنين من ركاب البص في طريق الأبيض، كوستي”.
خالد: أوضاع اللاجئين السودانيين تعطي انطباعا بأنهم أغنياء، وربما يعود هذا إلى الحالة التكافلية التي تميزهمويضيف حسن: “بدأت معاناتنا بعد وصولنا مطار” الرنك “بدولة جنوب السودان، الذي توقفت فيه رحلات الطيران لأكثر من أسبوع بسبب أرضيته الترابية التي تمنع هبوط الطيران، واضطررت إلى ركوب “البوت”، وسيلة نقل محلية من الرنك إلى ملكال، في رحلة استمرت لأكثر من 48 ساعة، ومن ملكال لجوبا عن طريق الطيران، ومنها إلى العاصمة اليوغندية كمبالا عن طريق البر.
وبعد وصوله كمبالا اضطر حسن إلى تغيير مهنته من المحاماة وفكر في فتح مطعم بعمارة صندل.
وشكا حسن من ارتفاع التكلفة التشغيلية للمطعم التي تصل إلى “مليون ونصف” شيلنق يوغندي، ما يعادل 400 دولار، وهذا المبلغ يصعب تحصيله في ظل تدني القوى الشرائية في يوغندا.
ويقول خالد إن أوضاع السودانيين اللاجئين في يوغندا أو مصر أو أي دولة أفريقية أخرى، تعطي انطباعا بأن لديهم أموالا كثيرة، وهذه نظرة غير صحيحة لأن الذين وصلوا دول اللجوء هذه أتوا فارين من الحرب وويلاتها بعد أن فقدوا كل ما يملكونه، وما يخلق هذا الانطباع ربما الحالة التكافلية التي تميز السودانيين وتظهرهم بشكل متماسك ماليا واجتماعيا.
ارتفاع الإيجاراتيقول أحمد الشايب صاحب مصنع الشايب للمنتجات الحيوانية، إنه يعمل في هذا المجال لأكثر من 16 سنة في السودان، وبعد الحرب فكر في نقل المشروع إلى كمبالا واتخذ من عمارة صندل مكانا لتسويق تلك المنتجات، وخطط إلى جذب اليوغنديين وجميع الجنسيات الموجودة في يوغندا إلى جانب السودانيين.
الشايب: اختلاف الثقافة الغذائية من أكبر المعوقات التي تواجهني فاليوغنديون – مثلا- لا يأكلون الأطعمة المالحةويضيف: “أكبر المعوقات التي تواجهني عدم معرفة اليوغنديين والجاليات الأخرى بنوع الجبنة السودانية “البيضاء والمضفرة”، وذلك لاختلاف الثقافة الغذائية، فاليوغنديون – مثلا- لا يأكلون الأطعمة المالحة.
وأوضح الشايب أن الدخل متدن جدا مقارنة بالسودان، وقال إنه في أيام الحرب في السودان كان دخله ضعف دخله الآن في يوغندا.
اقتصاد معايشونقل السودانيون استثمارات تقلدية متمثلة في الأكل الشراب وأدوات التجميل، دون أن يلجوا أبواب الاستثمار الكبرى التي يمكن من خلالها أن ينافسوا المستثمرين اليوغنديين ويجذبون المواطن اليوغندي كقوى شرائية مهمة ورئيسية.
ويرى المختص في الشؤون اليوغندية ضرار آدم، أن الاستثمارات السودانية في أوغندا تعتبر اقتصاد “معايش”، ويتمثل في البقالات والمطاعم، والبوتيكات، وتستهدف السودانيين فقط، ولا تستهدف اليوغنديين الذين يمثلون (50) مليون نسمة.
مختص في الشؤون اليوغندية: الاستثمارات السودانية في أوغندا تعتبر اقتصاد “معايش”ويقول ضرار لـ”التغيير”، إن عدد المطاعم السودانية في كمبالا قبل اندلاع الحرب في السودان كانت تبلغ 24 مطعما، وتقلصت إلى (14)، بعد الاستدامة، واليوم –بعد الحرب ولجوء السودانيين إلى يوغندا- تقدر بـ(200) مطعم، والبقالات كانت لا تتجاوز الـ (15) بقالة، والآن أكثر من (100) بقالة.
مضيفاً: “البقالات الموجودة في “التاون” أو قلب المدينة استطاع أصحابها تغيير أذواق اليوغنديين، بحيث أصبحوا يتحدثون عن العطور السودانية كمنتج جاذب لهم.
وتابع: “أسعار الدكاكين قبل الحرب كانت تتراوح ما بين (500-600) ألف شيلنق، وبعد دخول السودانيين الاستثمارات بعد الحرب وصل سعر الدكان من (900 – 1000) شيلنق.
وأشار إلى أن السودانيين استثمروا أكثر من (5) ملايين دولار، مما ساعد في انتعاش الاقتصاد اليوغندي.
ولفت إلى أن عدد السودانيين المسجلين قبل الحرب كلاجئين لا يتعدون الـ(4500) لاجئ، والمقيمون أقل من (500) ألف، وبعد اندلاع الحرب وصل عددهم أكثر من (200) ألف، وهذا الوجود أتاح فرص للعمالة اليوغندية.
