أميركا تُريد إنهاء الحرب... هل تُعطي مقابلاً لـحزب الله؟
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
في الزيارة الأخيرة التي قام بها الموفد الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين إلى لبنان، تبيّن أنّ همّ إدارة الرئيس جو بايدن، هو العمل بكلّ قوّة على عدم توسّع رقعة الحرب الدائرة في غزة، إلى لبنان. وهذا الأمر أصبح واضحاً بحسب العديد من المراقبين للوضع الأمنيّ، بعد فشل التوصّل لاتّفاق بين الحكومة الإسرائيليّة والفصائل الفلسطينيّة، برعاية قطريّة ومصريّة وأميركيّة، وسط خشية واشنطن من تمدّد النزاع إلى أبعد من الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة.
وحاليّاً، هناك تهديدات إسرائيليّة متزايدة للبنان و"حزب الله"، لإبعاد مقاتلي "المقاومة الإسلاميّة" إلى شمال الليطاني، كيّ يعود المستوطنون إلى مدنهم وقراهم. واللافت أنّ هوكشتاين في الزيارة الأخيرة إلى لبنان، قدّم سلّة من الإقتراحات، ليست متعلّقة فقط بوقف إطلاق النار في الجنوب، وإنمّا بإيجاد طريقة فعالة لتطبيق القرار 1701 من الجانبين اللبنانيّ والإسرائيليّ، إضافة إلى حلّ ملف رئاسة الجمهوريّة.
وفي هذا السياق، أعلن نائب الأمين العامّ لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عن تشدّد محور "الممانعة" أكثر بترشّيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيّة، ما رأى فيه البعض أنّه رسالة إلى الداخل والخارج، عن رفض المبادرات التي تُطرح، وخصوصاً بما يتعلّق بانتخاب رئيس وسطيّ، لا يحمي "ظهر المقاومة".
ولأنّ الإدارة الأميركيّة أمست مقتنعة بأنّ أيّ هدنة في غزة لن يتأثّر فيها بالضرورة لبنان، وقد يستمرّ القصف المتبادل بين "حزب الله" وإسرائيل، وهذا ما حذّر منه هوكشتاين بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، يبدو أنّ الموفد الأميركيّ حمل معه بعض المقترحات، التي يُمكن أنّ تكون مكاسب لـ"الثنائيّ الشيعيّ"، مثل انسحاب مقاتلي "الحزب" بعض الكيلومترات عن الحدود الجنوبيّة، مقابل وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيليّ، ودعم مرشّح "الممانعة" لرئاسة الجمهوريّة.
ويقول مراقبون إنّ الإدارة الأميركيّة لم تعدّ تُسيطر على "جنون" رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو، والأخير عازمٌ على الدخول إلى مدينة رفح، للتخلّص من تهديد "حماس"، ما سيضع المنطقة على فوهة بركان مُتفجّر، وإشتداد المواجهات في جنوب لبنان.
ويُشير المراقبون إلى أنّ هوكشتاين يُريد إراحة الإسرائيليين بأيّ ثمن، حتّى لو تطلب الأمر من إدارته في واشنطن، تقديم تنازلات سياسيّة لـ"حزب الله"، فالوضع في الجنوب قد يبقى متوتّراً لأشهر عديدة، وهناك مخاوف أميركيّة جديّة من أيّ هفوة من قبل "الحزب" أو إسرائيل، تُعطي الذريعة لأحدهما بتوسيع المعارك.
وكما يبدو الآن، فإنّه من الصعب التوصّل لهدنة في غزة، وحتّى لو اتّفقت "حماس" وإسرائيل برعاية خارجيّة في وقتٍ لاحقٍ، فإنّ هذا لا يعني وفق المراقبين أنّ الحرب ستنتهي، فتل أبيب تُريد تحقيق كامل الأهداف التي وضعتها، ونتنياهو لا يُصغي إلى التحذيرات الغربيّة الداعية إلى عدم الهجوم على رفح، ولا يزال ينوي جرّ أطراف أخرى إلى النزاع وفتح جبهات جديدة، كيّ يبقى على رأس السلطة السياسيّة.
ويقول المراقبون إنّ واشنطن أصبحت تفصل بين ملفيّ غزة ولبنان، وهي تعمل من جهّة على تقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن جهّة ثانيّة، تبحث عن إيجاد حلولٍ لإبعاد "حزب الله" عن الحرب، إذا استمرّت المعارك في غزة.
