كشفت أسيرة محررة من شمال مدينة غزة، عن فظائع يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسيرات التي جرى اعتقالهن، خلال العدوان المستمر على قطاع غزة لليوم الـ154 على التوالي.

وروت المحرر فاطمة طمبورة والتي أفرج عنها الاحتلال قبل أيام، تفاصيل اعتقالها وتعرضها للتفتيش العاري، والتحرش الجسدي عدة مرات.

وتقول طمبورة، وهي تستذكر يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي: "اعتقلنا من مدرسة عمرو بن العاص، بعد اقتحامها من الجيش الإسرائيلي وآلياته العسكرية، أخرجوا الجميع من الغرف الصفية، تحت التهديد، وجمعونا في ساحة المدرسة".



وتضيف لوكالة الأناضول: "فصلوا الرجال عن النساء والأطفال وأجبروهم على خلع ملابسهم والبقاء بالملابس الداخلية وأخرجونا جميعًا من المدرسة على دفعات سيرًا على الاقدام باتجاه مسجد التقوى في حي الشيخ رضوان".

ووفق طمبورة، وصل المعتقلون والمعتقلات إلى مسجد التقوى، وكانت معالم المنطقة قد اختلفت بفعل أعمال الجيش في المنطقة، من بناء سواتر ترابية وحفر مناطق منخفضة لوضع المعتقلين فيها.

تعرية ملابس
وتبين أن الجيش طلب من الجميع الدخول إلى المسجد لإجراء عمليات تحقيق وتفتيش، والبعض كان يطلب منه الجنود التوجه إلى الدبابات والآليات العسكرية لاعتقاله فورا.

وتوضح أن أولادها كانوا موجودين برفقتها أثناء السير، حتى قام الجيش الإسرائيلي بمطالبة زوجها بالدخول إلى المسجد وهو عار، ومن ثم استدعاني الجنود وطلبوا مني إحضار هويتي الشخصية والدخول للمسجد دون أولادي.

وتستكمل طمبورة حديثها: "أجبرني السجانون على خلع ملابسي الداخلية بالكامل أمام الجنود، رغم أنني أمر بفترة الدورة الشهرية، ونزعوا حجابي بالقوة، وقاموا بفحصي عبر جهاز الكتروني بطريقة مسيئة ووضعوه في مناطق حساسة في جسدي".


وتتابع: "بعد انتهاء التفتيش ارتديت ملابسي وأخرجني الجنود من المسجد ووضعوا الأصفاد في يدي والعصبة على عيني وتم سحبي إلى الجيب العسكري بطريقة عنيفة، وحينها طلبت من الجنود معرفة مصير زوجي وأولادي فصرخ أحدهم في وجهي طالبًا مني الصمت وتنفيذ الأوامر فقط".

ونقلت طمبورة وأخريات إلى سجن عسكري ظهرًا، في أجواء ماطرة وشديدة البرودة، ووصلت السجن في ساعات المساء، وبقيت بداخله 11 يومًا تعرضت خلالها لـ"التعذيب والإهانة والشتم والسحل"، كما قالت.

و"كان الجنود يتعمدون ترك المعتقلات مقيدات الأيدي والأقدام لفترات طويلة، ويقومون بضربهن وتعذيبهن، ونزع حجابهن وملابسهن، واجبارهن على تقبيل علم إسرائيل، أثناء استجوابهن والتحقيق معهن"، وفق طمبورة.

نزع الحجاب
وتقول: "كان يوجهون لنا أسئلة مرتبطة بحركة حماس والمقاومة وعملها العسكري وأسماء شخصيات منها، وكلما أخبرناهم بأننا لا نعرف شيئًا تعرضنا للضرب والتعذيب والسب بكلمات بذيئة".

وتضيف المعتقلة المحررة: "كنا نشعر بالبرد وكانوا يرفضون إعطاءنا الأغطية وكانوا يجبروننا على ارتداء ملابس خفيفة جدا دون ملابس داخلية أسفلها، وكانوا يرفضون السماح لنا بارتداء الحجاب".