ثوب سودانيويلجأ السودانيون إلى وسط البلد “التاون” لشراء الاحتياجات اليومية إلى جانب قضاء وقت مع بعضهم وتناسي ويلات الحرب التي شردت أكثر من 8 ملايين بين النزوح واللجوء داخل وخارج البلاد.
مرتضى: “عمارة صندل وما تلبثه من ثوب سوداني، تعيدني الى السوق الأفرنجي وسط الخرطوم قبل أن تدمره الحربومنذ وصوله إلى العاصمة اليوغندنية كمبالا قبل حوالي شهرين، ظل مرتضى أحمد يرتاد عمارة صندل باستمرار فهي أصبحت بالنسبة له – كما يروي لـ”التغيير” – بمثابة متنفس وفرصة لتناسي ويلات الحرب التي أجبرته على الخروج قسرا من السودان.
ويقول إن “عمارة صندل وما تلبثه من ثوب سوداني، تعيد ذاكرته الى السوق الأفرنجي بوسط الخرطوم قبل أن تدمره نيران الحرب المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، وهو يتأمل في ما تحتويه من نشاط تجاري واجتماعي سوداني، ويتأمل في إمكانية عودة الحياة لبلاده.
ويصف أحمد عمارة صندل بأنها سودان مصغر في قلب العاصمة كمبالا، وإلى جانب ارتيادها للحصول على المنتجات السودانية المختلفة فهي تمثل نقطة للالتقاء بالأصدقاء والمعارف وسائر السودانيين، إذ يمثل ذلك بالنسبة له فرصة لتذكر البلاد والترويح النفسي من خلال المؤانسات مع أبناء وطنه.
الوسومالحرب السودانية السودانيين في كمبالا اللاجئين عمارة صندل
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب السودانية اللاجئين السودانیة فی فی السودان لـ التغییر لأکثر من أکثر من عن طریق
إقرأ أيضاً:
معتقلون يكشفون عن إعدامات وتعذيب على أيدي الدعم السريع السودانية
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا، ترجمته "عربي21"، استعرض شهادات مروعة لمعتقلين سابقين لدى قوات الدعم السريع السودانية كشفوا فيها عن عمليات إعدام وتجويع وتعنيف وحشية في مركز احتجاز تم اكتشافه حديثًا، مما أثار دعوات لإجراء تحقيق في جرائم حرب محتملة.
وذكرت الصحيفة قصة المعتقل "آدم" الذي يعتقد أنه قتل تحت التعذيب في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للدعم السريع، في ولاية الخرطوم بالسودان، وعثر على مرتبة مضرجة بدمائه في منشأة عسكرية نائية.
وبعد ما يقارب عامين على اندلاع الحرب الأهلية الكارثية في السودان، يعكس رحيل آدم المحتمل الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها والتي تُطرح في جميع أنحاء البلاد، حيث يتميز الصراع بعمليات قتل غير مسجلة، واختفاء قسري، وعائلات تبحث عبثًا عن أحبائهم المفقودين.
كان المبنى الذي عثر فيه على آثار "آدم" يضم مركز تعذيب واضحًا تحت قيادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية. ومع بدء الدعوات لإجراء تحقيق في حجم ما حدث في الداخل، من المأمول أن تبدأ محاولات التعرف على الجثث داخل مئات المقابر المجهولة القريبة.
قد توجد أدلة محتملة حول من قد يرقد في القبور المحفورة على عجل في دفتر ملاحظات بحجم A3 عثرت عليه صحيفة الغارديان على الأرض القذرة لمركز التعذيب. في كل صفحة مكتوبة بعناية بقلم حبر جاف، توجد قائمة بـ 34 اسمًا باللغة العربية بعضها مشطوب.
أيًا كانت هوية هؤلاء المعتقلين فقد عانوا وتعرضوا للضرب بشكل متكرر، وكانت الحياة اليومية مروعة بلا هوادة. تم حشر العشرات في غرف لا يزيد حجمها عن ملعب اسكواش. يصف الناجون أنهم كانوا محشورين بإحكام لدرجة أنهم لم يتمكنوا إلا من الجلوس وركبهم مطوية تحت ذقونهم بينما كانت زاوية من الغرفة مرحاضًا. عندما زارت الغارديان المكان، كان الهواء مليئا بالذباب والرائحة الكريهة لا تطاق. تغطي الكتابات الجدران. بعضها يتوسل الرحمة وإحداها يقول "هنا ستموت".
خلف باب شبكي تتدلى منه الأصفاد توجد عدة غرف بدون نوافذ بمساحة مترين مربعبن كانت تستخدم كغرف تعذيب، على حد قول ضباط عسكريين سودانيين. ووفقًا للإفادات التي أُدلي بها للأطباء، تعرض المعتقلون للجلد بشكل متكرر بالعصي الخشبية من قبل حراس قوات الدعم السريع. وأُطلق النار على آخرين من مسافة قريبة.
