تساءلت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها عن جدوى خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن ببناء رصيف مؤقت مقابل شاطئ غزة من أجل تسريع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي تحاصره "إسرائيل".

وقالت الصحيفة إن أهم عيب في الرصيف المؤقت يتعلق بمن سيوزع المساعدات. ونقل عن رئيس مجموعة اللاجئين الدولية جوليان بورغر قوله "أنت بحاجة لسائقين وشاحنات ونظام توزيع وهذه أمور غير موجودة".



ووصف بورغر خطة الرصيف العائم قرب شاطئ غزة بأنها جريئة وتشبه موانئ مالبيري التي أنشئت في يوم الإنزال "دي داي" في نورماندي أثناء الحرب العالمية الثانية، لكن هناك قلق كبير حو الخطة التي قد تكون قليلة ومتأخرة للفلسطينيين الذين يواجهون الجوع.


وقال زياد عيسى، مدير السياسة في منظمة "أكشن إيد" "عندما نتحدث عن طريق البحر، فأنت تتحدث عن أسابيع لإنشائه ونحن نتحدث عن شعب يجوع الآن. وشاهدنا أطفالا يموتون من الجوع". وقدم المسؤولون الأمريكيون الخطة بأن واشنطن قررت القيادة و "عدم انتظار الإسرائيليين"، لكن الإسرائيليين سيكون لهم رأي في طريقة توزيع المواد الإنسانية، وبخاصة في شمال القطاع حيث بات تهديد المجاعة محتوما. وسيكون هناك مفتشون إسرائيليون في ميناء لارنكا القبرصي لتفتيش المساعدات الذاهبة إلى غزة، مما يمنح إسرائيل أداة تستطيع منها تنظيم تدفق المواد الإنسانية باسم التدقيق الأمني.

وربما وجدت "إسرائيل" صعوبة في التدخل المباشر عندما تتعامل مباشرة مع ضباط المساعدات اللوجيستية الأمريكيين وليس مسؤولي إغاثة، إلا أن هناك عدة طرق تتمكن من خلالها الحكومة الإسرائيلية التي تضم وزراء متطرفون من لعب دور المعطل.

ويقول عيسى: "يقول الناس إن هذه عملية معقدة مع أنها بسيطة" فـ "إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة".

وسيشارك في بناء الرصيف العائم قبالة شاطئ غزة، مهندسون في الجيش الأمريكي حيث سيتم تفريغ حمولة السفن المحملة بالمواد الإنسانية من ميناء لارنكا، وبناء جسر لنقلها إلى شاطئ غزة.

والسؤال هو عما بعد؟ فمعظم سكان القطاع النازحين لا يتركزون على الشاطئ. وتساءل جيرمي كونيندك، المسؤول البارز السابق في شؤون المساعدات بإدارة بايدن ويعمل حاليا مديرا لمنظمة "اللاجئين الدولية" "من سيقوم بتوزيعها؟"، مشيرا إلى أنه لا وجود تقريبا لمنظمات الإغاثة في شمال غزة. و"لأن الإسرائيليين طلبوا من الجميع المغادرة ويقومون بتقييد الدخول إلى الشمال منذ ذلك الوقت".

ويرى كونيندك إن الممر البحري للمساعدات "لن يحل مشكلة التدخل الإسرائيلي، وبدلا من أن تكون المشكلة عند نقطة الدخول فستكون في مرحلة التوزيع"، مضيفا أنه لا يوجد هناك نظام توزيع ولا سائقين أو شاحنات. وبعبارات قصيرة، فالخطة قد تنتهي بقيام المجتمعات قرب الشاطئ توزيع المساعدات بين أنفسهم. ولا يحتاج توزيع شاحنات وسائقين بل نوع من الأمن حيث وصل اليأس مرحلة عالية وانتشر النهب.