ونقلت طمبورة بعد ذلك إلى سجن الدامون قرب مدينة حيفا (شمال) ومكثت بداخله 47 يومًا في ظروف اعتقال صعبة، حيث لم توفر لهم ادارة السجن أي ملابس تقيها برد الشتاء، وكانت المعاملة قاسية وسيئة أيضًا.

و"كان الجنود الإسرائيليون يجبرون المعتقلات على خلع ملابسهن أمام الجميع ويقومون بفحصهن بطريقة لا أخلاقية والتركيز على المناطق الخاصة"، وفق طمبورة.

وتواصل حديثها: "كانوا يهددوننا بالسجن 5 سنوات في حال رفضنا تقديم أي معلومات، وكانت المجندات تتعمد إيقاظنا في منتصف الليل للتنغيص علينا ومنعنا من النوم، ولا يسمحون لنا بالخروج من الغرفة إلا ساعة واحدة لدخول الحمام".


وبعد مرور 47 يومًا على اعتقال طمبورة في سجن الدامون تم ابلاغها بقرار الافراج عنها، وطلب منها تجهيز نفسها للعودة إلى غزة، وقام الجنود بتفتيش المعتقلات المقرر الإفراج عنهم وفحصهم ووضعهم في حافلات، لكن تم نقلهم إلى سجن عسكري آخر.

وتقول طمبورة: "نقلونا الى سجن عنتوت (جنوب) وتركونا هناك في الأجواء الباردة، حيث وصلنا اليه في ساعات المغرب، وكذب الجنود علينا بأننا سنتحرك بعد ساعتين او ثلاثة، حيث تحركنا في منتصف الليل بعد عصب أعيننا وتقييدنا بشدة".

وتوضح أنهن تعرضن للضرب والتعذيب في الحافلة من قبل الجنود الإسرائيليين حتى وصلوا إلى معبر كرم أبو سالم (جنوب غزة) الساعة 9:30 صباحاً وحينها فك الجنود قيودهم والعصب عن أعينهم واخلوا سبيلهن.

وتؤكد أن مندوبين من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تسلموا المعتقلين والمعتقلات المفرج عنهم داخل معبر كرم ابو سالم وتم نقلهم الى مدينة رفح، جنوبي القطاع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات غزة فظائع الاحتلال الأسيرات غزة الاحتلال الحرب الأسيرات فظائع المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اعترافات «الشحرورة».. صباح تروي قصة يوم ميلادها: «زفرات تتبعها لعنات»

استطاعت الشحرورة على مدار مشوار امتد لعقود، أن تمتع جمهورها عبر السينما والغناء، فكانت تتألق أمام أعينهم وتطرب آذانهم في الوقت ذاته، بجانب أن حياتها الشخصية أيضًا كانت مليئة بالجوانب المثيرة والشيقة، والتي كانت تحرص صباح على روايتها بنفسها.

في العدد 80 من مجلة «الكواكب» والصادر بتاريخ 10 فبراير من عام 1953 تحدثت الفنانة الراحلة صباح عن كواليس ميلادها، وكيف أن استقبالها كان غير مرغوب فيه.

تقول الشحرورة: «كان ذلك في فجر يوم 10 نوفمبر 1927، عندما انطلقت زفرات تتبعها لعنات من المنزل الصغير، الذي يقع في الطرف الشمالي من بلدة بدارون، التي تبعد عن بيروت بمسافة 20 كيلو مترا، كان المولود الجديد الذي رأى النور في هذه اللحظة من الفجر الجديد مخيبا لآمال الوالد والأهل والأصدقاء، فقد كان المولود بنتا وكانت الثالثة بعد أن سبقتها إلى الحياة اثنتان».

استقبال غير مرغوب فيه

وتتابع: «كانت الأكف ترتفع والقلوب تضرع أن يأتي ولي العهد يقر عين الأب والأهل والأصدقاء، ولكن الأم الطيبة الحنون وضعت وليدتها الطفلة فى حب، وقالت للمتأففين اللاعنين ودموعها تشق لنفسها طريقا طويلا على خديها (كل اللى يجيبوا ربنا كويس.. نعمة وبركة)، وهكذا استُقبلت أنا صباح استقبالا غير مرغوب فيه».