في منطقة يستخدمها حراس قوات الدعم السريع، خلفت ثقوب الرصاص ندوبًا في السقف. أولئك الذين لم يتعرضوا للتعذيب حتى الموت واجهوا مجاعة تدريجية.
وفي حديثه في قاعدة عسكرية في مدينة شندي، قال الدكتور هشام الشيخ إن المعتقلين كشفوا أنهم كانوا يتلقون كوبًا متواضعًا من حساء العدس، حوالي 200 مل، يوميًا. كانت هذه الإعاشة توفر حوالي 10% من السعرات الحرارية اللازمة للحفاظ على وزن الجسم. لذلك أصابهم الهزال بسرعة.
إلى جانب الانهيار الجسدي، كان المعتقلون محطمين نفسياً أيضاً. بعد أن حوصروا في مكان ضيق – وعدم وجود مساحة للتحرك – أصبح العديد منهم صامتين تقريبًا بسبب صدمة وجودهم. يقول خبراء الفظائع إن حجم موقع الدفن المؤقت غير مسبوق من حيث الحرب السودانية المستمرة. حتى الآن، لم يقترب أي شيء من حجمه.
تقول مصادر عسكرية فحصت الموقع إنه تم تحديد مكان كل جثة بكتلة خرسانية كشاهد قبر. عدد من القبور محاطة بما لا يقل عن 10 كتل خرسانية.
حثّ جان بابتيست غالوبين، من هيومن رايتس ووتش، الجيش السوداني على منح "وصول غير مقيد" للمراقبين المستقلين، بما في ذلك الأمم المتحدة، لجمع الأدلة. تعكس تجارب المعتقلين أيضًا الحرب الأوسع نطاقًا. منذ البداية، اتسم الصراع في السودان بهجمات ذات دوافع عرقية، وأفاد المعتقلون بتعرضهم لإساءات عنصرية في مركز التعذيب.
يقول الشيخ: "لقد تعرضوا للإساءة العنصرية كثيرًا. لقد عانوا من التحرش اللفظي والعنصرية". تم الاستهزاء بهم جميعًا على أنهم ينتمون إلى "دولة 56" في إشارة إلى العام الذي حصلت فيه السودان على استقلالها، وهو هيكل قال حراس قوات الدعم السريع للسجناء إنهم يريدون "تدميره".
ومما يؤكد بؤس وضعهم حقيقة أن جميعهم احتُجزوا على ما يبدو لأسباب بسيطة وتعسفية.
وحسب ما ورد، احتُجز معظمهم بعد منع قوات الدعم السريع من نهب منازلهم. ويقول الشيخ إن البعض اعتُقل بعد رفضه تسليم هاتفه الذكي. وعلى الرغم من أن جميع الذين عُثر عليهم في المركز كانوا من المدنيين، إلا أنه خلال الزيارة عثرت الغارديان أيضًا على العديد من بطاقات الهوية العسكرية السودانية الرسمية بين الحطام في أرضية المنشأة.
وكان من بين الحطام أيضًا علب من الحقن وعلب أدوية مهملة، بعضها يمكن أن يجعل المستخدمين يشعرون بالدوار والنعاس. وتعتقد مصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع ربما استخدمت المخدرات للهروب من الواقع الرتيب لواجب الحراسة. وهو ادعاء تؤكده التقارير المتكررة عن مقاتلي قوات الدعم السريع المخدرين، فضلاً عن اكتشاف حديث على بعد ثمانية كيلومترات جنوب مركز التعذيب.
قبل عدة أسابيع، وبالقرب من مصفاة النفط الرئيسية في السودان، عثر ضباط مخابرات الجيش السوداني على مصنع على نطاق صناعي ينتج عقار الكبتاغون المحظور، قادر على إنتاج 100 ألف حبة في الساعة. وتم العثور على دليل على أن الأمفيتامين كان يستخدم محليًا ويُهرب إلى الخارج.
يثير اكتشاف مركز التعذيب التابع لقوات الدعم السريع ومصنع الكبتاغون القريب على نطاق واسع مقارنات غير مواتية مع سوريا، التي حولها رئيسها السابق بشار الأسد إلى أكبر دولة مخدرات في العالم. وبالمثل، يبدو أن الاكتشافات المروعة في القاعدة العسكرية شمال الخرطوم هي جزء من شبكة من مراكز التعذيب التابعة لقوات الدعم السريع حول العاصمة.
وقالت مصادر عسكرية إنهم عثروا مؤخرا على مركز آخر في جنوب الخرطوم. وهناك، كان المصريون من بين الذين تعرضوا للتعذيب، وبعضهم حتى الموت.
ومع اشتداد المعركة من أجل العاصمة ومع إحراز الجيش – المتهم نفسه بجرائم حرب وانتهاكات لا حصر لها – تقدمًا مطردًا ضد عدوه اللدود، فإن المزيد من الاكتشافات المروعة أمر لا مفر منه. ببطء، وبشكل صادم، سيظهر الحجم الحقيقي لأسرار السودان الرهيبة.