ويوضح المراقبون أنّ هوكشتاين حائر بين موقف لبنان الرسميّ الداعي لقيام إسرائيل بتطبيق القرار 1701، وبين شرط "حزب الله" بوقف الحرب في غزة وتوقّف العدوّ عن قصف المناطق الجنوبيّة، كيّ يتقيّد بأيّ إتّفاق تهدئة. ويُتابع المراقبون أنّ المعارضة النيابيّة التقت بالموفد الأميركيّ، وشرحت له وجهة نظرها، وأهميّة عدم إعطاء "الحزب" ما يُعزّز دوره في الداخل، على حساب السيادة اللبنانيّة، فإذا قدّمت واشنطن تنازلات سياسيّة لـ"الممانعين"، فإنّه هذا الأمر يتعارض مع المواقف الأميركيّة السابقة.
وبانتظار الردّ الإسرائيليّ على المقترحات التي سمعها هوكشتاين في لبنان، من الواضح أنّ هناك رغبة أميركيّة بإعادة الهدوء والإستقرار إلى المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة، وهذا لا يتحقّق من دون أنّ تضمن واشنطن مكاسب لكلّ من "حزب الله" وإسرائيل، على حدٍّ سواء. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجنوبی ة حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: على أميركا التحرك لوقف الإبادة الجماعية في السودان
حذرت صحيفة واشنطن بوست -في افتتاحية لها- من تكرار تقاعس الولايات المتحدة عن التحرك في وجه الفظائع الجماعية، كما حدث قبل 50 عاما عندما تجاهلت الإبادة الجماعية التي ارتكبها "الخمير الحمر" في كمبوديا.
ودعت الصحيفة إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف المأساة الإنسانية الجارية في السودان، التي وصفتها بأنها الأسوأ في العالم حاليا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مستوطن سابق يشرح أسباب رفضه الخدمة في الجيش الإسرائيليlist 2 of 2كاتب أميركي: روسيا تتفوق على الغرب بالمعركة الإعلامية في أفريقياend of listوأوضحت أنه يوم 15 أبريل/نيسان، دخلت الحرب الأهلية السودانية عامها الثالث، حيث خلّفت حتى الآن نحو 150 ألف قتيل وأكثر من 12 مليون نازح.
ولفتت الانتباه إلى أن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد أعلنت رسميا أن ما يحدث في إقليم دارفور يشكل إبادة جماعية، في ضوء عمليات القتل الممنهج والعنف الجنسي ضد جماعة قبيلة المساليت في غرب دارفور
وأضافت أن الوزارة قد حددت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بأنها مرتكبة لهذه الفظائع، مؤكدة ما سبق أن أعلنته إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
إعلانوترى الصحيفة أن إعلان وجود إبادة جماعية ليس كافيا، بل ينبغي اتخاذ خطوات عاجلة على الأرض. وتُشير إلى التشابه المقلق بين الوضع الحالي في السودان والصمت الدولي الذي رافق مجازر كمبوديا في السبعينيات.
وقالت إن الولايات المتحدة تجاهلت آنذاك تقارير تؤكد الإعدامات الجماعية في كمبوديا، رغم توفر الأدلة، وذلك بسبب انسحاب القوات الأميركية المحرج من فيتنام.
تهديد وحدة السودانواليوم، تقول واشنطن بوست إن المأساة تتكرر في السودان نتيجة الصراع على السلطة. وبينما استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم مؤخرا، أقام حميدتي معقلا في الغرب وأعلن حكومة موازية، مما يهدد بتقسيم البلاد ويزيد من عمليات القتل العرقي.
وتوضح الافتتاحية أن تعقيد الصراع السوداني يعود إلى تشابك المصالح الإقليمية، ورغم هذا التعقيد، فإن الصحيفة تحذر من أن تجاهل المأساة سيكون خطأً أخلاقيا وإستراتيجيا.
ما يجب أن يفعله ترامب
وتقترح الصحيفة أن تتجنب واشنطن التدخل العسكري المباشر، لكنها تستطيع الضغط دبلوماسيا من خلال وقف مبيعات الأسلحة للداعمين الإقليميين لحميدتي، وفرض عقوبات، وتعيين مبعوث خاص لتحريك جهود السلام.
وتختم الصحيفة بأن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعي إلى ترسيخ صورته بوصفه صانع سلام أن يجعل السودان أولوية. فبمساعدة جهود إنهاء الحرب، يمكنه المساهمة في وقف الإبادة الجماعية وتخفيف معاناة ملايين السودانيين.