الى موقعه الطبيعي والتاريخي ذهب الشارع السنّي في لبنان منذ اللحظة الاولى لمعركة طوفان الاقصى، فاصطف إلى جانب المقاومة الفلسطينية من دون اي تردد، وهذا ما ظهر بشكل علني على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الاحياء والمدن الاساسية، وقد كان هذا التموضع الجديد القديم للسنّة في لبنان قد بدأ يظهر منذ معركة "سيف القدس" لكنه تبلور بشكل أكثر جدية في الاشهر الماضية.



خلال زيارته إلى لبنان تقصدّ الرئيس سعد الحريري الحديث عن الاعتدال وانه يمثل الاعتدال السنّي في لبنان، وهو ما فسره البعض بإعتباره موجهاً ضدّ حماس بشكل او بآخر، ولاعادة إمساك البيئة السنّية المتحمسة للمقاومة الفلسطينية لمنعها من "التكودر" مع التنظيمات الاسلامية حتى لو كانت مثل"حماس" وجناحها العسكري، وحتى لو ان الحريري وتيار المستقبل لم ينف ولم يؤكد المقاصد الحقيقية من التصريح، الا ان الامر طرح عدة اسئلة اشكالية حول الواقع السنّي في لبنان.

يظن البعض ان المملكة العربية السعودية لديها مخاوف فعلية من انتقال السنّة في لبنان ليصبحوا مناصرين فاعلين لحماس او لتنظيمات اخوانية مشابهة، لكن هذا الافتراض لم يكن دقيقاً، فهل من الممكن فعليا ان يتحول السنّة في لبنان بإتجاه الاخوان او حتى حركة حماس؟

يناصر الشارع السنّي حماس كما يناصرها كثر في العالمين العربي والغربي في ظل صراعها مع اسرائيل، لكن من الواضح ان عملية الكودرة التنظيمية او "الادلجة" العقائدية لم تقترب بعد من المجتمع السنّي اللبناني بشكل كبير ولا تزال ضمن معدلاتها السابقة، وهذا دليل على ان المؤسسة الدينية السنّية الرسمية في لبنان تمسك بشكل جيد بالمجتمع السنّي، كما ان الانتماءات السياسية التقليدية داخل البيئة السنّية لا يمكن تجاوزها بسهولة.

وترى مصادر مطلعة أن تأييد السنّة لحماس اليوم ليس تأييداً آنياً بل هو تأييد عابر للانتماءات السياسية للسنّة اللبنانيين، اذ سيستمر هؤلاء بدعم حركات المقاومة الفلسطينية، اسلامية كانت ام قومية او حتى يسارية، وعليه فإن ما يظهر اليوم هو نتيجة المعركة الحاصلة ولا يؤثر على التوجه الفعلي في الشارع السنّي وهذا ما تدركه المملكة العربية السعودية جيداً وتعرف في الوقت نفسه أنها الجهة اكثر قدرة على التأثير على الحواضن الشعبية السنّية في المنطقة ككل.

وتقول المصادر ان جزءا من الشارع السنّي ينتظر عودة الرئيس سعد الحريري الى العمل السياسي في حين ان جزءا آخر تعايش مع غياب الرجل واخذ خيارات اخرى الى جانب قيادات تقليدية اخرى، اما الخاسر الاكبر فهو المجتمع المدني الذي استفاد من غياب المستقبل في الانتخابات الاخيرة غير انه وبسبب موقفه من الحرب في غزة وضع شعبيته السنّي على المحك.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ة فی لبنان السن یة

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية تشتبك مع قوات العدو في مدينة نابلس

الثورة نت/وكالات اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، فجر اليوم السبت، بين مقاومين وقوات العدو الصهيوني، التي اقتحمت مخيم العين غرب نابلس بالضفة الغربية المحتلة . وقالت مصادر محلية أن أصوات إطلاق نار سمعت بشكل متواصل في المخيم. واقتحمت قوات العدو نابلس من جهة حاجز دير شرف. واعتقلت تلك القوات الشاب عبد الرحمن السايح، بعد اقتحام بلدة نابلس القديمة. وقالت سرايا القدس (كتيبة نابلس) “تمكن مقاتلونا برفقة مقاتلي شعبنا، من التصدي لقوات العدو خلال اقتحام مخيم العين، وإمطارها بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة”. وفي الخليل، اقتحمت قوات العدو الصهيوني مدينة يطا جنوب الخليل، وداهمت منازل الأهالي، فيما لم يبلغ عن اعتقالات.

مقالات مشابهة

  • حماس" تنعى الشهيدين "الميناوي" و"أبو عيسى"
  • المقاومة الفلسطينية تفجر 7 آليات للاحتلال في جباليا
  • المقاومة الفلسطينية تشتبك مع قوات العدو في مدينة نابلس
  • مهاجمو الطوفان على اختلاف اتجاهاتهم.. ما دوافعهم وبماذا يطالبون المقاومة؟
  • نبيل عبد الفتاح: تغيرات حدثت في أيدلوجية حماس أبعدتها عن فكر الإخوان
  • المقاومة الفلسطينية تقضي على 3 جنود للاحتلال في بيت لاهيا
  • مسيرات جماهيرية ووقفات تضامنية حاشدة في حجة تأكيداً على استمرار دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية
  • مآسي من لا علاقة لهم بعمليات حماس وحزب الله
  • حماس: عملية الدهس قرب رام الله رسالة بأن ضربات المقاومة مستمرة
  • حماس: عملية الدهس في رام الله رسالة بليغة على استمرار ضربات المقاومة