قارب شهر شعبان على الانتهاء، وبدأت نسائم شهر رمضان تعطر الدنيا، وفي هذا السياق يتساءل الكثيرين: ماذا كان يفعل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان استعدادا لاستقبال رمضان؟

شهر عظيم ومبارك

وحول هذا، يقول الدكتور شوقي علام، مفتي الجموهرية: إن سيدنا النبي صلَّى الله عليه وسلم، قد خطب في آخر يومٍ من أيام شعبان، فقال: يا أيها الناس، قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مباركٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضةً، وقيامَ ليله تطوعًا، مَن تَقَرَّبَ فيه بخصلةٍ من الخير كان كمن أدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أدَّى فريضةً فيه كان كمن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يُزَادُ فيه رزق المؤمن، مَن فَطَّرَ فيه صائمًا كان له مغفرةً لذنوبه وعِتْقَ رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيءٌ.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن على المسلم وهو يستقبل شهر رمضان أن يحاسب نفسه ويتدبَّر أحوالَه ويُطهِّر قلبَه ممَّا ألمَّ به من شواغل.

وتابع فضيلة المفتي : إن الله تعالى خصَّ شهر رمضان على سائر الشهور بالتكريم والتشريف، فأنزل فيه القرآن الكريم في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وجعل صيام نهاره أحد أركان شريعة الإسلام، وهو شهر تُضاعف فيه الحسنات، فالحسنة فيه بألف حسنة في غيره، وأداء الفريضة في زمانه تعدل سبعين فريضة فيما سواه.

هلال رمضان 2024

وأضاف: على المسلم أن يبدأ استقبال شهر رمضان بشُكر الله تعالى على تجدُّد نِعمه عليه بأن بلَّغه شهر الصيام وهو خالٍ من العوائق التي قد تمنعه من الصيام، مع إظهار الفرحة وتهنئة غيره بقدومه بما يدخل السرور عليه ويشيع الألفة والمحبة، ففي مقام الاستقبال والترحيب بهذا الشهر المبارك يقول النبي صلى الله عليه وسلم، مهنئًا أصحابه ومبشِّرًا أمَّته في آخر أيام من شعبان: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ».

ولفت فضيلة المفتي، إلى أنَّ شهر رمضان من الأشهر العزيزة الكريمة على الله سبحانه وتعالى التي تُغفر فيها الذنوب ويُعتق الإنسانُ فيها من النار، وهو شهر العطاء والمدد الإلهي والتحصين لمن أراد الحصانة.

الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصريةإستعجال قدوم رمضان

وأكَّد فضيلة المفتي، أنَّ شهر رمضان موسم للطاعة، فقد كان سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم يستعجل قدوم رمضان ويدعو الله بقوله: اللهم بلِّغنا رمضان، لأجل استعجال الطاعة، ولم يحرص على استعجال الزمن حرصه على رمضان، لما للشهر الكريم من فضائل وخصوصية. لقد كان المسلمون يستقبلون شهر رمضان بفائق العناية ويولونه أشد الاهتمام، وكانوا يَستعدُّون لمقدمه فرحًا بقدومه، واستبشارًا بفضله، فهو موسم للطاعات والمنافسة للفوز بالرحمات والمغفرة.

ونصح فضيلة مفتي الجمهورية، المسلم بأن يُعدَّ نفسه إعدادًا جيدًا لاستقبال الشهر الكريم ويطهِّر نفسه بالتوبة إلى الله تعالى، لينال الجائزة الكبرى والمغفرة لذنوبه، وألَّا ينفق وقته وعمله في غير طاعة الله حتى لا يرغم أنفه ويخسر المغفرة، وعلى مَن أراد التقرُّب إلى الله أن يسارع من التخلُّص من التَّبعات بردِّ حقوق العباد واستغفار الله عزَّ وجلَّ والندم على ما فات من تقصير في حقِّه عزَّ وجلَّ.

ودعا فضيلة المفتي، المسلمين وهم يستقبلون شهر رمضان أن يحاسبوا أنفسهم ويتدبَّروا أحوالهم، كما أنَّهم وهم يستقبلون رمضان لا بدَّ أن يُطهِّروا قلوبَهم ممَّا ألمَّ بها من شواغل تشغلهم عن ربهم وعن عبادتهم، وأن يُطهِّروا قلوبهم مما ألمَّ بها من أمراض الكراهية والغلِّ والحسد والمشاحنة والبغضاء، متابعًا: ولا يفوت المسلم شكر الله تعالى على نِعَمه عليه التي لا تعدُّ ولا تُحصى، ومن بين تلك النعم أن الله تعالى أنعم عليه بأن أدرك رمضان.

اقرأ أيضاًموعد استطلاع هلال شهر رمضان 2024

«خلي بالك».. موعد تشغيل وغلق المترو والقطار الخفيف في رمضان 2024

كيف تقلع عن التدخين في شهر رمضان؟.. روشتة للتخلص من هذه العادة السيئة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ى الله علیه وسلم فضیلة المفتی الله تعالى شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية ينعى البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية

نعى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 عامًا، مشيدًا بمسيرته الحافلة التي عبّرت عن حضور إنساني مؤثر وسعي دؤوب لتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب والأديان.

البابا تواضروس: بابا الفاتيكان ترك لنا مثالًا في خدمة الإنسانمراسم جديدة لأول مرة .. الفاتيكان يؤكد وجود تغييرات بجنازة البابا فرنسيس

وأكد مفتي الجمهورية، أن البابا فرنسيس كان واحدًا من الرموز الدينية العالمية التي كرّست حياتها لترسيخ ثقافة السلام، وتعزيز قيم التفاهم والتسامح، ومدّ جسور المحبة بين أتباع الأديان، في إطار من الحوار الجاد والمسؤول، وكان صوتًا حاضرًا في الدفاع عن الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية في مختلف المحافل، وأن مواقفه ستظل محفورة في ذاكرة الضمير الإنساني.

وتقدَّم مفتي الجمهورية، بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الراحل وإلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم، داعيًا أن تتواصل الجهود المخلصة لبناء عالم يسوده السلام والرحمة والتفاهم بين الشعوب.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: العلاقة بين العلم والدين "علاقة تعاضد وتكامل "والتعارض بين العلم والوحي وهمٌ
  • هل يجوز أداء قيام الليل بعد صلاة العشاء مباشرة.. أمين الفتوى يوضح
  • مفتي الجمهورية: «الإسلام والعلم يحققان التكامل وليسا في صراع»
  • ماذا يفعل من نسي إخراج الزكاة عن ماله لسنوات؟.. الإفتاء تجيب
  • جامعة الزقازيق تستضيف مفتي الجمهورية في ندوة توعوية حول العلاقة بين العلم والدين
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا من جيبوتي
  • مفتي الجمهورية: برامج خاصة لتدريب الأئمة والمفتين في جيبوتي.. صور
  • مفتي الجمهورية ينعى البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية
  • مفتي الجمهورية يكتب: عَرَضٌ يَزُولُ وَيَبْقَى الإِمَام الطيب
  • مفتي الجمهورية يستقبل رئيس القابضة للمياه الشرب