الشارع السنّي لا يبدّل قناعاته... مع المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
الى موقعه الطبيعي والتاريخي ذهب الشارع السنّي في لبنان منذ اللحظة الاولى لمعركة طوفان الاقصى، فاصطف إلى جانب المقاومة الفلسطينية من دون اي تردد، وهذا ما ظهر بشكل علني على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الاحياء والمدن الاساسية، وقد كان هذا التموضع الجديد القديم للسنّة في لبنان قد بدأ يظهر منذ معركة "سيف القدس" لكنه تبلور بشكل أكثر جدية في الاشهر الماضية.
خلال زيارته إلى لبنان تقصدّ الرئيس سعد الحريري الحديث عن الاعتدال وانه يمثل الاعتدال السنّي في لبنان، وهو ما فسره البعض بإعتباره موجهاً ضدّ حماس بشكل او بآخر، ولاعادة إمساك البيئة السنّية المتحمسة للمقاومة الفلسطينية لمنعها من "التكودر" مع التنظيمات الاسلامية حتى لو كانت مثل"حماس" وجناحها العسكري، وحتى لو ان الحريري وتيار المستقبل لم ينف ولم يؤكد المقاصد الحقيقية من التصريح، الا ان الامر طرح عدة اسئلة اشكالية حول الواقع السنّي في لبنان.
يظن البعض ان المملكة العربية السعودية لديها مخاوف فعلية من انتقال السنّة في لبنان ليصبحوا مناصرين فاعلين لحماس او لتنظيمات اخوانية مشابهة، لكن هذا الافتراض لم يكن دقيقاً، فهل من الممكن فعليا ان يتحول السنّة في لبنان بإتجاه الاخوان او حتى حركة حماس؟
يناصر الشارع السنّي حماس كما يناصرها كثر في العالمين العربي والغربي في ظل صراعها مع اسرائيل، لكن من الواضح ان عملية الكودرة التنظيمية او "الادلجة" العقائدية لم تقترب بعد من المجتمع السنّي اللبناني بشكل كبير ولا تزال ضمن معدلاتها السابقة، وهذا دليل على ان المؤسسة الدينية السنّية الرسمية في لبنان تمسك بشكل جيد بالمجتمع السنّي، كما ان الانتماءات السياسية التقليدية داخل البيئة السنّية لا يمكن تجاوزها بسهولة.
وترى مصادر مطلعة أن تأييد السنّة لحماس اليوم ليس تأييداً آنياً بل هو تأييد عابر للانتماءات السياسية للسنّة اللبنانيين، اذ سيستمر هؤلاء بدعم حركات المقاومة الفلسطينية، اسلامية كانت ام قومية او حتى يسارية، وعليه فإن ما يظهر اليوم هو نتيجة المعركة الحاصلة ولا يؤثر على التوجه الفعلي في الشارع السنّي وهذا ما تدركه المملكة العربية السعودية جيداً وتعرف في الوقت نفسه أنها الجهة اكثر قدرة على التأثير على الحواضن الشعبية السنّية في المنطقة ككل.
وتقول المصادر ان جزءا من الشارع السنّي ينتظر عودة الرئيس سعد الحريري الى العمل السياسي في حين ان جزءا آخر تعايش مع غياب الرجل واخذ خيارات اخرى الى جانب قيادات تقليدية اخرى، اما الخاسر الاكبر فهو المجتمع المدني الذي استفاد من غياب المستقبل في الانتخابات الاخيرة غير انه وبسبب موقفه من الحرب في غزة وضع شعبيته السنّي على المحك.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ة فی لبنان السن یة
إقرأ أيضاً:
رجّي طلب دعم الاتحاد الأوروبي كي تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية
استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال في زيارة تعارف جرى خلالها عرضٌ للأوضاع في جنوب لبنان والمنطقة.
وطلب الوزير رجّي "دعم ومساندة الاتحاد الأوروبي لكي تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، تطبيقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".
كما بحث الوزير رجّي مع السفيرة دو وال في التحضيرات الجارية لمؤتمر بروكسل- 9 بشأن النازحين السوريين المزمع عقده في شهر آذار المقبل.
وتمنى في هذا الإطار على الاتحاد الأوروبي "تعديل مقاربته لقضية النزوح السوري بعد تغيّر النظام في سوريا"، مُجدِداً تأكيد "ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد أن تحولوا الى نازحين إقتصاديين، فانتفت أسباب وجودهم في لبنان، وباتت الظروف في سوريا تسمح بعودتهم، من خلال مساعدتهم على إعادة بناء قراهم ومدنهم والإستثمار في بناها التحتية وخدماتها".
واستقبل الوزير رجّي سفير روسيا الإتحادية الكسندر روداكوف الذي قدّم له التهنئة لمناسبة توليه منصبه في الحكومة اللبنانية الجديدة، وسلّمه دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو.
وتم أيضاً البحث في تعزيز التعاون والتنسيق بين لبنان وروسيا ضمن إطار المنظمات الدولية.
كما التقى الوزير رجّي ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان أنانديتا فيليبوس في زيارة تعارف، وسفير الجزائر الجديد كمال بوشامة الذي قدّم له نسخة من أوراق اعتماده.