وقام الجيش الإسرائيلي بمرافقة بعض قوافل الإغاثة إلا أن محاولة إيصال المساعدات إلى مدينة غزة في 29 شباط/فبراير انتهت بمقتل 115 شخصا بعدما فتح الجنود الإسرائيليون النار على السكان الذين سارعوا للحصول على الطعام من الشاحنات. وزعم الجيش الإسرائيلي أن معظم الضحايا جاء بسبب التدافع لكن الأمم المتحدة والأطباء قالوا إن غالبية الجرحى الذين وصلوا للمستشفى عانوا من إصابات بالرصاص. وعلق كونيندك "حتى لو كان هناك وقف إطلاق النار، فستكون الفترة الأولى فوضوية لأن الجهاز الأمني الذي كان موجودا قد انهار، وتوزعت بين القبائل وقادة المجتمعات الذين كانوا يقدمون تأكيدات وأمنا" و"مما شاهدناه في الأسبوع الماضي فالجيش الإسرائيلي ليس ضامنا يوثق به لتوفير الأمن". وقال: "الأمر صعب وأعتقد أن الأمر يستحق المحاولة" و"أعتقد أنهم سيبحثون عن طرق أثناء العمل، وهذا مفهوم وأنا مع أي شيء يساعد في هذه المرحلة" و"لكن علينا أن نكون واقعيين بشأن ما هو ضروري وملح بعد خمسة أشهر من تقييد الجيش الإسرائيلي الدخول إلى الشمال وخمسة أشهر من تدمير القدرات الإنسانية للقطاع" و"بصراحة تسامحت الولايات المتحدة مع هذا وخلال الخمسة أشهر الماضية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن غزة المساعدات غزة مساعدات بايدن تجويع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی شاطئ غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام العدو: اتفاق غزة لا يحقّق الهدفين الذين وضعتهما “إسرائيل” للحرب

 

الثورة نت/..

كشفت المراسلة العسكرية ليلاخ شوفال، لـ”القناة 12″ الصهيونية، اليوم الخميس، إنّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يضمن تحقيق الهدفين الذين وضعتهما “إسرائيل” لنفسها كالقضاء على حماس واستعادة الأسرى.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان شوفال اوضحت، أنّه “لا يزال هناك عشرات الأسرى الإسرائيليين، وليس واضحا كيف وإذا ما كانت ستستمر الى المرحلة الثانية، وحماس في ظل غياب بديل آخر ما تزال المنظمة الحاكمة في القطاع، بل وعلى العكس يحررون لها قيادة جديدة من داخل السجون الإسرائيلية الى قطاع غزة”.

من جانبه رأى الصحفي في “يديعوت أحرونوت”، آفي يسسخاروف أنّ هذا اتفاق سيئ لـ”إسرائيل”، وعلّل ذلك قائلاً إنّه “بالرغم من تعرّض شبكة الأنفاق التابعة لحماس لأضرار جسيمة، فإن هذه الشبكة ما زالت تعمل بدرجة كبيرة. كما أن قدرات الإدارة والسيطرة المدنية لحماس نجت”.

بدورها لفتت سارة كوهين في مقال في صحيفة “إسرائيل اليوم”، إلى أنّه “بعد 15 شهراً من القتال، لا تزال حماس على قيد الحياة، تتنفس، وتنشط، وتفاوضنا على المطالب”.
من جهته اعتبر ضابط في قيادة المنطقة الجنوبية بـ “الجيش”، في حديث مع مراسل “قناة 14” الإسرائيلية، أنّ “كل ما فعلناه في الحرب سيذهب هباءً”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن ضابط ميداني في “الجيش” الإسرائيلي، شارك في القتال في غزة، أنّه “لا يمكن خلال سنة واحدة القضاء على جيش تم إنشاؤه وبناؤه على مدار 15‑20 عامًا”.
من جهته، كتب يوآف زيتون، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنّه “لا تزال حماس تمتلك عشرات الكيلومترات من الأنفاق التي لم يتمكن الجيش الإسرائيلي حتى الآن من كشفها في قطاع غزة”.
ويوم الأربعاء، قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّه في “عام 2023، صرّح نتنياهو أنه لن يكون هناك وجود لحركة حماس في غزة، وبحلول عام 2025، أشار نتنياهو إلى أنهم ينتظرون رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار”.

مقالات مشابهة

  • تأمين مساعدات غزة مشكلة قد تستمر بعد وقف إطلاق النار
  • ترامب يهاجم بايدن على خلفية اتفاق غزة.. لو لم نتدخل لما كان هناك صفقة
  • أبرز أسرى صفقة شاليط الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم
  • إسرائيل تفرج عن جميع المستوطنين الذين نفذوا اعتداءات بالضفة
  • إعلام العدو: اتفاق غزة لا يحقّق الهدفين الذين وضعتهما “إسرائيل” للحرب
  • مصر قائدة الجهود الإنسانية لإغاثة غزة في مواجهة عدوان إسرائيل: قدمت 87‎%‎ من المساعدات
  • الأمم المتحدة: ملتزمون بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة
  • بايدن: الفترة القادمة ستشهد طفرة في إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • بايدن: مصممون على إعادة كل الرهائن وتوسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الغارديان: إسرائيل تعترف باستخدام جنودها لسيارة إسعاف لمداهمة مخيم للاجئين