كما تحدثت صباح عن رد فعل والدها جورج فغالي صاحب محل التجميل، التى قالت إنه كان يضرب كفا بكف، ومصمص شفيته وأدار ظهره لأمها التى ترقد فى إعياء، وتمتم ببضع كلمات مشوهة غير مفهومة ثم خرج.

اسمي جانيت

تواصل الشحرورة لتصف كيف كان حال الأسرة وهم يبحثون عن اسم لها: «بدأت أنزل فى مزايدة الأسماء (فلانة.. علانة)، وفجأة أغلق باب المزايدة عندما جاء رسول من طرف والدي يقول (سموها على اسم مطربة لبنان الكبيرة جانيت)، فقد اختار لي والدي اسمها لكي اسمى به، ويقال فى إحدى الروايات إنه ـ أي والدي ـ لما أدار ظهره وخرج وأيات الغضب والحزن ترتسم على وجهه تناهى إلى سمعه صوت المطربة المحبوبة تغني في حب ودفء، ما هدأ من ثورة أعصابه المنتفضة وأعاد سمات السرور والابتسام إلى وجهه، ولما كان من أشد المغرمين بصوتها فقد أرسل على الفور من ينبئ الجميع بالاسم الذي اختاره للمولودة الجديدة جانيت، ومرت أيام وأسابيع وشهور، واكتمل عام وبضعة شهور وبدأت أعرف أنه يجب على أن التفت لكل من ينادي باسم جانو، اسم الدلع الذى اختاروه لي مقتبسا من اسمي جانيت».

لست جميلة

وخلال المقال الذى كتبته كشفت الشحرورة أيضا عن الشقاوة التي عُرفت بها فى طفولتها، وقالت «حين بدأت أكبر عرفت أني لست جميلة، وتأكدت من ذلك عندما وقفت أمام المرآة، يومها عرفت أني أقل جمالا من شقيقتاي لمياء وجوليت، ولكن كان يعزيني عن ذلك ما كنت أسمعه من أفواه الأهل والأصدقاء (دايما على وشها الابتسامة، دايما وشها بيضحك، عفريتة خالص وشقية، دمها خفيف موت)، وعلى ذكر شقاوتي أذكر أنني فى الرابعة من عمري وضعت الشطة فى عين وفم شقيقتي لمياء، وأنني ألقيت أختي سعاد من الفراندة إلى الأرض، وكنا على علو طابقين وكادت تموت، وأنني تسببت فى إرسال أختي جولييت إلى المستشفى بعد أن نصبت لها كمينا ساذجا فسقطت تتدحرج على درجات سلم المنزل، ورغم أني كنت فى كل مرة أتلقى علقة من والدي شديد المراس، الصعب التفاهم، إلا أنني كنت أتلقاها فى عناد وعزة نفس ورأس مرفوع، فلا يهتز لي رمش أو تدمع لي عين».

مقالات مشابهة

  • خبراء إسرائيليون: حماس تتفنن بشن الحرب النفسية علينا بمشاهد تسليم الأسيرات في غزة
  • كتابات مسيئة للرسول خطها جنود الاحتلال على جدران منازل غزة
  • اعترافات «الشحرورة».. صباح تروي قصة يوم ميلادها: «زفرات تتبعها لعنات»
  • جيش الاحتلال يلغي إجازات الجنود تأهبًا لاستئناف القتال
  • الاحتلال يرفع حالة التأهب ويلغي عطلات الجنود عقب إعلان حماس تأجيل تسليم المحتجزين
  • بعد بيان أبو عبيدة.. جيش الاحتلال يرفع حالة التأهب في غزة ويلغي عطلات الجنود
  • أخطاء شائعة يرتكبها السائقون عند تعبئة الوقود تدمر المحرك
  • بعد الانسحاب من محور نتساريم.. هذا ما تركه جنود الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين
  • بلومبرج: رعب يعيشه جنود الاحتلال عند التفكير في السفر للخارج
  • استشهاد سيدة حامل وجنينها: الاحتلال يوسع عدوانه إلى مخيم نور شمس بطولكرم